بين الحرية والجمال
مرسل: الاثنين سبتمبر 22, 2008 12:08 am
بين الحرية والجمال
في ظل ما يموج به واقعنا المعاصر ،من اندثار للقيم العظمى والتي لم تكن أبدا بعيدة عن حياتنا ، تظل دائما هناك حاجة ماسة للتذكير بهذه القيم في وقت تعلو فيه أصوات الغوغائية وتهدد باغتيال الأفكار .
قيم كثيرة أمن بها الكثير ولكنى أود أن أركز على قيمتين تدور حول محوريهما معاني عميقة ، تينك القيمتين تظلان وجهين لعملة واحدة .
وليس بالأمر الغريب أن أقول أن هاتين القيمتين قد شكلتا حجر الزاوية في إبداعات المفكرين والأدباء.
وأدلل على ذلك من فكر العقاد ، فقد سعى هذا الرجل إلى التأكيد عليهما في مسعاه التنويري ، وليس بالغريب أن يعتبر كلاهما بمثابة تعريف للأخر ووجهه المتحد في الهوية على السواء، فمن وجهه نظرة والتي أتفق معه فيها تماما أنه لا وجود للجمال دون حرية ، ولا حرية إلا إذا انطوت على الجمال .
والجمال عند العقاد هو النظام الذي تتسق فيه كل العناصر ويصل بينها على نحو يوقع الانسجام في المشاعر والعقول ،ويستجيب لما تنطوي علية هذه المشاعر والعقول من انسجام في الوقت نفسه.هذا الانسجام الذي يصل بين العناصر قانون ثابت في حياة الطبيعة والأحياء ومنتجات الفن على السواء.
ولذلك يرى العقاد الجميل في كل ما ينطوي على الانسجام وكل ما يتحقق به التناغم.
وإذا كانت كلمات التناغم والتناسق والانسجام صفات يقتنص بها العقاد بعض أبعاد الجمال في مفهومة المجرد ، فإن هذه الصفات تقترن بمجموعة أخرى من الصفات ،كالحركة والحيوية.
أما الحرية في فكر العقاد لا تعنى الفوضى أو الضرورة ،إنما تعنى إطلاق سراح الطاقات الخلاقة على النحو الذي يحيل العوائق إلى وسائط ، ويتخذ من الضروريات أدوات للحرية.
وتتحدد بذلك الفكرة الأساسية الذي يحاول العقاد أن يصوغها لنا وهى "أن الكون كله والحياة وهى أعم من الكون في نظره والفن ومنظر الأرض والسماء كلها مظهر للتآلف أو تنازع بين نقيضين دائما: قوى مطلقة وقوانين تحكم هذه القوى المطلقة. وكلما ائتلفت القوى والقوانين اقتربت من السمة الفنية والنظام الجميل الذي يبين بالمادة صفاء الروح ويسبر بالقيود أغوار الحرية. وهذا الائتلاف هو دستور الفن الإلهي المحيط بكل شيء،وهو فلسفة الفلسفات في هذا الوجود ، وسر الجمال الذي هو الحرية.
هذه المقدمة الفلسفية تحمل في طياتها مغزى ما كان يهدف إلية العقاد ،فهو يريد أن يجعل من القانون حرية ، ومن الثورة نظاما ، ومن الواجب شوقا وفرحا .هذه الفلسفة تقوم على وسطية تجمع ما بين قيد القانون وانطلاقة الروح.
وإذا نقلنا هذه الوسطية إلى السياسة فهو يؤكد معنى الدولة من حيث هي القانون وتوثب الإرادة الفردية وانطلاقها العفوي بوصفة الضروري. بمعنى أنه يقرن الحرية السياسية بالموازنة بين القيد الإجتماعى الذي يضبط الملامح المشتركة بين الأفراد ويحدد الواجبات العامة فيما بينهم وبين عفوية الفرد ورغبته في الانطلاق ومبادئه الخلاقة التي تجعل منه القوة المحركة للتاريخ والإبداع.
هذه الصيغ التوفيقية بين الثنائيات المتوترة ليست بعيدة عن مفكرين كثيرين عايشوا تلك الفترة – عصر النهضة والتنوير- ولكنه ينفرد عن هؤلاء بوضع هذه الصيغة في تصور فلسفي متماسك سداه الحرية ولحمته الجمال.
هذه لوحة نحن في أمس الحاجة إلى ضرورة التذكير بها في هذه الأيام التي تهدد بأخطارها الجمال والحرية على السواء.
