- الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 12:49 am
#5918

في منتدى cksu
ــــــــــــــــــــــــ
اليوم نفتخر بـ لقاء علم من أعلام الوطن العربي الدكتورأحمد محمد وهبان
ولد في عام 1965 بـجمهورية مصر العربية ،،متزوج وله ثلاثة أبناء ذكور.
في عام 1996،، حصل على درجة دكتور الفلسفة فى العلوم السياسية من جامعة الإسكندرية
ويشغل بالوقت الحالى منصبـ ،،أستاذ مشارك ،بكلية الأنظمة والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود
التخصص العام/ العلوم السياسية.
لتخصص الدقيق/ العلاقات الدولية.
قام بـ تقديم العديد من المحاظرات المختلفة في عدة مجالات ومن أهمها:
- سياسات خارجية معاصرة.
_التاريخ الدبلوماسى.
- الأيديولوجيات السياسية.
_ المشكلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط.
له العديد من المؤلفات والمنشورات ويحظرنا من بعضها .,.
_ التخلف السياسى وغايات التنمية السياسية
_ الصراع الهندى الباكستانى بين الحرب التقليدية والخيار النووى
_تحليل إدارة الصراع الدولى
ولا ننسى كتاب (الصراعات العرقية واستقرار العالم المعاصر))الذي نفذ بطبعته الأولى
فــ كان لنا معه, هذا اللقاء
أهلا بك د. أحمد بين طلابك وطالباتك ..
بسم الله : أولا يطيب لي أن أعبر لكم عن سعادتي البالغة باستضافتكم الكريمة لي على موقعكم الرائع ، وسأحاول قدر استطاعتي طرح رؤيتي الخاصة

نسألك بدايه عن مستقبل جامعة الدول العربية في ضوء الانتهاكات الإسرائيلية والأمريكية في فلسطين و العراق .؟
تعلمون جيدا أن العلاقات الدولية هي في النهاية علاقات قوى لا يحكمها سوى قانون واحد هو قانون المصلحة القومية ، وفي أي صراع دولي كما تعلمون لابد للمحلل السياسي أن يلاحظ أولا ميزان القوة بين أطراف هذا الصراع ، وثانيا المصالح المتنازع عليها بين أطرافه ، في ضوء هذه المقولات يبدو واضحا للعيان لماذا تبدو الجامعة العربية (برغم وجود دبلوماسي بارع وكفء كعمرو على رأسها ) في موقف لا تحسد عليها ، ببساطة شديدة موازين القوى في أي صراع يخصنا كعرب ليس في صالحنا ، ولكن على أية حال ستظل الجامعة على أقل تقدير منبرا لا بأس به يعبر من خلاله العرب عن قضاياهم ، كما تظل بمثابة بيت العائلة الكبير الذي نتمنى جميعا أن تمكنه الظروف الدولية في المستقبل المنظور من أن يؤدي كدوره كجامع لشتات العرب ونواة لوحدتهم المنشودة.
_ هل قامت المملكة العربية السعودية بالدور المطلوب والموازي لثقلها السياسي في جامعة الدول العربية.؟!
والله يا أعزائي الملاحظ أن الدبلوماسية السعودية نشطت بشكل لافت وملحوظ جدا خلال السنوات القليلة الماضي وأصبحت الرياض واحدة من أهم عواصم صنع القرار في العالم العربي والإسلامي ، ولكن لابد لنا أن ندرك حقائق الواقع جيدا وموازين القوى مع خصوم أمتنا التي هي كما قلنا سلفا ليست في صالحنا ومن غير المعقول أن نطالب قادتنا أن يغيروا الأوضاع في يوم وليلة ، لاسيما أن تلك الأوضاع هي تراكمات لعشرات العقود من السبات العميق للأمة الإسلامية مع الأسف ، في ظل كل هذه الحقائق لابد أن نثمن دور الدبلوماسية السعودية الراهنة التي تحاول أن تفعل أي شيء من أجل حل مشكلات الأمتين العربية والإسلامية ، على كثرة وتعقد هذه المشكلات.
