منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
By محمد الغامدي (8)
#38572

بسم الله الرحمن الرحيم


تحية طيبه, وبعد :
نشأ الاتحاد السوفييتي بعد ثورة أكتوبر في العام 1917 بقيادة لينين الذي ازاح منافسيه ووصل إلى الحكم على يد البلاشفة (اي الاكثرية) الذين تسموا باسم الحزب الشيوعي فيما بعد.
من الأسباب الرئيسية في قيام الإتحاد السوفييتي هو ضعف النظام القيصري في روسيا وتردي الأوضاع الاقتصادية وبسبب دخول روسيا في الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا، وكانت قد نشطت في روسيا العديد من الأحزاب اليسارية المبشرة بالنظام الإشتراكي الذي كان بمثابة الأمل الوحيد لتخلص من الإقطاعيين والرأسماليين المدعومين من قبل الحكومة القيصرية.
بعد عدة نزاعات وملاحقات وتحالفات إستطاع الشيوعيون بالتعاون مع قوى برجوازية وأنواع أخرى من الأحزاب الشيوعية إزاحة النظام القيصري، لحقت بعد ذلك فترة حرب أهلية وإنقسامات داخل الفكر الشيوعي ليقود الحزب الشيوعي البلشفي بقيادة لينين روسيا نحو حقبة سوفيتية طويلة الأمد.
جاء لفظ سوفييت من الكلمة الروسية التي تعني لجنة، وكان النظام يتكون من لجان ذات عدد محدود تغطي جميع المناطق في الإتحاد ثم تترتب اللجان بشكل هرمي وصولا للجنة المركزية للحزب الشيوعي، ويرأس الإتحاد السوفييتي السكرتير العام للحزب الشيوعي.

الموضوع:ـ
تاريخ الاتحاد السوفييتي
يعتبر الإتحاد السوفييتي بأنها الدولة اللاحقة للإمبراطورية الروسية. القيصر الروسي الأخير، نيكولاس الثاني، حكم حتى مارس 1917 وأعدم هو وعائلته بعد ذلك بعام. تأسس الإتحاد السوفييتي في ديسمبر 1922 كإتحاد بين جمهوريات روسيا (روسيا البلشفية)، أوكرانيا، بيلاروسيا، وما وراء القوقاز (transcaucasian) البلشفية المحكومة من قبل أحزاب بلشفية.
بدأت النشاطات الثورية في الإمبراطورية الروسية مع ثورة ديسمبر عام 1825، وبالرغم من أن النظام الإقطاعي في روسيا ألغي عام 1861، فإن ذلك تم بشروط جائرة للأقنان مما دعم وشجع الثوريين. تم تأسيس برلمان (الدوما) عام 1906 عقب ثورة عام 1905، ولكن القلاقل السياسية والاجتماعية إستمرت وتفاقمت خلال الحرب العالمية الأولى بسبب الهزيمة العسكرية ونقص الأغذية في مدن رئيسية.
قامت إنتفاضة شعبية عفوية في بتروغراد كرد فعل على إضمحلال الاقتصاد والروح الروسيين، تصاعدت حتى الإطاحة بالحكومة الإمبريالية في مارس 1917 (راجع ثورة فبراير). أستبدلت الحكم القيصري المطلق (الأوتوقراطي) بحكومة مؤقتة، أراد قادتها إنشاء ديمقراطية ليبرالية في روسيا وإستكمال القتال إلى جانب الحلفاء في الحرب العاليمة الأولى. وفي ذات الوقت، ضمان حقوق الطبقة العاملة، مجالس العمال المعروفة بإسم السوفييتيات ظهرت في أنحاء البلاد. البلاشفة بقيادة فلاديمير إلييتش لينين ضغطوا بالثورة الإشتراكية في السوفييتيات وفي الشوارع. وقبضوا على زمام الأمور من الحكومة المؤقتة في نوفمبر 1917 (راجع ثورة أكتوبر). وبعد الحرب الأهلية الروسية الدامية بين السنوات 1918-1921، والتي شهدت تدخلات خارجية في عدة مناطق من روسيا، ثبت النظام الشيوعي نفسه في كرسي الحكم وقبض على زمامه بقبضة من حديد.
