معضلة تُدعى تراكم المعرفة
مرسل: الجمعة يونيو 03, 2011 11:44 pm
في عام 2009 وحده نُشرعلى الإنترنت أكثر مما نشرته البشرية بالطرق التقليدية في آخر5000 عام
وحين أُطلق تلسكوب هابل الفضائي في التسعينيات قدم في أول عام مايفوق معارفنا الفلكية المتحصلة في آخر 10 آلاف عام.
أما المعلومات التقنية فتتضاعف كل عامين وهو ما يعني أن المعلومات التي يدرسها الطالب الجامعي في سنته الأولى تصبح (قديمة) حين يصل الى سنته الثالثة!
وفي حين يصعب على المثقف قراءة 50 كتاباً في العام، ينشر العالم مليون كتاب وتطلق موسوعة ويكيبيديا 6 ملايين مقالة جديدة..
ومؤشرات كهذه تؤكد أننا نعيش في عصر تتسارع فيه وتيرة التراكم العلمي والمعرفي بشكل غير مسبوق.. فخلال تاريخ البشر الطويل كانت الأمية والجهل هما القاعدة (لا الاستثناء) .. وحين اخترع الألماني جوتنبرغ الطباعة عام 1450 حدثت أول وأهم طفرة معرفية بفضل وفرة المادة المطبوعة، ونزول الكتاب من برجه العالي لمستوى العامة والفقراء .. ورغم ظهور منافسين أقوياء للكتاب من بداية القرن العشرين (كالراديو والسينما والتلفزيون) إلا أنه ظل محتفظا بقوته ومكانته حتى ظهرت سيدة الجميع في بداية الثمانينيات (الإنترنت) !!
واليوم لم تعد المشكلة في الجهل والأمية - أو في عدم توفر المادة العلمية - بل في التدفق الهائل والتراكم السريع للمعارف الحديثة . فالإنسان - مهما بلغت به الثقافة والحرص - لايستطيع خلال حياته قراءة أكثر من ثلاثة آلاف كتاب . وكي يحقق هذا الهدف عليه أن يقرأ مالا يقل عن خمسين صفحة كل يوم - أو خمسين كتاباً في العام - وحتى إن نجح في ذلك يكون قد أضيف إلى المكتبة العالمية (خلال حياته) ما لا يقل عن خمسين مليون كتاب جديد!!
... وفي المحصلة نكتشف أن غزارة المعلومات هذه الأيام تحولت إلى مشكلة عصرية تتفاقم باستمرار. فمعلوماتنا في هذا العصر تتضاعف كل ثلاثة أعوام وبنهاية عام 2010 يكون محتوى الانترنت قد تضاعف 3000 مرة عما كان عليه في أول عام . وحالياً يجب على المهندس أوالطبيب الذي يريد متابعة الجديد في تخصصه قراءة 2000 صفحة، ومتابعة آلاف المواقع المتخصصة ليحيط فقط بآخر المستجدات في مجاله!
.. ورغم أن هناك خبراء متخصصين في "مطاردة" المعلومات ، ورغم أن الإنترنت تتضمن محركات بحث ماهرة في اصطياد المعلومة ؛ نجد أن المهندس يفشل في الإحاطة بالجديد في مجال عمله ، والعالم يجتهد في بحث لا يعلم أنه موجود، والمخترع يكتشف أن اختراعه تكرر في أكثر من مكان ، والمرضى يعانون من جهل الأطباء بأبحاث جديدة قد تنقذ حياتهم - وينسحب نفس الأمر على المهندسين والفنيين والصيادلة والكُتاب !!
... والمفارقة هنا أن دماغ الانسان ذاته لا يملك أي مشكلة ذهنية أو عصبية فيما يخص تحصيل المزيد من العلوم ؛ فمخ الإنسان قادر على استيعاب عشرة ملايين ملايين ملايين وحدة معلومات (تسمى بت).. وسعة هائلة كهذه تعني أن مخ الإنسان قادر على استيعاب الموسوعة البريطانية بأكملها دون أن يشغل سوى جزء يسير من قدراته التخزينية .. ولكن من جهة أخرى لا يستوعب الدماغ المعلومات إلا بنمط بطيء للغاية (بمعدل كلمة واحدة في الثانية) ولايملك نظام أرشفة فعالاً يتيح له استخراج كل مايحفظ.. وهذا يعني أن الإنسان الذي يقرأ عشر ساعات في اليوم طوال سبعين عاماً لا يستوعب من الرقم السابق سوى 30 ألف مليون وحدة فقط - هذا إذا افترضنا أصلًا قدرته على الاستمرار !