_ ما مستقبل لبنان في ظل الخلافات الداخلية والاستهدافات الخارجية لوجود لبنان غير آمن.؟!
في رأيي المتواضع أن مشكلات لبنان أساسها المستعمر الغربي الذي مزق أوصال بلاد الشام لدول ودويلات عديدة ، على أية حال فالوضع القائم كما تعلمون أن لبنان هي إحدى دول المواجهة مع الكيان الصهيوني وهذه معضلة خارجية مهمة ولاشك ، ولكن الأخطر منها هو نجاح سياسة فرق تسد في إحداث الفرقة وبث الانقسام في صفوف اللبنانيين استنادا إلى كون لبنان دولة متعددة العرقيات تضم طوائف عديدة أهمها السنة والشيعة والمارون والدروز ، وهي الطائفية التي كانت قد جرت على البلد حربا ضروسا استمرت 15عاما (1975 _1990)، والتي قتل فيها ما يربو على المائة ألف لبناني غير الجرحى والمشردين ، وقد تم إيقاف تلك الحرب بمقتضى اتفاقية الطائف التي وضعت دستورا للبنان يأخذ في الحسبان تكوينه الطائفي المعقد ، بحيث اتفق على أن يكون رئيس الدولة من المارون ، ورئيس الوزراء من السنة ، ورئيس البرلمان من الشيعة ، والحق أن هذا الدستور حقق للبنان الاستقرار ولا يزال في تصوري ربما الحل الوحيد لأوضاعه المعقدة ، لكن المشكلة الآن في انقسام اللبنانيين تأثرا بصراع القوى في الشرق الأوسط فريق تتفق توجهاته مع توجهات القوة العظمى الوحيدة وهي الولايات المتحدة (فريق 14 آذار) وفريق ثان موال لقوى إقليمية كسوريا وإيران ، ولا يوجد حل في الأفق لهذا المأزق برغم الجهود المضنية من جانب بعض عواصم القرار كالرياض ، وكذلك من جانب السيد عمرو موسى أمين الجامعة العربية.
بقراءة سياسية سريعة, ما مستقبل العراق الآن في ضوء التدخلات التركية الدائمة على منطقة الأكراد ومحاولة تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق (سنه , شيعه, أكراد) .؟!
أعزائي سأقول لكم شيئا أظنه بديهيا مشكلة العراق ببساطة شديدة هي الاحتلال الأمريكي . انتهى .
_ حسم الخلاف الدائر بين فتح وحماس وتأثيره على القضايا المستقبلية الفلسطينية.؟!
مشكلة حماس وفتح هي ذاتها تقريبا مشكلة لبنان فيما يتعلق بالانقسام السياسي (وليس الطائفي طبعا) المشكلة أن هناك فريق (أنصار أبي مازن) يعتقدون أن الحدأة (أي الولايات المتحدة) يمكن أن تمنح كتاكيت كما يقول المثل الشعبي ، أما الفريق الثاني حماس فأحسبه أقرب إلى واقع الشعب الفلسطيني المؤلم كما أنه الفريق الأكثر بذلا للروح والمال في سبيل القضية ، وفي تصوري لا يتعين أبدا أن نسوي بين الفريقين وعلى فريق عباس أن يراجع نفسه وأن يعود إلي جادة الصواب.
تصورك عن مدى فعالية العلاقات العربية _ العربية .؟!
أنا كأي عربي حزين لما آلت إليه حال الأمة فهذا مغاربي ، وذاك سوداني ، وهذا مصري وهذا خليجي وهذا شامي ناهيك عن الانقسامات التحتية في كل منطقة ، لقد أصبح بأسنا _ مع الأسف _ بيننا شديد.
رأيك بـدور المملكة العربية السعودية في احتواء الأزمات السياسية العربية والإسلامية.؟!
