الموظفون وتعطيل مصالح المسلمين
مرسل: الثلاثاء مايو 31, 2011 2:22 am
الحمدلله قاضي الحاجات ومفرج الكربات وعالم غيب الأرض والسموات أحمده سبحانه وأشكره على ألآءه ونعمه السابغات وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وعد المتقين بكرمه نعيم الجنات وتوعد الكافرين والعصاة المعرضين نيراناً يصلونها بعد الممات وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله اختاره ربه وكرمه ورفعه على البريات وختم به النبوة والرسالات فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً . أما بعد : فاعلموا رحمني الله وإياكم أن للتقوى ثمار عظيمة لايغفل عنها إلا غافل يقول جل وعلا:{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} .
أمة الإسلام هناك فئة بدأت تظهر في المجتمع مصابة بأدواء وعلل في شخصيتها،وأخذ المجتمع يعاني من مرارة تقلد مثل هذه الفئات وظائف مهما كانت صغيرة أو تافهة،هذا النموذج من الناس يسعى لأن يُشعر الناس بأهميته ومكانته مع أنه قد لايكون ذا بال ، أو يسعى لأن تكون له أفضال على مسئولين وأهل مكانة ليحققوا له مصالح يرتجيها لديهم ، يريد أن يتسامع الناس عنه ، وهذا في الواقع ماهو إلا نتاج نفس مريضة وإلا صاحب النفس السوية لايسعى لمثل ذلك ولا يفتعله لكن خيره ومساعدته للناس وأفعاله الجميلة هي التي تتحدث عنه .
هذا النموذج سلك طريقاً يحقره الدين والمجتمع ليحقق هدفه الذي ارتضاه لنفسه فأخذ يعقد معاملات المسلمين ومصالحهم مرة بحجة النظام ومرة بحجة الانشغال وكثرة الأعمال ومرة بحجة كذا ..ومرة بحجة كذا..وليس له هدف من ذلك إلا أن يسعى صاحب الحاجة في توسيط الناس إليه ليقضي حاجته أو أن يظل صاحب الحاجة يترجاه فينفخ الشيطان في نفس ذلك المريض من العجب والغرور والكبر حتى إذا شعر أنه صاحب مكانة ومنزلة أخذ يقضي تلك الحاجة بصلف وغرور مع أنها قد تكون حاجة تافهة ، وتعظم المصيبة إن كانت صاحبت الحاجة امرأة فقد يتلذذ الخبيث بصوتها أو بترجيها له أو قد يتمادى عياذاً بالله إلا ما هو أدهى من ذلك مساومتها على عرضها وشرفها ، وهنا أحب أن أقف أمام مشهد يشعر بالمرارة وهو مشهد ذلك الرجل زوجاً كان أو أب أو أخ والذي يرسل النساء في قضاء حوائجه أملاً في أن تقضى بسرعة وفي أسرع وقت متناسياً الأذى الذي تتعرض له هذه المرأة وما قد تتعرض له من الفتن.لكن هذا النموذج من الرجال لايهمه إلا أن تقضى مصلحته مهما كان الثمن !.ونموذج المعطلين لمصالح المسلمين نجده مع الأسف على كافة المستويات فتجد ذلك المدير الذي يعقد قبول الطلاب في مدرسته ليوسط الناس له،وتجد الأستاذ الذي يتشدد على الطلاب ويقتر عليهم في الدرجات حتى يترجاه أهل الطلاب ويوسطون له ليُنجح أبناءهم،وتجد الموظف في الإدارة العامة يعطي المواعيد تلو المواعيد للمراجعين أو يطلب في كل موعد طلب جديد.حتى إذا احتجت لتسجيل رقم لمعاملة ووقعت عند موظف من هذا الصنف وضع المعاملة ووعدك بعد أسبوع أو أكثر .
أيها الأحبة في الله إلى أمثال هؤلاء نقول لهم إن الدولة قد وضعتكم في هذه الوظيفة لتيسروا للناس أمرهم لا لتعرقلوا مصالح الناس فأين الإحساس بالمسئولية والأمانة التي في أعناقكم،نقول لهم إن أنتم عسرتم على المسلمين أمورهم فإن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد دعا عليكم ودعوته عليه الصلاة والسلام مستجابة أخرج الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ قَالَ أَتَيْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَتْ أُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا ((اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ)) وهذا الحديث مع ما يتضمنه من وعيد لمن يشق على عباد الله المؤمنين فيه أيضاً بشرى لمن يسَّر على المسلمين أمورهم،فلكل من شق على المسلمين نقول له أبشر بمشقة من عند الله يسلطها عليك ولكل من يسر على المسلمين أمورهم نقول له أبشر بتيسير من عند الله لك.وعند أبي داود حديث يقول فيه صلى الله عليه وسلم
(مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وَخَلَّتِهِمْ وَفَقْرِهِمُ احْتَجَبَ اللَّهُ عَنْهُ دُوَ حَاجَتِهِ وَخَلَّتِهِ وَفَقْرِهِ)) وإذا احتجب الله عن حاجة العبد فمن ذا الذي يقضي حوائجه؟ نقول لمن عرقل أمور المسلمين استمع إلى الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه حيث يقول صلى الله عليه وسلم
(االْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) فكم من محتاج يلوذ بك بعد الله في حاجته فهل لك أن تستشعر الأجر الذي تناله عند الله يوم أن تقضي حاجته،كم من الحوائج قضاها لك العظيم دون أن تدري لقضائك حاجات عباده ، كم من كربة فرجها عنك الجليل لكربات سعيت في تفريجها لمراجع .اللهم اجعلنا ممن اختصصتهم بقضاء حوائج عبادك ووففتهم للهدى والتقوى والعمل الصالح والإخلاص والقبول بفضلك يا أرحم الراحمين .
