- الأحد يونيو 05, 2011 6:17 am
#38498
تحدّث وكتبَ مفكرون عرب وأجانب عن أزماتنا المتعددة الاجتماعية والعقلية، المادية والروحية، وكيف أسدلنا ستاراً على التفاعل مع النهضة العالمية، حتى إن المثقفين في الوطن العربي، والأكاديميين والمفكرين في حالة تنافر حاد فيما بينهم، وهم طليعة المجتمع، والمؤسف أن الرابط بينهم هو الاقتصاص من الآخر الناجح، والقاعدة تصل إلى قادة آخرين في الأحزاب الشيوعية والليبرالية والدينية، عندما تجد كلّ فئة التفسير الذي يلتقي مع رغباتها، ويزيد في تعصبها شبه القبلي تجاه غيرها، ولذلك انعدم مشروع التوافق الاجتماعي بحيث يسود الحوار بدون مقدمات أو افتراضات تعطي الحق لمن يكون صوته الأعلى في حجة لا تملك إقناع الآخر، أو جعل الشك هو الفرضية الأخرى.
الانشقاقات العربية ليست جديدة، فقد اختلف العرب على القضية الفلسطينية، وكلّ أعطاها الحق لكن بما يخدم مصلحة الحزب والمنظمة والدولة، وتمزقت الساحة العربية لأن الدول التي تنتسب للمعسكر العربي رجعية إمبريالية، بينما المعسكر الشرقي ومن ينتمي إليه يعني التحرير والتقدم وفرض الحريات بينما كلا المعسكرين مرَّر من خلال غباء أصحاب التبعية لهما العديد من المكاسب بما سُمي بالحروب بالنيابة عن الصراع الأكبر في حروبهما الباردة وشبه الساخنة..
في هذه الأجواء سادت السلطات القمعية، وأنشأت أحزمة من الاتباع والعملاء والأزلام بتآلف فريد؛ بحيث أصبحت المنفعة الذاتية هي الرابط الأساسي، وهنا أصبحت الحرية والعدالة شعارات يجوز للدولة رفعها وعدم المطالبة بتطبيقها، وهذه الازدواجية ولّدت الهزيمة الشعبية الدائمة؛ بحيث صار كلّ من يتكلم، ولو همساً، يرتكب جريمة العدو الأول للوطن، ولذلك هجّرت العقول والأموال، ولوحِقَ كلّ صوت صريح ناقد، ما دفع بالطليعة الاجتماعية، إما إلى الصمت، أو الاستزلام للسلطة، وقد شهدنا من خلال الثورات العربية كيف تمت تعرية نجوم كبار في السينما والفكر والأدب عندما خرجت الملفات السرية التي حملت السوابق، ودوّرت الصراع إلى انكفاء لأولئك النجوم، أو إيثار العزلة الدائمة..
لقد جرّب الوطن العربي، والعالم الإسلامي أصحاب العمائم والطرابيش، وتقليعات موضات باريس وروما، وكلّ يدعي تمثيل الدور الذي يغري عالمه، لكن الأقنعة أسقطتها الُجمَع التي حشدت فيها الجماهير صورة عصر الشباب والذي اخترق الحواجز بأدوات لا تستطيع السلطات إيقافها أو حجبها، وهنا تداعت مناظر الرعب التي بثتها السلطات لنرى بعضها مجرد حائط من الثلج في الصحارى الحارقة صيفاً، وتبددت تلك المخاوف، وصار الاتكاء على الحيل والوعود، فيما البحث عن مخرج بحوار من جبهة الدولة وحدها، حرَف المعركة باتجاه آخر، أي كلما لجأت الدول إلى أنصاف الحلول، ارتفع سقف المطالب لأن اللاعب الجديد دخل بأدوات المكاشفة التي عرّت السلطات من ثيابها الداخلية..
ما يؤرق هو الخوف من أن يتحول تمسك الزعماء بكراسيهم إلى نشوء انشقاقات تؤدي إلى إمارات إسلامية، أو دويلات لأقليات قومية وأثنية، واليمن صورة جديدة عندما أعلنت القاعدة إمارة زنجبار، وهو ما اعتبرته المعارضة تواطؤاً من السلطة حتى تخيف العالم بما تعتبره الفراغ الأمني، والحبل طويل حتى على الجرّار..
الانشقاقات العربية ليست جديدة، فقد اختلف العرب على القضية الفلسطينية، وكلّ أعطاها الحق لكن بما يخدم مصلحة الحزب والمنظمة والدولة، وتمزقت الساحة العربية لأن الدول التي تنتسب للمعسكر العربي رجعية إمبريالية، بينما المعسكر الشرقي ومن ينتمي إليه يعني التحرير والتقدم وفرض الحريات بينما كلا المعسكرين مرَّر من خلال غباء أصحاب التبعية لهما العديد من المكاسب بما سُمي بالحروب بالنيابة عن الصراع الأكبر في حروبهما الباردة وشبه الساخنة..
في هذه الأجواء سادت السلطات القمعية، وأنشأت أحزمة من الاتباع والعملاء والأزلام بتآلف فريد؛ بحيث أصبحت المنفعة الذاتية هي الرابط الأساسي، وهنا أصبحت الحرية والعدالة شعارات يجوز للدولة رفعها وعدم المطالبة بتطبيقها، وهذه الازدواجية ولّدت الهزيمة الشعبية الدائمة؛ بحيث صار كلّ من يتكلم، ولو همساً، يرتكب جريمة العدو الأول للوطن، ولذلك هجّرت العقول والأموال، ولوحِقَ كلّ صوت صريح ناقد، ما دفع بالطليعة الاجتماعية، إما إلى الصمت، أو الاستزلام للسلطة، وقد شهدنا من خلال الثورات العربية كيف تمت تعرية نجوم كبار في السينما والفكر والأدب عندما خرجت الملفات السرية التي حملت السوابق، ودوّرت الصراع إلى انكفاء لأولئك النجوم، أو إيثار العزلة الدائمة..
لقد جرّب الوطن العربي، والعالم الإسلامي أصحاب العمائم والطرابيش، وتقليعات موضات باريس وروما، وكلّ يدعي تمثيل الدور الذي يغري عالمه، لكن الأقنعة أسقطتها الُجمَع التي حشدت فيها الجماهير صورة عصر الشباب والذي اخترق الحواجز بأدوات لا تستطيع السلطات إيقافها أو حجبها، وهنا تداعت مناظر الرعب التي بثتها السلطات لنرى بعضها مجرد حائط من الثلج في الصحارى الحارقة صيفاً، وتبددت تلك المخاوف، وصار الاتكاء على الحيل والوعود، فيما البحث عن مخرج بحوار من جبهة الدولة وحدها، حرَف المعركة باتجاه آخر، أي كلما لجأت الدول إلى أنصاف الحلول، ارتفع سقف المطالب لأن اللاعب الجديد دخل بأدوات المكاشفة التي عرّت السلطات من ثيابها الداخلية..
ما يؤرق هو الخوف من أن يتحول تمسك الزعماء بكراسيهم إلى نشوء انشقاقات تؤدي إلى إمارات إسلامية، أو دويلات لأقليات قومية وأثنية، واليمن صورة جديدة عندما أعلنت القاعدة إمارة زنجبار، وهو ما اعتبرته المعارضة تواطؤاً من السلطة حتى تخيف العالم بما تعتبره الفراغ الأمني، والحبل طويل حتى على الجرّار..