- السبت يونيو 04, 2011 6:02 pm
#38348
السياسه و الاخلاق كيانان منفصلان , الاخلاق ربما يعتبرها كبار السياسييّن بالتاريخ هي الوهن الذي يردّي الحكومات و يقتلها , غالباً ما أعتبروا الأخلاق صنم يجب تقويضه من أجل إستمرار سياساتهّم , التاريخ يحكّي لنا بأن الأخلاق شرق و السياسه غرب , و هما ضدان لا يلتقيان , فالمبدأ الميكافللي ( الغايه تبرر الوسيله ) هو المبدأ الإبستمولوجي الذي شطر إي محاولة تزاوج بين الأخلاق و السياسه , ربما البعض يعتبر الاخلاق طيبه و تعامل حسن و محبه و إخاء , و نفس هؤلاء البعض يعتبر السياسه قوه و صرامه و مصلحه من بعدها طوفان , ربما هؤلاء محقيّن فيما ذهبوا إليه , لأن السياسه تحتاج للصرامه و القوه , و لكنها بالأساس فن قبل ذلك , بينما الأخلاق هي الصفه الإنسانيه الأم التي يجب أن يتحلى بها السياسي قبل غيره .
غالبية ما أندثر من الدول و الإمبراطوريات و المماليك كان بسبب غلوها بالاخلاق تاره و هذا نادر جداً , و تاره أخرى بسبب إنسلاخها المائل للمُطلقيه من الاخلاق و هذا هو الشائع , فالنمثل على هذيّن لنوضّح الفكره و الصوره التي نُريد إيصالها .
مقتل ذوّ النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه و ما حدث بالفتنه التي عصفت بالمسلمين منذُ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا ربما كان السبب الام بها بعد إرادة و مشيئة الله سبحانه و تعالى هو طبيعة شخصية الخليفه الراشد رضي الله عنه , لأن هذا الصحابي الجليل كانت الملائكه تستحّي منه , فكان قلبه طيب و خجول , و هذه الصفات أمالت الكثير من الناس لفعل افعال تُعارض ما كان يجب ان يقوم به الخليفه الراشد , فأصبح بنّوا أُميه يفعلون الكثير من الأشياء التي جعلت الصحابه ينفرون من حكم عثمان بن عفان رضي الله عنه , فالكفة التي كانت تميّل إلى العدل الموضوعي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه و التي تجعل الرجل المناسب بالمكان المناسب إندثرت في خلافة عثمان , ففعل بنّوا أميه ما لذّ لهّم و طاب من الأفعال التي جعلت هُناك بوّن شاسع بين حكم الفاروق من طرف و حكم ذوّ النورين من طرف آخر , و خصوصاً ما فعله مروان بن الحكم , و أيضاً ما فعله معاوية بن أبي سفيان .
فالفارق بين الفاروق و ذوّ النورين بأن الأول سياسي أي السياسه لديه فوق الاخلاق , و لا مكان لإيثار الأخلاق على السياسه , و العبره بهذه السياسه هو العدل و الأهم هو القانون الديني , بينما في الطرف الآخر لدى ذوّ النورين كانت الأخلاق و الايثارات فوق السياسه , صحيح لم يبالغ في إيثار الأخلاق و لكن البُون الذي اتضح بينهم و بين سلفه جعل المحيطين به يكبرون مجهر على افعاله و بالتالي مع مرور الوقت شُحنّت الصدور و حدثت الفتنه , هذا أمر حدث و أنقضاء و لكن هو درس عظيم لنا لنعرف بأن السياسه لا بّد أن تطرد الاخلاق من جوفها في العديد من المرات و ليس كُل المرات , ارادة و اشائة الله كانت فوق كل شىء و حدث ما حدث .
انقلاب عبدالناصر على اللواء محمد نجيب بعدما قام الضباط الأحرار بإسقاط الملكيه بمصر لأن الاخلاق لا مكان لها لدى السياسييّن كون أفكار محمد نجيب تميل للمزعه الديمقراطيه, انقلاب صدام حسين على عبدالسلام عارف نظراً لأن عارف لم يكذن سياسي بنظر صدام حسين و قبله إنقلاب عبدالكريم قاسم العسكري , كل هذه الإنقلابات كانت لان من ينقلبون عليه يميل للأخلاق , إنقلاب العباسييّن على الأموييّن كذلك , العديد من الامور التي حدثت بالتاريخ تقول لنا بأن الأخلاق ربما تقود المؤمن بها إلى انتفاء حكمه و انقضاء مملكته أو ما يحكّم , ربما البعض يتهمنّي الآن بالميكافلليه , و لك لا ضيّر , الأخلاق التي أقصدها هُنا هي الضعف في المواضع التي تتطلّب القوه , و ربما العكس , فالسياسه فن كما قلنا و أهم مبدأ يجب أن يؤمن به السياسي هو ( شعرّة معاويه ) _ لو بينّي و بين الناس شعره ما أنقطعت إذا شدوها أرخيتها و أذا أرخوها شددتها _ فالمصلحه العامه للحكومه التي تقود الدوله مع مصلحة الشعب المنتمّي للدوله فوق كُل إعتبار , فيجب وقتها تقديم هذه الأمور على كُل شىء و خصوصاً مصلحة الشعب لانهُ الطرف الأقوى في المعادله التي تُشكّل الدوله .
