صفحة 1 من 1

الحرب العالميه الثانيه

مرسل: الأحد يونيو 05, 2011 6:08 pm
بواسطة مشعل محمد المرزوقي 8
ألمانيا المحتلة.
دمرت الحرب كثيرًا من المدن والمزارع والمصانع والطرق في ألمانيا. وكانت إمدادات الغذاء والوقود والماء قليلة جدًا. وكان الناس شبه جياع، كما أن كثيرًا منهم كانوا يسكنون في الخرائب. وقسمت ألمانيا إلى أربع مناطق وضعت تحت إدارة الدول الأربع الكبرى وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفييتي. ووضعت تلك المناطق تحت الحكم العسكري. كذلك قسمت برلين التي كانت ضمن القطاع السوفييتي إلى أربعة أقسام تحت سيطرة الاحتلال العسكري لكل من الدول الأربع.
وفي يوليو وأغسطس من عام 1945م اتفق قادة الاتحاد السوفييتي، وإنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة على أن يحكموا ألمانيا معًا. واتفقوا أيضًا علي منع انتشار النازية ومسحها من الوجود. كما قرروا إعطاء الاتحاد السوفييتي منطقة شمال شرقي بروسيا التي طالب بها، ووضعت المنطقة المتبقية من شرقي بروسيا والأراضي الألمانية الواقعة شرق نهري الأودر ونايس تحت الحكم البولندي. ونتيجة لذلك، فقدت ألمانيا ما يعادل ربع أراضيها.
وانتحر معظم كبار النازيين أو اختفوا. وقُدِّم من وجد منهم إلى المحاكمة، فأعدموا شنقًا أو زُج بهم في السجون وعقدت أهم هذه المحاكمات في نورمبرج.

تقسيم ألمانيا.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرة، بدأ الحلفاء في الاختلاف؛ كما شاع جو من عدم الثقة بينهم. وأخذ الاتحاد السوفييتي في إنشاء حكومات شيوعية في البلاد الأوروبية التي سقطت في يده.
وحاول الحلفاء الغربيون ـ وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ـ وقف أي توسع شيوعي في البلاد التي كانت تحت قبضتهم. وهكذا بدأت الحرب الباردة بين الجانبين.
وتبعًا لذلك، فقد قسمت ألمانيا إلى قسمين القسم الغربي تحت سيطرة الحلفاء الغربيين، وبقيت ألمانيا الشرقية تحت سيطرة الاتحاد السوفييتي، حيث أقام هناك نظامًا شيوعيًا كان أولاً تحت زعامة الألماني الشيوعي والتر أولبرخت. وفي سنة 1971م أصبح إريك هونيكَرْ رئيسًا لحكومة ألمانيا الشرقية. ونجح هونيكر في تحسين علاقات ألمانيا الشرقية مع عدد من البلاد غير الشيوعية. ثم حدثت تغيرات في بلاده في عام 1989م، إذ طالب الألمان الشرقيون بمزيد من الحريات. وفتحت المجر آنذاك حدودها مع جارتها النمسا، وعبر كثير من الألمان الشرقيين الحدود إلى المجر، ومنها إلى النمسا غير الشيوعية، ثم رحلوا من هناك إلى ألمانيا الغربية.
وفي 9 نوفمبر 1989م أعلنت ألمانيا الشرقية فتح حدودها مع ألمانيا الغربية والسماح لمواطنيها بالسفر إلى حيث أرادوا، فرحل كثير منهم إلى ألمانيا الغربية.
ثم عقدت انتخابات حرة في 18 مارس عام 1990م بألمانيا الشرقية لأول مرة. وفاز الحزب الديمقراطي المسيحي الذي لم يكن شيوعيًا بالأغلبية، وشكّل حكومة جديدة. وأخذ الألمان الشرقيون يفكرون في الوحدة مع ألمانيا الغربية، فعقد استفتاء لذلك في ألمانيا الشرقية. فكانت نتيجة الاستفتاء أن صوتت الأغلبية لصالحه. وكانت هناك مخاوف في بعض الدول الأوروبية من أن الاتحاد بين الألمانيتين سيجعل ألمانيا قوة كبيرة تهدد في المستقبل جاراتها في أوروبا. غير أن هذه المخاوف زالت بسبب عضوية ألمانيا في منظمة حلف الأطلسي.
وفي أغسطس 1990م وقع ممثلون عن ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية معاهدة الوحدة وإدماج النظامين القضائي والاجتماعي. ونفذت الاتفاقية في 3 أكتوبر 1990م، وهو اليوم الذي حدد رسميًا للوحدة بين الجانبين الشرقي والغربي من ألمانيا. واستمر هلموت كول رئيسًا (مستشارًا) لمجلس الوزراء بعد الوحدة . وعقدت أول انتخابات لألمانيا المتحدة في ديسمبر 1990م ثم أعقبها انتخابات 1994م، وفاز الحزب الاتحادي الديمقراطي المسيحي فيهما بأغلبية مقاعد البوندستاج، وعقد ائتلافًا مع الحزب الديمقراطي الحر لتشكيل الحكومة واستمر كول مستشارًا لألمانيا.
رغم انتصارات المستشار كول ازداد عدم الرضا عن السياسات التي انتهجها. فقد تضجر مواطنو ألمانيا الشرقية السابقة من بطء تحسن الحالة الاقتصادية، واستاء مواطنو ألمانيا الغربية من تكلفة الوحدة الباهظة. وازداد معدل البطالة في ألمانيا وبخاصة في المناطق الصناعية. وفي نفس الوقت استقبلت البلاد أعداداً كبيرة من المهاجرين قابلها النازيون الجدد بالإحتجاجات بل قتلوا بعض المهاجرين الأجانب. وفي عام 1993م، تم تعديل الدستور الألماني للحد من الهجرة إلى ألمانيا.
وفي عام 1998م، مني الائتلاف الحكومي بهزيمة قاسية بعد 16 سنة من مزاولة السلطة، وأصبح جيرهارد شرودر رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي مستشاراً لألمانيا.
وفي عام 1999م، وافقت ألمانيا وأغلب الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على اتخاذ اليورو عملة موحدة لدول الاتحاد. واتفقت دول الاتحاد على تداول اليورو بحلول عام 2002م، كما اتفقت على إلغاء باقي عملات دول الاتحاد في منتصف عام 2002م.
وفي الانتخابات التي جرت في سبتمبر 2002م، حافظ الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة المستشار شرودر على موقعه في السلطة بعد تحالفه مع حزب الخضر بقيادة يوشكا فيشر. .
وفي الانتخابات التي جرت في سبتمبر 2005م، حقق حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فوزاً ضعيفاً على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وبات من الضروري تشكيل إئتلاف واسع يضم الطرفين المتنافسين لتشكيل حكومة جديدة للبلاد. وفي أكتوبر من العام نفسه، وافق الاشتراكيون الديمقراطيون على تولي زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي أنجيلا ميركل منصب المستشارية الألمانية لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب.

