- الاثنين يونيو 06, 2011 4:04 pm
#38659
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليكم محاضرات مقرر العلاقات الدولية في الإسلام 380 ساس شعبة 3333.
معلومات الطالب:
سعود ناصر غويدي
الرقم الجامعي: 427107353
الشعبة: 3333
رقم الكشف: 11.
_____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة الأسبوع الأول
العلاقات السياسية الدولية: تعني كل علاقات بين وحدات سياسية (دول) أيا كان موضوعها (سياسي ، اجتماعي، ثقافي، اقتصادي، علمي ، .. إلخ).
فهي علاقات سياسية بحكم طبيعة أطرافها ، حيث إن أطرافها وحدات سياسية (دول). وهي علاقات تدور في البيئة الدولية (عالم السياسة الدولي) التي هي بيئة سياسية مختلفة من حيث طبيعتها عن البيئة الدولية الداخلية (المجتمع السياسي ( السياسة داخل الدولة الواحدة).
الفارق في الطبيعة بين البيئة الدولية والبيئة الداخلية:
البيئة الداخلية (المجتمع السياسي):يتكون المجتمع السياسي من الشعب والإقليم والسلطة السياسية، وبالتالي توجد سلطة عليا فوق الأفراد تقوم بتحقيق الأمن والاستقرار والسلام وإنفاذ القانون داخل المجتمع استنادا لاحتكارها أدوات القوة.
وعليه تتميز البيئة السياسية الداخلية بما يلي:
1- إنها بيئة السلطة.
2- إنها بيئة السلام.
3- إنها بيئة القوة المتمركزة (بمعنى وجود مركز واحد للقوة داخل المجتمع وهو السلطة السياسية).
4- بيئة القانون النافذ( حيث توجد قوة عليا تتولى إنفاذ القانون على الأفراد وهي السلطة السياسية).
5- بيئة الصراع السياسي السلمي حيث يجرم استخدام العنف في إدارة الصراع بين أفراد المجتمع.
6- يضاف إلي ذلك أنها بيئة القيم المطلقة ، حيث معايير القيم ثابتة ومعروفة ومتفق عليها من الجميع ( فالصدق خير والعدل خير).
7- أنها بيئة تحكمها علاقة (الأمر والطاعة) بما تؤدي إليه من تميز سياسي داخل المجتمع إذ ينقسم إلى حاكمين ومحكومين.
أما البيئة الدولية (بيئة العلاقات الدولية – عالم السياسة الدولي) فلا توجد بها سلطة عليا فوق الدول وبالتالي تتسم بالخصائص التالية:
1- إنها بيئة غيبة السلطة العليا.
2- بيئة لا تعرف السلام كقيمة مطلقة.
3- بيئة القانون غير المتمتع بقوة النفاذ حيث لا توجد سلطة عليا تنفذ القانون الدولي في مواجهة الدول.
4- بيئة نسبية القيم ، بمعني أن كل دولة تتبنى معايير للقيم تتماشى مع مصلحتها القومية ( فمثلا ما هو قمة الشرعية الدولية من وجهة نظر دولة ما قد يمثل خروجا علي الشرعية الدولية من وجهة نظر دولة أخرى وهكذا).
5- أنها بيئة تحكمها علاقة ( الصديق والعدو) بما تؤدي إليه من ارتباط أفراد كل مجتمع بإقليمهم باعتباره الوطن أرض الآباء والأجداد ،دار السلام وما عداه دار الحرب ، وبالتالي فإن الأصل في الأجنبي أنه عدو(أي تحتمل محاربته) قد تقتضي مصلحة الوطن مهادنته ، وعليه فالأصل في العلاقات الدولية هو العداء كما أنها لا تعرف السلام وإنما هناك مجال فقط للمهادنة. كما يظهر هنا مفهوما (نحن) ليعبر به أفراد المجتمع عن أنفسهم و(هم) ليعبروا به عن كل من لا ينتمي إليهم كشعب ، فتتضح تبعا لذلك ظاهرة تميز سياسي أخرى ولكن على المستوى الدولي ( تميز بين الدول).
6- إنه بيئة تعدد مراكز القوى بتعدد الدول.
وبناء على طبيعة البيئة الدولية هذه فإن كل الوسائل متاحة أمام الدول لتحقيق مصالحها القومية بما في هذه الوسائل استخدام القوة المسلحة وعليها أن تتحمل العواقب ( إنه مبدأ شرعية القوة في البيئة السياسية الدولية).
محاضرة الأسبوع الثاني : )
معاهدة وستفاليا ومبادئ العلاقات الدولية
على إثر سنوات طوال من الحروب الدينية في أوربا بين أبناء الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية اجتمع كبار قادة القارة فى وستفاليا عام 1648م حيث أقروا جملة مبادئ اتفقوا على أن تحكم العلاقات الدولية ، آملين أن تحقق هذه المبادئ الاستقرار في العلاقات الدولية وأن يحول تطبيقها دون اندلاع الحروب الدينية من جديد ، بكل ما جرته هذه الحروب على القارة من ويلات وصراعات دامية وأحقاد مستعرة ، وكان أبرز هذه المبادئ ثلاثة هي:
1- مبدأ الولاء القومي:
والذي قصد به أن يكون ولاء الأفراد والشعوب هو للجنسية (للقوم) وليس للكنيسة ، وأن تكون علاقة الفرد بالكنيسة علاقة خاصة كعلاقته بربه ، وعليه فيتعين الفصل بين الجانب العقائدي و أمور السياسة . وبالتالي يعني هذا المبدأ تأكيد فكرة العلمانية القائمة على الفصل التام بين الدين والدولة ، واعتبر المؤتمرون في وستفاليا أن من شأن هذا الفصل الحيلولة دون اندلاع الحرب الدينية مجددا.
2- مبدأ السيادة:
ويعني : سلطة الدولة في الانفراد التام بإصدار قراراتها داخل حدود إقليمها ورفض الامتثال (الخضوع) لأية قرارات خارجية إلا بإرادتها ، وعليه فإن الدولة سيدة قرارها ، والدولة سيدة في دارها (أي إقليمها الذي هو وعاء سيادتها) ، وإقليم الدولة هو النطاق الجغرافي الذي تمارس عليه سيادتها.
وهكذا تقوم العلاقات الدولية على جمع من دول تتمسك كل منها بسيادتها فتفرد باتخاذ قراراتها في الداخل وترفض الخضوع لأية قوة خارجية إلا بإرادتها ، وعليه تتأكد فكرة أن البيئة الدولية هي بيئة تعدد مراكز القوى بتعدد الدول ، وتتأكد كذلك حرية كل دولة في تحقيق مصالحها بكافة الوسائل (دون أية قيود عليها) بما في هذه الوسائل اللجوء إلي القوة المسلحة وعليها أن تتحمل العواقب.
إن كل دولة في البيئة الدولية تسعى إلي تحقيق مصالحها في ضوء قوتها ، كما أن مقدرتها على تبني وتحقيق أهداف طوح تتناسب طرديا مع حجم قوتها ( قوة قطبية "عظمى" أو قوة درجة ثانية "كبرى" أو قوة درجة ثالثة "صغرى") ، فأهداف الدولة العظمى تتضاءل إلى جانبها بطبيعة الحال أهداف الدولة الصغرى ، وهكذا.
3- مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول:
ويرتبط هذا المبدأ بسابقه ويؤكد عليه وهو يعني حق كل دول في اختيار كافة أنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحياتية .. الخ ، بحرية تامة ودونما تدخل من جانب أي قوى خارجية ، وقد ارتبطت العلاقات الدولية بهذا المبدأ لحقب طويلة ونص عليه بوضوح ميثاق الأمم المتحدة منذ نشأتها في عام 1945م.
وهكذا فقد أراد المؤتمرون في وستفاليا من خلال هذه المبادئ أن يرسوا بيئة دولية تستمد استقرارها من المبادئ الثلاثة ، وتقوم على علاقات بين دول قومية ذات سيادة ترفض التدخل في شئونها الداخلية ، وتسعى بكل السبل إلى تحقيق مصلحتها القومية.
ويبقى التساؤل ماذا عن موقف الإسلام من هذه المبادئ الثلاثة؟ هل يتماشى مبدأ الولاء القومي مع مبادئ الإسلام؟ وماذا عن فكرة الدول ذات السيادة؛ هل الأصل في الإسلام هو وجود دولة واحدة للمسلمين؟ أو أن يجوز تعدد الدول الإسلامية؟ وهل مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول يمكن أن يطبق كلية على العلاقات بين الدول الإسلامية وبعضها البعض؟
محاضرة الأسبوع الثالث
نخلص من المحاضرات السابقة إلى أن البيئة الدولية بيئة صراعية بطبيعتها ، إنها بيئة القوى المتصارعة من أجل المصالح المتنافرة ، ويدور فيها الصراع بصورتين:
صراع سلمي: صراع الكلمة أو الصراع الدائر على طاولات المفاوضات وعبر سائر أجهزة الاتصال الدولية.
وصراع عنيف: ويعني الحرب الفعلية والتي تعني عملية القتل الجماعي الغائي المنظم التي نستهدف بها إجبار الخصوم (الدول الأخرى ) على الامتثال (الرضوخ) لإرادتنا.
وعلى هذا النحو تسعى كل دولة إلي تحقيق مصلحتها القومية من خلال خطة لها في المجال الخارجي تعرف بالسياسة الخارجية ، وهذا ما سنعرض له فيما يلي:
السياسة الخارجية للدولة:
هي برنامج عمل (خطة) الدولة في المجال الدولي التي تتضمن أهدافها (المعبرة عن مصلحتها القومية) ، والوسائل التي تراها ملائمة لتحقيق هذه الأهداف. إنها: " فن اختيار الوسائل في خدمة الأهداف". بمعنى أن كل دولة تصيغ مصلحتها القومية في صورة مجموعة من الأهداف المحددة ، ثم تختار من الوسائل (ما يسمى أدوات السياسة الخارجية) ما تراه كفيلا بإبلاغها أهدافها.
السياسة الخارجية = برنامج عمل = أهداف + وسائل أو أدوات
أهداف السياسات الخارجية للدول:
يتمثل أهم الأهداف التي تتبناها الدول في سياساتها الخارجية فيما يلي :
1- حفظ الذات: أي بقاء الدولة واستمراريتها على الخارطة الدولية ، أو ما يمكن التعبير عنه بالأمن القومي للدولة ، وهذا الهدف هو أغلى وأهم أهداف الدول على الإطلاق ، وهو هدف لا يقبل المساومة بشأنه أو التنازل بصدده.
2- تحقيق المنعة: بمعنى الوصول إلى مستوى من القوة يردع الدول الأخرى من التفكير في مهاجمة الدولة.
3- الثراء الاقتصادي: بمعنى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الاقتصادية من خلال التعاملات الدولية.
4- الحفاظ على هوية الدولة: بمعنى التصدي لأية محاولات خارجية تستهدف مقومات هوية الدولة وعلى رأسها لغتها القومية أو عقيدتها الدينية .
5- نشر العقيدة السياسية (الأيديولوجية) أو الدينية في الخارج:
وترتد أهمية هذا الهدف إلي أن الدول ذات العقيدة الواحدة غالبا ما تكون سياستها متقاربة إلي حد التحالف ، وبالتالي فإن انتشار عقيدة الدولة في الخارج يمثل إضافة إلى قوة الدولة (لاحظ سعي الولايات المتحدة إلي نشر نمط الحياة الليبرالي الخاص بها من خلال العولمة – تذكر نظرية الماكدونالدز-. : )
6- الظهور بمظهر الدولة المحبة للسلام:
ذلك لأن أية دولة مهما كانت سياستها مرتكزة إلي العنف دائما ما تسعى إلي تبرير سياستها وإكسابها بعدا أخلاقيا باعتبارها سياسة تحارب الإرهاب أو تستهدف نشر الديمقراطية أو تعزيز قيم حقوق الإنسان .. الخ.
محاضرة الأسبوع الرابع
أدوات السياسة الخارجية
تلجأ الدول بغية تحقيق أهداف سياستها الخارجية إلي أربع أدوات (وسائل) رئيسية هي على التوالي:
1- الدبلوماسية التقليدية:
وتعرف بأنها:
أ- فن التفاوض.
ب- فن الإقناع .
ت- فن تحقيق مصالح الدولة دونما إراقة دماء.
ث- الوجه الناعم للقوة .
ج- فن إدارة العلاقات الدولية على طاولة المفاوضات .
ح- فن استخدام الذكاء واللباقة بما يحقق المصلحة القومية للدولة .
خ- أسلوب الثعلب حسب تعريف مكيافيللي ( الرياء – المكر – الخديعة – الحيلة).
وتمثل الدبلوماسية غالبا أولى الوسائل التي تلجأ إليها الدول في سبيل تحقيق أهداف سياساتها الخارجية ، حيث تعد الأداة الأقل تكلفة بين أدوات السياسة الخارجية.