والله أنا لمست خلال فترة تواجدي القصيرة بالمملكة جهودا كبيرة و مشكورة فيما يتصل بتقديم العون للدول الإسلامية المنكوبة حال بنجلاديش ، وكذلك فيما يتصل بنشر رسالة النور (الإسلام) إلي العالمين ، أما بالنسبة للجانب السياسي فقد أشرت في معرض إجابتي على السؤال الأول إلي النشاط الكبير الذي طرأ على الدبلوماسية السعودية بصدد حل مشكلات العالمين العربي والإسلامي خلال السنوات الأخيرة.
_ ما الدور المطلوب من الوطن العربي فيما يحدث في السودان الآن.؟!
والله الدور المطلوب كبير جدا سواء على المستوى السياسي ومايجب على العرب فعله من إذابة الحواجز بين متمردي دارفور (الذين هم مسلمون) والحكومة السودانية حتى نبعد الأنوف الأجنبية الكثيرة التي وضعها الآخرون في شؤون هذا الجزء الغالي من وطننا العربي (السودان)، كذلك على المستوى الإغاثي وتقديم المعونات كافة لأبناء الإقليم المنكوب قاطبة.
_ هل ترى وصول مجلس التعاون الخليجي لما وصل إليه الإتحاد الأوربي في المجال الاقتصادي؟ وماهي العقبات التي تحول دون ذلك.؟!
والله أتمنى ، لاشك أنني ككل عربي أتوق إلي رؤية أي كيان ناجح وفعال بين أبناء جلدتي ، أما العقبات فأهمها سياسة فرق تسد التي تمارسها القوى الكبرى في العالم والتي لا أظن أنها تريد لأمتنا أي خير.
_ قضيه معتقلي غوانتنامو _المعتقلون السعوديون بأمريكا بشكل عام _هل تؤثر على العلاقات الأمريكية السعودية ؟ أم أنها قضايا منفصلة يتحمل المعتقلين وزرها .؟!
أعتقد أنها تؤثر وأن هناك محاولات تبذل للإفراج عن هؤلاء المعتقلين ، أو تقديمهم لمحاكمة عادلة ، وبغض النظر عن موقف هؤلاء المعتقلين فأنا أعتقد أن المسئولين قلبهم كبير جدا.
في الجانب الأخر
تختلف الأيديولوجيات السياسية من دولة لأخرى فما السبب في ذلك.؟!
والله ليس بالضرورة يكون هناك سبب ولكن الأصل أن كل دولة تحتار ما تراه مناسبا من أيديولوجيات باعتبار أن الأيديولوجية في النهاية هي منظومة من الأفكار المذهبية التي تستهدف تنظيم المجتمع بشتى قطاعاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلخ . وأحيانا تفرض الأيديولوجيات على الدول فرضا فمثلا الآن نجد الأمريكيين تحت مسمى العولمة يسعون إلي فرض أيديولوجيتهم على شتى أصقاع البسيطة ، بحيث أصبحت النغمات السائدة في العالم الآن مقولات التحول الديموقراطي ، والخصخصة ، وحقوق المرأة إلخ هذه الشعارات التي هي كلمات حق أريد بها باطل هو أمركة العالم.
من وجهة نظرك الخاصة , هل ترى بأن هناك ارتباط خفي مابين علم السياسة و الفلسفة. ؟
المحلل السياسي يتعين أن يلم تقريبا بكل المعرف الاجتماعية من علم اجتماع وقانون واقتصاد وجغرافيا وتاريخ وفلسفة بل ومسرح ...إلخ. أما الرابطة بين علم السياسة والفلسفة فهي قديمة جدا لاسيما إذا أخذنا في الاعتبار أن الفلاسفة كانوا رواد المعرفة السياسية الأول وذلك حال أفلاطون وأرسطو الإغريقيين وغيرهما الكثير.
مرادفة لمفهوم السياسة ؟ ممكن تعبر لنا بكلمة؟
أولا سياسة يمكن أن تعني الوضع السياسي politics
ويمكن أن تعني خطة تتضمن أهدافا ووسائل
بمعنى كذلك فن اختيار الوسائل في خدمة الأهداف
Policy
كذلك يعرفها البعض بأنها فن الممكن ، ويخلط البعض بين السياسة والدبلوماسية التي هي فن التفاوض . وكان المفكرون المسلمون القدامى يعرفونها باعتبارها : القيام على أمر المجتمع بما يصلحه . وهي من فعل ساس ، يسوس ، فهو سائس ، ولها صلة لغويا بسياسة الخيل أي ضبط سلوكها ، وكان المفكرون العرب الأوائل يسمونها البوليطيقا نقلا عن الإغريق إلى أن ابتدعوا كلمة سياسة.
