صفحة 1 من 1

مشاكل العالم في المُنتدى الدولي (الياباني)

مرسل: الخميس يونيو 02, 2011 1:15 am
بواسطة عبدالله القحطاني8
د. عبدالقادر الفنتوخ

تحدثنا في موضوع سابق عن المُنتدى الاقتصادي الدولي( World Economic Forum) السويسري الذي يعقد لقاءً دولياً سنوياً حول اقتصاديات العالم في (دافوس)، سويسرا؛ ويعقد أيضاً لقاءات أخرى في مُختلف مناطق العالم. وذكرنا أن المُنتدى وصل حالياً إلى سن الأربعين، وأنه في ذروة نشاطه؛ وتحدثنا بشيء من التفصيل عن مُؤتمره الذي عُقد في شهر أكتوبر الماضي (2010) في مراكش، المملكة المغربية، حول اقتصاديات المنطقة العربية. وقد وجدت من خلال اطلاعي على ما يجري في العالم في مجالات العلوم والتقنية أن هناك مُنتدى دولياً يابانياً مُماثلاً للمُنتدى الدولي السويسري، لكنه يُركز بشكل خاص على العلوم والتقنية في المُجتمع (Science and Technology in Society: STS).

تم تأسيس المُنتدى عام 2003م، وهو يعقد منذ ذلك الحين مُؤتمراً سنوياً، كان آخرها حتى الآن مُؤتمره السابع الذي عُقد في كيوتو، اليابان، في شهر أكتوبر الماضي. وقد لفتت نظري القضايا العلمية والتقنية الرئيسة التي طُرحت في المُؤتمر، والتي تُعد من أهم مشاكل العالم، وتحتاج إلى فهم وتنبه وتدبر، وتخطيط للمستقبل ليس على مستوى أمة بعينها، بل على مستوى العالم بأسره. وقد حضر المُؤتمر حوالي (ألف شخص) من المُتخصصين، من (104) دول، ، بينهم أكاديميون ومهنيون ورجال سياسة، وبينهم عدد من الحاصلين على جائزة نوبل، وبلغ عدد المُتحدثين حوالي (150) مُتحدثاً.

طرح المُنتدى خمس قضايا عالمية رئيسة هي: التعليم، والصحة، والبيئة والمُحافظة على الحياة، والطاقة، وتقنيات المعلومات؛ كما قدم موضوعات جانبية أخرى ترتبط بالقضايا الرئيسة من النواحي الإستراتيجية، والسياسية، والاقتصادية. وسوف نلقي الضوء فيما يأتي على بعض معالم كُل من القضايا الرئيسة.

لنبدأ بالقضايا المُرتبطة ارتباطاً مباشراً بالإنسان، أي قضيتي التعليم والصحة. ففي إطار قضية التعليم، ركز المُؤتمر على محاور رئيسة شملت: تطوير دور الجامعات في القرن الحادي والعشرين، والتوجه نحو تعليم العلوم والهندسة، إضافة إلى ضرورة تعزيز التعاون بين القطاعات الأكاديمية والصناعية والحكومية. وفي موضوع الصحة، اهتم المُؤتمر بمُكافحة الأمراض المُعدية، ونوعية الطعام والتغذية، واستخدام العلوم والتقنية، وبالذات تقنيات النانو، في حماية صحة الإنسان وعلاج الأمراض، إضافة إلى حماية صحة كبار السن.

وفيما يتعلق بما يُحيط بالإنسان، أي قضية البيئة والمحافظة على الحياة، طرح المُؤتمر جملة من الموضوعات. وشملت هذه الموضوعات: قضايا المياه، والمناخ، والمُحافظة على التنوع الحيوي والغابات والمحيطات، إضافة إلى الحياة في المدن ومُشكلة التلوث. وفي موضوع الطاقة التي تُعد من أساسيات احتياجات الإنسان، ركز المُؤتمر على أنواع الطاقة التي تشمل النفط والطاقة الناتجة عن التنقيب في الأرض والبحار، والطاقة المُتجددة بما في ذلك الطاقة الشمسية، إضافة إلى الطاقة النووية، وفوائدها من جهة، ومشاكلها من جهة أخرى.

وفي قضية تقنيات المعلومات تطرق المُؤتمر إلى جانبين رئيسين: جانب التقنية ذاتها، وجانب تطبيقاتها وآثارها من جهة أخرى. في جانب التقنية ذاتها، طرح المُؤتمر التطورات الحديثة لهذه التقنية. وفي جانب تطبيقاتها وآثارها اهتم المُؤتمر بالآثار الاقتصادية والاجتماعية لهذه التقنيات، والتحول المهني والاجتماعي الناتج عنها، ودور وسائل الإعلام التي تستخدمها، إضافة إلى مسألة التعامل مع الأخطار التي تواجهها، وكيفية المُحافظة على أمن المعلومات.

إن قضايا العالم سابقة الذكر هي قضايا جميع الدول، بل هي أساساً قضايا كُل إنسان أينما كان. وعلى الإنسان في تعامله معها أن يتمتع بالمعرفة اللازمة والأمانة والسلوك الحسن. فالمعرفة بغير أمانة تبقى ناقصة وربما تكون هدامة، والسلوك بغير معرفة يصبح عشوائيًا وغير منتج. والركض خلف إحدى هذه الصفات، وتجاهل البقية لن يحقق النقلة الحضارية التي نطمح لها، فلابد من أن التعامل مع هذه الصفات بشكل متواز.