صفحة 1 من 1

الاسرة والامتحانات

مرسل: الثلاثاء مايو 31, 2011 2:19 am
بواسطة عبدالرحمن الرويشد
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوابِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له لايُسأل عما يفعل وهم يُسألون ، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمد عبدالله ورسوله وخيرته من خلقه بعثه الله على حين فترة من الرسل فبلغ الرسالة وأدى الأمانه ونصح الأمه وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.أما بعد :
فيا معاشر المسلمين عامة ويامعاشر الطلاب المقدمين على موسم الامتحانات خاصة أوصيكم بمفتاح العلم والنجاح في الدنيا والأخرة ألا وهو تقوى الله يقول ربكم جلَّ في علاه : {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فمن لم يعلمه الله من ذا الذي يعلمه؟ومن لم يفتح الله عليه فمن ذا الذي يفتح عليه؟.أيها الأحبة في الله هذا موسم الامتحانات على الأبواب فأحببت أن أُسدي نصائح بمناسبة هذا الموسم عل الله أن ينفع بها.أولها:أبدأه بسؤال فأقول كيف لو أن الطالب أصيب بعمى في عينيه على أبواب موسم الامتحان ؟ الكتاب بين يديه ولكنه لايرى!كيف يكون حال والديه وكيف يكون حال الطالب نفسه ترى ما الذي يود أهله تقديمه لتعود لابنهم نعمة البصر؟لكن ألا أنبئكم بما هو أدهى وأمر إنه عمى القلوب نعم قال بذلك عالم غيب السموات والأرض في محكم التنزيل:{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}الحج،أرأيتم كيف أن قوماً عميت قلوبهم فما استطاعوا إدراك أيات الله الواضحات في الكون،فكيف يُدرك من عمي قلبه مسائل العلوم التي تحتاج لفهم عميق،وكم من طالب وطالبه يفتح الكتاب بين يديه ثم لايدري ماذا بين يديه لأن قلبه وعقله قد شُغل بمناظر وقصص رأها فهو دائم التفكير فيها،واعلموا رحمني الله وإياكم أن سبب عمى القلب عياذاً بالله هو تكاثر الذنوب والخطايا عليه حتى يسود فيصبح كالكوز مجخياً،فالعلم نور من الله في قلب المؤمن فإن لمست أخي الطالب أو لمست أخي الأب عدم قدرة الإبن على فهم واستيعاب الدروس فابحث عن علاقته بالله فهي طريق التفوق والنجاح،وقدوتك في ذلك الإمام الشافعي وأبياته المشهورة التي يقول فيها:شكوت إلى وكيع سوء حفظي..فأرشدني إلى ترك المعاصي ..وقال اعلم بأن العلم نور..ونور الله لا يؤتاه عاصي.لكن أقول لمن أسرف على نفسه وأولاده في الذنوب ففقدوا كثيراً من القدرة على الفهم والاستيعاب،لاتقلق فربك كريم وقد جعل لك من هذا الأمر مخرجاً أتدري ماهو؟إنه التوبة النصوح إلى الله فإنها تجلي القلب فيعود أبيض نقياً كما كان،أخبر بذلك نبيك وحبيبك صلوات ربي وسلامه عليه في حديث حُذَيْفَةُ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:(( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ))،ولكن احذر أن تكون توبتك وطاعتك مؤقتة بوقت الامتحانات كمن قال فيه الناظم: صلى وصام لأمر كان يطلبه .. فلما انقضى الأمر لاصلى ولا صام،أوكمن قال الله فيهم:{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}وكم من أب أو أم لايستطيع التوقف عن متابعة المسلسلة اليومية أو القنوات الفضائية فيشغل أبناءه ويكونون هم من يدفعون الثمن،والأعجب من ذلك أنه يلومهم إن أخفقوا ورسبوا ونسي أنه هو السبب الرئيس في ذلك.ثانيها:إن الأخذ بسبل الطاعة وتقوى الله لاتعني ترك بذل الأسباب وبذل الجد والاجتهاد ومن أبرز ما يطلب من الطالب هو الاستعداد المبكر للإمتحانات،أما مايفعله بعض كسالى الطلاب من المذاكرة ليلة الامتحان فهذا أسلوب عقيم فإنه مهما أوتي من قدرات عقلية فإنه يصعب عليه فهم وإدراك ما تعلمه في فصل كامل خلال ليلة واحدة ناهيك عما يترتب على ذلك من السهر والإجهاد،وبالتالي عدم التركيز في إجابة الامتحان.فينبغي للطالب البدء المبكر وتوزيع المواد على الأيام حتى يتسنى له التمكن منها بشكل جيد ويحبذ أن يساعده في ذلك أباه أو أمه إن كانت لديهم المقدرة على ذلك.ثالثها:للمدرسين حيث نأمل منهم أن يتقوا الله في أولاد المؤمنين حين يضعون الأسئلة وأن يدركوا أن الهدف من الامتحان ليس هو تعقيد الطالب وإنما التعرف على مدى إدراكه وفهمه لما حصل ، وأن الله قد خلق البشر بقدرات متفاوته فيراعوا ذلك التفاوت ولا يطلبوا من الجميع أعلى المستويات .