ومفارقة كهذه تجعل من "محركات البحث" بمثابة طوق نجاة طارئ يلجأ إليه الباحثون والحمقى على حد سواء!!
وحين أُطلق تلسكوب هابل الفضائي في التسعينيات قدم في أول عام مايفوق معارفنا الفلكية المتحصلة في آخر 10 آلاف عام.
أما المعلومات التقنية فتتضاعف كل عامين وهو ما يعني أن المعلومات التي يدرسها الطالب الجامعي في سنته الأولى تصبح (قديمة) حين يصل الى سنته الثالثة!
وفي حين يصعب على المثقف قراءة 50 كتاباً في العام، ينشر العالم مليون كتاب وتطلق موسوعة ويكيبيديا 6 ملايين مقالة جديدة..
ومؤشرات كهذه تؤكد أننا نعيش في عصر تتسارع فيه وتيرة التراكم العلمي والمعرفي بشكل غير مسبوق.. فخلال تاريخ البشر الطويل كانت الأمية والجهل هما القاعدة (لا الاستثناء) .. وحين اخترع الألماني جوتنبرغ الطباعة عام 1450 حدثت أول وأهم طفرة معرفية بفضل وفرة المادة المطبوعة، ونزول الكتاب من برجه العالي لمستوى العامة والفقراء .. ورغم ظهور منافسين أقوياء للكتاب من بداية القرن العشرين (كالراديو والسينما والتلفزيون) إلا أنه ظل محتفظا بقوته ومكانته حتى ظهرت سيدة الجميع في بداية الثمانينيات (الإنترنت) !!
واليوم لم تعد المشكلة في الجهل والأمية - أو في عدم توفر المادة العلمية - بل في التدفق الهائل والتراكم السريع للمعارف الحديثة . فالإنسان - مهما بلغت به الثقافة والحرص - لايستطيع خلال حياته قراءة أكثر من ثلاثة آلاف كتاب . وكي يحقق هذا الهدف عليه أن يقرأ مالا يقل عن خمسين صفحة كل يوم - أو خمسين كتاباً في العام - وحتى إن نجح في ذلك يكون قد أضيف إلى المكتبة العالمية (خلال حياته) ما لا يقل عن خمسين مليون كتاب جديد!!
... وفي المحصلة نكتشف أن غزارة المعلومات هذه الأيام تحولت إلى مشكلة عصرية تتفاقم باستمرار. فمعلوماتنا في هذا العصر تتضاعف كل ثلاثة أعوام وبنهاية عام 2010 يكون محتوى الانترنت قد تضاعف 3000 مرة عما كان عليه في أول عام . وحالياً يجب على المهندس أوالطبيب الذي يريد متابعة الجديد في تخصصه قراءة 2000 صفحة، ومتابعة آلاف المواقع المتخصصة ليحيط فقط بآخر المستجدات في مجاله!
.. ورغم أن هناك خبراء متخصصين في "مطاردة" المعلومات ، ورغم أن الإنترنت تتضمن محركات بحث ماهرة في اصطياد المعلومة ؛ نجد أن المهندس يفشل في الإحاطة بالجديد في مجال عمله ، والعالم يجتهد في بحث لا يعلم أنه موجود، والمخترع يكتشف أن اختراعه تكرر في أكثر من مكان ، والمرضى يعانون من جهل الأطباء بأبحاث جديدة قد تنقذ حياتهم - وينسحب نفس الأمر على المهندسين والفنيين والصيادلة والكُتاب !!
... والمفارقة هنا أن دماغ الانسان ذاته لا يملك أي مشكلة ذهنية أو عصبية فيما يخص تحصيل المزيد من العلوم ؛ فمخ الإنسان قادر على استيعاب عشرة ملايين ملايين ملايين وحدة معلومات (تسمى بت).. وسعة هائلة كهذه تعني أن مخ الإنسان قادر على استيعاب الموسوعة البريطانية بأكملها دون أن يشغل سوى جزء يسير من قدراته التخزينية .. ولكن من جهة أخرى لا يستوعب الدماغ المعلومات إلا بنمط بطيء للغاية (بمعدل كلمة واحدة في الثانية) ولايملك نظام أرشفة فعالاً يتيح له استخراج كل مايحفظ.. وهذا يعني أن الإنسان الذي يقرأ عشر ساعات في اليوم طوال سبعين عاماً لا يستوعب من الرقم السابق سوى 30 ألف مليون وحدة فقط - هذا إذا افترضنا أصلًا قدرته على الاستمرار !
ومفارقة كهذه تجعل من "محركات البحث" بمثابة طوق نجاة طارئ يلجأ إليه الباحثون والحمقى على حد سواء!!