في ظل ما يموج به واقعنا المعاصر ،من اندثار للقيم العظمى والتي لم تكن أبدا بعيدة عن حياتنا ، تظل دائما هناك حاجة ماسة للتذكير بهذه القيم في وقت تعلو فيه أصوات الغوغائية وتهدد باغتيال الأفكار .
قيم كثيرة أمن بها الكثير ولكنى أود أن أركز على قيمتين تدور حول محوريهما معاني عميقة ، تينك القيمتين تظلان وجهين لعملة واحدة .
وليس بالأمر الغريب أن أقول أن هاتين القيمتين قد شكلتا حجر الزاوية في إبداعات المفكرين والأدباء.
وأدلل على ذلك من فكر العقاد ، فقد سعى هذا الرجل إلى التأكيد عليهما في مسعاه التنويري ، وليس بالغريب أن يعتبر كلاهما بمثابة تعريف للأخر ووجهه المتحد في الهوية على السواء، فمن وجهه نظرة والتي أتفق معه فيها تماما أنه لا وجود للجمال دون حرية ، ولا حرية إلا إذا انطوت على الجمال .
والجمال عند العقاد هو النظام الذي تتسق فيه كل العناصر ويصل بينها على نحو يوقع الانسجام في المشاعر والعقول ،ويستجيب لما تنطوي علية هذه المشاعر والعقول من انسجام في الوقت نفسه.هذا الانسجام الذي يصل بين العناصر قانون ثابت في حياة الطبيعة والأحياء ومنتجات الفن على السواء.
ولذلك يرى العقاد الجميل في كل ما ينطوي على الانسجام وكل ما يتحقق به التناغم.
وإذا كانت كلمات التناغم والتناسق والانسجام صفات يقتنص بها العقاد بعض أبعاد الجمال في مفهومة المجرد ، فإن هذه الصفات تقترن بمجموعة أخرى من الصفات ،كالحركة والحيوية.
أما الحرية في فكر العقاد لا تعنى الفوضى أو الضرورة ،إنما تعنى إطلاق سراح الطاقات الخلاقة على النحو الذي يحيل العوائق إلى وسائط ، ويتخذ من الضروريات أدوات للحرية.
وتتحدد بذلك الفكرة الأساسية الذي يحاول العقاد أن يصوغها لنا وهى "أن الكون كله والحياة وهى أعم من الكون في نظره والفن ومنظر الأرض والسماء كلها مظهر للتآلف أو تنازع بين نقيضين دائما: قوى مطلقة وقوانين تحكم هذه القوى المطلقة. وكلما ائتلفت القوى والقوانين اقتربت من السمة الفنية والنظام الجميل الذي يبين بالمادة صفاء الروح ويسبر بالقيود أغوار الحرية. وهذا الائتلاف هو دستور الفن الإلهي المحيط بكل شيء،وهو فلسفة الفلسفات في هذا الوجود ، وسر الجمال الذي هو الحرية.
هذه المقدمة الفلسفية تحمل في طياتها مغزى ما كان يهدف إلية العقاد ،فهو يريد أن يجعل من القانون حرية ، ومن الثورة نظاما ، ومن الواجب شوقا وفرحا .هذه الفلسفة تقوم على وسطية تجمع ما بين قيد القانون وانطلاقة الروح.
وإذا نقلنا هذه الوسطية إلى السياسة فهو يؤكد معنى الدولة من حيث هي القانون وتوثب الإرادة الفردية وانطلاقها العفوي بوصفة الضروري. بمعنى أنه يقرن الحرية السياسية بالموازنة بين القيد الإجتماعى الذي يضبط الملامح المشتركة بين الأفراد ويحدد الواجبات العامة فيما بينهم وبين عفوية الفرد ورغبته في الانطلاق ومبادئه الخلاقة التي تجعل منه القوة المحركة للتاريخ والإبداع.
هذه الصيغ التوفيقية بين الثنائيات المتوترة ليست بعيدة عن مفكرين كثيرين عايشوا تلك الفترة – عصر النهضة والتنوير- ولكنه ينفرد عن هؤلاء بوضع هذه الصيغة في تصور فلسفي متماسك سداه الحرية ولحمته الجمال.
هذه لوحة نحن في أمس الحاجة إلى ضرورة التذكير بها في هذه الأيام التي تهدد بأخطارها الجمال والحرية على السواء.