هل تؤيد الدمج مابين القانون والسياسة في مسمي الكلية " كلية الأنظمة والعلوم السياسية " بجامعة الملك سعود . ؟
نعم هذا هو الاتجاه في الجامعات الفرنسية حيث أقسام العلوم السياسية توجد داخل كليات الحقوق (أي القانون).أتمنى أن أرى قسما للعلوم السياسية خاصا بالطالبات في جامعتنا هذه.
_ما الفريق بين كلمة الفائقون والمتفوقون حيث إننا وجدناك قد أضفتها في صفحتك الرئيسية. ؟
والله أنا نقلت كلمة (فائقون) هذه عن الأزهريين القدامى حيث كان أعلى تقدير هو فائق أي ممتاز (بالأزهر طبعا) وأنا بصراحة منحاز لكل ماله علاقة بالأصالة والهوية العربية الأصيلة.
كيف يرى د. أحمد قسم العلوم السياسية في جامعة الملك سعود؟
والله إمكانات مادية طيبة ومبان حديثة والأهم من ذلك كوكبة أكثر من رائعة من العقول الفذة يمثلها أساتذة القسم ‘ ناهيك عن أخلاقهم الرائعة ، وطبائعهم الإسلامية العربية الأصيلة ، بدون أي مجاملة أنا سعيد جدا بوجودي بين هؤلاء القوم الذين أشعر بمحبتهم الفياضة. أما الطلاب فهناك نسبة منهم (لا بأس بها) جادة ويمكن أن تكون نواة صالحة لمستقبل أمتنا ، لكن هذا لا يمنع من وجود نسبة لا تقدر أهمية ما فيه من نعمة كبيرة هي انتسابهم لهذه الجامعة ، وعموما يلاحظ أن نسبة الطالبات الجادات تفوق ربما بكثير نسبة الطلبة الجادين (وهذا ما أعتقده أنا وليس له علاقة بأمور المجاملة التي لا أجيدها).
منهجك في إيصال المعلومة والشرح يعتد على التبسيط والتلقين أم يشجع البحث عن المعلومة بمختلف المصادر؟
والله فيما يتصل بالمحاضرات الرسمية أنا أعتمد التبسيط وأعتبر أن الأستاذ هو الطرف الذي يجب أن يبذل الجهد الأكبر في بناء عقول الطلاب ، أما بالنسبة للتعليم غير الرسمي فأنا أشجع طلابي على البحث والقراءة إلى أبعد مدى وأعتقد أن هذا واضح من خلال منتداي وموقعي اللذين أدعوكم لزيارتهما.
كيف يرى د. أحمد طلابه؟ بشكل عام وماذا تقول في طالبات 101 ساس؟
والله بدون مجاملة مشرفات وجادات وقد لمست ذلك من خلال حرصهن الدائم على المشاركة في الحوارات الفكرية بالمنتدى ، وأنا أنتهز هذه الفرصة لكي أقول لهن أنا سعيد بالتدريس لكن فعلا.
_ نصائح أخيرة توجها لأبنائك من الطلبة؟
أقول لهم المقولة التي طالما رددتها على أسماعهم : التعليم فرصة يتيحها الأستاذ وتتيحها المؤسسة وعلى الطالب أن ينتهز الفرصة و إلا فلا يلومن إلا نفسه.
وأيضا لابد أن تتذكر أنه كلما سموت عقلك كلما ارتقيت بإنسانيتك.
