فتياتنا والمسلسلات الخليجية
مرسل: الجمعة يونيو 03, 2011 6:46 am
تحقيق - فاطمة الغامدي :
جذب بريق المسلسلات الخليجية الكثير من فتياتنا وأثر فيهن إلى درجة التقليد الكامل للممثلات ومحاولة تطبيق كل ما يشاهدنه في هذه المسلسلات من دون تمييز بين ما هو مناسب وغير مناسب. وقد لوحظ في الفترة الأخيرة أن الفتيات تجاوزن مرحلة تقليد المظهر الخارجي إلى تطبيق سلوك وتصرفات الشخصيات الدرامية حتى لو كانت هذه شخصيات شاذة وغريبة. وحول هذا التوجه الخطير رأينا أن نطرح القضية أمام الفتيات أنفسهن من أجل أن نعرف أسباب متابعتهن لهذه الأعمال ومدى تأثرهن بها..
مقارنة مبالغة
وبدأنا الحديث مع "لطيفة المحيميد" ذكرت أنها تحب المسلسلات لأنها تحكي الواقع، وأضافت صحيح أن هناك الكثير من المبالغة، ولكن ليست بالخيالية، وأن الفتيات يقارن واقعهن مع واقع الممثلة، والسبب يرجع في الغالب إلى تشابه ظروف للممثلة وبين المتابعة، وأكدت أن تقارب السن يسهم في زيادة التعلق بالشخصيات، وهذا يشجع الفتيات على اخذ قرارات مهمة مثل قرار عدم الزواج، وحتى لا تخوض تجربة كزواج الفاشلة مثلا كالتي تراه في هذه المسلسلات، واعتبر كثير من الفتيات إن المسلسلات واقعية وهذا للمواقف المأساوية التي تتعاقب فيها.
توجيه سلوك
أما "لمى السيف" طالبة ثانوي قالت : عند متابعتي للمسلسلات الخليجية أجد أنها قريبة لحياتنا وعاداتها قريبة لمجتمعنا، واعتبرت لمى أن المسلسلات تقوم بتوجيه سلوكي غير مباشر، وارتباط الفتاة بالممثلة يأتي أولاً بدافع الإعجاب بها، واعتبرت اتخاذ قرار للممثلة انسب من قرار اختير في موقف يشبه ما مر على فتاة متفرجة مثلا، ومن الملفت للنظر هي جرأة الشخصية في اتخاذ القرار فهو يعتبر مهما لتحريك سلوكياتهم السلبية، بسبب الإعجاب مثلا أو تكوين الشخصيات قريب من المتابعة، وأضافت عندما يدور النقاش بعد انتهاء الحلقة أجد إن الجرأة هي محور حديثنا، فالمسلسلات لم تتعرض لحل المشكلة بقدر التفاصيل التي تتلفت الأنظار، وهذا في اغلب المسلسلات الخليجية .
التقليد مخاطرة
وذكرت طالبة جامعية لغة فرنسية "نوف سعد" أنا أتابع المسلسلات الاجتماعية، واختار المسلسلات التي يمثلن فيها الفئة العمرية القريبة مني ولا أبالي إذا كانت دراما أو فكاهية، وأحرص على متابعتها في الفراغ فقط، واعتبرت إن التقليد الأعمى للممثلات مخاطرة مهما تقاربت ظروف الشخصيات الخاصة، فهناك اختلاف شاسع بين المجتمعات مهما تقاربت الشخصية منا، واعتبرت نوف إن المسلسلات ضعيفة وتهتم بالموسيقي الحزينة أو الديكورات المبالغة، وأنكرت على البعض من الفتيات التقليد أو التطبيق لتصرف أو مقولة ترددها الممثلة أو شكل خارجي .
غير واقعية
قالت "نوف الحميدان" جامعية: أنا أتابع المسلسلات الخليجية بسبب إعجابي بالمظهر الخارجي لها، وأتابعهم كموضة فالشخصيات لا تعجبني لاني أحب المسلسلات الكوميدية أكثر، ولا أحب المسلسلات الدرامية والمسلسلات الخليجية بالذات، ولكنها لا تعجبني في التفكير والأسلوب فهي للتسلية فقط وغير واقعية، ومحور اهتمام الكثير من الفتيات الشخصية الحرة في المسلسلات فهي تخرج بدون رقيب ولا حسيب وتأخذ ما تريد وكل شيء عندها تحصل عليه بدون شقاء، وأتابع المسلسلات لبعض الأسماء اللامعة أو الممثلات المحبوبات وأفضل الخروج عن المسلسلات .