2- الدبلوماسية الاقتصادية:
ويقصد بها استخدام الدولة لمقدراتها الاقتصادية في التأثير على الدول الأخرى وتوجيه سلوكها السياسي في الاتجاه الذي يخدم المصلحة القومية للدولة.
وبطبيعة الحال تستخدم هذه الدبلوماسية من قبل الدول الغنية في مواجهة الدول الفقيرة ، استنادا إلى قاعدة أن من لا يملك خبزه لا يملك قراره السياسي.
وللدبلوماسية الاقتصادية وجهان هما:
1- الترغيب: ويعني منح المساعدات الاقتصادية للدول الممالئة (أي التي تتماشى سياساتها مع مطالب الدولة المانحة).
مثل تقديم الولايات المتحدة معونات ضخمة لباكستان نظير خدماتها للأمريكيين في حرب أفغانستان منذ عام 2003.
2- الترهيب: ويعني منع المساعدات وفرض العقوبات على الدول المناوئة (المناهضة أو التي لا تتماشى سياساتها مع مطالب الدولة المانحة).
مثل فرض الولايات المتحدة للحظر الاقتصادي على كوبا منذ تحولها إلي الشيوعية على إثر انقلاب فيدل كاسترو عام 1959).
3- الأداة الدعائية:
وتعني استخدام الدولة لمختلف وسائل وتقنيات الاتصال الدولي في التأثير بالرأي العام الأجنبي وتوجيهه بما يخدم المصلحة القومية للدولة ، سواء من خلال استمالة الرأي العام العالمي نحو التعاطف مع قضاياها ، أو بث الفرقة في صفوف الدول المعادية ، أو تحطيم الروح المعنوية لجيوش الأعداء ، أو زعزعة الاستقرار السياسي داخل هذه الدول من خلال إثارة الأقليات داخلها مثلا ....وهكذا.
وعملية الاتصال الدولي لها تتألف من أربعة عناصر رئيسية هي:
المرسل: أي الدولة القائمة على بث الدعاية .
الرسالة: أي المادة الدعائية المراد بثها.
الوسط: أي وسيلة نقل المادة الدعائية مثل الإذاعة ، أو التليفزيون، أو السينما أو الإنترنت .. إلخ.
المتلقي: وهو الطرف المستهدف بعملية الاتصال.
ولعملية الاتصال الدولي ثلاثة أنماط رئيسية هي:
الإعلام الدولي: ويسمى إستراتيجية الحقيقة حيث تنطوي الرسالة الإعلامية على مجموعة من الحقائق دون غيرها ، بهدف استمالة رأي عام ما نحو التعاطف مع قضية ما . مثل قيام الدول الإسلامية بإنتاج أفلام (لتذاع في الغرب) تظهر حقيقة الإسلام.
الدعاية الدولية: وهي تقدم رسائل تنطوي على حقائق وأكاذيب ، وكلما استطاعت الدولة إظهار الأكاذيب على أنها حقائق كلما كانت مادتها الدعائية ناجحة ( مثل الأفلام التي أنتجتها الولايات المتحدة بهدف تشويه النظام النازي في ألمانيا وبخاصة ما يتعلق منها بالهولوكست ).
الحرب النفسية: وهي أسلوب الكذبة الكبرى الذي يستهدف تحطيم الروح المعنوية للدول المعادية . مثال ذلك حديث الأمريكيين عن إستراتيجية الصدمة والذعر قبيل غزوهم للعراق عام 2003.
ومن أشهر الأجهزة الدعائية التي عرفها العالم المعاصر جهاز الدعاية النازي تحت قيادة جوبلز الذي كان يعرف الدعاية بأنها ذراع الحرب.
رابعا الأداة الإستراتيجية (الحرب):
وهي الملاذ الأخير أمام الدولة لتحقيق ما فشلت في تحقيقه الوسائل الأخرى ، وتعرف الحرب -كما قلنا سابقا- بأنها عملية القتل الجماعي الغائي المنظم الذي نستهدف به إجبار الخصم على الامتثال لإرادتنا.
1- أنها فن إيقاع الهزيمة بالآخرين بأقل الأعباء والخسائر( في صفوفنا).
2- أنها فن إراقة دماء الآخرين من أجل تحقيق مصالح الدولة .
3- أنها الوجه الخشن للقوة.
أنها أسلوب الأسد عند مكيافيللي ( القوة ، البطش ، العنف) ، إذ قال " إذا لم يفلح أسلوب الثعلب في خطف عنقود العنب فليسمع زئير الأسد) ، بمعنى أنه إذا لم تجد الدبلوماسية في تحقيق أهداف الدولة فلتدق طبول الحرب.
محاضرة الأسبوع الخامس
قوة الدولة في المجال الدولي
يقصد بها: قدرة الدولة على تحريك عوامل القوة الطبيعية المتاحة لها وتحويلها إلى طاقة فعالة تؤثر بها على غيرها من الدول في البيئة الدولية وتوجيه سلوكها بما يحقق المصلحة القومية للدولة.
واستنادا إلى هذا التعريف يمكن تقسيم عوامل قوة الدولة على النحو التالي:
العوامل الطبيعية ( عوامل القوة )
1- المجال الجغرافي
2- العنصر البشري (السكان)
3- الموارد الاقتصادية
العوامل الاجتماعية (عوامل القدرة )
1- التقدم الثقافي والتقني
2- التجانس القومي
3- القيادة السياسية
المجال الجغرافي: أي إقليم الدولة بكل معطياته الجغرافية من مناخ وتضاريس وموقع ومساحة.
العنصر البشري: أي الكم السكاني.
الموارد الاقتصادية: من موارد معدنية ونفطية ومصادر مياه ...إلخ.
التقدم الثقافي والتقني: فهذا زمن العلم والتقنية (التكنولوجيا).
التجانس القومي: بمعنى تجانس سكان الدولة سلالة ودينا ولغة وبالتالي رسوخ الاستقرار السياسي وعدم وجود صراعات عرقية انفصالية أو غيرها داخل الدولة.
القيادة السياسية: من حيث مهارتها الدبلوماسية ودرايتها الإستراتيجية.
خارطة توزيع القوى الدولية (النسق الدولي)
مفهوم النسق الدولي:
هو مجموعة من وحدات سياسية (دول) متدرجة القوة (قوى قطبية – قوى كبرى – قوى من الدرجة الثالثة) خلال حقبة زمنية معينة تتفاعل فيما بينها من خلال الفعل ورد الفعل على نحو يؤدي إلي حالة من الاتزان الدولي (أي توازن القوى أو ميزان القوة). إذاً فالنسق الدولي هو حالة اتزان دولي آلية تلقائية.
هناك ثلاث صور للنسق الدولي عرفها التاريخ الحديث وهي:-
1- النسق الدولي متعدد الأقطاب ( ساد الفترة منذ معاهدة 1648م – إلي نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م ).
2- النسق الدولي ثنائي الدول القطبية ( 1945م – 1991م تاريخ تفكك الاتحاد السوفيتي في 25 ديسمبر من ذلك العام ).
3- النسق الدولي أحادي القطب ( 1991م – حتى الآن ) ، وهو يعرف كذلك بالنظام العالمي الجديد.
مفهوم النظام الدولي: هو تنظيم ينشأ بعمل إرادي من جانب جماعة الدول، مثل الأمم المتحدة.
العلاقات الدولية في الإسلام
الثلاثاء الرابع: 3/4/1432هـ الموافق 8/3/2011م
اخر ماتوصلنا اليه معاهدة وستفاليا والمبادئ التي اقرتها:
في المحاضرة السابقة قلنا انه كانت هناك معاهدة وستفاليا عام ١٦٤٨م والتي جاءت لتنهي حقبة الحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت وهي مايعرف بالحروب الدينية سنة م١٦٠٧
والتي اريقت فيها للكثير من الأجناس وحينما انعقد وستفاليا اراد المؤتمرون ان يدشنوا عصرا جديدا من العلاقات الدولية وفي هذا العصر يتم خلاله تجنب الحروب االدينية لان هذه الحروب قتل فيها مئات الألف من ابناء الكنيستين.
ولكي يتم تدشين عصر جديد من العلاقات الدولية نضع لذلك مبادئ ثلاثة:
الولاء والقومية والسيادة وعدم التدخل في االشؤون الداخلية. للطول
اذا اريد بهذه المبادئ تجنب الحروب الدينية مستقبلا وترسيخ استقرار العلاقات الدولية
سؤال: ماذا نعني بهذه االمبادئ وهل حققت المطلوب منها فعلا؟ وما هو تصور لإسلام تجاه هذه المبادئ الثلاثة؟
- مبدا الولاء القومي: مقتضاه ان يكون الولاء للقومية لا للكنيسة.
القوم: الذين يقومون قومة رجل واحد للقتال.
المبدأ الأول من مبادئ اتفاقية وستفاليا هو مبدأ الولاء القومي:
بمعنى ان الفرنسيين ولاؤهم لفرنسا واللغة االفرنسية وللجنسية الافرنسية وليس للكنيسة. وهذا الولاء االقومي هو تاكيد للعلمانية.
هل نجحت هذه الفكرة في تخليص العالم من ظاهرة الحرب؟
كلا لانه اثبتت الحروب ان الصراع القومي كان اشد فتكا وعنفا من الصراع الديني االكنسي، لانه عندما ينحى الجانب الديني فانه يتنحى معه العامل الاخلاقي ، ورسخ هذا العديد من النظريات العنصرية المتعصبة للجنس كنظرية سمو الجنس الاري الالمانية ومذهب الشنتوري الياباني.
اذا هذا المبدا القومي قاد العالم االى حربين عالميتين ١٩١٤ و ١٩٣٩م وكلفت الاوروبين الكثير من القتلى.
ما موقف الاسلام من مبدا الولاء القومي؟
لا يتماشى هذا المبدا مع الاسلام لان المبدا المحوري في الاسلام هو مبدا الأخوة الاسلامية ، لان رابطة الدين تجب ماعداها من روابط.
ثم ان الولاء القومي هو تاكيد على فكرة العلمانية.
- مبدا سيادة الدولة (مبدا الاسيادة القومية):
والسيادة هي سلطة الدولة في الانفراد في اصدار قراراتها داخل حدود اقليمها ورفض الخضوع لايسلطة خارجية الا بارادتها (الاقليم وعاء السيادة) (الاطولة سيدة قرارها) ، ( االدولة سيدة في دارها).
مبدأ السيادة هذا اكد على فوضوية البيئة االدولية ، كما اكد على لامركزية القوة في العلاقات الدولية ، كما اكد علىتعدد مراكز القوى فيْالابيئة الدولية ، وعلى غيبة السلطة في البيئة الدولية.
مبدا العلاقات الدولية : ان العلاقات الدولية هي علاقات بين دول ذات سيادة وتنفرد باصدار قراراتها داخل حدود اقليمها وترفض الخضوع لاية سلطة خارجية الا بارادتها.
كما لا يصح ان نطلق على البيئة الدولية مصطلح (المجتمع الدولي) لان هذا امصطلح يعني انه توجد سلطة عليا تفرض سلطتها ع الدول بل ان نقول (جماعة الدول) او ( الجماعة الدولية).
ماذا عن التصور الاسلامي بصدد مبدا السيادة؟
- هنا لابد من التمييز بين وضعين:
١- االعلاقات بين الدول الاسلامية وبعضها.
٢- العلاقات بين الدول الاسلامية وغيرها من غيرالمسلمين.
مبدا السيادة يتعين انْيكون مطلقا فلا يسمح المسلمضين بانْ يتدخل غيرالمسلمون بغير سيادتهم.
وفيما بين المسلمين: الاصل ان دار الاسلام واحدة ودولة الاسلام واحدة تتعامل مع الخارج بسياسة واحدة.
اجاز بعض الفقهاء تعدد الطول الاسلامية لاسباب عديدة:
في علاقات االدول مع بعضها البعض مبدا السيادة نسبي وغير مطلق لانه مقيد بمبدا اسلامي اصيل وهو مبدا الانصح المتبادل بين المسلمين في حال اتيان اي دولة بعمل يخالف االشريعة.
المبدا الثالث من مبادئ وستفاليا:
مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول: ويعني حق االدولة في اختيار كافة أنظمتها الحياتية وطرائق معيشتها بحرية كاملة وبمنأى عن اي تدخل خارجي. اختيار النظام السياسي ، والاقتصادي ، والمجتمعي (تعدد الفطريات او الطبقة الواحدة)، المناهج التعليمية ، وطرائق معيشتها من الزراعة او الصناعة او غيرها. ولكن هذا الكلام مطلق؟ ام انه نسبي؟ انه نسبي. ثم ان الدول الكبرى اعتدت على هذا المبدا.
بل تذرعت الدول بالكثير من الذرائع منها حماية الأقليات او لاغراض إنسانية او لفرض الديموقراطية.
