المملكة المتحدة
مرسل: الاثنين يونيو 06, 2011 7:04 pm
المملكة المتحدة
المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية (بالإنجليزية: United Kingdom of Great Britain and Northern Ireland) (تعرف أيضاً المملكة المتحدة أو بريطانيا[1]) هي دولة ذات سيادة تقع قبالة الساحل الشمالي الغربي لقارة أوروبا. تتكون المملكة المتحدة من أرخبيل بريطانيا العظمى والجزء الشمالي من جزيرة ايرلندا والعديد من الجزر الصغيرة.[2][3] تعد ايرلندا الشمالية القسم الوحيد من المملكة ذا الحدود البرية [ملاحظة 1] التي تفصلها عن جمهورية ايرلندا.[4][5] عدا ذلك تحد المملكة المتحدة بالمحيط الأطلسي وبحر الشمال والقنال الإنكليزي وما يسمى بالبحر الأيرلندي. يربط نفق بحر المانش بريطانيا العظمى بفرنسا.المملكة المتحدة نظام ملكي دستوري، تعتبر دولة إتحادية بموجب قرار سنة 1800 تتكون من أربع دول: إنجلترا وأيرلندا الشمالية واسكتلندا وويلز.[6] يحكمها نظام برلماني وتتمركز الحكومة في العاصمة لندن، لكن هناك حكومات محلية[7][8] في كل من بلفاست وكارديف وادنبره وهي عواصم ايرلندا الشمالية وويلز واسكتلندا ذات الحكم الذاتي الداخلي. تعد كل من بيليفية جيرزي وجزيرة جيرنزي وجزيرة مان وجزر أخرى تابعة لسيادة المملكة المتحدة، هو ما يعني أنها مرتبطة دستوريا بالمملكة ولكنها ليست جزءاً منها.[9] يخضع للمملكة المتحدة أربعة عشر إقليماً تسمى أقاليم ما وراء البحار البريطانية والتي ليست جزءاً دستورياً من المملكة المتحدة ولديها حكم ذاتي وتسيير شؤونها بنفسها لكن شؤونها الدفاعية ترجع للمملكة المتحدة. هذه الأراضي من مخلفات الإمبراطورية البريطانية [10] والتي كانت في أوجها في عام 1922 وشملت ما يقرب من ربع مساحة اليابسة في العالم، وأكبر امبراطورية في التاريخ (en). لا يزال يلاحظ النفوذ البريطاني في اللغة والثقافة والنظم القانونية في العديد من مستعمراتها السابقة.
المملكة المتحدة من الدول متقدمة، اقتصادها السادس عالمياً من حيث الناتج المحلي الإجمالي والسادس من حيث تعادل القدرة الشرائية. كما أنها كانت أولى دول العالم تحولاً للمجال الصناعي [11] وكانت تعتبر القوة العظمى الأكبر في العالم خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.[12] لكن مع التكلفة الاقتصادية والاجتماعية لحربين عالميتين تراجعت الإمبراطورية في النصف الأخير من القرن العشرين مما أدى إلى تقلص دورها القيادي في الشؤون العالمية. لا تزال المملكة المتحدة مع ذلك قوة عظمى ذات نفوذ اقتصادي وثقافي وعسكري وعلمي وسياسي قوي. هي أيضاً من الدول النووية وتمتلك ثالث أو رابع أعلى إنفاق عسكري في العالم وفقاً لطريقة حساب النفقات.[13] المملكة المتحدة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي كما أنها عضو دائم في مجلس الأمن وكذلك عضو في الكومنويلث وعضو في مجموعة الثماني ومجموعة العشرين ومنظمة حلف شمال الأطلسي وعضو في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنظمة التجارة العالمية.