النظام الاقتصادي:ـيقوم النظام الاقتصادي للاتحاد السوفييتي السابق على ملكية الدولة اي التأميم وتخطيط الدولة الواسع النطاق للنشاطات الاقتصادية . قبل انهياره كان للاتحاد السوفياتي ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الامريكية. بعد قيام الثورة البلشفيّة انتقل الاتحاد السّوفياتي من كونه دولة غير متطورة إلى قوة اقتصادية عظمى. الاحصائيات السّوفياتية تؤكّد تطوّر هساهمة الاتّحاد السّوفياتي في الصّناعة العالميّة من 5.5%الى20%بين 1913و1980 بعد الشّكوك المطوحة حول صحّة هذه الأرقام الّا انّ الانجازات تبقى كبيرة.
• واجه القادة السوفيات عديد المشاكل الاقتصادية طوال القرن العشرين ففي الثمانينات عانى الاقتصاد عديد المصاعب في مختلف القطاعات كما عانى السوفيات في اوكرانيا المجاعات في بداية القرن العشرين.
• تمكّن الاقتصاد السوفييتي من الصّمود رغم ما حلّ على البلاد من دمار ابّان الحرب العالمية الثانية.
سياسته:ـ
رؤساء الحزب
رؤساء الحزب البلشفي (1903–1918) ، الحزب الشيوعي الروسي (1918–1925) الذي اصبح الحزب الشيوعي السوفييتي (1925–1991)
• 1903–1924: فلاديمير إلييتش إليانوف (لقب: لينين)
• 1922–1953: جوزيف فيساريونوفيتش دجوغاشفيلي (ستالين) (السكرتير العام)
• 1953–1964: نيكيتا سيرغيفيتش خروشوف (سكرتير اول)
• 1964–1982: ليونيد الييتش بريجنيف (السكرتير العام منذ 1966)
• 1982–1984: يوري فلاديميروفيتش أندروبوف (السكرتير العام)
• 1984–1985: قسطنطين استينوفيتش تشرنينكو
• 1985–1991: ميخائيل سيرغييفيتش جورباتشوف
[تحرير] رؤساء الحكومة
رؤساء حكومات الاتحاد السوفييتي: (1917–1946): رؤساء اللجنة الشعبية الاستشارية – 1946–1991: رؤساء مجلس الوزراء)
• 1917–1924: فلاديمير إلييتش إليانوف (لقب: لينين) مؤسس الحزب البلشفي
• 1924–1930: الكسي ايفانوفيتش Rykow
• 1930–1941: فياتشيسلاف ميخائيلوفيتش مولوتوف
• 1941–1953: جوزيف فيساريونوفيتش دجوغاشفيلي (المعروف بستالين)
• 1953–1955: جورجي مكسيميليانوفيتش مالنكوف
• 1955–1958: نيقولاي الكسندوفيتش بولغانين
• 1958–1964: نيكيتا خروشوف
• 1964–1980: ألكسي نيكولايفيتش كوسيجين
• 1980–1985: نيكولاي تيخونوف
• 1985–1991: نيكولاي ريشكوف
• 1991: فالينتين بافلوف (من يناير حتى اغسطس)
• 1991: ايفان سيلاييف (من اغسطس حتى ديسمبر)
[تحرير] رؤساء الدولة
رؤساء دولة الاتحاد السوفييتي
• 1919–1946: ميخائيل ايفانوفيتش كالينين (رئيس اللجنة التنفيذية المركزية حتى 1938 ، وبعدها رئيس المجلس السوفييتي الاعلى)
• 1946–1953: نيكولاي ميخائيلوفيتش شفرنيك
• 1953–1960: كليمنت Jefremowitsch Woroschilow
• 1960–1964: ليونيد إلييتش بريجنيف
• 1964–1965: أنستاس ايفانونفيتش ميكويان
• 1965–1977: نيكولاي فيكتوروفيتش بودجورني
• 1977–1982: ليونيد إلييتش بريجنيف
• 1983–1984: يوري فلاديميروفيتش أندروبوف