هتلر كان لا أخلاقي , سلخ الاخلاق من جوف السياسه و كانت مصلحة دولته فوق كل إعتبار , بل مصلحته هو أو لنكوّن أكثر دقّه بكلامنا مصلحة غروره و طموحه فوق كل إعتبار , و لذلك قاد ألمانيا للخراب و كان من اهم الاسباب التي أدّت إلى مقتل أكثر من 50 مليون شخص في الحرب العالميه الثانيه , و التي انتهت بدخول الحلفاء برلين و إنتحاره هو و عشيقته ايفا براون , فالاخلاقيات التي كان يجب ان تتحلى بها النازيه في ذلك الوقت سلخها هتلر , فالألمان كانوا خارجين من خسارة حرب عالميه أولى دمرتهّم , و كانوا يحتاجون الى بناء وطنهّم من جديد , و كانوا يحتاجون لذلك الرجل الذي يقودهّم لكي يعيدوا العلاقه بين سياستهّم و اخلاقهمّ التي فقدوها , فجاء رجل باعّد بين السياسه و الاخلاق ! و لذلك أنا مؤمن لو لم يكّن هُناك هتلر و نازيه لكانت ألمانيا اليوم هي من تقوّد العالم ,و لكن لله حكمه لا نعلمها , و الاهم أن الاخلاق التي سُلخّت من جوف النازيه قادت النازيه نفسها للتواري او ربما للموت الأبدي .
بعد الثوره البلشفيه و نهاية حكم القياصره الروس قامت الحكومه الشيوعيه بالاتحاد السوفيتي , هذه الحكومه مثال حّي على الإنسلاخ التام بين السياسه و الأخلاق , فمن فلاديمير لينين إلى السفاح الأكبر و الذي يضاهي هتلر و ينافسه على لقب سفاح القرن العشرين جوزيف ستالين أُبيّد الكثير من البشر بعشرات الملاييّن , لأن الأخلاق فقدت لدى الحُكام السوفيت , بل يقدر البعض ما قُتل خلال 30 عام بالاتحاد السوفيتي وحده بما يفوق 30 ميلون آدمي , و كأن بكل عام يقتل مليون آدمي , ما أرخص الدم البشري عندما تنسلخ السياسه من الاخلاق .
و ما حدث بغالبية التاريخ من جرائم كان ورائها هو الإنسلاخ الاخلاقي , فالأوربيين عندما دخلوا أمريكا اول مره أنسلخوا من الاخلاق فأبادوأ السكان الاصلييّن , و الاسبان ابادوا سكان امريكا الجنوبيه عندما بدأوا بإستعمارها , و أمريكا فعلوا مذابح لا انسانيه بفيتنام و العراق , و حتى قبل ذلك هولاكو أباد البشر من المسلمين في بغداد حتى يقال أنهُ قتل 2 مليون مسلم شريف , حتى الثورا بقيادة كاسترو و أخيه راؤول و جيفارا قتلوا العديد من الكوبييّن بعد إنتصار ثورتهّم , إن السياسه اذا انسلخت من الاخلاق و تجردت تفعل أشد من ذلك , سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي , و عندما طالب كانط بأن يكون هُناك مشروع للسلام العالمي في القرن الثامن عشر , لم يدرك كانط الفاضل بأن السلام يعني أخلاق , و الاخلاق تعني عداء لشهوانية السياسييّن , و رغم ذلك تحقق حلم كانط و انشأت بعض المنظمات الدوليه التي تحلّم بالسلام او لنقول الاخلاق , و لكن ظلت هذه المنظمات صوريه ظاهرها رحمه و باطنها عذاب .