تصور الاسلام لهذا المبدا: نميز بين وضعين: علاقات المسلمين فيمابينهم وعلاقاتهم بغيرهم
فيمابينهم: نسبي
وبينهما وبين الغير: مطلق ولا يسمح لغير المسلمين بان يدسوا أنوفهم في سؤون المسلمين.
العلاقات الدولية طبقا لمعاهدة وستفاليا هي علاقات بين دول ذات سيادة ترفض التدخل في شؤونها الداخلية.
المحاضرة القادمة: السياسة الخارجية للدولة
العلاقات الدولية في الإسلام
الثلاثاء الخامس 10/4/1432هـ الموافق 15/3/2011م
أهداف السياسات الخارجية للدول والتصور الإسلامي بصددها
اذا الهدف الاول والتصور الاسلامي بصدده:
الدولة لا تساوم بشان بقائها.
اهداف السياسات الخرجية للدول
حفظ الذات (بقاء الدولة - استمرارية الدولة على اخريطة - امن الاقومي في الدولة )
هو هدف لا يقبل المساومة على او التنازل يصدده)
دار الاسلام دار مقدسة عند كل مسلم عند كل سلك الدفاع عنها فرض كفاية على كل اهلها مالم يدخلها الاعداء ، فان دخل الاعداء فالدفاع عنها فرض عين على كل مسلم.
ماذا لو خسر المسلمون ، يستمر الجهاد بالكر والفر حتى ستم تحرير ارض المسلمين حيث لا مجال للاستسلام.
الهدف الثاني هو تحقيق المنعة :
الوصول الى مستوى معين من القوة يردع الدول الاخرى عن مجرد التفكير في مهاجمة الدولة.
من خلال سياسة الردع (سياسة الاستخدام السلمي للقوة):
قال رسول الله صلى الله وسلم ( المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف) قوله تعالى: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة).
الارهاب هو استخدام القوة في مواجهة الابرياء بقص الاعتداء على ارواحهم وممتلكاتهم من اجل تحقيق اهداف غير شخصية.
الهدف الثالث:
تحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب الاقتصادية من خلال التعاملات الخارجية ، من خلال التعاملات الخارجية ، تحقق الاثراء الاقتصادي ، تحسين وضع الدولة في ميزان التجارة العالمية ، دعم الرفاهية الاقتصادية في الدولة.
ما الفرق بين تصور الاسلام للقوة الاقتصادية والتصور الاخر؟
لابد ن ان تكون الدنيا في ايدي المسلمين لا في قلوبهم.
بمعنى ان تلك الدولة في قوة اقتصادية تجعلها قدوة للدول الاخرى لتتمكن من دعوتهم الى الاسلام ، وتكون قوية اقتصاديا لكي لا تكون عرضة للابتزاز.
الهدف الرابع من اهداف السياسات الخارجية للدول:
الدفاع عن هوية الدولة ومقومات الهوية ورموزها.
هوية الدولة = الدولة
ومقوم هوية الدولة الإسلامية هو الدين ، فالاسلام هو مقوم الهوية الاول (رابطة الهوية الاسلامية تعلو على ماعداها من روابط)
فالاسلام هو المقوم الاول لهوية الدولة ، وايديولوجيتها ، ودستورها فالحفاظ على هوية الدولة هو هدف اساسي.
اللغة العربية الحفاظ عليها مهم جدا فهي تستمد اهميتها من انها لغتنا وانها لغة الاسلام.
الهدف الامس:
نشر عقيدة الدولة في الخارج: والعقيدة هنا تعني االعقيدة السياسية (الايديولوجية) والدينية.
نظرية الماكدونالدز (المكدنة): الشعوب اتي تقبل على فتح فروع ماكدونالدزولا يتوقع ان تقبل على على حرب مع اميركا.
نشر الاسلام هو واجب لكون رسالة عالمية: فاننتشار الاسلام من منظور براجمي (مصلحي) يرجع الى قوة المسلمين انفسهم.
العلاقات االدولية في الاسلام
الثلاثاء السادس
_____________________________________________________
الاختبار القادم سيكون يوم الثلاثاء القادم
الهدف اسادس : الظهور بمظهر الدولة المحبة للسلام (دافع ابرستيج)
اخلاقية الطابع) وهذا يرتبط بالتقنيع سياسي بمعنى تغليف اهداف الدولة بغلاف اخلاقي ، وهنا ويستخطم التدليس واللااخلاقية
اهم الادوات السياسية الخارجية للدولة
هذه الاوات تتمثل في اربعة ادوات رئيسية
١- الدبلوماسية التقليدية ٢- الدبلوماسية الإقتصادية ٣- الآداة الدعائية ٤- الاداة الاستراتيجية (القوة المسلحة).
الدبلوماسية التقليدية:
ولها العديد من التعريفات: فن التفاوض ، فن الاقناع ، فن تحقيق مصااح الدولة دون اراقة دماء ، فن ادارة العلاقات الدولية على طاولة المفاوضات.
نيكلسون: هي فن استخدام الذكاء واللباقة في تحقيق اهداف الدولة.
الدبلوماسية هي الوجه الناعم للقوة.
الدبلوماسية: ان تقدع خصمك بالسكين دون ان ينزف دما.
االدبلواسية عند ميكافيلي: اسلوب الثعلب في خطف عنقود العنب عن طريق الاحيلة المراوغة الدهاء المكر الخديعة).
الدبلوماسية: فن الاقناع.
التفاوض: فن تقريب وجهات النظر االمتباعدة من اجل الوصول الى حل يرضي جميع الاطراف.
وصلب التفاوض هو ما يعرف بالمساومة: صنع كعكة كبيرة يمكن اقتسامها بدلا من تحطيم الكعكة الصغيرة المتنازع عليها.
الاداة الدبلوماسية عموما هي اقل ادوات السياسة الخارجية تكلفة. لذلك فهي الحل الاول امام الدولة لتحقيق مصالحها.
المعاهدات < من الادوات القانونية.
بالنسبة للتصور الاسلامي:
الدبلومسية هي الاختيار الاول امام المسلمين ، لان ابغض شيء على نفس المسلم هو ازهاق الارواح. ثم ان الاسلام هو رسالة عالمية ، حيث ان كل انسان هو مسلم محتمل.
الدبلوماسية الإقتصادية: وتعني استخدام الدولة لمقدراتها الاقتصادية كآداة ضغط على الدول الاخرى وتوجيه سلوكها السياسي في الاتجاه الذي يتماشى مع المصلحة القومية للدولة.
اي ان تركب حمارا وتضع امام عينيه جزرة ليتبعها.
االدبلوماسية الاقتصادية تستمد وجودها اساسا من عاملين:
١- العامل الاول اختلاف مقدرات الدول الاقتصادية.
٢- من لا يملك خبزه لا يملك قراره.
الدبلوماسية لها وجهان:
الترغيب: منح المساعدات للدول الممالئة (التي لاتقول لا)
والترهيب: منع لمساعدات عن الدول المناوئة.
قول باهي يجيك الشاهي ، قول لا تجيك العصا :\
اكثر الدول المستخدمة للدبلوماسية الاقتصادية تكون الدول الاغنى.
امثلة الترغيب: المساعدات الاميركية السنوية لمصر وقدرها ٢.٠٣ مليار دولار منذ توقيع فاقية كاكب ديفيد مع اسرائيل عام ١٩٧٩م.
اغداق الولايات الامتحدة الامساعطات الااقتصادية على باكستان نظرا لحاجتها الى الدعم اللوجستي الباكستاني في الحرب الاميركية على افغانستان منذ عام ٢٠٠١م.
الترهيب: الحصار الاقتصدي المفروض على كوبا منذ تحولها الى الشيوعية عام ١٩٥٩م (ثورة فيدل كاسترو).
الحصار الاقتصادي على العراق خلال السنوات الاخيرة من حكم صدام حسين.
العقوباتالاقتصادية على ليبيا بعد ازمة لوكربي منذ عام ١٩٨٦م - ٢٠٠٣م.
هل يجوز للامة الاسلامية استخدام الدبلوماسية الاقتصادية؟
يجوز استخدام الطبلوماسية الاقتصادية بداهة في مواجهة الدول المعادية
ازمة الرسوم المعتطية على االرسول عليه الصلااة وسلام
لا يجووز استخدام الدبلوماسية الاقتصادية في مواجهة الدول الاسلامية الا اذا اتت احداهما عملا يضر بمصالح الامة او يمثل خروجا على شريعة الاسلام.
لا جوز استخدام الدبلوماسية الاقتصاطية في مواجهة الشعوب المستضعفة.
حتى وان كانوا من غير المسلمين ،اي ا كان سيتسبب في هلاك العديد من النفوس.
ويصب استخدام هذه االااة مع الدول المعاطية ، و يمكن استخدامها كقاعطة الا اذا اتت دولة اسلامية بعمل يضر بالادول اسدلسلامية.
لا يجوز استخدام الدبلوماسية الاقتصادية اذا ترتب على ذلك الاخلال بمدة دولية التزم بها الاخرون ، اي بمعنى اخر (الوفاء بالعهد وعدم الاخلال به).
لن هنام مبطا اسلامي اصيل هو مبطا وفاء بالعهد.
قال تعالى: " ولا يجرمنكم شنآن قوم الا تعدلوا".
أميركا الشمالية
الثلاثاء العاشر 26 أبريل 2011
_____________________________________________________
الُّنسق الدولية والصراعات الفكرية
ماهي اهم الصراعات الفكرية خلال كل حقبة من حقب الانساق الثلاثة؟
النسق الدولي متعدد الاقطاب:
في معاهدة وستفاليا سنة ١٦٤٨م التي ارادت انهاء االحروب الدينية ، ارادوا من خلال هذه المعااهدة تاكي ابعاط الدين عن العلاقات الدولية وبالتالي احلال مبدأ الولاء اديني او اطنسي بمبدا الولاء القومي.
بعد ذلك جاءت الثورة الفرنسية الكبرى سنة ١٧٨٩م واكدت على مبدا القومية (مبدا القوميات) وبالتالي كان مبدا القوميات او مبدا الولاء االقومي هو المبدا السائد خلال حقبة النسق الدولي متعدد الاقطاب ، فهو بالتالي مبدا الصراع القومي.
ثم تم دعم هذا الصراع بفعل الثورة الفرنسية الكبرى سنة ١٧٨٩م والتي اتت بمبدا القوميات او حق الشعوب بتقرير مصيرها ، ارتباط هذين المبداين سادت حقبة النسق الدولي متعدد الاقطاب وظاهرة الصراع القومي.
وترتب على ذلك ما يعرف بظاهرة التعصب القومي التي افرزت مذاهب عنصرية حركت العلاقات الدولية طوال تلك الحقبة.
ومن ابرز تلك المذاهب على الاطلاق مذهب سمو الجنس الآري الذي ارتبط بالشعب الالماني ، ومذهب الشنتوري الياباني.
ظاهرة التعصب القومي هي التي حركت ظاهرة الصراع في تلك الفترة.
مذهب الشنتوري: الجزر اليابانية مقدسة ، احتقار الاجانب (يتم تعليمه في المدارس).
هذا الصراع والعنصرية تسببا في حربين عالميتين ، في حين قد اريد باالقومية ان تنقذ العالم من الحروب واذا هي سبب في اكبر حربين عالميتين حيث لم تكن ظاهرة الحروب العالمية معروفة من قبل وقتل فيها ثمانية ملايين من البشر اضافة الى ثلاثين مليونا من العجزة والمشوهين ، واخترعت بسببها الدبابة.
الحرب العالمية الثانية: ١٩٣٩م -١٩٤٥م والتي خلفت ما يقرب من خمسين مليون انسانا غير الجرحى المشوهين واخترعت خلالها افتك الاسلحة التي ضربت بها هيروشيميا وناغازاكي.
وجدير بالذكر ان اقطاب هذه القوى العظمى الاوروبية (انجلترا -روسيا- فرنسا- المانيا-النمسا)
فحل تخليص العالم من الدين يجعل الامور تنحى منحى فوضوي لعدم وجود اي رادع او خوف.
حقبة النسق الدولي ثنائي القوى القطبية:
حيث كان ظاهرة الصراع الايديولوجي سائدة انذاك ، واتي غذت الاصراع اوالتعصب الايطيولوجي ، حيث كان الولايات المتحدة تبشر العالم بالليبرالية ، والاتحاد السوفييتي يبشر العالم بالماركسية.
فكانت الولايات المتحدة تدعوا العالم في المجال السياسي الى حرية الراي وحرية افكر وحرية التعبير وحرية العقيدة ، التعددية عموماً.
والاتحاط السوفييتي يدعو في المجال السياسي الى نظام الحزب الواحد والراي اتواحدج والفكر الواحد والتعبير الموجه.
في المجال الاقتصادي:
الولايات امتحدة تدعو الى الراسمالية - الملكية افرطية- المنافسة الإقتصادية ، بينما يدعو الإتحاد السوفييتي الى الاشتراكية - الملكية العامة - احتكار الدولة.