• 1984–1985: قسطنطين استينوفيتش تشرنينكو
• 1985–1988: أندريه اندريفيتش جروميكو
• 1988–1991: ميخائيل سيرغيفيتش غورباتشوف (رئيس الاتحاد السوفييتي من 1990)
من الحروب السوفيتية
الحرب السوفيتية في أفغانستان:ـ
الحرب السوفيتية في أفغانستان أو الغزو السوفيتي لأفغانستان هو اسم يطلق على حرب دامت عشرة سنوات، كان الهدف السوفيتي المعلن منها دعم الحكومة الأفغانية الصديقة للإتحاد السوفيتي، والتي كانت تعاني من هجمات الثوار المعارضين للسوفييت، والذين حصلوا على دعم من مجموعة من الدول المناوئة للإتحاد السوفييتي من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية، السعودية،الباكستان والصين. أدخل السوفييت الجيش الأربعين في 25 ديسمبر 1979. وإنسحبت القوات السوفييتية من البلاد بين 15 مايو 1988 و 2 فبراير 1989. وأعلن الإتحاد السوفيتي إنسحاب كافّة قواته بشكل رسمي من أفغانستان في 15 فبراير 1989.
خلفية تاريخية
أفغانستان، مفترق الطرق في وسط آسيا، لها تاريخ طويل في الصراع العسكري. ففي القرن الرابع قبل الميلاد دخل الإسكندر الأكبر المنطقة، والتي كانت في ذلك الحين جزءا من الإمبراطورية الفارسية، للسيطرة على بكتريا (اليوم بلخ)، والسيطرات اللاحقة من قبل شعب سيثيا والأتراك في القرون اللاحقة. وعام 642 للميلاد، سيطر العرب المسلمون على المنطقة بالكامل مدخلين الإسلام للمنطقة.
تعتبر أفغانستان من أكثر دول العالم وعورة، بجبالها الوعرة وطبيعة أرضها الصحراوية، وتركيبتها الإثنية التي يشكل البشتون أكبر مجموعاتها العرقية، ترافقها مجموعات الطاجيك، الهازار، الأيماك، الأوزبك والتركمان ومجموعات أخرى صغيرة، بيئة يصعب التعامل معها.
إنقلاب إبريل 1978
ورث محمد ظاهر شاه العرش وحكم بين الأعوام 1933 و1973. وتقلد ابن عمه محمد داود خان منصب رئيس الوزراء بين العامين 1953 حتى 1963. في تلك الفترة إزدادت شعبية الحزب الماركسي - حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني - وفي عام 1967، إنشق الحزب إلى قسمين متنافسين، خلق (الجموع) بقيادة نور محمد تراقي وحفيظ الله أمين، وبرشم (البيرق) بقيادة بابراك كارمل.
وصل رئيس الوزراء السابق محمد داود خان السلطة بإنقلاب عسكري تم دون سفك دماء تقريبا في 17 يوليو 1973 من خلال إتهامات بالفساد السياسي والأوضاع الإقتصادية السيئة. وبذلك وضع داود حدا للحكم الملكي ولكن محاولاته للإصلاح الإقتصادي والإجتماعي باءت بالفشل. الخلافات الشديدة مع أقسام حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني طفت بفعل القمع الذي مارسه نظام محمد داود خان. وقام الحزب بإعادة توحيد صفوفه بهدف وضع حد لحكم داود وفي 27 أبريل 1978 قام الحزب بإزاحة وإعدام محمد داود مع أفراد من عائلته، وأصبح نور محمد تراقي السكرتير العام لحزب الشعب الديمقراطي الأفغاني رئيسا للمجلس الثوري ورئيس للوزراء ل"جمهورية أفغانستان الديمقراطية" حديثة التأسيس.