التاريخ
تم إنشاء المملكة المتحدة من الممالك التاريخية القائمة حينها مملكة إنجلترا (بما فيها ويلز) وأيرلندا واسكتلندا.[14][15] بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر جلبت سلسلة من الأحداث السياسية هذه الدول إلى اتحاد سياسي وثيق. توحدت انكلترا وايرلندا واسكتلندا في اتحاد شخصي في اتحاد التيجان (en) في 1603 عندما ورث جيمس السادس ملك اسكتلندا عرشي مملكتي إنجلترا وايرلندا ونقل بلاطه من ادنبرة إلى لندن على الرغم من الممالك الثلاث حافظت على بنى سياسية مستقلة.[14][15]
في 1 أيار 1707، تم إنشاء مملكة بريطانيا العظمى (en) من خلال اتحاد سياسي بين مملكة انجلترا (التي تشمل ويلز) ومملكة اسكتلندا.[16][17] يعود هذا الحدث لمعاهدة الاتحاد (en) التي تم الاتفاق عليها في 22 تموز 1706، ومن ثم التصديق عليها من قبل برلمان انكلترا (en) وبرلمان اسكتلندا (en) وتمرير قوانين الاتحاد في عام 1707 (en).[18]
لاحقاً وبعد مرور قرن من الزمان، تم دمج مملكة أيرلندا، (خاضعة للسيطرة الإنكليزية منذ عام 1691)، مع مملكة بريطانيا العظمى لتشكيل المملكة المتحدة من بريطانيا العظمى وإيرلندا (en) مع تمرير قوانين الاتحاد في عام 1800 (en).[19] أدى النزاع في أيرلندا بشأن شروط الحكم الذاتي الإيرلندي (en) في نهاية المطاف إلى تقسيم الجزيرة (en) في 1921،[20] حصلت الدولة الأيرلندية الحرة (en) في عام 1922 على سيادة كاملة بينما بقيت أيرلندا الشمالية جزءا من المملكة المتحدة.[21] نتيجة لذلك وفي عام 1927 تغير اللقب الرسمي (en) للمملكة المتحدة إلى شكله الحالي المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية.[22]
المناطق التي كانت في يوم من الأيام جزءاً من الإمبراطورية البريطانية. أما أقاليم ما وراء البحار البريطانية فهي معلمة باللون الأحمر.لعبت المملكة المتحدة في قرنها الأول دورا مهما في تطوير الأفكار الغربية حول النظام البرلماني، وكذلك في تقديم مساهمات كبيرة في العلوم والأدب والفنون.[23] غيرت الثورة الصناعية التي قادتها المملكة المتحدة وجه البلاد وغذت طموح الإمبراطورية البريطانية. خلال هذا الوقت، كانت المملكة المتحدة وعلى غرار القوى العظمى الأخرى ضالعة في الاستغلال الاستعماري، بما في ذلك تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، رغم أن المملكة المتحدة لعبت دورا قيادياً في مكافحة الاتجار في الرقيق عندما مررت قانون تجارة الرقيق في عام 1807 (en).[24]
بعد هزيمة فرنسا في الحروب النابليونية، برزت المملكة المتحدة باعتبارها القوة الرئيسية بحرياً واقتصادياً في القرن التاسع عشر (عرفت لندن كأكبر مدينة في العالم 1830-1930)،[25] وبقيت قوة بارزة حتى منتصف القرن العشرين.[26] إلى جانب روسيا وفرنسا و(بعد 1917) الولايات المتحدة الأمريكية، كانت بريطانيا واحدة من القوى الكبرى المعارضة لألمانيا وحلفائها في الحرب العالمية الأولى (1914-1918).[27] لعبت قواتها العسكرية دوراً رئيسياً في كافة أنحاء الإمبراطورية وعدة مناطق في أوروبا وعلى نحو متزايد على الجبهة الغربية (en) وباتالي نمت القوات المسلحة لأكثر من خمسة ملايين عسكري.[28]