قصص خيالية
حنين صالح طالبة ثانوي أنا أحب المسلسلات وأتابع المسلسلات الخليجية التي تحكي قصصا درامية وإذا كنت أريد متابعة مسلسل معين أتابعه من أول حلقة لمعرفة التفاصيل وأهتم بمتابعتها في رمضان وفي الإجازة، أما في الإجازة أتابع المسلسلات لقضاء وقت الفراغ وأنا أرفض تقليد الشخصيات الموجودة في المسلسل من حيث التصرف والتفكير لأنها لاتنطبق على مجتمعنا لأن المسلسلات قصص خيالية ولا تحكي قصصا واقعية .
يرونه نموذجا ايجابيا
أما عن تفسير هذا التوجه نحو المسلسلات ذكرت الأستاذة "غادة سعد" أخصائية نفسية من الأسباب التي قد تدعو صغار الشباب إلى تقمص شخصية الممثلات خاصة من قبل البنات، عدم وضوح الهوية وتشتتها، عدم تقدير الذات، عدم وضوح الأهداف الشخصية، البحث عن الاستثارة وتقدير الآخرين . إذا لم تكن هناك أهداف يسعى الشخص لتحقيقها وإذا لم يلق التقدير خاصة من داخل الأسرة فإنه يبحث عن هذا التقدير بالتقليد والمحاكاة لشخصيات يراها نموذجا ايجابيا بالنسبة له وإن لم تكن كذلك، لكن عندما يجد من يقدره لشخصه ويحبه حب غير مشروط وأعني بذلك والديه وأسرته، فأبناؤنا لديهم طاقات ومهارات وقدرات نتحاج إليها في هذا المجتمع، عندما يدرك الأبناء ذلك بأن لهم تقدير واحترام وقدرة على العطاء سوف تتكون له شخصية مستقلة ويدرك اختلافه عن الآخرين وأن تقدير الذات ينبع من الداخل وليس من الخارج .
التلقي الدرامي
وحول هذه الظاهرة "التقليد" ذكر الأستاذ رجاء العتيبي مخرج مسرحي، انه يعود إلى خلل في نظرية (التلقي الدرامي)، فنتيجة لعدم وعيها الدرامي قد تنساق وراء الممثلة ليس كونها ممثلة، وإنما كونها (شكلا مثاليا) هي تبحث عنه، سواء في اللبس أو في الكلام، أو حتى في الحركات، وهنا تتعامل الفتاة مع الدراما كفرصة لمشاهدة أشكال قد تراها في نظرها أنها مثالية، وليس كعمل فني يسعى إلى وضع الفتاة في (خبرات) تنمي وعيها في مهارات الحياة أو يجعلها تتخذ الطريق الذي يخدمها كعنصر مؤثر في المجتمع. إن القصور في تنمية (التلقي الدرامي) الصحيح، قد يحيلنا إلى هذا النوع من المشكلات، التي تجعل من الممثلة في نظر الفتاة (بطلة) أحلام، وليس كونها ممثلة، تعود إلى حياتها الطبيعية بمجرد أن ينتهي دورها، وثمة قصور آخر يمكن أن نلحظه يتجلى في أن الممثلة الخليجية تحديدا تظهر في العمل الدرامي بكامل أناقتها وبكامل جمالها بشكل ينحرف بها عن الدور الذي تلعبه في القصة، ويحيلها إلى عارضة أزياء أو برشور مكياج . وطالما أن الممثلة الخليجية ظلت طريقها دراميا، فلا نستغرب إذا تبعتها محبتها وجعلتها مجرد مقلدة لصورة أمامها تجعلها في النهاية، بنتا من ورق . ويتطلب الأمر هنا، برامج مكثفة لتوعية نسائنا في مجال الدراما وحقيقتها، حتى لا نصل إلى مشكلة من هذا النوع، بالصورة التي تجعل من فتياتنا (أضحوكة) درامية للآخرين
جذب بريق المسلسلات الخليجية الكثير من فتياتنا وأثر فيهن إلى درجة التقليد الكامل للممثلات ومحاولة تطبيق كل ما يشاهدنه في هذه المسلسلات من دون تمييز بين ما هو مناسب وغير مناسب. وقد لوحظ في الفترة الأخيرة أن الفتيات تجاوزن مرحلة تقليد المظهر الخارجي إلى تطبيق سلوك وتصرفات الشخصيات الدرامية حتى لو كانت هذه شخصيات شاذة وغريبة. وحول هذا التوجه الخطير رأينا أن نطرح القضية أمام الفتيات أنفسهن من أجل أن نعرف أسباب متابعتهن لهذه الأعمال ومدى تأثرهن بها..
