منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By محمد السهلي 11
#38482
أتصور اليوم أن العملية الدبلوماسية المرتبطة في التواصل مع العالم الخارجي يمكن أن يقوم بها كل مواطن واع وكل مواطن يشعر بالمسؤولية تجاه وطنه، ماذا يمكن أن يحصل لو أن كل مواطن تخيل نفسه سفيراً لوطنه وهو يتنقل عبر جهازه الإلكتروني بين المواقع في الشبكة المعلوماتية أو ما يعرف بالإنترنت، حين يتم ذلك فإن كل حملات العالم على الوطن أي وطن لن تحقق أهدافها بل انها ستفشل لأن الوعي حوّل المواطن من مجرد متلق أحياناً وغاضب أحياناً أخرى إلى مواطن فاعل ومؤثر وقادر على الانتقاء والقبول والرفض بوعي وليس مجرد تابع أو مدافع عن باطل لأنه في الحالتين لن ينجح في تحقيق الدبلوماسية الإلكترونية.

حقيقة أتمنى من الجهات المختصة وخاصة المؤسسات التعليمية العليا أي الجامعات وبدعم من وزارة الخارجية أن توجد مثل هذا النوع من الدبلوماسية الحديثة التي ستخرج بالحوار من مكاتب المسؤولين إلى عقول وضمائر الشعوب وهي شعوب مهمة في المجتمعات المتقدمة وتشكل قوة مؤثرة على مؤسسات صناعة القرار.

ولعل مسؤولية هذا النوع من الدبلوماسية تتركز في المؤسسات العلمية وخاصة الجامعية وربما التعليم العام خاصة المدارس التي تتوفر لديها شبكة اتصال بالعالم الخارجي من خلال الإنترنت. بالإضافة للمؤسسات المدنية الأخرى التي نريد منها من خلال المتميزين من الشباب من الجنسين أن يعرّفوا العالم بحقيقة المجتمع السعودي المحب للإنسان ،المحب للانماء المحب للعطاء، الإنسان المسلم والمتحضر الإنسان المنفتح فكرياً، وفي نفس الوقت المستوعب للإسلام الحقيقي وليس إسلام التسييس من الفئات الحاقدة على الغير وتختبئ تحت المظلة.

العمل على تحقيق هذه الدبلوماسية يتطلب بداية ثقة صادقة وجرأة من المسؤول نحو هؤلاء الشباب الذين سيقومون بدور سفير سعودي ولكن سفير غير معين من وزارة الخارجية ولا يحمل صفة الدبلوماسية وإنما هو معين من الوطن بأجمعه وينتمي لكل شيء في وطنه ومطالب بتصحيح أي خطأ في مفاهيم الآخر عن الإنسان السعودي والمؤسسة السعودية والفكر السعودي وأيضاً الدين الإسلامي والتعريف بنا لمن يجهلنا، التعريف بنا كحضارة إنسانية تتجذر في عمق الحضارات وليس مجرد دولة بترولية وإن كان ذلك لا يعيبنا قدر أنه أتعبنا مع الأشقاء حفظهم الله. ومن الطبيعي أن السفير الإلكتروني لابد أن تتوفر فيه بعض الشروط لعل اهمها الوطنية الواعية وليس التابعة دون وعي ولا من تعشق جَلد الذات باسم الصراحة والحرية والجرأة.

السفير الإلكتروني هو ما نحتاجه في هذه المرحلة للتواصل مع العالم بأكمله شرقه وغربه جنوبه وشماله لأن فهم الآخر لنا يمثل احتياجاً إنسانياً طبيعياً وأيضاً نحن نحتاج أن نفهم الآخر كما هو لا كما تقدمه لنا وسائل الإعلام التي قد تخضع في بعضها لمعايير غير دقيقة أو صادقة.

السفير الإلكتروني اليوم يمكن أن يمثل وسيلة الإعلام والمتحدث غير الرسمي للوطن وفي نفس الوقت هو مواطن يمارس وطنيته بأعلى درجات الوعي والنضج وكم حقيقةً أتمنى أن يتحقق ذلك لنا هنا في المملكة وأن نكون أول من يعين سفراء الدبلوماسية الإلكترونية عالمياً ونحن أهل لها بشرط أن تقلل مدينة الملك عبدالعزيز من قيودها وضوابطها غير المقنعة أحياناً وفي الوقت نفسه تتجاوز جامعاتنا ذاتها وتنطلق نحو أفق أكثر اتساعاً وأكثر تقدمية من مجرد طالب ينجح كلما كان قادراً على الحفظ أكثر من قدرته على التفكير التي نحتاجها كثيراً عند السفير الإلكتروني متى تم تعيينه وحتى يتم ذلك أقول لسفراء الإنترنت أنتم تمثلوننا جميعاً حالياً ونحن بقدر سعادتنا بحماسكم ووطنيتكم وفكركم نريد أيضاً أكثر وأكثر لأن الوطن يستحق أكثر وأكثر ولأن اللغة العالمية اليوم تصنعها الشعوب قبل الحكومات ودبلوماسية الغد قد لا نعرف كامل رجالاتها ولكنني أعتقد أن احدها سيكون إلكترونياً فلنسبق العالم خاصة واننا الآن نعيش زمن الدبلوماسية السعودية.