الحكومة الماركسية
خلال الأشهر ال18 الأولى من الحكم، قام حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني بتطبيق برنامجا ماركسي الأسلوب في الإصلاح. وصدرت مراسيم طالبت بتعديلات في عادات الزواج وإصلاح الأراضي تم فهمها خطأ من قبل السكان المنغمسين في التقاليد، وشديدي الإرتباط بالإسلام. فإضطهد آلاف من النخبة التقليدية، المؤسسات الدينية والطبقة المثقفة. وفي ضمن حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني، أدت الخلافات إلى النفي، الإزاحة والإعدام.
بحلول صيف 1978 بدأت ثورة في منطقة نورستان شرق أفغانستان وإنتشرت الحرب الأهلية في أنحاء البلاد. وفي سبتمبر 1979، وصل نائب رئيس الوزراء حفظ الله أمين السلطة بعد إطلاق نار في القصر أدى إلى مقتل رئيس الوزراء تاراكي. وخلال شهرين من عدم الإستقرار غمرت حكومة أمين حيث تحرك ضد معارضيه في الحزب كما وقف ضد الثورة المتنامية.
كتب مدير الCIAالسابق روبرت غيتس في مذكراته المعنونة "من الظلال"، أن المخابرات الأمريكية بدأت بمساعدة الحركات المعارضة في أفغانستان قبل 6 أشهر من التدخل السوفييتي. وفي 3 يوليو 1979، وقع الرئيس الامريكي جيمي كارتر توجيها يخول لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية القيام بحملات دعائية لأجل "تحويل" موقف الناس من الحكومة الثورية. أدت هذه المعلومات إلى تجدد النقاش حول كيفية بدء الحرب. فمؤيدوا التدخل الأمريكي يدعون أن نوايا الإتحاد السوفييتي بالسيطرة على أفغانستان كانت واضحة، مستشهدين بنظام بريجينيف الدكتاتوري. بينما يؤكد المعارضون أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت الإتحاد السوفييتي بشكل متعمد حجة حرب لجرهم في صراع لا يمكنهم ربحه ، وذلك على حساب أفغانستان.
بل أكثر من ذلك، كانت العلاقات الدبلوماسية الأفغانية السوفيتيية جيدة ومريحة. قبل التدخل السوفييتي كان بحدود 400 مستشار عسكري سوفييتي قد أرسلوا إلى أفغانستان في مايو 1978. وفي 7 يوليو1979، أرسل الإتحاد السوفييتي كتيبة مجوقلة مع طواقمها في إستجابة لطلب من الحكومة الأفغانية. وطلبات لاحقة من الحكومة الأفغانية تعلقت بشكل أوسع بأفواج بدل طواقم منفردة. وبوضع أفغانستان المريع حيث كانت الهجوم من قبل ثوار مدعومين خارجيا، فإن الإتحاد السوفييتي تدخل بقوات الجيش 40 ردا على طلب سابق من الحكومة الأفغانية. والجيش 40 هذا تكون من وحدتين من البنادق الرشاشة بعربيات، وحدة مجوقلة، وحدة هجوم وفوجين من القوات بآليات ذات مدافع رشاشة.
التدخل السوفييتي

في ديسمبر 1978، وقعت موسكو معاهدة صداقة وتعاون ثنائية مع أفغانستانتسمح بالتدخل السوفييتي في حال طلب أفغانستان ذلك. إزدادت المساعدات العسكرية السوفييتية وأصبح حكومة أمين معتمدة أكثر فأكثر على العتاد والمستشارين العسكريين السوفييت. ولكن في شهر أكتوبر 1979 فترت العلاقة بين أفغانستان والإتحاد السوفييتي عندما تجاهل أمين النصائح السوفييتية بجعل حكومته أكثر إستقرارا.