اما في المجال الإجتماعي فالولايات المتحدة تدعو الولايات امتحدة الى مجتمع طبقي من ثلاث طبقات ( اغنياء – وسطى - فقراء) ، بينا يرى الشيوعيون مجتمع الطبقة الواحدة.
وبالتالي انقسم العالم الى معسكرين ايديولوجيين ، رأسمالي وماركسي
وفي ظل هذا الصراع الآيديولوجي شعر العالم بحالة من التوتر الرهيب الى حد اطلق عليه البعض الحرب الباردة وشهد العالم خلال تلك الحقبة سباق تسلح غير مسبوق ، الى درجة امتلاك القطبية ترسانة قادرة على تدمير العالم اربعمئة مرة.
في ظل هذا الصراع الايديولوجي وهذا التنافس لم يحصل العالم على السلام المنشود.
وسمي هذا الصراع باسم الحرب الباردة ، من صراع ايديولوجي ودعائي.
النسق الدولي احادي القطب الذي بدأ في ٢٥ ديسمبر ١٩٩١م
في ظل هذا النسق احادي القطب نجد ان:
ظهرت مجموعة من الافكار الجديدة ، انفراد قوة قطبية وحيدة بتقرير مصير النسق الدولي. بادارة دفة السياسية العالمية.
وفي ظل هذا النسق حاولت الولايات المتحدة فرض نمطه العقائدي والحياة على العالم من خلال فكرة العولمة ، الليبرالية ، والكنة الاميركية.
وهناك فرق بين العولمة العالمية:
فـ(العولمة) هي عمل ارادي وغائي من جانب قوة معينة لفرض نمطها العقائدي والحياتي على غيرها من الامم ، او كما يقال سحق الهويات تحت اقدام هوية الاعظم.
اما (العالمية) فهي التواصل التلقائي الالي بين الشعوب والامم وهي ظاهرة معروفة عبر التاريخ.
في ظل مايعرف بالعولمة ظهرت مجموعة من الأفكار ، منها مايعرف بفكرة نهاية التاريخ للمفكر الاميركي من اصل ياباني (فرانسيس فوكوياما) ، ويقول فوكو " والان انتهى التاريخ بوصول الإنسان الى غايته المبتغاة وهي اسلوب الحياة الامثل ... انها الليبرالية" وذلك بعدما انتصرت الليبرالية مع الماركسية وتفكك الاتحاد السوفييتي ، هي الغاية المنشودة والحقيقة المطلقة حيث السلام والمحبة بين الامم وان العالم سيعيش في عصر الرخاء الاقصادي والحريات والعلاقاتا الدولية ستكون على ما يرام.
وقد كفر فوكوياما بافكاره تلك قبل أن يموت بسبب ما رأى في جوانتانامو وابو غريب.
وكل ما ارتكبته الليبرالية من مازر وانتهاكات ي العالم.
كما من الافكار الاخرى التي ظهرت خلال تلك الحقبة: فكرة صدام الحضارات التي ارتبطت بالمفكر الأميركي "سامويل هنتغتون".
وهذه الافكار دائما ماتظهر في رحاب الليبرالية التي تقول بحرية الرأي والعقيدة وحتمية التعددية.
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وزوال الخطر الاحمر سيشهد العالم صداما للحضارات ، وسينظر الى الحضارة الإسلامية على انها الحضارة الاشد خطرا على الحضارة الغربية وسيسمى الاسلام بالخطر الاخضر ، وانتشرت ظاهرة الاسلاموفوبيا أي الخوف من الاسلام ، وأصبحت هناك مساع الى نشر فكرة (الاسلامو – فوبيا) التي ادت الى ظاهرة السعي الى منع المظاهرات الإسلامية ومحاربتها ، وهذا هو احلال الاسم محل العدو الشيوعي وايجاد العدو.
كيف يجب ا ن يتعامل المسلمون في العلاقات الدولية ، نحن هنا امام امرين : كيف يجب ان يتعامل المسلمون فيما بينهم ..
كيف يمكن ان يتعامل المسلمون مع الاخرين.
نظرية العلاقات بين الدول الاسلامية ونقصد بها مجموعة المبادئ اللتي يتعين طبقا للاسلام ان تحكم العلاقات مابين المسلمين وبعضهم البعض ، ويتكون هنا سؤال : أدولة واحدة تجمع المسلمين؟ ام انه يجوز تعدد الدول الاسلامية؟
- الامثل لاشك ان تكون للمسلمين دولة واحدة ، وهذا ماقال به العديد من الفقهاء استنادا الى ماحدث في سقيفة بني ساعدة وقال بعض الانصار منا امير ومنكم امير ورفض هذا الاقتراح فاختير عمر بن الخطاب خليفة لرسول الله عليه الصلاة واتم التسليم.
بينما راى بعض الفقهاء جواز تعدد الدول اسلامية شرط اتساع رقعة الدار الاسلامية بحيث يصعب على امير واحد ان يفرض سطوته عليها ، او لوجود بحر كبير مانع يفصل بين مناطق المسلمين ، ففي هذه الحال يجوز التعدد.
في عام ١٩٧٨م في الازهر في امامة الامام الاكبر عبد الحليم محمود تم اعداد دستور سياسي لدولة اسلامية نص على ان يجوز تعدد الدول الإسلامية وان تتعدد انظمة الحكم داخلها.
العلاقات الدولية في الإسلام
الثلاثاء الحادي عشر 3/5/2011م
______________________________________________________________
مبادئ نظرية العلاقات بين الاول الاسلامية
الاسلام دين ودولة وينطوي على جانب ايديولوجي ، كما قدم الإسلام مجموعة من مبادئ الحكم ، ولكنه لم يقدم اليات محددة للحكم كالبيعة والاستخلاف والانتخابات وتداول السلطة فتتغير بتغير الزمان والمكان ، ولكن المبادئ لا تتغير بتغير الزمان والمكان ، ولكن القول بأنه يجوز ان تتعدد الدول الإسلامية وان تتعدد انظمة الحكم ، هل يجوز ان يكون النظام برلماني او رئاسي او ملكي او مختلط او غير ذلك ؟ نعم ، ولكن الإشكال في المبادئ!
فأي نظام سياسي يلتزم بمبادئ الاسلام ولا يتعارض مع الشريعة الاسلامية هو نظام سياسي اسلامي ، سواء كان برلمانيا او رئاسيا او حكومة جمعية او نظاما مختلطاً أو وراثياً او بالإنتخاب او غيره
كمبدأ الحاكمية لله ، الشورى العدالة والمساواة .. الخ هي مبادئ لا يجوز الخروج عنها.
ونخلص من كل هذا الى انه من الامثل ان تكون للمسلمين دولة واحدة ولكن اذا فرض واقع تعدد الدول الإسلامية وفليس افضل من الالتزام بمبادئ الاسلام فيما يتعلق بالعلاقات بين هذه الدول.
ماهي مبادئ التي يجب ان تحكم االعلاقات بين الدول الاسلامية؟
المبدأ الاول: الاخوة الإسلامية و النصح المتباطل:
المبدأ الثاني: رابطة الدين تعلو على ماعداها من الروابط وتجبها.
قال تعالى:" انما المسلمون اخوة" " ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
الثالث: اللاعصبية: لا فرق لعربي على أعجمي الا بالتقوى كلكم من لآدم وادم من تراب" ، ليس منا من دعا الى العصبية ، ليس منا من قاتل عن عصبية ، ليس منا من مات على عصبية".
اذاً فمبدا الولاء القومي يتعارض مع الاسلام .
الرابع: مبدأ النصح المتبادل: واجب الدول الإسلامية كافة التدخل بالنصح لأية دولة اسلامية تخرج عن جادة الشريعة سواء في سياساتها الداخلية او الخارجية ، لغرض تصويب مواقفها بما يتماشى مع كتاب الله وسنة رسوله (واجب).
لذلك فمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ليس مطلقا بين الطول الاسلامية.
القواعد التي يتعين ان تحكم مبادئ النصح المتبادل:
1- ان يكون بالطرق السلمية؛ كالوساطة ، المفاوضات ، المساعي الحميدة .....الخ
2- ان يكون هدفه في صالح الدولة المتدخل لديها بالنصح وليس لمصالح ذاتية.
3- ان يكون طبقا لاحكام لشريعة ولإعلاء لرايتها.
الخامس: مبدا تضامن الجماعي:
مثل المؤننين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد واحد ، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وهذا المبدأ ينصرف الى امور كثيرة منها:
1- وحدة التوجهات الخارجية للدول الاسلامية ازاء العالم الخارجي: (التنسيق بين السياسات الخارجية لهذه الدول) من خلال منظمات تجمعهم ك منظمة المؤتمر الاسلامي.
نشأت منظمة المؤتمر الاسلامي على عام ١٩٦٩م اثر احراق المسجد الاقصى لتقديم كافة اوجه العون الاقتصادي ، والعلمي والإغاثي للدول الاسلامية المحتاجة .
2- ان يكون حجم العلاقات الإقتصادية والعلمية والاقتصادية والثقافية بين المسلمين وبعضهم البعض اكبر منه مما بين المسلمين وغيرهم.
وهذا يفتح نقطة مهمة وهي: استثمار الاموال: الإستفادة من الخبراء المسلمين واعداؤهم الاولوية يبد-
ان يكون التضامن في اطار الشريعة الاسلامية واعلاء لراية لاسلام. "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان" ، و"كان الله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه" ، "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".
الخامس: مبدأ عدم الاعتداء: اي عدم الاعتداء المادي أو المعنوي دليل: ، عدم الإعتداء المسلح على شعب مسلم او على اراضيه او ممتتلكاته بدون مبرر؛ عدم التحقير او السخرية من رموزهم او ازياءهم او لهجتههم او لغتهم او لون بشرتهم وغيره.
- دليل عدم جواز الإعتداء المادي: "لاتعودوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".
- دليل عدم جواز الإعتداء المعنوي: "لايسخر قوم من عسى ان يكونوا خيراً منهم ، ولا نساء من نساء عسى أن يكونوا خيراً منهن".
"المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره"
"كل المسلم على المسلم حرام ، ماله ودمه وعرضه"
السادس: الضمان الجماعي: وهو مبدا الكل للواحد والواحد للكل؛ بمعنى أي اعتداء على اي دولة اسلامية يعتبر اعتداء على كافة المسلمين ويجب على كل الدول ان تهب الى نجدة الدولة المعتدى عليها. "المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد ... الخ"
السابع: مبدا فض النزاعات بين الدول الإسلامية:
قال تعالى: "وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما ، فإن بغت احداهما على الاخرى ، فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ الى امر الله ، فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين" (مهم: آية تحمل كل وسائل حل المنازعات)
النزاعات الدولية قد تكون مجرد خلاف يتطور الى توتر ثم إلى نزاع ثم الى صراع ثم الى الحرب ، والصحيح هو البدء بالطرق السلمية ، اي وساطة الطرف الثالث بمعنى: واجب التدخل من قبل االمسلمين كأطراف ثالثة بين اي دولتين إسلاميتين يحدث بينهما نزاع ما بغرض نزع فتيل ازمة واعادة العلاقات بينهما الى سابق عهدها.
الدبلوماسية الوقائية: نزع فتيل الأزمة حتى لا تتفاقم وتصل الى الحرب.
والوسائل الدبلوماسية السلمية قد تكون اختيارية او اجبارية فالاختيارية تكون دبلوماسية أما الوسائل الإجبارية فقد تكون قانونية.
اختيارية: المفاوضة ، والساطة ، المساعي الحميدة ، والدبلوماسية الوقائية.
الوسائل القانونية: تكون باللجوء الى القانون الدولي ، او اللجوء الى محكمة العدل الدولية.
شرح: (القانون الدولي؛ التحكيم الدولي: ومحكمته تنشأ مؤقتاً لحل نزاع وتنتهي بإصدار الحكم) ،
وتتكون لجنة التحكيم الدولي من ثلاثة محكمين: محكم من كل خصم ، ومحكم محايد.
اما اذا تم الفشل في الوسائل السلمية يتم اللجوء الى الوسائل العسكرية طبقا للضوابط الاتية:
أ- تحديد الافئة الباغية طبقاً لشريعة الله.
ب- استخدام القوة المسلحة هو الوسيلة هنا لارغام الفئة الباغية.
ت- الا يكون هدف التدخل العسكري الانتصار على الفئة الباغية وتدميرها ، وإنما ردعها واجبارها على قبول التحكيم.
ث- عدم الاجحاف بحقوق الفئة الباغية والتزام العدل والانصاف والقسط في تسوية المشكلة بعد وقف الحرب.
كانت هذه أهم مبادئ نظرية العلاقات بين الدول الإسلامية.