وأخيرا وأولا هويتنا العربية الإسلامية أمانة في عنقك
أشكركم وأرجو أني لم أكن ضيفا ثقيلا عليكم
الف شكر دكتور على القاء مفيد وجميل،،،

في منتدى cksu
ــــــــــــــــــــــــ
اليوم نفتخر بـ لقاء علم من أعلام الوطن العربي الدكتورأحمد محمد وهبان
ولد في عام 1965 بـجمهورية مصر العربية ،،متزوج وله ثلاثة أبناء ذكور.
في عام 1996،، حصل على درجة دكتور الفلسفة فى العلوم السياسية من جامعة الإسكندرية
ويشغل بالوقت الحالى منصبـ ،،أستاذ مشارك ،بكلية الأنظمة والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود
التخصص العام/ العلوم السياسية.
لتخصص الدقيق/ العلاقات الدولية.
قام بـ تقديم العديد من المحاظرات المختلفة في عدة مجالات ومن أهمها:
- سياسات خارجية معاصرة.
_التاريخ الدبلوماسى.
- الأيديولوجيات السياسية.
_ المشكلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط.
له العديد من المؤلفات والمنشورات ويحظرنا من بعضها .,.
_ التخلف السياسى وغايات التنمية السياسية
_ الصراع الهندى الباكستانى بين الحرب التقليدية والخيار النووى
_تحليل إدارة الصراع الدولى
ولا ننسى كتاب (الصراعات العرقية واستقرار العالم المعاصر))الذي نفذ بطبعته الأولى
فــ كان لنا معه, هذا اللقاء
أهلا بك د. أحمد بين طلابك وطالباتك ..
بسم الله : أولا يطيب لي أن أعبر لكم عن سعادتي البالغة باستضافتكم الكريمة لي على موقعكم الرائع ، وسأحاول قدر استطاعتي طرح رؤيتي الخاصة

نسألك بدايه عن مستقبل جامعة الدول العربية في ضوء الانتهاكات الإسرائيلية والأمريكية في فلسطين و العراق .؟
تعلمون جيدا أن العلاقات الدولية هي في النهاية علاقات قوى لا يحكمها سوى قانون واحد هو قانون المصلحة القومية ، وفي أي صراع دولي كما تعلمون لابد للمحلل السياسي أن يلاحظ أولا ميزان القوة بين أطراف هذا الصراع ، وثانيا المصالح المتنازع عليها بين أطرافه ، في ضوء هذه المقولات يبدو واضحا للعيان لماذا تبدو الجامعة العربية (برغم وجود دبلوماسي بارع وكفء كعمرو على رأسها ) في موقف لا تحسد عليها ، ببساطة شديدة موازين القوى في أي صراع يخصنا كعرب ليس في صالحنا ، ولكن على أية حال ستظل الجامعة على أقل تقدير منبرا لا بأس به يعبر من خلاله العرب عن قضاياهم ، كما تظل بمثابة بيت العائلة الكبير الذي نتمنى جميعا أن تمكنه الظروف الدولية في المستقبل المنظور من أن يؤدي كدوره كجامع لشتات العرب ونواة لوحدتهم المنشودة.
_ هل قامت المملكة العربية السعودية بالدور المطلوب والموازي لثقلها السياسي في جامعة الدول العربية.؟!
والله يا أعزائي الملاحظ أن الدبلوماسية السعودية نشطت بشكل لافت وملحوظ جدا خلال السنوات القليلة الماضي وأصبحت الرياض واحدة من أهم عواصم صنع القرار في العالم العربي والإسلامي ، ولكن لابد لنا أن ندرك حقائق الواقع جيدا وموازين القوى مع خصوم أمتنا التي هي كما قلنا سلفا ليست في صالحنا ومن غير المعقول أن نطالب قادتنا أن يغيروا الأوضاع في يوم وليلة ، لاسيما أن تلك الأوضاع هي تراكمات لعشرات العقود من السبات العميق للأمة الإسلامية مع الأسف ، في ظل كل هذه الحقائق لابد أن نثمن دور الدبلوماسية السعودية الراهنة التي تحاول أن تفعل أي شيء من أجل حل مشكلات الأمتين العربية والإسلامية ، على كثرة وتعقد هذه المشكلات.