تحرش المقاتلون الإسلاميون في المناطق الجبلية بالجيش الأفغاني إلى درجة أن حكومة حفظ الله أمين توجهت إلى الإتحاد السوفييتي بطلب بزيادة حجم الدعم. قرر الإتحاد السوفييتي تقديم هذا الدعم للحفاظ على الحكومة الثورية، ولكن شعرت بأن أمين كقائد أفغاني ليس قادرا على القيام بهذا الدور. شعر القادة السوفييت بناء على معلومات قدمتها المخابرات السوفييتية (كي جي بي) بأن أمين يضعضع الموقف في أفغانستان. وآخر الطروحات للتخلص من أمين كانت معلومات تم الحصول عليها من عملاء الكي جي بي في كابول، تلخصت في أن ما يفترض بأنهم حارسين من حراس أمين قتلا الرئيس السابق نور محمد تراكي بمخدة، وأن الشكوك تدور حول كون أمين عميلا لوكالة الإستخبارات الأمريكية (السي آي إيه). ولكن كان هناك شكوك في صفوف المستشارين العسكريين السوفييت للجيش الأفغاني، فمثلا إدعى الجنرال فاسيلي زابلاتين، والذي كان مستشارا سياسيا في ذلك الوقت، أن أربعة من وزراء تاراكي كانوا وراء عدم الإستقرار. كما أن طرحا قويا آخر يعارض كون أمين عميلا للمخابرات الأمريكية هو أنه دائما وأبدا أظهر وبشكل رسمي صداقة وتقرب من الإتحاد السوفييتي. وحتى بعد موت أمين وإثنين من أبناءه، قالت زوجته أنها وإبنتيها وإبنها أرادت الذهاب إلى الإتحاد السوفييتي، لأن زوجها كان صديقا للإتحاد السوفييتي. وتوجهت لاحقا إلى الإتحاد السوفييتي لتعيش هناك، ولكن زابلاتين لم يؤكد ذلك بشكل كافي.[1]
في 22 ديسمبر، أشار مستشارو القوات المسلحة الأفغانية السوفييت على القوات المسلحة الأفغانية بالعمل على صيانة الدبابات وأشكال أخرى من العتاد الحرج والمهم. وفي تلك الأثناء إنقطعت شبكة الإتصلات إلى المناطق خارج كابول، عازلة بذلك العاصمة. وبوضع أمنى متدهور، إنضمت أعداد كبيرة من القوات السوفييتية المجوقلة للقوات المتمركزة على الأرض وبدأت بالهبوط في كابول. وفي ذات الوقت نقل أمين مكاتب الرئاسة إلى قصر تاجبك، معتقدا أن ذلك سيكون أكثر أمنا من المخاطر المحتملة.
في 27 ديسمبر 1979، قام 700 بينهم 54 عميل كي جي بي من القوات الخاصة من مجموعة ألفا وزينيث، مرتدين اللباس الأفغاني الموحد بإحتلال الأبنية الحكومية والعسكرية والإذاعية الرئيسية في العاصمة كابول، بما فيها هدفهم الرئيسي- قصر تاجبك الرئاسي، حيث تخلصوا من الرئيس حفظ الله أمين. بدأت تلك العملية الساعة السابعة مساء، عندما قام أفراد القوات الخاصة السوفييتية من المجموعة زينيث بتفجير مقسم الإتصالات الرئيسي في كابول، شالين بذلك القيادة العسكرية الأفغانية. وفي الساعة السابعة والربع، بدأت المعركة في قلعة تاجبك وإستمرت لمدة 45 دقيقة، وفي ذات الوقت تم إحتلال مواقع أخرى (وزارة الداخلية مثلا ، الساعة السابعة والربع)، وتم الإنتهاء من العملية كلية بصباح 28 ديسمبر. وأعلنت القيادة العسكرية في ترمز على راديو كابول بأنه جرى تحرير أفغانستان من حكم أمين.
