ماذا يعني انفتاح ايران على العرب
مرسل: الخميس يونيو 02, 2011 5:42 am
يعتقد كثير من المحللين أن التغير الذي حصل في الخارجية الإيرانية , بإقالة منوشهر متكي وتعين علي اكبر صالحي محله 13 كانون الأول الجاري , هو اقتراب من النهج الإصلاحي , وبالتالي اقتراب من الغرب ومن الولايات المتحدة , تمهيدا لتهدئة الأجواء المتوترة بين إيران والغرب , بشأن الملف النووي الإيراني .
ما يؤكد هذا النهج الإصلاحي تصريحات صالحي الداعية إلى إقامة علاقات ودية مع كل من السعودية وتركيا , أضف إلى ذلك الدعوة التي وجهها الرئيس الإيراني نجاد إلى الملك عبدا لله الثاني لزيارة إيران , تمهيدا لانقشاع الغمامة التي مرت على العلاقات الأردنية ـ الإيرانية , وإقامة علاقات يسودها منطق المصالح المتبادلة أولا , وكذلك أمن المنطقة ثانيا .
بات من المسلم به أن إيران قوة إقليمية كبيرة , انطلاقا من موقعها الجغرافي , وإمكاناتها المادية , والبشرية , وقوتها العسكرية المتنامية , ولاسيما بعد شروعها ببناء مفاعلاتها النووية وتخصيب اليورانيوم بقدرات ذاتية . وعليه فمن مصلحة إيران أن يكون لها وزن مؤثر في المنطقة إلى جانب الدول القوية مثل تركيا والكيان الصهيوني. وهذا هو دأب الدول الطامحة إلى لعب دور في النظام الإقليمي والنظام الدولي .
السؤال الواقعي هو هل من مصلحة العرب أن يلتقوا مع إيران ؟ وما هي حدود التلاقي بين الطرفين, وحدود الافتراق بينهما ؟
للإجابة على السؤال الأول , نقول أن إيران بلد جار للدول العربية , ويتشاطئ مع دول الخليج العربي في مياه الخليج العربي وفي شط العرب . كما أن إيران بلد إسلامي رغم أن غالبية سكانه من مذهب واحد . وعليه فمن المنطقي أن تشارك إيران بأمن المنطقة , وان تشارك العرب المسلمين في مواجهة أعداء الإسلام . وان تقوم علاقات ودية بين الطرفين , كما أن البلاد العربية وإيران متعددة الأجناس والأديان والأقوام , فالحوار بينهما أضمن لمصالحهما .وإلا فان التفكك والانقسام مصيرهما .
أما حدود التلاقي والافتراق بين الطرفين , فهي متباينة , لأنه لا يجمع العرب جامع وحدوي أو تضامني في أدنى الحالات , وعليه فان لإيران علاقات مع الدول العربية تتراوح بين الود , والتصادم , والحذر والخوف , وأحيانا التحدي والمجابهة . وفي المنظور الواقعي فان إيران تشكل تحديا وخطرا على دول الخليج العربي ,نظرا لتدخلها في شؤونها الداخلية من خلال الأقليات الشيعية في هذه البلدان ,كما أن إيران ما زالت تحتل الجزر العربية الثلاث , وترفض أية محادثات بهذا الأمر , أو إحالة القضية إلى التحكيم الدولي .ومما زاد الأمر تعقيدا تلك التصريحات اللامسؤولة من بعض المسئولين الإيرانيين ضد دول الخليج العربي .
أما موقف إيران في العراق فهو أكثر تعقيدا إذ ساهمت بصورة عملية في احتلال العراق من خلال الأحزاب التابعة لها , والتي انطلقت من أراضيها أثناء الغزو الأمريكي عام 2003 . وقد أكدت الوثائق العراقية والدولية أن فرق الموت التابعة للحرس الثوري الإيراني , مثل فيلق القدس ,وبدر وجيش المهدي , قد قتلت مئات الضباط العراقيين وخاصة منهم الطيارين , إضافة إلى عدد كبير من العلماء الذين عملوا في المنشآت العسكرية والطاقة الذرية , والأمر الأشد ايذأ هو زرع الفتنة بين المذاهب الإسلامية في العراق .
وبالمقابل فان إيران لديها هواجس أمنية كبيرة نظرا لتواجد القوات الأجنبية في مياه الخليج العربي , وفي بعض الدول الخليجية حصرا , فهذه القوات تشكل تهديدا لإيران , ولاسيما بخصوص الملف النووي . كما أن السلطة الإيرانية تنشد بسط سلطتها الدينية في العالم الإسلامي, وهو ما يثير مخاوف الدول الإسلامية, وخاصة دول الخليج العربي.