ألمانيا بلد السياحة
يزداد الإقبال على ألمانيا كبلد سياحي باستمرار: في عام 2004 تجاوز عدد الليالي الفندقية للزوار الأجانب 45 مليون ليلة لأول مرة. وحسب المركز الألماني للسياحة فإن الاتجاه يميل نحو المزيد من السياحة. أما المدن التي تحظى بالإقبال الأكبر من قبل الزوار الأجانب فهي برلين، ميونيخ، فرانكفورت، كولن.
ويأتي معظم الزوار من البلاد الأوروبية ومن الولايات المتحدة وآسيا. وتحتل ولايات بايرن ونوردراين فيستفالن وبادن فورتمبيرغ المراتب الأولى لدى الزوار الأجانب.
أما عوامل جذب الزوار الأجانب فهي على سبيل المثال إلى جانب الأوابد الثقافية التاريخية، الحفلات الموسيقية والمعارض الفنية والعروض المسرحية أو الأحداث الرياضية العالمية الهامة، بالإضافة إلى مهرجانات (كرنفالات) الشوارع وأسواق أعياد الميلاد الشهيرة. كما أن بعض الأعياد والمهرجانات الشعبية قد تحولت على الصعيد العالمي إلى رموز للمزاج الجيد والأجواء المنفتحة، ومنها أكتوبر فيست في ميونيخ، وكريستوفر ستريت داي في كولن، وكرنفال الثقافات في برلين، وليلة الصيام في ماينز.
بينما يؤم الزوار الأجانب المدن الكبيرة بشكل أساسي، يفضل الألمان السفر إلى المدن الصغيرة والمناطق الريفية: وبالنسبة للألمان فإن شواطئ بحر الشمال وبحر البلطيق إضافة إلى الغابة السوداء وبحيرة البودن هي المناطق المفضلة لقضاء العطلات. وفي ألمانيا 15 منتزه وطني، و93 محمية طبيعية و14 محمية طبيعية مصنفة من قبل منظمة اليونسكو بين الشمال والجنوب تتم فيها حماية الطبيعة بشكل خاص. وفي الواقع يمكن القول بشكل عام أن السواحل والبحيرات والجبال المتوسطة والمرتفعة تتمتع بكونها مراكز صحية طبيعية. إمكانيات هائلة للمتعة: تسع طرق لممارسة المشي في ألمانيا يبلغ طولها مجتمعة 9700 كيلومترا. ويقارب طول شبكة الطرق الصالحة لممارسة رياضة أو هواية المشي 190000 كيلومترا. وبإمكان راكبي الدراجات التمتع بحرية القيادة على شبكة طرق مخصصة لهم يصل طولها إلى 40000 كيلومترا.

المجتمع الألماني – حديث، تعددي، منفتح
بقلم راينر غايسلر
المجتمع الألماني هو مجتمع حديث ومنفتح: حيث يتمتع معظم الناس، صغارا وكبارا بمستوى تعليمي جيد، كما ينعمون بمستوى معيشي مرتفع نسبيا بالمقارنة مع باقي دول العالم، إضافة إلى أنهم يتمتعون بالحرية في اختيار أسلوب الحياة الذي يرغبون. وفي صلب الحياة الاجتماعية توجد الأسرة، التي تتخذ أشكالا متعددة. إلا أن المجتمع الألماني يواجه تحديات كبيرة ناجمة عن مشكلات هامة يسببها التطور السكاني، منها اتجاه المجتمع إلى الشيخوخة بسبب ارتفاع متوسط الأعمار، والهجرة التي يتزايد من خلالها التنوع العرقي والثقافي. وبالإضافة إلى كل ذلك، يجد الألمان أنفسهم في مواجهة مهمة لابد من إنجازها: وهي معالجة نتائج 45 عاما من التقسيم. صحيح أنه قد تم إنجاز الكثير خلال عقد ونصف مرت على عودة الوحدة السياسية في عام 1990، إلا أن الوحدة الاجتماعية ستبقى في المنظور القريب هدفا مهما يسعى إليه الألمان.