اليوم و في ظل الدوله الحديثه لا بد ان يكون هُناك تؤأمه بين السياسه و الاخلاق جبراً , و لا بد أن يكون هُناك فاعليه لهذه التؤأمه , لأن الإنسلاخ بين المفهومين يجعلنا عرضه كـبشر لإعادة ولاده نيرون و هولاكو و هلتر و ستالين , و عرضه كـ دول لإعادة ولادة اسبانيا الكاثلوكيه و امريكا الأم التي فعلت الدمار بالسكان الاصلييّن اول ولادتها , و عرضه لعودة الامبرياليات المغتصبه التي لا ترحم , و عرضه لجعل مصير ملاييّن البشر بيد شخص معين , و عرضه لجعل ارواح ملايين من البشر مقابل ممارسة لهواية احد المهووسيّن و العاشقين للدماء من الدكتاتورييّن .
اليوم نحن بحاجه كبيره لنعيّد الفاعليه للمنظمات الدوليه و نسلخها من صوريتها التي غرقت بها , اليوم يجب أن تكون كل الدول متساويه في الافعال , و لا تكون هُناك عنصريه بالافعال , فإسرائيل المسخ الموجوده بالعالم اليوم يجب أن تتعامل معها المنظمات الدوليه و الحقوقيه بنفس طريقة تعاملها مع الدول الاسلاميه , و امريكا يجب أن تُعامل بنفس التعامل مع الدول العربيه , فهذه العنصريه التي تُحيط بالمنظمات هذه يجب أن تقف عند حدها و تُعاد جميع قوانينها و اتفاقياتها , لأن هذه القوانين هي انجيل مقدس يسمح لدول بعينها فعل ما تشاء , بينما بالطرف الآخر تحجّم دول اخرى لكي لا تفعل اي شىء !
الاخلاق أيها الساده يجب أن تُطلى بها السياسه اليوم , فعدم طلّي السياسه بالأخلاق هو خطر يهدد كل إنسان اليوم , سواء بالداخل او الخارج , صحيح أعظم شىء يمكن أن تصل له الدوله هو الإتحاد المشترك بين مصلحة الحكومه و مصلحة الفرد , و لكن هذا من النادر أن يحدث ,و الذي يجب أن يكون هو ان الاخلاق سمّه اساسيه بتعامل الحكومه مع الشعب , فإذا الحكومه لم تتحلى بالأخلاق و طريقها بذلك الشفافيه وقتها يجّب أن يقوم الشعب بعزل هذه الحكومه لانهُ إن لم يعزلها لفعلت به ما لّذ و طاب من صنوف التعذيب و القتل و الارهاب , بالأخير يمكن القول بأن الدول التي سلخت الاخلاق من السياسه سقطت و التي لم تسقط هي اليوم أكثر الدول عرضّه للسقوط ,بينما الدول التي زاوجت بين السياسه و الأخلاق تعتبر أكثر ديمومه إستمراريه , و خصوصاً داخلياً , لان الخارجيه يحتاج لتفصيل آخر ربما اعود له , فهذه مجرد وجهة نظري لا أكثر و اجتهاد قابل للسخريه منه إلى المنطقيه .
غالبية ما أندثر من الدول و الإمبراطوريات و المماليك كان بسبب غلوها بالاخلاق تاره و هذا نادر جداً , و تاره أخرى بسبب إنسلاخها المائل للمُطلقيه من الاخلاق و هذا هو الشائع , فالنمثل على هذيّن لنوضّح الفكره و الصوره التي نُريد إيصالها .
مقتل ذوّ النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه و ما حدث بالفتنه التي عصفت بالمسلمين منذُ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا ربما كان السبب الام بها بعد إرادة و مشيئة الله سبحانه و تعالى هو طبيعة شخصية الخليفه الراشد رضي الله عنه , لأن هذا الصحابي الجليل كانت الملائكه تستحّي منه , فكان قلبه طيب و خجول , و هذه الصفات أمالت الكثير من الناس لفعل افعال تُعارض ما كان يجب ان يقوم به الخليفه الراشد , فأصبح بنّوا أُميه يفعلون الكثير من الأشياء التي جعلت الصحابه ينفرون من حكم عثمان بن عفان رضي الله عنه , فالكفة التي كانت تميّل إلى العدل الموضوعي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه و التي تجعل الرجل المناسب بالمكان المناسب إندثرت في خلافة عثمان , ففعل بنّوا أميه ما لذّ لهّم و طاب من الأفعال التي جعلت هُناك بوّن شاسع بين حكم الفاروق من طرف و حكم ذوّ النورين من طرف آخر , و خصوصاً ما فعله مروان بن الحكم , و أيضاً ما فعله معاوية بن أبي سفيان .