مقارنة مبالغة
وبدأنا الحديث مع "لطيفة المحيميد" ذكرت أنها تحب المسلسلات لأنها تحكي الواقع، وأضافت صحيح أن هناك الكثير من المبالغة، ولكن ليست بالخيالية، وأن الفتيات يقارن واقعهن مع واقع الممثلة، والسبب يرجع في الغالب إلى تشابه ظروف للممثلة وبين المتابعة، وأكدت أن تقارب السن يسهم في زيادة التعلق بالشخصيات، وهذا يشجع الفتيات على اخذ قرارات مهمة مثل قرار عدم الزواج، وحتى لا تخوض تجربة كزواج الفاشلة مثلا كالتي تراه في هذه المسلسلات، واعتبر كثير من الفتيات إن المسلسلات واقعية وهذا للمواقف المأساوية التي تتعاقب فيها.
توجيه سلوك
أما "لمى السيف" طالبة ثانوي قالت : عند متابعتي للمسلسلات الخليجية أجد أنها قريبة لحياتنا وعاداتها قريبة لمجتمعنا، واعتبرت لمى أن المسلسلات تقوم بتوجيه سلوكي غير مباشر، وارتباط الفتاة بالممثلة يأتي أولاً بدافع الإعجاب بها، واعتبرت اتخاذ قرار للممثلة انسب من قرار اختير في موقف يشبه ما مر على فتاة متفرجة مثلا، ومن الملفت للنظر هي جرأة الشخصية في اتخاذ القرار فهو يعتبر مهما لتحريك سلوكياتهم السلبية، بسبب الإعجاب مثلا أو تكوين الشخصيات قريب من المتابعة، وأضافت عندما يدور النقاش بعد انتهاء الحلقة أجد إن الجرأة هي محور حديثنا، فالمسلسلات لم تتعرض لحل المشكلة بقدر التفاصيل التي تتلفت الأنظار، وهذا في اغلب المسلسلات الخليجية .
التقليد مخاطرة
وذكرت طالبة جامعية لغة فرنسية "نوف سعد" أنا أتابع المسلسلات الاجتماعية، واختار المسلسلات التي يمثلن فيها الفئة العمرية القريبة مني ولا أبالي إذا كانت دراما أو فكاهية، وأحرص على متابعتها في الفراغ فقط، واعتبرت إن التقليد الأعمى للممثلات مخاطرة مهما تقاربت ظروف الشخصيات الخاصة، فهناك اختلاف شاسع بين المجتمعات مهما تقاربت الشخصية منا، واعتبرت نوف إن المسلسلات ضعيفة وتهتم بالموسيقي الحزينة أو الديكورات المبالغة، وأنكرت على البعض من الفتيات التقليد أو التطبيق لتصرف أو مقولة ترددها الممثلة أو شكل خارجي .
غير واقعية
قالت "نوف الحميدان" جامعية: أنا أتابع المسلسلات الخليجية بسبب إعجابي بالمظهر الخارجي لها، وأتابعهم كموضة فالشخصيات لا تعجبني لاني أحب المسلسلات الكوميدية أكثر، ولا أحب المسلسلات الدرامية والمسلسلات الخليجية بالذات، ولكنها لا تعجبني في التفكير والأسلوب فهي للتسلية فقط وغير واقعية، ومحور اهتمام الكثير من الفتيات الشخصية الحرة في المسلسلات فهي تخرج بدون رقيب ولا حسيب وتأخذ ما تريد وكل شيء عندها تحصل عليه بدون شقاء، وأتابع المسلسلات لبعض الأسماء اللامعة أو الممثلات المحبوبات وأفضل الخروج عن المسلسلات .