عانت الأمة مما يقدر بمليونين ونصف المليون إصابة وانتهت الحرب بديون وطنية كبيرة.[28] بعد انتهاء الحرب تولت المملكة المتحدة من عصبة الأمم الولاية على المستعمرات الألمانية السابقة والدولة العثمانية حيث وصلت الإمبراطورية البريطانية إلى أقصاها، والتي غطت حينها خمس مساحة اليابسة في العالم وربع سكانه.[29] حصل الكساد الكبير (1929-1932) في وقت كانت فيه المملكة المتحدة بعيدة كل البعد عن بعد عن التعافي من آثار الحرب مما أدى إلى معاناة واصطرابات سياسية واجتماعية.[
مشاة كتيبة بنادق ألستر الملكية خلال معركة معركة السوم. فقدت المملكة المتحدة أكثر من 885,000 جندي بريطاني في ساحات الحرب العالمية الأولى.كانت المملكة المتحدة واحدة من الحلفاء الثلاثة الرئيسيين في الحرب العالمية الثانية. بعد هزيمة حلفائها الأوروبيين في السنة الأولى من الحرب، واصلت المملكة المتحدة الحرب ضد ألمانيا النازية في الحملة الجوية المعروفة باسم معركة بريطانيا. بعد الانتصار، كانت المملكة المتحدة واحدة من القوى الثلاث الكبرى التي اجتمعت لرسم عالم ما بعد الحرب. بأي حال، انتهت الحرب العالمية الثانية مخلفة ضرراً اقتصادياً في اقتصاد المملكة. ومع ذلك، ساهم مشروع مارشال والقروض المكلفة من كل من الولايات المتحدة وكندا في مساعدة المملكة المتحدة على التعافي.[31]
شهدت السنوات التالية للحرب تأسيس دولة الرعاية الاجتماعية، بما في ذلك نظام الرعاية الصحية الأول من نوعه في العالم. أدت التغييرات في سياسة الحكومة أيضاً إلى جلب الكثير من الناس من جميع أنحاء الكومنولث لإنشاء بريطانيا متعددة الأعراق (en). وعلى الرغم من تحجيم دور المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية على الساحة السياسية العالمية، الأمر الذي تم تأكيده خلال حرب السويس في العام 1956، فإن الانتشار الدولي للغة الإنجليزية عنى استمرار تأثير الأدب والثقافة، في حين أن ثقافتها الشعبية في ستينات القرن الماضي وجدت أيضاً نفوذاً في الخارج.
بعد فترة من التباطؤ الاقتصادي العالمي والنزاع الصناعي في السبعينيات، شهدت الثمانينيات تدفقاً كبيراً في عائدات نفط بحر الشمال والنمو الاقتصادي. مثلت حقبة رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر تغيراً كبيراً في سياسات المملكة المتحدة عن فترة ما بعد الحرب سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية.
المملكة المتحدة واحدة من الاعضاء ال 12 المؤسسين للاتحاد الأوروبي عند إطلاقه في عام 1992 مع التوقيع على معاهدة ماستريخت. قبل ذلك، كانت عضواً في سلف الاتحاد الأوروبي، السوق الأوروبية المشتركة منذ عام 1973. شهدت نهاية القرن العشرين تغييرات مهمة في نظام حكم المملكة المتحدة مع إنشاء الإدارات المحلية في كل من ايرلندا الشمالية واسكتلندا وويلز بعد إجراء استفتاءات شعبية قبل-تشريعية.
نظام الحكم
المملكة المتحدة نظام ملكي دستوري: الملكة اليزابيث الثانية قمة الهرم في المملكة المتحدة وكذلك في 15 دولة أخرى من دول الكومنولث، مما يضع المملكة المتحدة في اتحاد شخصي مع هذه الدول الأخرى. كما للعرش سيادة على الأقاليم التابعة للتاج من جزيرة مان وجزر القنال جيرسي وغيرنسي، والتي ليست جزءا من المملكة المتحدة على الرغم من أن حكومة المملكة المتحدة تدير شؤونها الخارجية والدفاع وكما يمتلك برلمان المملكة المتحدة سلطة التشريع بالنيابة عنها