بــــــالـــــــــــــتــــــــــوفــــــــــيـــــــــــق للــــجــــمـــــيــــع : )
اليكم محاضرات مقرر العلاقات الدولية في الإسلام 380 ساس شعبة 3333.
معلومات الطالب:
سعود ناصر غويدي
الرقم الجامعي: 427107353
الشعبة: 3333
رقم الكشف: 11.
_____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
محاضرة الأسبوع الأول
العلاقات السياسية الدولية: تعني كل علاقات بين وحدات سياسية (دول) أيا كان موضوعها (سياسي ، اجتماعي، ثقافي، اقتصادي، علمي ، .. إلخ).
فهي علاقات سياسية بحكم طبيعة أطرافها ، حيث إن أطرافها وحدات سياسية (دول). وهي علاقات تدور في البيئة الدولية (عالم السياسة الدولي) التي هي بيئة سياسية مختلفة من حيث طبيعتها عن البيئة الدولية الداخلية (المجتمع السياسي ( السياسة داخل الدولة الواحدة).
الفارق في الطبيعة بين البيئة الدولية والبيئة الداخلية:
البيئة الداخلية (المجتمع السياسي):يتكون المجتمع السياسي من الشعب والإقليم والسلطة السياسية، وبالتالي توجد سلطة عليا فوق الأفراد تقوم بتحقيق الأمن والاستقرار والسلام وإنفاذ القانون داخل المجتمع استنادا لاحتكارها أدوات القوة.
وعليه تتميز البيئة السياسية الداخلية بما يلي:
1- إنها بيئة السلطة.
2- إنها بيئة السلام.
3- إنها بيئة القوة المتمركزة (بمعنى وجود مركز واحد للقوة داخل المجتمع وهو السلطة السياسية).
4- بيئة القانون النافذ( حيث توجد قوة عليا تتولى إنفاذ القانون على الأفراد وهي السلطة السياسية).
5- بيئة الصراع السياسي السلمي حيث يجرم استخدام العنف في إدارة الصراع بين أفراد المجتمع.
6- يضاف إلي ذلك أنها بيئة القيم المطلقة ، حيث معايير القيم ثابتة ومعروفة ومتفق عليها من الجميع ( فالصدق خير والعدل خير).
7- أنها بيئة تحكمها علاقة (الأمر والطاعة) بما تؤدي إليه من تميز سياسي داخل المجتمع إذ ينقسم إلى حاكمين ومحكومين.
أما البيئة الدولية (بيئة العلاقات الدولية – عالم السياسة الدولي) فلا توجد بها سلطة عليا فوق الدول وبالتالي تتسم بالخصائص التالية:
1- إنها بيئة غيبة السلطة العليا.
2- بيئة لا تعرف السلام كقيمة مطلقة.
3- بيئة القانون غير المتمتع بقوة النفاذ حيث لا توجد سلطة عليا تنفذ القانون الدولي في مواجهة الدول.
4- بيئة نسبية القيم ، بمعني أن كل دولة تتبنى معايير للقيم تتماشى مع مصلحتها القومية ( فمثلا ما هو قمة الشرعية الدولية من وجهة نظر دولة ما قد يمثل خروجا علي الشرعية الدولية من وجهة نظر دولة أخرى وهكذا).
5- أنها بيئة تحكمها علاقة ( الصديق والعدو) بما تؤدي إليه من ارتباط أفراد كل مجتمع بإقليمهم باعتباره الوطن أرض الآباء والأجداد ،دار السلام وما عداه دار الحرب ، وبالتالي فإن الأصل في الأجنبي أنه عدو(أي تحتمل محاربته) قد تقتضي مصلحة الوطن مهادنته ، وعليه فالأصل في العلاقات الدولية هو العداء كما أنها لا تعرف السلام وإنما هناك مجال فقط للمهادنة. كما يظهر هنا مفهوما (نحن) ليعبر به أفراد المجتمع عن أنفسهم و(هم) ليعبروا به عن كل من لا ينتمي إليهم كشعب ، فتتضح تبعا لذلك ظاهرة تميز سياسي أخرى ولكن على المستوى الدولي ( تميز بين الدول).
6- إنه بيئة تعدد مراكز القوى بتعدد الدول.
وبناء على طبيعة البيئة الدولية هذه فإن كل الوسائل متاحة أمام الدول لتحقيق مصالحها القومية بما في هذه الوسائل استخدام القوة المسلحة وعليها أن تتحمل العواقب ( إنه مبدأ شرعية القوة في البيئة السياسية الدولية).
محاضرة الأسبوع الثاني : )
معاهدة وستفاليا ومبادئ العلاقات الدولية
على إثر سنوات طوال من الحروب الدينية في أوربا بين أبناء الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية اجتمع كبار قادة القارة فى وستفاليا عام 1648م حيث أقروا جملة مبادئ اتفقوا على أن تحكم العلاقات الدولية ، آملين أن تحقق هذه المبادئ الاستقرار في العلاقات الدولية وأن يحول تطبيقها دون اندلاع الحروب الدينية من جديد ، بكل ما جرته هذه الحروب على القارة من ويلات وصراعات دامية وأحقاد مستعرة ، وكان أبرز هذه المبادئ ثلاثة هي:
1- مبدأ الولاء القومي:
والذي قصد به أن يكون ولاء الأفراد والشعوب هو للجنسية (للقوم) وليس للكنيسة ، وأن تكون علاقة الفرد بالكنيسة علاقة خاصة كعلاقته بربه ، وعليه فيتعين الفصل بين الجانب العقائدي و أمور السياسة . وبالتالي يعني هذا المبدأ تأكيد فكرة العلمانية القائمة على الفصل التام بين الدين والدولة ، واعتبر المؤتمرون في وستفاليا أن من شأن هذا الفصل الحيلولة دون اندلاع الحرب الدينية مجددا.
2- مبدأ السيادة:
ويعني : سلطة الدولة في الانفراد التام بإصدار قراراتها داخل حدود إقليمها ورفض الامتثال (الخضوع) لأية قرارات خارجية إلا بإرادتها ، وعليه فإن الدولة سيدة قرارها ، والدولة سيدة في دارها (أي إقليمها الذي هو وعاء سيادتها) ، وإقليم الدولة هو النطاق الجغرافي الذي تمارس عليه سيادتها.
وهكذا تقوم العلاقات الدولية على جمع من دول تتمسك كل منها بسيادتها فتفرد باتخاذ قراراتها في الداخل وترفض الخضوع لأية قوة خارجية إلا بإرادتها ، وعليه تتأكد فكرة أن البيئة الدولية هي بيئة تعدد مراكز القوى بتعدد الدول ، وتتأكد كذلك حرية كل دولة في تحقيق مصالحها بكافة الوسائل (دون أية قيود عليها) بما في هذه الوسائل اللجوء إلي القوة المسلحة وعليها أن تتحمل العواقب.
إن كل دولة في البيئة الدولية تسعى إلي تحقيق مصالحها في ضوء قوتها ، كما أن مقدرتها على تبني وتحقيق أهداف طوح تتناسب طرديا مع حجم قوتها ( قوة قطبية "عظمى" أو قوة درجة ثانية "كبرى" أو قوة درجة ثالثة "صغرى") ، فأهداف الدولة العظمى تتضاءل إلى جانبها بطبيعة الحال أهداف الدولة الصغرى ، وهكذا.
3- مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول:
ويرتبط هذا المبدأ بسابقه ويؤكد عليه وهو يعني حق كل دول في اختيار كافة أنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحياتية .. الخ ، بحرية تامة ودونما تدخل من جانب أي قوى خارجية ، وقد ارتبطت العلاقات الدولية بهذا المبدأ لحقب طويلة ونص عليه بوضوح ميثاق الأمم المتحدة منذ نشأتها في عام 1945م.
وهكذا فقد أراد المؤتمرون في وستفاليا من خلال هذه المبادئ أن يرسوا بيئة دولية تستمد استقرارها من المبادئ الثلاثة ، وتقوم على علاقات بين دول قومية ذات سيادة ترفض التدخل في شئونها الداخلية ، وتسعى بكل السبل إلى تحقيق مصلحتها القومية.
ويبقى التساؤل ماذا عن موقف الإسلام من هذه المبادئ الثلاثة؟ هل يتماشى مبدأ الولاء القومي مع مبادئ الإسلام؟ وماذا عن فكرة الدول ذات السيادة؛ هل الأصل في الإسلام هو وجود دولة واحدة للمسلمين؟ أو أن يجوز تعدد الدول الإسلامية؟ وهل مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول يمكن أن يطبق كلية على العلاقات بين الدول الإسلامية وبعضها البعض؟
محاضرة الأسبوع الثالث
نخلص من المحاضرات السابقة إلى أن البيئة الدولية بيئة صراعية بطبيعتها ، إنها بيئة القوى المتصارعة من أجل المصالح المتنافرة ، ويدور فيها الصراع بصورتين:
صراع سلمي: صراع الكلمة أو الصراع الدائر على طاولات المفاوضات وعبر سائر أجهزة الاتصال الدولية.
وصراع عنيف: ويعني الحرب الفعلية والتي تعني عملية القتل الجماعي الغائي المنظم التي نستهدف بها إجبار الخصوم (الدول الأخرى ) على الامتثال (الرضوخ) لإرادتنا.
وعلى هذا النحو تسعى كل دولة إلي تحقيق مصلحتها القومية من خلال خطة لها في المجال الخارجي تعرف بالسياسة الخارجية ، وهذا ما سنعرض له فيما يلي:
السياسة الخارجية للدولة:
هي برنامج عمل (خطة) الدولة في المجال الدولي التي تتضمن أهدافها (المعبرة عن مصلحتها القومية) ، والوسائل التي تراها ملائمة لتحقيق هذه الأهداف. إنها: " فن اختيار الوسائل في خدمة الأهداف". بمعنى أن كل دولة تصيغ مصلحتها القومية في صورة مجموعة من الأهداف المحددة ، ثم تختار من الوسائل (ما يسمى أدوات السياسة الخارجية) ما تراه كفيلا بإبلاغها أهدافها.
السياسة الخارجية = برنامج عمل = أهداف + وسائل أو أدوات
أهداف السياسات الخارجية للدول:
يتمثل أهم الأهداف التي تتبناها الدول في سياساتها الخارجية فيما يلي :
1- حفظ الذات: أي بقاء الدولة واستمراريتها على الخارطة الدولية ، أو ما يمكن التعبير عنه بالأمن القومي للدولة ، وهذا الهدف هو أغلى وأهم أهداف الدول على الإطلاق ، وهو هدف لا يقبل المساومة بشأنه أو التنازل بصدده.
2- تحقيق المنعة: بمعنى الوصول إلى مستوى من القوة يردع الدول الأخرى من التفكير في مهاجمة الدولة.
3- الثراء الاقتصادي: بمعنى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الاقتصادية من خلال التعاملات الدولية.
4- الحفاظ على هوية الدولة: بمعنى التصدي لأية محاولات خارجية تستهدف مقومات هوية الدولة وعلى رأسها لغتها القومية أو عقيدتها الدينية .
5- نشر العقيدة السياسية (الأيديولوجية) أو الدينية في الخارج:
وترتد أهمية هذا الهدف إلي أن الدول ذات العقيدة الواحدة غالبا ما تكون سياستها متقاربة إلي حد التحالف ، وبالتالي فإن انتشار عقيدة الدولة في الخارج يمثل إضافة إلى قوة الدولة (لاحظ سعي الولايات المتحدة إلي نشر نمط الحياة الليبرالي الخاص بها من خلال العولمة – تذكر نظرية الماكدونالدز-. : )
6- الظهور بمظهر الدولة المحبة للسلام:
ذلك لأن أية دولة مهما كانت سياستها مرتكزة إلي العنف دائما ما تسعى إلي تبرير سياستها وإكسابها بعدا أخلاقيا باعتبارها سياسة تحارب الإرهاب أو تستهدف نشر الديمقراطية أو تعزيز قيم حقوق الإنسان .. الخ.
محاضرة الأسبوع الرابع
أدوات السياسة الخارجية
تلجأ الدول بغية تحقيق أهداف سياستها الخارجية إلي أربع أدوات (وسائل) رئيسية هي على التوالي:
1- الدبلوماسية التقليدية:
وتعرف بأنها:
أ- فن التفاوض.
ب- فن الإقناع .
ت- فن تحقيق مصالح الدولة دونما إراقة دماء.
ث- الوجه الناعم للقوة .
ج- فن إدارة العلاقات الدولية على طاولة المفاوضات .
ح- فن استخدام الذكاء واللباقة بما يحقق المصلحة القومية للدولة .
خ- أسلوب الثعلب حسب تعريف مكيافيللي ( الرياء – المكر – الخديعة – الحيلة).
وتمثل الدبلوماسية غالبا أولى الوسائل التي تلجأ إليها الدول في سبيل تحقيق أهداف سياساتها الخارجية ، حيث تعد الأداة الأقل تكلفة بين أدوات السياسة الخارجية.