قصص خيالية
حنين صالح طالبة ثانوي أنا أحب المسلسلات وأتابع المسلسلات الخليجية التي تحكي قصصا درامية وإذا كنت أريد متابعة مسلسل معين أتابعه من أول حلقة لمعرفة التفاصيل وأهتم بمتابعتها في رمضان وفي الإجازة، أما في الإجازة أتابع المسلسلات لقضاء وقت الفراغ وأنا أرفض تقليد الشخصيات الموجودة في المسلسل من حيث التصرف والتفكير لأنها لاتنطبق على مجتمعنا لأن المسلسلات قصص خيالية ولا تحكي قصصا واقعية .
يرونه نموذجا ايجابيا
أما عن تفسير هذا التوجه نحو المسلسلات ذكرت الأستاذة "غادة سعد" أخصائية نفسية من الأسباب التي قد تدعو صغار الشباب إلى تقمص شخصية الممثلات خاصة من قبل البنات، عدم وضوح الهوية وتشتتها، عدم تقدير الذات، عدم وضوح الأهداف الشخصية، البحث عن الاستثارة وتقدير الآخرين . إذا لم تكن هناك أهداف يسعى الشخص لتحقيقها وإذا لم يلق التقدير خاصة من داخل الأسرة فإنه يبحث عن هذا التقدير بالتقليد والمحاكاة لشخصيات يراها نموذجا ايجابيا بالنسبة له وإن لم تكن كذلك، لكن عندما يجد من يقدره لشخصه ويحبه حب غير مشروط وأعني بذلك والديه وأسرته، فأبناؤنا لديهم طاقات ومهارات وقدرات نتحاج إليها في هذا المجتمع، عندما يدرك الأبناء ذلك بأن لهم تقدير واحترام وقدرة على العطاء سوف تتكون له شخصية مستقلة ويدرك اختلافه عن الآخرين وأن تقدير الذات ينبع من الداخل وليس من الخارج .
التلقي الدرامي
وحول هذه الظاهرة "التقليد" ذكر الأستاذ رجاء العتيبي مخرج مسرحي، انه يعود إلى خلل في نظرية (التلقي الدرامي)، فنتيجة لعدم وعيها الدرامي قد تنساق وراء الممثلة ليس كونها ممثلة، وإنما كونها (شكلا مثاليا) هي تبحث عنه، سواء في اللبس أو في الكلام، أو حتى في الحركات، وهنا تتعامل الفتاة مع الدراما كفرصة لمشاهدة أشكال قد تراها في نظرها أنها مثالية، وليس كعمل فني يسعى إلى وضع الفتاة في (خبرات) تنمي وعيها في مهارات الحياة أو يجعلها تتخذ الطريق الذي يخدمها كعنصر مؤثر في المجتمع. إن القصور في تنمية (التلقي الدرامي) الصحيح، قد يحيلنا إلى هذا النوع من المشكلات، التي تجعل من الممثلة في نظر الفتاة (بطلة) أحلام، وليس كونها ممثلة، تعود إلى حياتها الطبيعية بمجرد أن ينتهي دورها، وثمة قصور آخر يمكن أن نلحظه يتجلى في أن الممثلة الخليجية تحديدا تظهر في العمل الدرامي بكامل أناقتها وبكامل جمالها بشكل ينحرف بها عن الدور الذي تلعبه في القصة، ويحيلها إلى عارضة أزياء أو برشور مكياج . وطالما أن الممثلة الخليجية ظلت طريقها دراميا، فلا نستغرب إذا تبعتها محبتها وجعلتها مجرد مقلدة لصورة أمامها تجعلها في النهاية، بنتا من ورق . ويتطلب الأمر هنا، برامج مكثفة لتوعية نسائنا في مجال الدراما وحقيقتها، حتى لا نصل إلى مشكلة من هذا النوع، بالصورة التي تجعل من فتياتنا (أضحوكة) درامية للآخرين