رغم كل هذه الملاحظات فان اللقاء مع إيران مصلحة مشتركة للعرب والإيرانيين , ولكن العرب هم الدول العربية , وكل واحدة منها لها رؤيتها ومخاوفها من إيران , وإذا كانت إيران صادقة في توجهاتها إزاء الدول العربية المحسوبة على خط الاعتدال , فإنها مطالبة بإثبات حسن النية إزاء الذين يرتابون من السياسة الإيرانية , ويعتبرونها خطرا أو تحديا لها . ومن الضروري أن تتفهم أوضاع الدول الخليجية بالذات , لأنها لا تستطيع الطلب من القوات الأجنبية مغادرة مياه الخليج العربي ما دامت الريبة والهواجس مغروسة في أذهان المسئولين في هذه الدول .
وبالمقابل فان الدول العربية لابد أن تكون واضحة في موقفها من الملف النووي الإيراني , فمن حق إيران أن تملك مفاعلات نووية للإغراض السلمية , كما هو من حق العرب امتلاك مفاعلات مماثلة لأغراض الطاقة , وحتى للأغراض العسكرية , ما دام الكيان الصهيوني يمتلك أكثر من 200 رأس نوويه ,وكذلك إعلان موقف صريح برفض أي عدوان على إيران ,من أي جهة كانت .ولابد من التأكيد أن الخطر الأول على العرب والتحدي الحقيقي عليهم هو الكيان الصهيوني وليس إيران , رغم أنها تشكل تحديا للعرب , ومن واجب العرب أن يستجيبوا لهذا التحدي , بالتوجه نحو النهضة والتقدم وإمساك ناصية العلم والتقانة .
من خلال حوار المصالح السياسية والاقتصادية بين العرب والإيرانيين ,على العرب أن لا ينسوا القضايا الخلافية الأنف ذكرها , والإصرار على ضرورة حلها بما يضمن مصالح الطرفين .ويظل القاسم المشترك بينهما هو الوقوف ضد العدو الصهيوني المشترك , والوقوف على قدم المساواة لضمان أمن الخليج العربي , وعدم تمسك إيران بتسمية الخليج بالفارسي , وان تكف عن منهجها الطائفي في العراق , عندها يمكن للحوار أن ينجح وان تسود العلاقات الودية بين الطرفين .
ما يؤكد هذا النهج الإصلاحي تصريحات صالحي الداعية إلى إقامة علاقات ودية مع كل من السعودية وتركيا , أضف إلى ذلك الدعوة التي وجهها الرئيس الإيراني نجاد إلى الملك عبدا لله الثاني لزيارة إيران , تمهيدا لانقشاع الغمامة التي مرت على العلاقات الأردنية ـ الإيرانية , وإقامة علاقات يسودها منطق المصالح المتبادلة أولا , وكذلك أمن المنطقة ثانيا .
بات من المسلم به أن إيران قوة إقليمية كبيرة , انطلاقا من موقعها الجغرافي , وإمكاناتها المادية , والبشرية , وقوتها العسكرية المتنامية , ولاسيما بعد شروعها ببناء مفاعلاتها النووية وتخصيب اليورانيوم بقدرات ذاتية . وعليه فمن مصلحة إيران أن يكون لها وزن مؤثر في المنطقة إلى جانب الدول القوية مثل تركيا والكيان الصهيوني. وهذا هو دأب الدول الطامحة إلى لعب دور في النظام الإقليمي والنظام الدولي .
السؤال الواقعي هو هل من مصلحة العرب أن يلتقوا مع إيران ؟ وما هي حدود التلاقي بين الطرفين, وحدود الافتراق بينهما ؟
للإجابة على السؤال الأول , نقول أن إيران بلد جار للدول العربية , ويتشاطئ مع دول الخليج العربي في مياه الخليج العربي وفي شط العرب . كما أن إيران بلد إسلامي رغم أن غالبية سكانه من مذهب واحد . وعليه فمن المنطقي أن تشارك إيران بأمن المنطقة , وان تشارك العرب المسلمين في مواجهة أعداء الإسلام . وان تقوم علاقات ودية بين الطرفين , كما أن البلاد العربية وإيران متعددة الأجناس والأديان والأقوام , فالحوار بينهما أضمن لمصالحهما .وإلا فان التفكك والانقسام مصيرهما .
