صفحة 1 من 1

وثيقة نادره للملك عبدالعزيز رحمه الله

مرسل: الجمعة يونيو 03, 2011 6:22 am
بواسطة غنام القريني 11
وثيقة نادرة للملك عبدالعزيز عن عبدالله القصيمي
هذه وثيقة نادرة أتحفني بها أحد الفضلاء طالبًا نشرها ، تُبين موقف الملك عبدالعزيز – رحمه الله – الواضح من المنحرف عبدالله القصيمي ، وهو الموقف الذي يليق بهذا الملك الموحّد ، الذي سار على خطى أسلافه الكرام ..

هذه الوثيقة نقلها الأستاذ محمد علي رفاعي – رحمه الله - ، في كتابه " رجال ومواقف " ( ص 103 – 104 ) عن محمد علي علوبة باشا أحد الوزراء المصريين ذاك الوقت - قائلاً :

( حدثني محمد علي علوبة باشا منذ أكثر من ثلاثين عاما ، وكنا في داره بمصر الجديدة ، عن شدة تمسك الملك عبد العزيز بدينه ، في معرض الحديث عن نظرة بعض زعماء العرب يومذاك إلى الدين ورسالته ، فقال :

لجأ إليّ شاب سعودي اسمه عبد الله القصيمي ، لأتوسط له عند الملك عبد العزيز كي يرضى عنه ويصفح ، فيعيده إلى ساحة رعايته وعطفه ، فكتبت إلى الملك راجيًا رضاءه عنه ، فما لبثت أن تلقيت من جلالته كتابًا يفيض بشدة الحرص على الدين ، ومقاومة المعتدين عليه بلا رحمة أو شفقه .

وأخرج علوبة باشا من درجٍ بمكتبه ، كتاب الملك إليه ، وقدمه إليّ لأقرأه . وتاريخه 10 ربيع الثاني سنة 1366 ، فقرأت :

بسم الله الرحمن الرحيم

( من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل ، إلى صاحب السعادة محمد علي علوبة باشا سلمه الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، وبعد ، فقد تلقينا كتاب سعادتكم المؤرخ 27 ربيع الأول 1366 ، وأحطنا علمًا بما جاء فيه ، ونحن إذ نشكر لكم عواطفكم ، وحسن مقاصدكم ، نحب أن نوضح لكم حقيقة قضية عبد الله القصيمي .

تعلمون سعادتكم أن المذكور هو من رعايانا ، ونحن الذين أحطناه بمساعدتنا و معاونتنا ، وكنا نُعنى بأمره العناية التامة ، ولا قصّرنا عنه في شيء حينما كان يقوم بواجبه نحو دينه ، ولكنه حاد أخيرًا عن سبيل الحق ، وتنكب الطريق السوي ، فأصدر كتابه " هذه هي الأغلال " ، الذي ملأه بما يمس الدين ، ويخالف عقيدة المسلمين . ولما كان المذكور من رعايانا و خاصتنا ، صار لزامًا علينا أن ندعوه إلى الحق . ونحن إذا رأينا أمرًا يمس الدين قاومناه ، ولا نبالي أيًا كان الفاعل ، سواء كان القصيمي أو غيره . وقد دعوناه إلى التوبة والرجوع الى الحق ، ولكنه لم يفعل . لذلك فمن المستحيل أن نرضى عن المذكور إلا إذا رجع إلى الصواب وخطّأ نفسه . و تعلمون أننا لسنا ممن يتعصبون في أمور لا فائدة منها ، إذ إن هنالك كتبًا لا تُحصى مطبوعة ، مشحونة بالعقائد الفاسدة . أما أن يصدر مثل ذلك من أحد رعايانا ، وممن ينتسب إلينا ، فلا نقدر على السكوت عليه ، و نبرأ إلى الله منه . فالقصيمي إذا رجع إلى الصواب كان بها ، وإلا فلا .

و سعادتكم تعلمون عقيدتنا ، هي واضحة مثل الشمس ، ولا نقبل ولا نوافق على مسها أو تبديلها . هذه هي حقيقة القضية ، شرحناها لسعادتكم ؛ لتكونوا على بيّنة منها . تولانا الله وإياكم بعنايته وتوفيقه ، والسلام ) .