ووفقا للمكتب السياسي السوفييتي، كان السوفييت يطبقون معاهدة الصداقة، التعاون وحسن الجوار لعام 1978 التي وقعها الرئيس السابق تاراكي. إعتقد السوفييت بأن إزاحة أمين ستنهي الصراع الداخلي على القوة ضمن حزب الشعب الديمقراطي الافغاني ويقلص من السخط الأفغاني.
قال السوفييت أن إعدام حفظ الله أمين تم على يد اللجنة الثورية المركزية الأفغانية. وإختارت تلك اللجنة بعدها النائب السابق لرئيس الحكومةبابراك كارمال، والذي كان إختياره للموقع الغير مهم نسبيا كقنصل في تشيكوسلوفاكيا بعد سيطرة خلق على السلطة.
دخلت القوات الأرضية العسكرية أفغانستان من الشمال في 27 ديسمبر. وفي الصباح، هبطت كتيبة فايتبسك المظلية في مطار في باجرام وكان الإجتياح السوفييتي لأفغانستان جاري على قدم وساق.
بشكل عام، رفض بريجينيف 18 طلب رسمي للمساعدة العسكريةمن الحكومة الأفغانية قبل الامر بالتدخل السوفييتي الفعلي في أفغانستان. وبشكل قانوني، لم تكن العملية إحتلالا، وإدعى الإتحاد السوفييتي أن التسمية كانت نتيجة للدعاية الأمريكية المضادة للسوفييت
العمليات السوفييتية:
بعد التدخل السوفييتي، لم تستطع القوات السوفييتية بسط سلطتها خارج كابول. وظل حوالي 80% من مناطق البلاد خارج السيطرة الفعلية لسلطة الحكومة. وتم توسيع المهمة الأولى المتمثلة بحماية المدن والمنشآت لتشمل محاربة قوات المجاهدين المعارضة للشيوعية، ولذلك تم توظيف جنود الإحتياط السوفييت بشكل أساسي.
أشارت التقارير العسكرية الأولى إلى الصعوبات التي واجهت السوفييت أثناء القتال في المناطق الجبلية. فالجيش السوفييتي لم يكن معتادا على ذلك الشكل من القتال، لم يحظ بتدريب لمواجهة حرب غير نظامية وحرب عصابات، وكانت آلياتهم العسكرية وخاصة السيارات المصفحة والدبابات ليست كفؤة في كثير من الأحيان، وعرضة للهجمات في البيئة الجبلية. وتم استخدام المدفعية الثقيلة بشكل مكثف أثناء قتال قوات الثوار.
إستخدم السوفييت المروحيات (من ضمنها ميل Mi-23 ) كقوة الهجوم الجوي الرئيسية، مدعومة بقاذفات القنابل المقاتلة وقاذفات القنابل، القوات الأرضية والقوات الخاصة. وفي بعض المناطق إستخدم السوفييت أسلوب الأرض المحروقة مدمرين القرى، البيوت، المحاصيل والماشية، إلخ.
إرتفع صوت الإستنكار الدولي بسبب القتل المزعوم للمدنيين في أي منطقة كان يشك بوجود المجاهدين فيها. كانت العمليات للقبض على تشكيلات الثوار كانت تمنى بالفشل عادة وكان من الضروري تكرارها في ذات المنطقة أكثر من مرة وذلك لأن الثوار كان بإمكانهم العودة إلى مخابئهم في الجبال وإلى قراهم بينما يعود السوفييت لقواعدهم.
كان فشل السوفييت في الخروج من المأزق العسكري والحصول على الدعم والنصرة من شريحة عريضة من الأفغان، أو إعادة بناء الجيش الأفغاني، إضطرهم لزيادة التدخل المباشر لقواتهم لقتال الثوار. ووجد الجنود السوفييت أنفسهم يحاربون المدنيين بسبب التكتيك المراوغ للثوار.