2- الدبلوماسية الاقتصادية:
ويقصد بها استخدام الدولة لمقدراتها الاقتصادية في التأثير على الدول الأخرى وتوجيه سلوكها السياسي في الاتجاه الذي يخدم المصلحة القومية للدولة.
وبطبيعة الحال تستخدم هذه الدبلوماسية من قبل الدول الغنية في مواجهة الدول الفقيرة ، استنادا إلى قاعدة أن من لا يملك خبزه لا يملك قراره السياسي.
وللدبلوماسية الاقتصادية وجهان هما:
1- الترغيب: ويعني منح المساعدات الاقتصادية للدول الممالئة (أي التي تتماشى سياساتها مع مطالب الدولة المانحة).
مثل تقديم الولايات المتحدة معونات ضخمة لباكستان نظير خدماتها للأمريكيين في حرب أفغانستان منذ عام 2003.
2- الترهيب: ويعني منع المساعدات وفرض العقوبات على الدول المناوئة (المناهضة أو التي لا تتماشى سياساتها مع مطالب الدولة المانحة).
مثل فرض الولايات المتحدة للحظر الاقتصادي على كوبا منذ تحولها إلي الشيوعية على إثر انقلاب فيدل كاسترو عام 1959).
3- الأداة الدعائية:
وتعني استخدام الدولة لمختلف وسائل وتقنيات الاتصال الدولي في التأثير بالرأي العام الأجنبي وتوجيهه بما يخدم المصلحة القومية للدولة ، سواء من خلال استمالة الرأي العام العالمي نحو التعاطف مع قضاياها ، أو بث الفرقة في صفوف الدول المعادية ، أو تحطيم الروح المعنوية لجيوش الأعداء ، أو زعزعة الاستقرار السياسي داخل هذه الدول من خلال إثارة الأقليات داخلها مثلا ....وهكذا.
وعملية الاتصال الدولي لها تتألف من أربعة عناصر رئيسية هي:
المرسل: أي الدولة القائمة على بث الدعاية .
الرسالة: أي المادة الدعائية المراد بثها.
الوسط: أي وسيلة نقل المادة الدعائية مثل الإذاعة ، أو التليفزيون، أو السينما أو الإنترنت .. إلخ.
المتلقي: وهو الطرف المستهدف بعملية الاتصال.
ولعملية الاتصال الدولي ثلاثة أنماط رئيسية هي:
الإعلام الدولي: ويسمى إستراتيجية الحقيقة حيث تنطوي الرسالة الإعلامية على مجموعة من الحقائق دون غيرها ، بهدف استمالة رأي عام ما نحو التعاطف مع قضية ما . مثل قيام الدول الإسلامية بإنتاج أفلام (لتذاع في الغرب) تظهر حقيقة الإسلام.
الدعاية الدولية: وهي تقدم رسائل تنطوي على حقائق وأكاذيب ، وكلما استطاعت الدولة إظهار الأكاذيب على أنها حقائق كلما كانت مادتها الدعائية ناجحة ( مثل الأفلام التي أنتجتها الولايات المتحدة بهدف تشويه النظام النازي في ألمانيا وبخاصة ما يتعلق منها بالهولوكست ).
الحرب النفسية: وهي أسلوب الكذبة الكبرى الذي يستهدف تحطيم الروح المعنوية للدول المعادية . مثال ذلك حديث الأمريكيين عن إستراتيجية الصدمة والذعر قبيل غزوهم للعراق عام 2003.
ومن أشهر الأجهزة الدعائية التي عرفها العالم المعاصر جهاز الدعاية النازي تحت قيادة جوبلز الذي كان يعرف الدعاية بأنها ذراع الحرب.
رابعا الأداة الإستراتيجية (الحرب):
وهي الملاذ الأخير أمام الدولة لتحقيق ما فشلت في تحقيقه الوسائل الأخرى ، وتعرف الحرب -كما قلنا سابقا- بأنها عملية القتل الجماعي الغائي المنظم الذي نستهدف به إجبار الخصم على الامتثال لإرادتنا.
1- أنها فن إيقاع الهزيمة بالآخرين بأقل الأعباء والخسائر( في صفوفنا).
2- أنها فن إراقة دماء الآخرين من أجل تحقيق مصالح الدولة .
3- أنها الوجه الخشن للقوة.
أنها أسلوب الأسد عند مكيافيللي ( القوة ، البطش ، العنف) ، إذ قال " إذا لم يفلح أسلوب الثعلب في خطف عنقود العنب فليسمع زئير الأسد) ، بمعنى أنه إذا لم تجد الدبلوماسية في تحقيق أهداف الدولة فلتدق طبول الحرب.
محاضرة الأسبوع الخامس
قوة الدولة في المجال الدولي
يقصد بها: قدرة الدولة على تحريك عوامل القوة الطبيعية المتاحة لها وتحويلها إلى طاقة فعالة تؤثر بها على غيرها من الدول في البيئة الدولية وتوجيه سلوكها بما يحقق المصلحة القومية للدولة.
واستنادا إلى هذا التعريف يمكن تقسيم عوامل قوة الدولة على النحو التالي:
العوامل الطبيعية ( عوامل القوة )
1- المجال الجغرافي
2- العنصر البشري (السكان)
3- الموارد الاقتصادية
العوامل الاجتماعية (عوامل القدرة )
1- التقدم الثقافي والتقني
2- التجانس القومي
3- القيادة السياسية
المجال الجغرافي: أي إقليم الدولة بكل معطياته الجغرافية من مناخ وتضاريس وموقع ومساحة.
العنصر البشري: أي الكم السكاني.
الموارد الاقتصادية: من موارد معدنية ونفطية ومصادر مياه ...إلخ.
التقدم الثقافي والتقني: فهذا زمن العلم والتقنية (التكنولوجيا).
التجانس القومي: بمعنى تجانس سكان الدولة سلالة ودينا ولغة وبالتالي رسوخ الاستقرار السياسي وعدم وجود صراعات عرقية انفصالية أو غيرها داخل الدولة.
القيادة السياسية: من حيث مهارتها الدبلوماسية ودرايتها الإستراتيجية.
خارطة توزيع القوى الدولية (النسق الدولي)
مفهوم النسق الدولي:
هو مجموعة من وحدات سياسية (دول) متدرجة القوة (قوى قطبية – قوى كبرى – قوى من الدرجة الثالثة) خلال حقبة زمنية معينة تتفاعل فيما بينها من خلال الفعل ورد الفعل على نحو يؤدي إلي حالة من الاتزان الدولي (أي توازن القوى أو ميزان القوة). إذاً فالنسق الدولي هو حالة اتزان دولي آلية تلقائية.
هناك ثلاث صور للنسق الدولي عرفها التاريخ الحديث وهي:-
1- النسق الدولي متعدد الأقطاب ( ساد الفترة منذ معاهدة 1648م – إلي نهاية الحرب العالمية الثانية 1945م ).
2- النسق الدولي ثنائي الدول القطبية ( 1945م – 1991م تاريخ تفكك الاتحاد السوفيتي في 25 ديسمبر من ذلك العام ).
3- النسق الدولي أحادي القطب ( 1991م – حتى الآن ) ، وهو يعرف كذلك بالنظام العالمي الجديد.
مفهوم النظام الدولي: هو تنظيم ينشأ بعمل إرادي من جانب جماعة الدول، مثل الأمم المتحدة.
العلاقات الدولية في الإسلام
الثلاثاء الرابع: 3/4/1432هـ الموافق 8/3/2011م
اخر ماتوصلنا اليه معاهدة وستفاليا والمبادئ التي اقرتها:
في المحاضرة السابقة قلنا انه كانت هناك معاهدة وستفاليا عام ١٦٤٨م والتي جاءت لتنهي حقبة الحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت وهي مايعرف بالحروب الدينية سنة م١٦٠٧
والتي اريقت فيها للكثير من الأجناس وحينما انعقد وستفاليا اراد المؤتمرون ان يدشنوا عصرا جديدا من العلاقات الدولية وفي هذا العصر يتم خلاله تجنب الحروب االدينية لان هذه الحروب قتل فيها مئات الألف من ابناء الكنيستين.
ولكي يتم تدشين عصر جديد من العلاقات الدولية نضع لذلك مبادئ ثلاثة:
الولاء والقومية والسيادة وعدم التدخل في االشؤون الداخلية. للطول
اذا اريد بهذه المبادئ تجنب الحروب الدينية مستقبلا وترسيخ استقرار العلاقات الدولية
سؤال: ماذا نعني بهذه االمبادئ وهل حققت المطلوب منها فعلا؟ وما هو تصور لإسلام تجاه هذه المبادئ الثلاثة؟
- مبدا الولاء القومي: مقتضاه ان يكون الولاء للقومية لا للكنيسة.
القوم: الذين يقومون قومة رجل واحد للقتال.
المبدأ الأول من مبادئ اتفاقية وستفاليا هو مبدأ الولاء القومي:
بمعنى ان الفرنسيين ولاؤهم لفرنسا واللغة االفرنسية وللجنسية الافرنسية وليس للكنيسة. وهذا الولاء االقومي هو تاكيد للعلمانية.
هل نجحت هذه الفكرة في تخليص العالم من ظاهرة الحرب؟
كلا لانه اثبتت الحروب ان الصراع القومي كان اشد فتكا وعنفا من الصراع الديني االكنسي، لانه عندما ينحى الجانب الديني فانه يتنحى معه العامل الاخلاقي ، ورسخ هذا العديد من النظريات العنصرية المتعصبة للجنس كنظرية سمو الجنس الاري الالمانية ومذهب الشنتوري الياباني.
اذا هذا المبدا القومي قاد العالم االى حربين عالميتين ١٩١٤ و ١٩٣٩م وكلفت الاوروبين الكثير من القتلى.
ما موقف الاسلام من مبدا الولاء القومي؟
لا يتماشى هذا المبدا مع الاسلام لان المبدا المحوري في الاسلام هو مبدا الأخوة الاسلامية ، لان رابطة الدين تجب ماعداها من روابط.
ثم ان الولاء القومي هو تاكيد على فكرة العلمانية.
- مبدا سيادة الدولة (مبدا الاسيادة القومية):
والسيادة هي سلطة الدولة في الانفراد في اصدار قراراتها داخل حدود اقليمها ورفض الخضوع لايسلطة خارجية الا بارادتها (الاقليم وعاء السيادة) (الاطولة سيدة قرارها) ، ( االدولة سيدة في دارها).
مبدأ السيادة هذا اكد على فوضوية البيئة االدولية ، كما اكد على لامركزية القوة في العلاقات الدولية ، كما اكد علىتعدد مراكز القوى فيْالابيئة الدولية ، وعلى غيبة السلطة في البيئة الدولية.
مبدا العلاقات الدولية : ان العلاقات الدولية هي علاقات بين دول ذات سيادة وتنفرد باصدار قراراتها داخل حدود اقليمها وترفض الخضوع لاية سلطة خارجية الا بارادتها.
كما لا يصح ان نطلق على البيئة الدولية مصطلح (المجتمع الدولي) لان هذا امصطلح يعني انه توجد سلطة عليا تفرض سلطتها ع الدول بل ان نقول (جماعة الدول) او ( الجماعة الدولية).
ماذا عن التصور الاسلامي بصدد مبدا السيادة؟
- هنا لابد من التمييز بين وضعين:
١- االعلاقات بين الدول الاسلامية وبعضها.
٢- العلاقات بين الدول الاسلامية وغيرها من غيرالمسلمين.
مبدا السيادة يتعين انْيكون مطلقا فلا يسمح المسلمضين بانْ يتدخل غيرالمسلمون بغير سيادتهم.
وفيما بين المسلمين: الاصل ان دار الاسلام واحدة ودولة الاسلام واحدة تتعامل مع الخارج بسياسة واحدة.
اجاز بعض الفقهاء تعدد الطول الاسلامية لاسباب عديدة:
في علاقات االدول مع بعضها البعض مبدا السيادة نسبي وغير مطلق لانه مقيد بمبدا اسلامي اصيل وهو مبدا الانصح المتبادل بين المسلمين في حال اتيان اي دولة بعمل يخالف االشريعة.
المبدا الثالث من مبادئ وستفاليا:
مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول: ويعني حق االدولة في اختيار كافة أنظمتها الحياتية وطرائق معيشتها بحرية كاملة وبمنأى عن اي تدخل خارجي. اختيار النظام السياسي ، والاقتصادي ، والمجتمعي (تعدد الفطريات او الطبقة الواحدة)، المناهج التعليمية ، وطرائق معيشتها من الزراعة او الصناعة او غيرها. ولكن هذا الكلام مطلق؟ ام انه نسبي؟ انه نسبي. ثم ان الدول الكبرى اعتدت على هذا المبدا.
بل تذرعت الدول بالكثير من الذرائع منها حماية الأقليات او لاغراض إنسانية او لفرض الديموقراطية.