أمة الإسلام هناك فئة بدأت تظهر في المجتمع مصابة بأدواء وعلل في شخصيتها،وأخذ المجتمع يعاني من مرارة تقلد مثل هذه الفئات وظائف مهما كانت صغيرة أو تافهة،هذا النموذج من الناس يسعى لأن يُشعر الناس بأهميته ومكانته مع أنه قد لايكون ذا بال ، أو يسعى لأن تكون له أفضال على مسئولين وأهل مكانة ليحققوا له مصالح يرتجيها لديهم ، يريد أن يتسامع الناس عنه ، وهذا في الواقع ماهو إلا نتاج نفس مريضة وإلا صاحب النفس السوية لايسعى لمثل ذلك ولا يفتعله لكن خيره ومساعدته للناس وأفعاله الجميلة هي التي تتحدث عنه .
هذا النموذج سلك طريقاً يحقره الدين والمجتمع ليحقق هدفه الذي ارتضاه لنفسه فأخذ يعقد معاملات المسلمين ومصالحهم مرة بحجة النظام ومرة بحجة الانشغال وكثرة الأعمال ومرة بحجة كذا ..ومرة بحجة كذا..وليس له هدف من ذلك إلا أن يسعى صاحب الحاجة في توسيط الناس إليه ليقضي حاجته أو أن يظل صاحب الحاجة يترجاه فينفخ الشيطان في نفس ذلك المريض من العجب والغرور والكبر حتى إذا شعر أنه صاحب مكانة ومنزلة أخذ يقضي تلك الحاجة بصلف وغرور مع أنها قد تكون حاجة تافهة ، وتعظم المصيبة إن كانت صاحبت الحاجة امرأة فقد يتلذذ الخبيث بصوتها أو بترجيها له أو قد يتمادى عياذاً بالله إلا ما هو أدهى من ذلك مساومتها على عرضها وشرفها ، وهنا أحب أن أقف أمام مشهد يشعر بالمرارة وهو مشهد ذلك الرجل زوجاً كان أو أب أو أخ والذي يرسل النساء في قضاء حوائجه أملاً في أن تقضى بسرعة وفي أسرع وقت متناسياً الأذى الذي تتعرض له هذه المرأة وما قد تتعرض له من الفتن.لكن هذا النموذج من الرجال لايهمه إلا أن تقضى مصلحته مهما كان الثمن !.ونموذج المعطلين لمصالح المسلمين نجده مع الأسف على كافة المستويات فتجد ذلك المدير الذي يعقد قبول الطلاب في مدرسته ليوسط الناس له،وتجد الأستاذ الذي يتشدد على الطلاب ويقتر عليهم في الدرجات حتى يترجاه أهل الطلاب ويوسطون له ليُنجح أبناءهم،وتجد الموظف في الإدارة العامة يعطي المواعيد تلو المواعيد للمراجعين أو يطلب في كل موعد طلب جديد.حتى إذا احتجت لتسجيل رقم لمعاملة ووقعت عند موظف من هذا الصنف وضع المعاملة ووعدك بعد أسبوع أو أكثر .
أيها الأحبة في الله إلى أمثال هؤلاء نقول لهم إن الدولة قد وضعتكم في هذه الوظيفة لتيسروا للناس أمرهم لا لتعرقلوا مصالح الناس فأين الإحساس بالمسئولية والأمانة التي في أعناقكم،نقول لهم إن أنتم عسرتم على المسلمين أمورهم فإن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد دعا عليكم ودعوته عليه الصلاة والسلام مستجابة أخرج الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ قَالَ أَتَيْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَتْ أُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا ((اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ)) وهذا الحديث مع ما يتضمنه من وعيد لمن يشق على عباد الله المؤمنين فيه أيضاً بشرى لمن يسَّر على المسلمين أمورهم،فلكل من شق على المسلمين نقول له أبشر بمشقة من عند الله يسلطها عليك ولكل من يسر على المسلمين أمورهم نقول له أبشر بتيسير من عند الله لك.وعند أبي داود حديث يقول فيه صلى الله عليه وسلم

