منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#38324
الأزمة الليبية والسورية وموقف تركيا تجاههما

(تايم) – ترجمة: ريم رمضان

تشكل الأزمة السورية التي انتهت بها الإنتفاضة العربية مصدر إزعاج كبير بالنسبة للحكومة التركية ، التي ظلت تدعم روابطها السياسية في المنطقة منذ عدة سنوات.

فقد حرصت حكومة رجب أردوغان الإسلامية منذ توليها السلطة عام 2002، على أن تكون أحد أعمدة العالم الإسلامي في المنطقة حيث تقوم على أساس ديني وإقتصادي، ومن ثم انطلق وزراء تركيا في بلاد الشرق الأوسط يدعون إلى صفقات تجارية وبروتوكولات تعاون سياسية، كما زاد أردوغان من حدة انتقاداته لإسرائيل مما جعله بطلا بين العرب في هذا الشأن.

ودعا بعض الأتراك إلى دولة عثمانية جديدة حتى أصبحت سياستهم الخارجية المتبعة هي "لا مشاكل مع الدول المجاورة طالما ان هناك ازدهار في العلاقات الإقتصادية والتجارية".

ثم جاءت سوريا - التي تقع على الحدود التركية – لتفسد ذلك السيناريو ، فعلى الرغم من أن كلتا الدولتين كانتا على شفا حرب في أواخر التسعينات، فقد نشأ بينهما صداقة وتحالف سياسي في ظل حكومة أردوغان ، فعلى خلاف موقفه من الثورة المصرية التي أدان فيها الرئيس السابق – حسني مبارك – ودعاه إلى تسليم السلطة ، ظل أردوغان صامتا ولم يبد أي تعليق على ما يحدث الآن في سوريا، وهو نفس الموقف الذي اتخذته الحكومة التركية تجاه الثورة الليبية، حيث أن هناك بعض

الشركات التركية التي تمتلك مليارات الدولارات وما يقرب من 25000 عامل ، مبرم حولهم عقود بناء في ليبيا، مما جعل الثوار الليبيين يتهمون أنقرة – أحدى أعضاء حلف الأطلسي – بدعم نظام معمر القذافي.

وعلى الرغم من العلاقات الإقتصادية القوية التي تربط بين أردوغان و حكومتي الأسد والقذافي ، إلا إنه لم يسد اليهم أي نصيحة ، قال سولي أوزال – أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بلجي - "لقد نصبت تركيا نفسها "وصية على دول المنطقة"، ولكن عندما جاءت اللحظة الحاسمة ، ظهر ضعف تأثيرها على الأحداث الجارية على الساحة، ومن ثم يظهر تناقض السياسة الخارجية التركية."

وكتب الخبير التركي ، هينري باركي في مقالة له أنه " بمتابعة المصالح الإقتصادية التركية في منطقة الشرق الأوسط، نرى أن الحكومة التركية - التي من شانها اتخاذ القرارات الإقتصادية - تنشأ علاقات وروابط قوية مع جميع الحكومات القائمة"، ولكن على النقيض تماما، فإن تلك العلاقات قد جعلت تركيا كالحكومات الحالية التي لا تريد التغيير، هكذا تشكل كل من ليبيا وسوريا مصدر إزعاج كبير لتركيا إذا حدث التغيير الذي ينشده البلدان.

بالإضافة إلى الحرج السياسي الذي شكله كلا البلدين لأنقرة والذي يقف كحجر عثرة في طريق طموحاتها السياسية ، فإن تدهور الأوضاع في سوريا قد يحمل وراءه عواقب سياسية وخيمة بالنسبة لتركيا. ويذكر أن الحكومة التركية أرسلت وفدا رفيع المستوى إلى دمشق يوم الخميس لحث الإسد على الإصلاح ، بينما عقد مجلس الأمن القومي التركي إجتماعا في أنقرة لبحث الأزمة السورية و انتهى إلى انه "يجب اتخاذ الخطوات اللازمة بشأن ذات الأزمة بأقصى سرعة وحسم من أجل ارساء السلام الإجتماعي والإستقرار مع سوريا الشقيقة، كما ينبغي وضع نهاية لأعمال العنف هناك والحفاظ على الأمن والحرية كحقوق انسانية أولية".

فقد أثار سكوت أردوغان عن إدانة القمع العنيف الذي تستخدمه حكومتي ليبيا وسوريا ضد المدنيين نقد النقاد الذين قالوا انه يكيل بمكيالين في التعامل مع إدارة معاركه ، حيث فجر ضجة دولية منذ عامين عندما أدان – على الملأ - قتل المدنيين في غزة من جانب إسرائيل ، وظلت تركيا دون سفير لدى تل أبيب لعدة أشهر. يقول أوزيل " لقد وجدت تركيا نفسها وحيدة في هذا العالم ، حيث توترت علاقاتها مع أوروبا، وما سيحدث في الشرق الأوسط لم يتضح حتى الآن ."