- الخميس يونيو 02, 2011 8:01 pm
#38057
لا أُشكك مطلقاً في دور الانتخابات الحقيقية في العملية الديمقراطية.. ولا أستخف أبدا بانتخاباتنا البلدية - رغم دورها الهامشي في العملية السياسية .. ولكن الواقع يؤكد أن أي عملية انتخابية لا تأتي دون أحداث ساخرة، ونكات لاذعة، وتجاوزات حمقاء (وحق لها ذلك كونها مفتوحة لكل من هب ودب على وجه الأرض) ...
فحين تبدأ الحملات الانتخابية - حتى في الدول الغربية العريقة - لا نسمع غالبا إلا عن حزب أو حزبين هما الأكبر والأكثر شهرة .. ولكن الحقيقة هي أن هناك أحزاباً كثيرة مغمورة (تافهة أو صغيرة) لا تهتم سوى بقضية أو قضيتين لا تشغلان معظم الناس.. فهناك مثلا أحزاب لحماية السلاحف (في ألمانيا) وأخرى لمنع التلوث (في تايلند) وثالثة لردم المستنقعات (في بنغلاديش) ورابعة لطرد الباكستانيين (في انجلترا) وخامسة لإخراج السيارات من المدن (في النمسا)..
وأذكر أن "حزب المعتوهين" تمكن في الانتخابات البريطانية الأخيرة من الفوز بمقعد في المجلس المحلي لمدينة ديفون . وهذا الحزب الفريد لا يقبل في عضويته سوى خريجي المستشفيات العقلية أو "عاقل" يتقدم بأفكار مجنونة. وفي الانتخابات الأخيرة كان ضمن جدوله السياسي تنفيذ ثلاثة مشاريع رئيسية: الأول حفر نفق بين بريطانيا وسويسرا لسرقة المصارف السويسرية.. والثاني سحب القارة القطبية الجنوبية إلى بريطانيا لتوفير المزيد من الأراضي.. والثالث شحن النفايات إلى فرنسا حفاظاً على البيئة !!
أما النائب الإيطالي "امبرتو غاليني" فحول حزبه المغمور (حزب العالم المفتوح) ليفتتح أغرب وكالة سياحية في العالم .. فقد استغل خبرته السياسية وعمله السابق في دائرة الجوازات والهجرة لينشئ وكالة تساعد الأشخاص على الاختفاء إلى الأبد .. فمن كان يريد الهرب من زوجته أو ديون تراكمت عليه - أو أي مسؤوليات تتطلب الاختفاء - فما عليه سوى الذهاب إلى السيد غاليني . فحتى الآن استطاع مساعدة 675 شخصاً على الاختفاء من خلال مكتب ( قانوني جدا) يدعى "مركز المغتربين السعداء".. ويقول غاليني : إن خبرته السابقة ورغبة زملائه السياسيين في الاختفاء عن الناخبين أوحتا اليه بهذه الفكرة . وهو يضع - من مكتبه الرئيسي في ميلانو - مع العميل أنسب طريقة تتيح اختفاءه إلى الأبد من الناحيتين القانونية والاجتماعية .. فقد يرتب له حادث سيارة كاذباً، أو يجري له عملية جراحية في الفلبين أو يفبرك له جنازة تنشر في الصحف - أو حتى يمنحه شخصية رجل متوفى . وأول مهمة قام بها كانت لرجل أعمال أسباني سافر معه إلى الهند وألقى ملابسه في نهر الجانغ هناك . وحين اقتنع البوليس المحلي بوفاته أصدر له شهادة وفاة رسمية ثم هرّبه إلى أمريكا اللاتينية بهوية جديدة وجواز سفر مزور!!
... على أي حال .. رغم كل هذه السخافات تظل الممارسة الديمقراطية أفضل من أي محاولة انقلابية تشبه قصتنا التالية:
فحتى ثمانينيات القرن الماضي كانت الانقلابات السياسية "موضة" شعبية في أمريكا اللاتينية. وفي ذلك الوقت كانت المغنية الأرجنتينية (ايزادور دنكان) قد اشتهرت كمغنية استعراضية في كافة الدول الناطقة بالأسبانية .. وحدث أن دعيت مع فرقتها إلى كولومبيا بدعوى من الرئيس نفسه الذي حضر حفل الافتتاح . وفي الفصل الثاني سمعت جلبة غريبة في المقصورة الرئيسية - وإطلاق رصاص مكتوم - لكنها لم تتوقف عن الأداء. ومع بداية الفصل الثالث لاحظت أن أشخاصا مختلفين يجلسون في مقصورة الرئيس يراقبون استعراضها باهتمام ... وحين انتهت المسرحية سألت مدير المسرح عما حدث فأجابها " لا شيء يا سيدتي ، مجرد انقلاب بسيط تم خلاله إعدام الرئيس" !