_ ما مستقبل لبنان في ظل الخلافات الداخلية والاستهدافات الخارجية لوجود لبنان غير آمن.؟!
في رأيي المتواضع أن مشكلات لبنان أساسها المستعمر الغربي الذي مزق أوصال بلاد الشام لدول ودويلات عديدة ، على أية حال فالوضع القائم كما تعلمون أن لبنان هي إحدى دول المواجهة مع الكيان الصهيوني وهذه معضلة خارجية مهمة ولاشك ، ولكن الأخطر منها هو نجاح سياسة فرق تسد في إحداث الفرقة وبث الانقسام في صفوف اللبنانيين استنادا إلى كون لبنان دولة متعددة العرقيات تضم طوائف عديدة أهمها السنة والشيعة والمارون والدروز ، وهي الطائفية التي كانت قد جرت على البلد حربا ضروسا استمرت 15عاما (1975 _1990)، والتي قتل فيها ما يربو على المائة ألف لبناني غير الجرحى والمشردين ، وقد تم إيقاف تلك الحرب بمقتضى اتفاقية الطائف التي وضعت دستورا للبنان يأخذ في الحسبان تكوينه الطائفي المعقد ، بحيث اتفق على أن يكون رئيس الدولة من المارون ، ورئيس الوزراء من السنة ، ورئيس البرلمان من الشيعة ، والحق أن هذا الدستور حقق للبنان الاستقرار ولا يزال في تصوري ربما الحل الوحيد لأوضاعه المعقدة ، لكن المشكلة الآن في انقسام اللبنانيين تأثرا بصراع القوى في الشرق الأوسط فريق تتفق توجهاته مع توجهات القوة العظمى الوحيدة وهي الولايات المتحدة (فريق 14 آذار) وفريق ثان موال لقوى إقليمية كسوريا وإيران ، ولا يوجد حل في الأفق لهذا المأزق برغم الجهود المضنية من جانب بعض عواصم القرار كالرياض ، وكذلك من جانب السيد عمرو موسى أمين الجامعة العربية.
بقراءة سياسية سريعة, ما مستقبل العراق الآن في ضوء التدخلات التركية الدائمة على منطقة الأكراد ومحاولة تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق (سنه , شيعه, أكراد) .؟!
أعزائي سأقول لكم شيئا أظنه بديهيا مشكلة العراق ببساطة شديدة هي الاحتلال الأمريكي . انتهى .
_ حسم الخلاف الدائر بين فتح وحماس وتأثيره على القضايا المستقبلية الفلسطينية.؟!
مشكلة حماس وفتح هي ذاتها تقريبا مشكلة لبنان فيما يتعلق بالانقسام السياسي (وليس الطائفي طبعا) المشكلة أن هناك فريق (أنصار أبي مازن) يعتقدون أن الحدأة (أي الولايات المتحدة) يمكن أن تمنح كتاكيت كما يقول المثل الشعبي ، أما الفريق الثاني حماس فأحسبه أقرب إلى واقع الشعب الفلسطيني المؤلم كما أنه الفريق الأكثر بذلا للروح والمال في سبيل القضية ، وفي تصوري لا يتعين أبدا أن نسوي بين الفريقين وعلى فريق عباس أن يراجع نفسه وأن يعود إلي جادة الصواب.
تصورك عن مدى فعالية العلاقات العربية _ العربية .؟!
أنا كأي عربي حزين لما آلت إليه حال الأمة فهذا مغاربي ، وذاك سوداني ، وهذا مصري وهذا خليجي وهذا شامي ناهيك عن الانقسامات التحتية في كل منطقة ، لقد أصبح بأسنا _ مع الأسف _ بيننا شديد.
رأيك بـدور المملكة العربية السعودية في احتواء الأزمات السياسية العربية والإسلامية.؟!