تصور الاسلام لهذا المبدا: نميز بين وضعين: علاقات المسلمين فيمابينهم وعلاقاتهم بغيرهم
فيمابينهم: نسبي
وبينهما وبين الغير: مطلق ولا يسمح لغير المسلمين بان يدسوا أنوفهم في سؤون المسلمين.
العلاقات الدولية طبقا لمعاهدة وستفاليا هي علاقات بين دول ذات سيادة ترفض التدخل في شؤونها الداخلية.
المحاضرة القادمة: السياسة الخارجية للدولة
العلاقات الدولية في الإسلام
الثلاثاء الخامس 10/4/1432هـ الموافق 15/3/2011م
أهداف السياسات الخارجية للدول والتصور الإسلامي بصددها
اذا الهدف الاول والتصور الاسلامي بصدده:
الدولة لا تساوم بشان بقائها.
اهداف السياسات الخرجية للدول
حفظ الذات (بقاء الدولة - استمرارية الدولة على اخريطة - امن الاقومي في الدولة )
هو هدف لا يقبل المساومة على او التنازل يصدده)
دار الاسلام دار مقدسة عند كل مسلم عند كل سلك الدفاع عنها فرض كفاية على كل اهلها مالم يدخلها الاعداء ، فان دخل الاعداء فالدفاع عنها فرض عين على كل مسلم.
ماذا لو خسر المسلمون ، يستمر الجهاد بالكر والفر حتى ستم تحرير ارض المسلمين حيث لا مجال للاستسلام.
الهدف الثاني هو تحقيق المنعة :
الوصول الى مستوى معين من القوة يردع الدول الاخرى عن مجرد التفكير في مهاجمة الدولة.
من خلال سياسة الردع (سياسة الاستخدام السلمي للقوة):
قال رسول الله صلى الله وسلم ( المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف) قوله تعالى: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة).
الارهاب هو استخدام القوة في مواجهة الابرياء بقص الاعتداء على ارواحهم وممتلكاتهم من اجل تحقيق اهداف غير شخصية.
الهدف الثالث:
تحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب الاقتصادية من خلال التعاملات الخارجية ، من خلال التعاملات الخارجية ، تحقق الاثراء الاقتصادي ، تحسين وضع الدولة في ميزان التجارة العالمية ، دعم الرفاهية الاقتصادية في الدولة.
ما الفرق بين تصور الاسلام للقوة الاقتصادية والتصور الاخر؟
لابد ن ان تكون الدنيا في ايدي المسلمين لا في قلوبهم.
بمعنى ان تلك الدولة في قوة اقتصادية تجعلها قدوة للدول الاخرى لتتمكن من دعوتهم الى الاسلام ، وتكون قوية اقتصاديا لكي لا تكون عرضة للابتزاز.
الهدف الرابع من اهداف السياسات الخارجية للدول:
الدفاع عن هوية الدولة ومقومات الهوية ورموزها.
هوية الدولة = الدولة
ومقوم هوية الدولة الإسلامية هو الدين ، فالاسلام هو مقوم الهوية الاول (رابطة الهوية الاسلامية تعلو على ماعداها من روابط)
فالاسلام هو المقوم الاول لهوية الدولة ، وايديولوجيتها ، ودستورها فالحفاظ على هوية الدولة هو هدف اساسي.
اللغة العربية الحفاظ عليها مهم جدا فهي تستمد اهميتها من انها لغتنا وانها لغة الاسلام.
الهدف الامس:
نشر عقيدة الدولة في الخارج: والعقيدة هنا تعني االعقيدة السياسية (الايديولوجية) والدينية.
نظرية الماكدونالدز (المكدنة): الشعوب اتي تقبل على فتح فروع ماكدونالدزولا يتوقع ان تقبل على على حرب مع اميركا.
نشر الاسلام هو واجب لكون رسالة عالمية: فاننتشار الاسلام من منظور براجمي (مصلحي) يرجع الى قوة المسلمين انفسهم.
العلاقات االدولية في الاسلام
الثلاثاء السادس
_____________________________________________________
الاختبار القادم سيكون يوم الثلاثاء القادم
الهدف اسادس : الظهور بمظهر الدولة المحبة للسلام (دافع ابرستيج)
اخلاقية الطابع) وهذا يرتبط بالتقنيع سياسي بمعنى تغليف اهداف الدولة بغلاف اخلاقي ، وهنا ويستخطم التدليس واللااخلاقية
اهم الادوات السياسية الخارجية للدولة
هذه الاوات تتمثل في اربعة ادوات رئيسية
١- الدبلوماسية التقليدية ٢- الدبلوماسية الإقتصادية ٣- الآداة الدعائية ٤- الاداة الاستراتيجية (القوة المسلحة).
الدبلوماسية التقليدية:
ولها العديد من التعريفات: فن التفاوض ، فن الاقناع ، فن تحقيق مصااح الدولة دون اراقة دماء ، فن ادارة العلاقات الدولية على طاولة المفاوضات.
نيكلسون: هي فن استخدام الذكاء واللباقة في تحقيق اهداف الدولة.
الدبلوماسية هي الوجه الناعم للقوة.
الدبلوماسية: ان تقدع خصمك بالسكين دون ان ينزف دما.
االدبلواسية عند ميكافيلي: اسلوب الثعلب في خطف عنقود العنب عن طريق الاحيلة المراوغة الدهاء المكر الخديعة).
الدبلوماسية: فن الاقناع.
التفاوض: فن تقريب وجهات النظر االمتباعدة من اجل الوصول الى حل يرضي جميع الاطراف.
وصلب التفاوض هو ما يعرف بالمساومة: صنع كعكة كبيرة يمكن اقتسامها بدلا من تحطيم الكعكة الصغيرة المتنازع عليها.
الاداة الدبلوماسية عموما هي اقل ادوات السياسة الخارجية تكلفة. لذلك فهي الحل الاول امام الدولة لتحقيق مصالحها.
المعاهدات < من الادوات القانونية.
بالنسبة للتصور الاسلامي:
الدبلومسية هي الاختيار الاول امام المسلمين ، لان ابغض شيء على نفس المسلم هو ازهاق الارواح. ثم ان الاسلام هو رسالة عالمية ، حيث ان كل انسان هو مسلم محتمل.
الدبلوماسية الإقتصادية: وتعني استخدام الدولة لمقدراتها الاقتصادية كآداة ضغط على الدول الاخرى وتوجيه سلوكها السياسي في الاتجاه الذي يتماشى مع المصلحة القومية للدولة.
اي ان تركب حمارا وتضع امام عينيه جزرة ليتبعها.
االدبلوماسية الاقتصادية تستمد وجودها اساسا من عاملين:
١- العامل الاول اختلاف مقدرات الدول الاقتصادية.
٢- من لا يملك خبزه لا يملك قراره.
الدبلوماسية لها وجهان:
الترغيب: منح المساعدات للدول الممالئة (التي لاتقول لا)
والترهيب: منع لمساعدات عن الدول المناوئة.
قول باهي يجيك الشاهي ، قول لا تجيك العصا :\
اكثر الدول المستخدمة للدبلوماسية الاقتصادية تكون الدول الاغنى.
امثلة الترغيب: المساعدات الاميركية السنوية لمصر وقدرها ٢.٠٣ مليار دولار منذ توقيع فاقية كاكب ديفيد مع اسرائيل عام ١٩٧٩م.
اغداق الولايات الامتحدة الامساعطات الااقتصادية على باكستان نظرا لحاجتها الى الدعم اللوجستي الباكستاني في الحرب الاميركية على افغانستان منذ عام ٢٠٠١م.
الترهيب: الحصار الاقتصدي المفروض على كوبا منذ تحولها الى الشيوعية عام ١٩٥٩م (ثورة فيدل كاسترو).
الحصار الاقتصادي على العراق خلال السنوات الاخيرة من حكم صدام حسين.
العقوباتالاقتصادية على ليبيا بعد ازمة لوكربي منذ عام ١٩٨٦م - ٢٠٠٣م.
هل يجوز للامة الاسلامية استخدام الدبلوماسية الاقتصادية؟
يجوز استخدام الطبلوماسية الاقتصادية بداهة في مواجهة الدول المعادية
ازمة الرسوم المعتطية على االرسول عليه الصلااة وسلام
لا يجووز استخدام الدبلوماسية الاقتصادية في مواجهة الدول الاسلامية الا اذا اتت احداهما عملا يضر بمصالح الامة او يمثل خروجا على شريعة الاسلام.
لا جوز استخدام الدبلوماسية الاقتصاطية في مواجهة الشعوب المستضعفة.
حتى وان كانوا من غير المسلمين ،اي ا كان سيتسبب في هلاك العديد من النفوس.
ويصب استخدام هذه االااة مع الدول المعاطية ، و يمكن استخدامها كقاعطة الا اذا اتت دولة اسلامية بعمل يضر بالادول اسدلسلامية.
لا يجوز استخدام الدبلوماسية الاقتصادية اذا ترتب على ذلك الاخلال بمدة دولية التزم بها الاخرون ، اي بمعنى اخر (الوفاء بالعهد وعدم الاخلال به).
لن هنام مبطا اسلامي اصيل هو مبطا وفاء بالعهد.
قال تعالى: " ولا يجرمنكم شنآن قوم الا تعدلوا".
أميركا الشمالية
الثلاثاء العاشر 26 أبريل 2011
_____________________________________________________
الُّنسق الدولية والصراعات الفكرية
ماهي اهم الصراعات الفكرية خلال كل حقبة من حقب الانساق الثلاثة؟
النسق الدولي متعدد الاقطاب:
في معاهدة وستفاليا سنة ١٦٤٨م التي ارادت انهاء االحروب الدينية ، ارادوا من خلال هذه المعااهدة تاكي ابعاط الدين عن العلاقات الدولية وبالتالي احلال مبدأ الولاء اديني او اطنسي بمبدا الولاء القومي.
بعد ذلك جاءت الثورة الفرنسية الكبرى سنة ١٧٨٩م واكدت على مبدا القومية (مبدا القوميات) وبالتالي كان مبدا القوميات او مبدا الولاء االقومي هو المبدا السائد خلال حقبة النسق الدولي متعدد الاقطاب ، فهو بالتالي مبدا الصراع القومي.
ثم تم دعم هذا الصراع بفعل الثورة الفرنسية الكبرى سنة ١٧٨٩م والتي اتت بمبدا القوميات او حق الشعوب بتقرير مصيرها ، ارتباط هذين المبداين سادت حقبة النسق الدولي متعدد الاقطاب وظاهرة الصراع القومي.
وترتب على ذلك ما يعرف بظاهرة التعصب القومي التي افرزت مذاهب عنصرية حركت العلاقات الدولية طوال تلك الحقبة.
ومن ابرز تلك المذاهب على الاطلاق مذهب سمو الجنس الآري الذي ارتبط بالشعب الالماني ، ومذهب الشنتوري الياباني.
ظاهرة التعصب القومي هي التي حركت ظاهرة الصراع في تلك الفترة.
مذهب الشنتوري: الجزر اليابانية مقدسة ، احتقار الاجانب (يتم تعليمه في المدارس).
هذا الصراع والعنصرية تسببا في حربين عالميتين ، في حين قد اريد باالقومية ان تنقذ العالم من الحروب واذا هي سبب في اكبر حربين عالميتين حيث لم تكن ظاهرة الحروب العالمية معروفة من قبل وقتل فيها ثمانية ملايين من البشر اضافة الى ثلاثين مليونا من العجزة والمشوهين ، واخترعت بسببها الدبابة.
الحرب العالمية الثانية: ١٩٣٩م -١٩٤٥م والتي خلفت ما يقرب من خمسين مليون انسانا غير الجرحى المشوهين واخترعت خلالها افتك الاسلحة التي ضربت بها هيروشيميا وناغازاكي.
وجدير بالذكر ان اقطاب هذه القوى العظمى الاوروبية (انجلترا -روسيا- فرنسا- المانيا-النمسا)
فحل تخليص العالم من الدين يجعل الامور تنحى منحى فوضوي لعدم وجود اي رادع او خوف.
حقبة النسق الدولي ثنائي القوى القطبية:
حيث كان ظاهرة الصراع الايديولوجي سائدة انذاك ، واتي غذت الاصراع اوالتعصب الايطيولوجي ، حيث كان الولايات المتحدة تبشر العالم بالليبرالية ، والاتحاد السوفييتي يبشر العالم بالماركسية.
فكانت الولايات المتحدة تدعوا العالم في المجال السياسي الى حرية الراي وحرية افكر وحرية التعبير وحرية العقيدة ، التعددية عموماً.
والاتحاط السوفييتي يدعو في المجال السياسي الى نظام الحزب الواحد والراي اتواحدج والفكر الواحد والتعبير الموجه.
في المجال الاقتصادي:
الولايات امتحدة تدعو الى الراسمالية - الملكية افرطية- المنافسة الإقتصادية ، بينما يدعو الإتحاد السوفييتي الى الاشتراكية - الملكية العامة - احتكار الدولة.