فالفارق بين الفاروق و ذوّ النورين بأن الأول سياسي أي السياسه لديه فوق الاخلاق , و لا مكان لإيثار الأخلاق على السياسه , و العبره بهذه السياسه هو العدل و الأهم هو القانون الديني , بينما في الطرف الآخر لدى ذوّ النورين كانت الأخلاق و الايثارات فوق السياسه , صحيح لم يبالغ في إيثار الأخلاق و لكن البُون الذي اتضح بينهم و بين سلفه جعل المحيطين به يكبرون مجهر على افعاله و بالتالي مع مرور الوقت شُحنّت الصدور و حدثت الفتنه , هذا أمر حدث و أنقضاء و لكن هو درس عظيم لنا لنعرف بأن السياسه لا بّد أن تطرد الاخلاق من جوفها في العديد من المرات و ليس كُل المرات , ارادة و اشائة الله كانت فوق كل شىء و حدث ما حدث .
انقلاب عبدالناصر على اللواء محمد نجيب بعدما قام الضباط الأحرار بإسقاط الملكيه بمصر لأن الاخلاق لا مكان لها لدى السياسييّن كون أفكار محمد نجيب تميل للمزعه الديمقراطيه, انقلاب صدام حسين على عبدالسلام عارف نظراً لأن عارف لم يكذن سياسي بنظر صدام حسين و قبله إنقلاب عبدالكريم قاسم العسكري , كل هذه الإنقلابات كانت لان من ينقلبون عليه يميل للأخلاق , إنقلاب العباسييّن على الأموييّن كذلك , العديد من الامور التي حدثت بالتاريخ تقول لنا بأن الأخلاق ربما تقود المؤمن بها إلى انتفاء حكمه و انقضاء مملكته أو ما يحكّم , ربما البعض يتهمنّي الآن بالميكافلليه , و لك لا ضيّر , الأخلاق التي أقصدها هُنا هي الضعف في المواضع التي تتطلّب القوه , و ربما العكس , فالسياسه فن كما قلنا و أهم مبدأ يجب أن يؤمن به السياسي هو ( شعرّة معاويه ) _ لو بينّي و بين الناس شعره ما أنقطعت إذا شدوها أرخيتها و أذا أرخوها شددتها _ فالمصلحه العامه للحكومه التي تقود الدوله مع مصلحة الشعب المنتمّي للدوله فوق كُل إعتبار , فيجب وقتها تقديم هذه الأمور على كُل شىء و خصوصاً مصلحة الشعب لانهُ الطرف الأقوى في المعادله التي تُشكّل الدوله .
هتلر كان لا أخلاقي , سلخ الاخلاق من جوف السياسه و كانت مصلحة دولته فوق كل إعتبار , بل مصلحته هو أو لنكوّن أكثر دقّه بكلامنا مصلحة غروره و طموحه فوق كل إعتبار , و لذلك قاد ألمانيا للخراب و كان من اهم الاسباب التي أدّت إلى مقتل أكثر من 50 مليون شخص في الحرب العالميه الثانيه , و التي انتهت بدخول الحلفاء برلين و إنتحاره هو و عشيقته ايفا براون , فالاخلاقيات التي كان يجب ان تتحلى بها النازيه في ذلك الوقت سلخها هتلر , فالألمان كانوا خارجين من خسارة حرب عالميه أولى دمرتهّم , و كانوا يحتاجون الى بناء وطنهّم من جديد , و كانوا يحتاجون لذلك الرجل الذي يقودهّم لكي يعيدوا العلاقه بين سياستهّم و اخلاقهمّ التي فقدوها , فجاء رجل باعّد بين السياسه و الاخلاق ! و لذلك أنا مؤمن لو لم يكّن هُناك هتلر و نازيه لكانت ألمانيا اليوم هي من تقوّد العالم ,و لكن لله حكمه لا نعلمها , و الاهم أن الاخلاق التي سُلخّت من جوف النازيه قادت النازيه نفسها للتواري او ربما للموت الأبدي .
بعد الثوره البلشفيه و نهاية حكم القياصره الروس قامت الحكومه الشيوعيه بالاتحاد السوفيتي , هذه الحكومه مثال حّي على الإنسلاخ التام بين السياسه و الأخلاق , فمن فلاديمير لينين إلى السفاح الأكبر و الذي يضاهي هتلر و ينافسه على لقب سفاح القرن العشرين جوزيف ستالين أُبيّد الكثير من البشر بعشرات الملاييّن , لأن الأخلاق فقدت لدى الحُكام السوفيت , بل يقدر البعض ما قُتل خلال 30 عام بالاتحاد السوفيتي وحده بما يفوق 30 ميلون آدمي , و كأن بكل عام يقتل مليون آدمي , ما أرخص الدم البشري عندما تنسلخ السياسه من الاخلاق .