رد فعل العالم
أشار الرئيس الأمريكي جيمي كارتر أن التوغل السوفييتي كان "أكثر التهديدات جدية للسلام العالمي منذ الحرب العالمية الثانية" كما فرض كارتر لاحقا حظرا على تصدير السلع كالحبوب والتكنولوجيا المتقدمة إلى الإتحاد السوفييتي من الولايات الأمريكية . أدى التوتر المتزايد بالإضافة إلى الإنزعاج في الغرب من وجود أعداد كبيرة من القوات السوفييتية قريبة من مناطق غنية بالنفط في الخليج وصل وبسرعة لإتخاذ موقف العداء.
كان رد الفعل الدولي قويا، متراوحا بين تحذيرات شتيرن ومقاطعة الالعاب الأولمية لصيف 1980 في موسكو.وقد شارك الإحتلال السوفييتي بالإضافة إلى أحداث أخرى كالثورة الإسلامية في إيران وأزمة الرهائن الأمريكيين التي رافقتها، الحرب الإيرانية العراقية، الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 التوتر المتصاعد بين الهند وباكتسان، وتصاعد الحركات الأصولية المعارضة للغرب والمستخدمة للإرهاب، شارك في جعل الشرق الأوسط منطقة توتر وعنف وتقلب أثناء العقد الثامن من القرن الماضي
لم تتمتع حكومة باربك كارمال بالدعم الدولي في البداية. إستهجن وزراء خارجية دول منظمة دول المؤتمر الإسلامي الإحتلال السوفييتي وطالبوا السوفييت بالإنسحاب في اجتماع في ]إسلام أباد في يناير 1980. كما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بواقع 104 أصوات مقابل 18 وإمتناع 18 عن التصويت لصالح قرار "يستهجن وبشدة" "التدخل المسلح الأخير" في أفغانستان، ودعت إلى "الإنسحاب الكامل للقوات الدخيلة" من البلاد.
كان قيام مجلس الأمن بأي عمل حقيقي أمرا مستحيلا لأن الإتحاد السوفييتي كان يملك حق الفيتو، ولكن الجمعية العامة للأمم المتحدة مررت وبشكل متكرر قرارات تعارض الإحتلال السوفييتي.
المقاومة الأفغانية:ـ
بحلول أواسط الثمانيات، كبدت حركة المقاومة الأفغانية المدعومة من قبل كل من الولايات الأمريكية المتحدة، المملكة المتحدة، الصين، السعودية، باكستان ودول أخرى موسكو خسائر عسكرية كبيرة وعلاقات دولية متوترة. وكان المحاربون غير النظاميون الأفغان يتم تسليحهم وتمويلهم وتدريبدهم بشكل رئيسي من قبل الولايات الأمريكية المتحدة وباكستان.
وقد كان يتم إرسال سعوديون وخليجيون باستمرار إلى أفغانستان ليشاركون المقاومة كمجاهدين وكان ذلك يتم برضى أمريكي تام.
ومن الجدير بالإهتمام كان التبرع بنظام الصواريخ الأمريكية المضادة للطائرات FIM-92 ستينجر، الذي رفع حجم الخسائر في القوات الجوية السوفييتية. كما أصبح بامكان المقاتلين إستهداف الطائرات المنطلقة من والتي تحط في القوعد الجوية.
الخاتمة:ـ
1- انهيارالتجربة السوفييتية لماذا؟؟
ان انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط تجربة ثورة اكتوبر الرائدة .. لم يكن بمعزل عن تصورات الثوريين او توقعاتهم لكن ليس هناك حتى الآن دراسة شاملة وشافية عن الكيفية التي آل اليها تطور هذه التجربة ونهايتها الدراماتيكية ،من قبل باحثين محايدين او من قبل الماركسيين الثوريين وفي المقدمة منهم الشيوعيين الروس الذين يدركون اكثر من سواهم الآليات التي حكمت التجربة واسباب سقوطها .. وجل ماهو موجود مقالات ودراسات قام بها كتاب متحاملون او انتهازيون او مرتدون قاموا بتحريف التاريخ وتشويه التجربة وتحقيرها