فحين تبدأ الحملات الانتخابية - حتى في الدول الغربية العريقة - لا نسمع غالبا إلا عن حزب أو حزبين هما الأكبر والأكثر شهرة .. ولكن الحقيقة هي أن هناك أحزاباً كثيرة مغمورة (تافهة أو صغيرة) لا تهتم سوى بقضية أو قضيتين لا تشغلان معظم الناس.. فهناك مثلا أحزاب لحماية السلاحف (في ألمانيا) وأخرى لمنع التلوث (في تايلند) وثالثة لردم المستنقعات (في بنغلاديش) ورابعة لطرد الباكستانيين (في انجلترا) وخامسة لإخراج السيارات من المدن (في النمسا)..
وأذكر أن "حزب المعتوهين" تمكن في الانتخابات البريطانية الأخيرة من الفوز بمقعد في المجلس المحلي لمدينة ديفون . وهذا الحزب الفريد لا يقبل في عضويته سوى خريجي المستشفيات العقلية أو "عاقل" يتقدم بأفكار مجنونة. وفي الانتخابات الأخيرة كان ضمن جدوله السياسي تنفيذ ثلاثة مشاريع رئيسية: الأول حفر نفق بين بريطانيا وسويسرا لسرقة المصارف السويسرية.. والثاني سحب القارة القطبية الجنوبية إلى بريطانيا لتوفير المزيد من الأراضي.. والثالث شحن النفايات إلى فرنسا حفاظاً على البيئة !!
أما النائب الإيطالي "امبرتو غاليني" فحول حزبه المغمور (حزب العالم المفتوح) ليفتتح أغرب وكالة سياحية في العالم .. فقد استغل خبرته السياسية وعمله السابق في دائرة الجوازات والهجرة لينشئ وكالة تساعد الأشخاص على الاختفاء إلى الأبد .. فمن كان يريد الهرب من زوجته أو ديون تراكمت عليه - أو أي مسؤوليات تتطلب الاختفاء - فما عليه سوى الذهاب إلى السيد غاليني . فحتى الآن استطاع مساعدة 675 شخصاً على الاختفاء من خلال مكتب ( قانوني جدا) يدعى "مركز المغتربين السعداء".. ويقول غاليني : إن خبرته السابقة ورغبة زملائه السياسيين في الاختفاء عن الناخبين أوحتا اليه بهذه الفكرة . وهو يضع - من مكتبه الرئيسي في ميلانو - مع العميل أنسب طريقة تتيح اختفاءه إلى الأبد من الناحيتين القانونية والاجتماعية .. فقد يرتب له حادث سيارة كاذباً، أو يجري له عملية جراحية في الفلبين أو يفبرك له جنازة تنشر في الصحف - أو حتى يمنحه شخصية رجل متوفى . وأول مهمة قام بها كانت لرجل أعمال أسباني سافر معه إلى الهند وألقى ملابسه في نهر الجانغ هناك . وحين اقتنع البوليس المحلي بوفاته أصدر له شهادة وفاة رسمية ثم هرّبه إلى أمريكا اللاتينية بهوية جديدة وجواز سفر مزور!!
... على أي حال .. رغم كل هذه السخافات تظل الممارسة الديمقراطية أفضل من أي محاولة انقلابية تشبه قصتنا التالية:
فحتى ثمانينيات القرن الماضي كانت الانقلابات السياسية "موضة" شعبية في أمريكا اللاتينية. وفي ذلك الوقت كانت المغنية الأرجنتينية (ايزادور دنكان) قد اشتهرت كمغنية استعراضية في كافة الدول الناطقة بالأسبانية .. وحدث أن دعيت مع فرقتها إلى كولومبيا بدعوى من الرئيس نفسه الذي حضر حفل الافتتاح . وفي الفصل الثاني سمعت جلبة غريبة في المقصورة الرئيسية - وإطلاق رصاص مكتوم - لكنها لم تتوقف عن الأداء. ومع بداية الفصل الثالث لاحظت أن أشخاصا مختلفين يجلسون في مقصورة الرئيس يراقبون استعراضها باهتمام ... وحين انتهت المسرحية سألت مدير المسرح عما حدث فأجابها " لا شيء يا سيدتي ، مجرد انقلاب بسيط تم خلاله إعدام الرئيس" !