و ما حدث بغالبية التاريخ من جرائم كان ورائها هو الإنسلاخ الاخلاقي , فالأوربيين عندما دخلوا أمريكا اول مره أنسلخوا من الاخلاق فأبادوأ السكان الاصلييّن , و الاسبان ابادوا سكان امريكا الجنوبيه عندما بدأوا بإستعمارها , و أمريكا فعلوا مذابح لا انسانيه بفيتنام و العراق , و حتى قبل ذلك هولاكو أباد البشر من المسلمين في بغداد حتى يقال أنهُ قتل 2 مليون مسلم شريف , حتى الثورا بقيادة كاسترو و أخيه راؤول و جيفارا قتلوا العديد من الكوبييّن بعد إنتصار ثورتهّم , إن السياسه اذا انسلخت من الاخلاق و تجردت تفعل أشد من ذلك , سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي , و عندما طالب كانط بأن يكون هُناك مشروع للسلام العالمي في القرن الثامن عشر , لم يدرك كانط الفاضل بأن السلام يعني أخلاق , و الاخلاق تعني عداء لشهوانية السياسييّن , و رغم ذلك تحقق حلم كانط و انشأت بعض المنظمات الدوليه التي تحلّم بالسلام او لنقول الاخلاق , و لكن ظلت هذه المنظمات صوريه ظاهرها رحمه و باطنها عذاب .
اليوم و في ظل الدوله الحديثه لا بد ان يكون هُناك تؤأمه بين السياسه و الاخلاق جبراً , و لا بد أن يكون هُناك فاعليه لهذه التؤأمه , لأن الإنسلاخ بين المفهومين يجعلنا عرضه كـبشر لإعادة ولاده نيرون و هولاكو و هلتر و ستالين , و عرضه كـ دول لإعادة ولادة اسبانيا الكاثلوكيه و امريكا الأم التي فعلت الدمار بالسكان الاصلييّن اول ولادتها , و عرضه لعودة الامبرياليات المغتصبه التي لا ترحم , و عرضه لجعل مصير ملاييّن البشر بيد شخص معين , و عرضه لجعل ارواح ملايين من البشر مقابل ممارسة لهواية احد المهووسيّن و العاشقين للدماء من الدكتاتورييّن .
اليوم نحن بحاجه كبيره لنعيّد الفاعليه للمنظمات الدوليه و نسلخها من صوريتها التي غرقت بها , اليوم يجب أن تكون كل الدول متساويه في الافعال , و لا تكون هُناك عنصريه بالافعال , فإسرائيل المسخ الموجوده بالعالم اليوم يجب أن تتعامل معها المنظمات الدوليه و الحقوقيه بنفس طريقة تعاملها مع الدول الاسلاميه , و امريكا يجب أن تُعامل بنفس التعامل مع الدول العربيه , فهذه العنصريه التي تُحيط بالمنظمات هذه يجب أن تقف عند حدها و تُعاد جميع قوانينها و اتفاقياتها , لأن هذه القوانين هي انجيل مقدس يسمح لدول بعينها فعل ما تشاء , بينما بالطرف الآخر تحجّم دول اخرى لكي لا تفعل اي شىء !
الاخلاق أيها الساده يجب أن تُطلى بها السياسه اليوم , فعدم طلّي السياسه بالأخلاق هو خطر يهدد كل إنسان اليوم , سواء بالداخل او الخارج , صحيح أعظم شىء يمكن أن تصل له الدوله هو الإتحاد المشترك بين مصلحة الحكومه و مصلحة الفرد , و لكن هذا من النادر أن يحدث ,و الذي يجب أن يكون هو ان الاخلاق سمّه اساسيه بتعامل الحكومه مع الشعب , فإذا الحكومه لم تتحلى بالأخلاق و طريقها بذلك الشفافيه وقتها يجّب أن يقوم الشعب بعزل هذه الحكومه لانهُ إن لم يعزلها لفعلت به ما لّذ و طاب من صنوف التعذيب و القتل و الارهاب , بالأخير يمكن القول بأن الدول التي سلخت الاخلاق من السياسه سقطت و التي لم تسقط هي اليوم أكثر الدول عرضّه للسقوط ,بينما الدول التي زاوجت بين السياسه و الأخلاق تعتبر أكثر ديمومه إستمراريه , و خصوصاً داخلياً , لان الخارجيه يحتاج لتفصيل آخر ربما اعود له , فهذه مجرد وجهة نظري لا أكثر و اجتهاد قابل للسخريه منه إلى المنطقيه .