أما حدود التلاقي والافتراق بين الطرفين , فهي متباينة , لأنه لا يجمع العرب جامع وحدوي أو تضامني في أدنى الحالات , وعليه فان لإيران علاقات مع الدول العربية تتراوح بين الود , والتصادم , والحذر والخوف , وأحيانا التحدي والمجابهة . وفي المنظور الواقعي فان إيران تشكل تحديا وخطرا على دول الخليج العربي ,نظرا لتدخلها في شؤونها الداخلية من خلال الأقليات الشيعية في هذه البلدان ,كما أن إيران ما زالت تحتل الجزر العربية الثلاث , وترفض أية محادثات بهذا الأمر , أو إحالة القضية إلى التحكيم الدولي .ومما زاد الأمر تعقيدا تلك التصريحات اللامسؤولة من بعض المسئولين الإيرانيين ضد دول الخليج العربي .
أما موقف إيران في العراق فهو أكثر تعقيدا إذ ساهمت بصورة عملية في احتلال العراق من خلال الأحزاب التابعة لها , والتي انطلقت من أراضيها أثناء الغزو الأمريكي عام 2003 . وقد أكدت الوثائق العراقية والدولية أن فرق الموت التابعة للحرس الثوري الإيراني , مثل فيلق القدس ,وبدر وجيش المهدي , قد قتلت مئات الضباط العراقيين وخاصة منهم الطيارين , إضافة إلى عدد كبير من العلماء الذين عملوا في المنشآت العسكرية والطاقة الذرية , والأمر الأشد ايذأ هو زرع الفتنة بين المذاهب الإسلامية في العراق .
وبالمقابل فان إيران لديها هواجس أمنية كبيرة نظرا لتواجد القوات الأجنبية في مياه الخليج العربي , وفي بعض الدول الخليجية حصرا , فهذه القوات تشكل تهديدا لإيران , ولاسيما بخصوص الملف النووي . كما أن السلطة الإيرانية تنشد بسط سلطتها الدينية في العالم الإسلامي, وهو ما يثير مخاوف الدول الإسلامية, وخاصة دول الخليج العربي.
رغم كل هذه الملاحظات فان اللقاء مع إيران مصلحة مشتركة للعرب والإيرانيين , ولكن العرب هم الدول العربية , وكل واحدة منها لها رؤيتها ومخاوفها من إيران , وإذا كانت إيران صادقة في توجهاتها إزاء الدول العربية المحسوبة على خط الاعتدال , فإنها مطالبة بإثبات حسن النية إزاء الذين يرتابون من السياسة الإيرانية , ويعتبرونها خطرا أو تحديا لها . ومن الضروري أن تتفهم أوضاع الدول الخليجية بالذات , لأنها لا تستطيع الطلب من القوات الأجنبية مغادرة مياه الخليج العربي ما دامت الريبة والهواجس مغروسة في أذهان المسئولين في هذه الدول .
وبالمقابل فان الدول العربية لابد أن تكون واضحة في موقفها من الملف النووي الإيراني , فمن حق إيران أن تملك مفاعلات نووية للإغراض السلمية , كما هو من حق العرب امتلاك مفاعلات مماثلة لأغراض الطاقة , وحتى للأغراض العسكرية , ما دام الكيان الصهيوني يمتلك أكثر من 200 رأس نوويه ,وكذلك إعلان موقف صريح برفض أي عدوان على إيران ,من أي جهة كانت .ولابد من التأكيد أن الخطر الأول على العرب والتحدي الحقيقي عليهم هو الكيان الصهيوني وليس إيران , رغم أنها تشكل تحديا للعرب , ومن واجب العرب أن يستجيبوا لهذا التحدي , بالتوجه نحو النهضة والتقدم وإمساك ناصية العلم والتقانة .
من خلال حوار المصالح السياسية والاقتصادية بين العرب والإيرانيين ,على العرب أن لا ينسوا القضايا الخلافية الأنف ذكرها , والإصرار على ضرورة حلها بما يضمن مصالح الطرفين .ويظل القاسم المشترك بينهما هو الوقوف ضد العدو الصهيوني المشترك , والوقوف على قدم المساواة لضمان أمن الخليج العربي , وعدم تمسك إيران بتسمية الخليج بالفارسي , وان تكف عن منهجها الطائفي في العراق , عندها يمكن للحوار أن ينجح وان تسود العلاقات الودية بين الطرفين .