والله أنا لمست خلال فترة تواجدي القصيرة بالمملكة جهودا كبيرة و مشكورة فيما يتصل بتقديم العون للدول الإسلامية المنكوبة حال بنجلاديش ، وكذلك فيما يتصل بنشر رسالة النور (الإسلام) إلي العالمين ، أما بالنسبة للجانب السياسي فقد أشرت في معرض إجابتي على السؤال الأول إلي النشاط الكبير الذي طرأ على الدبلوماسية السعودية بصدد حل مشكلات العالمين العربي والإسلامي خلال السنوات الأخيرة.
_ ما الدور المطلوب من الوطن العربي فيما يحدث في السودان الآن.؟!
والله الدور المطلوب كبير جدا سواء على المستوى السياسي ومايجب على العرب فعله من إذابة الحواجز بين متمردي دارفور (الذين هم مسلمون) والحكومة السودانية حتى نبعد الأنوف الأجنبية الكثيرة التي وضعها الآخرون في شؤون هذا الجزء الغالي من وطننا العربي (السودان)، كذلك على المستوى الإغاثي وتقديم المعونات كافة لأبناء الإقليم المنكوب قاطبة.
_ هل ترى وصول مجلس التعاون الخليجي لما وصل إليه الإتحاد الأوربي في المجال الاقتصادي؟ وماهي العقبات التي تحول دون ذلك.؟!
والله أتمنى ، لاشك أنني ككل عربي أتوق إلي رؤية أي كيان ناجح وفعال بين أبناء جلدتي ، أما العقبات فأهمها سياسة فرق تسد التي تمارسها القوى الكبرى في العالم والتي لا أظن أنها تريد لأمتنا أي خير.
_ قضيه معتقلي غوانتنامو _المعتقلون السعوديون بأمريكا بشكل عام _هل تؤثر على العلاقات الأمريكية السعودية ؟ أم أنها قضايا منفصلة يتحمل المعتقلين وزرها .؟!
أعتقد أنها تؤثر وأن هناك محاولات تبذل للإفراج عن هؤلاء المعتقلين ، أو تقديمهم لمحاكمة عادلة ، وبغض النظر عن موقف هؤلاء المعتقلين فأنا أعتقد أن المسئولين قلبهم كبير جدا.
في الجانب الأخر
تختلف الأيديولوجيات السياسية من دولة لأخرى فما السبب في ذلك.؟!
والله ليس بالضرورة يكون هناك سبب ولكن الأصل أن كل دولة تحتار ما تراه مناسبا من أيديولوجيات باعتبار أن الأيديولوجية في النهاية هي منظومة من الأفكار المذهبية التي تستهدف تنظيم المجتمع بشتى قطاعاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلخ . وأحيانا تفرض الأيديولوجيات على الدول فرضا فمثلا الآن نجد الأمريكيين تحت مسمى العولمة يسعون إلي فرض أيديولوجيتهم على شتى أصقاع البسيطة ، بحيث أصبحت النغمات السائدة في العالم الآن مقولات التحول الديموقراطي ، والخصخصة ، وحقوق المرأة إلخ هذه الشعارات التي هي كلمات حق أريد بها باطل هو أمركة العالم.
من وجهة نظرك الخاصة , هل ترى بأن هناك ارتباط خفي مابين علم السياسة و الفلسفة. ؟
المحلل السياسي يتعين أن يلم تقريبا بكل المعرف الاجتماعية من علم اجتماع وقانون واقتصاد وجغرافيا وتاريخ وفلسفة بل ومسرح ...إلخ. أما الرابطة بين علم السياسة والفلسفة فهي قديمة جدا لاسيما إذا أخذنا في الاعتبار أن الفلاسفة كانوا رواد المعرفة السياسية الأول وذلك حال أفلاطون وأرسطو الإغريقيين وغيرهما الكثير.
مرادفة لمفهوم السياسة ؟ ممكن تعبر لنا بكلمة؟
أولا سياسة يمكن أن تعني الوضع السياسي politics
ويمكن أن تعني خطة تتضمن أهدافا ووسائل
بمعنى كذلك فن اختيار الوسائل في خدمة الأهداف
Policy
كذلك يعرفها البعض بأنها فن الممكن ، ويخلط البعض بين السياسة والدبلوماسية التي هي فن التفاوض . وكان المفكرون المسلمون القدامى يعرفونها باعتبارها : القيام على أمر المجتمع بما يصلحه . وهي من فعل ساس ، يسوس ، فهو سائس ، ولها صلة لغويا بسياسة الخيل أي ضبط سلوكها ، وكان المفكرون العرب الأوائل يسمونها البوليطيقا نقلا عن الإغريق إلى أن ابتدعوا كلمة سياسة.