اما في المجال الإجتماعي فالولايات المتحدة تدعو الولايات امتحدة الى مجتمع طبقي من ثلاث طبقات ( اغنياء – وسطى - فقراء) ، بينا يرى الشيوعيون مجتمع الطبقة الواحدة.
وبالتالي انقسم العالم الى معسكرين ايديولوجيين ، رأسمالي وماركسي
وفي ظل هذا الصراع الآيديولوجي شعر العالم بحالة من التوتر الرهيب الى حد اطلق عليه البعض الحرب الباردة وشهد العالم خلال تلك الحقبة سباق تسلح غير مسبوق ، الى درجة امتلاك القطبية ترسانة قادرة على تدمير العالم اربعمئة مرة.
في ظل هذا الصراع الايديولوجي وهذا التنافس لم يحصل العالم على السلام المنشود.
وسمي هذا الصراع باسم الحرب الباردة ، من صراع ايديولوجي ودعائي.
النسق الدولي احادي القطب الذي بدأ في ٢٥ ديسمبر ١٩٩١م
في ظل هذا النسق احادي القطب نجد ان:
ظهرت مجموعة من الافكار الجديدة ، انفراد قوة قطبية وحيدة بتقرير مصير النسق الدولي. بادارة دفة السياسية العالمية.
وفي ظل هذا النسق حاولت الولايات المتحدة فرض نمطه العقائدي والحياة على العالم من خلال فكرة العولمة ، الليبرالية ، والكنة الاميركية.
وهناك فرق بين العولمة العالمية:
فـ(العولمة) هي عمل ارادي وغائي من جانب قوة معينة لفرض نمطها العقائدي والحياتي على غيرها من الامم ، او كما يقال سحق الهويات تحت اقدام هوية الاعظم.
اما (العالمية) فهي التواصل التلقائي الالي بين الشعوب والامم وهي ظاهرة معروفة عبر التاريخ.
في ظل مايعرف بالعولمة ظهرت مجموعة من الأفكار ، منها مايعرف بفكرة نهاية التاريخ للمفكر الاميركي من اصل ياباني (فرانسيس فوكوياما) ، ويقول فوكو " والان انتهى التاريخ بوصول الإنسان الى غايته المبتغاة وهي اسلوب الحياة الامثل ... انها الليبرالية" وذلك بعدما انتصرت الليبرالية مع الماركسية وتفكك الاتحاد السوفييتي ، هي الغاية المنشودة والحقيقة المطلقة حيث السلام والمحبة بين الامم وان العالم سيعيش في عصر الرخاء الاقصادي والحريات والعلاقاتا الدولية ستكون على ما يرام.
وقد كفر فوكوياما بافكاره تلك قبل أن يموت بسبب ما رأى في جوانتانامو وابو غريب.
وكل ما ارتكبته الليبرالية من مازر وانتهاكات ي العالم.
كما من الافكار الاخرى التي ظهرت خلال تلك الحقبة: فكرة صدام الحضارات التي ارتبطت بالمفكر الأميركي "سامويل هنتغتون".
وهذه الافكار دائما ماتظهر في رحاب الليبرالية التي تقول بحرية الرأي والعقيدة وحتمية التعددية.
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وزوال الخطر الاحمر سيشهد العالم صداما للحضارات ، وسينظر الى الحضارة الإسلامية على انها الحضارة الاشد خطرا على الحضارة الغربية وسيسمى الاسلام بالخطر الاخضر ، وانتشرت ظاهرة الاسلاموفوبيا أي الخوف من الاسلام ، وأصبحت هناك مساع الى نشر فكرة (الاسلامو – فوبيا) التي ادت الى ظاهرة السعي الى منع المظاهرات الإسلامية ومحاربتها ، وهذا هو احلال الاسم محل العدو الشيوعي وايجاد العدو.
كيف يجب ا ن يتعامل المسلمون في العلاقات الدولية ، نحن هنا امام امرين : كيف يجب ان يتعامل المسلمون فيما بينهم ..
كيف يمكن ان يتعامل المسلمون مع الاخرين.
نظرية العلاقات بين الدول الاسلامية ونقصد بها مجموعة المبادئ اللتي يتعين طبقا للاسلام ان تحكم العلاقات مابين المسلمين وبعضهم البعض ، ويتكون هنا سؤال : أدولة واحدة تجمع المسلمين؟ ام انه يجوز تعدد الدول الاسلامية؟
- الامثل لاشك ان تكون للمسلمين دولة واحدة ، وهذا ماقال به العديد من الفقهاء استنادا الى ماحدث في سقيفة بني ساعدة وقال بعض الانصار منا امير ومنكم امير ورفض هذا الاقتراح فاختير عمر بن الخطاب خليفة لرسول الله عليه الصلاة واتم التسليم.
بينما راى بعض الفقهاء جواز تعدد الدول اسلامية شرط اتساع رقعة الدار الاسلامية بحيث يصعب على امير واحد ان يفرض سطوته عليها ، او لوجود بحر كبير مانع يفصل بين مناطق المسلمين ، ففي هذه الحال يجوز التعدد.
في عام ١٩٧٨م في الازهر في امامة الامام الاكبر عبد الحليم محمود تم اعداد دستور سياسي لدولة اسلامية نص على ان يجوز تعدد الدول الإسلامية وان تتعدد انظمة الحكم داخلها.
العلاقات الدولية في الإسلام
الثلاثاء الحادي عشر 3/5/2011م
______________________________________________________________
مبادئ نظرية العلاقات بين الاول الاسلامية
الاسلام دين ودولة وينطوي على جانب ايديولوجي ، كما قدم الإسلام مجموعة من مبادئ الحكم ، ولكنه لم يقدم اليات محددة للحكم كالبيعة والاستخلاف والانتخابات وتداول السلطة فتتغير بتغير الزمان والمكان ، ولكن المبادئ لا تتغير بتغير الزمان والمكان ، ولكن القول بأنه يجوز ان تتعدد الدول الإسلامية وان تتعدد انظمة الحكم ، هل يجوز ان يكون النظام برلماني او رئاسي او ملكي او مختلط او غير ذلك ؟ نعم ، ولكن الإشكال في المبادئ!
فأي نظام سياسي يلتزم بمبادئ الاسلام ولا يتعارض مع الشريعة الاسلامية هو نظام سياسي اسلامي ، سواء كان برلمانيا او رئاسيا او حكومة جمعية او نظاما مختلطاً أو وراثياً او بالإنتخاب او غيره
كمبدأ الحاكمية لله ، الشورى العدالة والمساواة .. الخ هي مبادئ لا يجوز الخروج عنها.
ونخلص من كل هذا الى انه من الامثل ان تكون للمسلمين دولة واحدة ولكن اذا فرض واقع تعدد الدول الإسلامية وفليس افضل من الالتزام بمبادئ الاسلام فيما يتعلق بالعلاقات بين هذه الدول.
ماهي مبادئ التي يجب ان تحكم االعلاقات بين الدول الاسلامية؟
المبدأ الاول: الاخوة الإسلامية و النصح المتباطل:
المبدأ الثاني: رابطة الدين تعلو على ماعداها من الروابط وتجبها.
قال تعالى:" انما المسلمون اخوة" " ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
الثالث: اللاعصبية: لا فرق لعربي على أعجمي الا بالتقوى كلكم من لآدم وادم من تراب" ، ليس منا من دعا الى العصبية ، ليس منا من قاتل عن عصبية ، ليس منا من مات على عصبية".
اذاً فمبدا الولاء القومي يتعارض مع الاسلام .
الرابع: مبدأ النصح المتبادل: واجب الدول الإسلامية كافة التدخل بالنصح لأية دولة اسلامية تخرج عن جادة الشريعة سواء في سياساتها الداخلية او الخارجية ، لغرض تصويب مواقفها بما يتماشى مع كتاب الله وسنة رسوله (واجب).
لذلك فمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ليس مطلقا بين الطول الاسلامية.
القواعد التي يتعين ان تحكم مبادئ النصح المتبادل:
1- ان يكون بالطرق السلمية؛ كالوساطة ، المفاوضات ، المساعي الحميدة .....الخ
2- ان يكون هدفه في صالح الدولة المتدخل لديها بالنصح وليس لمصالح ذاتية.
3- ان يكون طبقا لاحكام لشريعة ولإعلاء لرايتها.
الخامس: مبدا تضامن الجماعي:
مثل المؤننين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد واحد ، اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وهذا المبدأ ينصرف الى امور كثيرة منها:
1- وحدة التوجهات الخارجية للدول الاسلامية ازاء العالم الخارجي: (التنسيق بين السياسات الخارجية لهذه الدول) من خلال منظمات تجمعهم ك منظمة المؤتمر الاسلامي.
نشأت منظمة المؤتمر الاسلامي على عام ١٩٦٩م اثر احراق المسجد الاقصى لتقديم كافة اوجه العون الاقتصادي ، والعلمي والإغاثي للدول الاسلامية المحتاجة .
2- ان يكون حجم العلاقات الإقتصادية والعلمية والاقتصادية والثقافية بين المسلمين وبعضهم البعض اكبر منه مما بين المسلمين وغيرهم.
وهذا يفتح نقطة مهمة وهي: استثمار الاموال: الإستفادة من الخبراء المسلمين واعداؤهم الاولوية يبد-
ان يكون التضامن في اطار الشريعة الاسلامية واعلاء لراية لاسلام. "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان" ، و"كان الله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه" ، "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".
الخامس: مبدأ عدم الاعتداء: اي عدم الاعتداء المادي أو المعنوي دليل: ، عدم الإعتداء المسلح على شعب مسلم او على اراضيه او ممتتلكاته بدون مبرر؛ عدم التحقير او السخرية من رموزهم او ازياءهم او لهجتههم او لغتهم او لون بشرتهم وغيره.
- دليل عدم جواز الإعتداء المادي: "لاتعودوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".
- دليل عدم جواز الإعتداء المعنوي: "لايسخر قوم من عسى ان يكونوا خيراً منهم ، ولا نساء من نساء عسى أن يكونوا خيراً منهن".
"المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره"
"كل المسلم على المسلم حرام ، ماله ودمه وعرضه"
السادس: الضمان الجماعي: وهو مبدا الكل للواحد والواحد للكل؛ بمعنى أي اعتداء على اي دولة اسلامية يعتبر اعتداء على كافة المسلمين ويجب على كل الدول ان تهب الى نجدة الدولة المعتدى عليها. "المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد ... الخ"
السابع: مبدا فض النزاعات بين الدول الإسلامية:
قال تعالى: "وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما ، فإن بغت احداهما على الاخرى ، فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ الى امر الله ، فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين" (مهم: آية تحمل كل وسائل حل المنازعات)
النزاعات الدولية قد تكون مجرد خلاف يتطور الى توتر ثم إلى نزاع ثم الى صراع ثم الى الحرب ، والصحيح هو البدء بالطرق السلمية ، اي وساطة الطرف الثالث بمعنى: واجب التدخل من قبل االمسلمين كأطراف ثالثة بين اي دولتين إسلاميتين يحدث بينهما نزاع ما بغرض نزع فتيل ازمة واعادة العلاقات بينهما الى سابق عهدها.
الدبلوماسية الوقائية: نزع فتيل الأزمة حتى لا تتفاقم وتصل الى الحرب.
والوسائل الدبلوماسية السلمية قد تكون اختيارية او اجبارية فالاختيارية تكون دبلوماسية أما الوسائل الإجبارية فقد تكون قانونية.
اختيارية: المفاوضة ، والساطة ، المساعي الحميدة ، والدبلوماسية الوقائية.
الوسائل القانونية: تكون باللجوء الى القانون الدولي ، او اللجوء الى محكمة العدل الدولية.
شرح: (القانون الدولي؛ التحكيم الدولي: ومحكمته تنشأ مؤقتاً لحل نزاع وتنتهي بإصدار الحكم) ،
وتتكون لجنة التحكيم الدولي من ثلاثة محكمين: محكم من كل خصم ، ومحكم محايد.
اما اذا تم الفشل في الوسائل السلمية يتم اللجوء الى الوسائل العسكرية طبقا للضوابط الاتية:
أ- تحديد الافئة الباغية طبقاً لشريعة الله.
ب- استخدام القوة المسلحة هو الوسيلة هنا لارغام الفئة الباغية.
ت- الا يكون هدف التدخل العسكري الانتصار على الفئة الباغية وتدميرها ، وإنما ردعها واجبارها على قبول التحكيم.
ث- عدم الاجحاف بحقوق الفئة الباغية والتزام العدل والانصاف والقسط في تسوية المشكلة بعد وقف الحرب.
كانت هذه أهم مبادئ نظرية العلاقات بين الدول الإسلامية.
بــــــالـــــــــــــتــــــــــوفــــــــــيـــــــــــق للــــجــــمـــــيــــع : )