هل تؤيد الدمج مابين القانون والسياسة في مسمي الكلية " كلية الأنظمة والعلوم السياسية " بجامعة الملك سعود . ؟
نعم هذا هو الاتجاه في الجامعات الفرنسية حيث أقسام العلوم السياسية توجد داخل كليات الحقوق (أي القانون).أتمنى أن أرى قسما للعلوم السياسية خاصا بالطالبات في جامعتنا هذه.
_ما الفريق بين كلمة الفائقون والمتفوقون حيث إننا وجدناك قد أضفتها في صفحتك الرئيسية. ؟
والله أنا نقلت كلمة (فائقون) هذه عن الأزهريين القدامى حيث كان أعلى تقدير هو فائق أي ممتاز (بالأزهر طبعا) وأنا بصراحة منحاز لكل ماله علاقة بالأصالة والهوية العربية الأصيلة.
كيف يرى د. أحمد قسم العلوم السياسية في جامعة الملك سعود؟
والله إمكانات مادية طيبة ومبان حديثة والأهم من ذلك كوكبة أكثر من رائعة من العقول الفذة يمثلها أساتذة القسم ‘ ناهيك عن أخلاقهم الرائعة ، وطبائعهم الإسلامية العربية الأصيلة ، بدون أي مجاملة أنا سعيد جدا بوجودي بين هؤلاء القوم الذين أشعر بمحبتهم الفياضة. أما الطلاب فهناك نسبة منهم (لا بأس بها) جادة ويمكن أن تكون نواة صالحة لمستقبل أمتنا ، لكن هذا لا يمنع من وجود نسبة لا تقدر أهمية ما فيه من نعمة كبيرة هي انتسابهم لهذه الجامعة ، وعموما يلاحظ أن نسبة الطالبات الجادات تفوق ربما بكثير نسبة الطلبة الجادين (وهذا ما أعتقده أنا وليس له علاقة بأمور المجاملة التي لا أجيدها).
منهجك في إيصال المعلومة والشرح يعتد على التبسيط والتلقين أم يشجع البحث عن المعلومة بمختلف المصادر؟
والله فيما يتصل بالمحاضرات الرسمية أنا أعتمد التبسيط وأعتبر أن الأستاذ هو الطرف الذي يجب أن يبذل الجهد الأكبر في بناء عقول الطلاب ، أما بالنسبة للتعليم غير الرسمي فأنا أشجع طلابي على البحث والقراءة إلى أبعد مدى وأعتقد أن هذا واضح من خلال منتداي وموقعي اللذين أدعوكم لزيارتهما.
كيف يرى د. أحمد طلابه؟ بشكل عام وماذا تقول في طالبات 101 ساس؟
والله بدون مجاملة مشرفات وجادات وقد لمست ذلك من خلال حرصهن الدائم على المشاركة في الحوارات الفكرية بالمنتدى ، وأنا أنتهز هذه الفرصة لكي أقول لهن أنا سعيد بالتدريس لكن فعلا.
_ نصائح أخيرة توجها لأبنائك من الطلبة؟
أقول لهم المقولة التي طالما رددتها على أسماعهم : التعليم فرصة يتيحها الأستاذ وتتيحها المؤسسة وعلى الطالب أن ينتهز الفرصة و إلا فلا يلومن إلا نفسه.
وأيضا لابد أن تتذكر أنه كلما سموت عقلك كلما ارتقيت بإنسانيتك.
وأخيرا وأولا هويتنا العربية الإسلامية أمانة في عنقك
أشكركم وأرجو أني لم أكن ضيفا ثقيلا عليكم
الف شكر دكتور على القاء مفيد وجميل،،،
The end justifies the means
