- الاثنين يونيو 06, 2011 8:39 pm
#38745
نقرأ في كتاب " أسرار وأكاذيب " لمؤلفه الأمريكي " ديليب هيرو " " الصادر في نيويورك ، أن مبررات الحرب الأنغلو - أمريكية على العراق في سنة 2003 تثير السخرية لدى قارئه ، كذلك لدى المتتبعين لمجريات ما قبل الحرب وخصوصا ما يتعلق منها بالتصريحات التي كانت تصدر من جهات مختلفة لا رابط بينها سوى تلفيق واقع يستدعي المداخلة .
ويقرن " هيرو" وجهة نظره في هذه القضيّة بقوله إن ما يثبت رأيه هذا ما جاء على لسان وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية كولن باول ، أمام مجلس الأمن ، بأن حرب العراق هي أول حرب وقائية ، وذلك منذ غزو الإمبراطورية النمساوية - الهنغارية لصربيا في سنة 1914 ، أي سنة اندلاع الحرب العالمية الأولى [ 1914 - 1918 ] ،
ونحن نعلم ، أن ثمة أسباباً غيبية حقا جعلت الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن يشن حربه على العراق ، وذلك بتأثير الكنيسة الأنجليكانية عليه ، وهذا ما جرى توكيده من قبل الرئيس بوش بقوله لمحمود عباس رئيس السلطة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فيما بعد بالحرف : لقد أمرني الرب أن أضرب القاعدة وقد ضربتهم ، ثم أمرني الرب أن أضرب العراق وقد ضربته ، والآن أنا مصمم على حل مشكلة الشرق الأوسط .
وإذا جاز لنا أن نصدّق هذه الأقوال ، وانتهينا إلى الاعتراف بأن ضرب القاعدة وكذلك ضرب العراق قد تمّ لأن الرب أمر الرئيس بوش بذلك على حدّ قوله ، فلماذا لم ينجح في حل المشكلة في الشرق الأوسط ما دام هو على علاقة شفافة مع الرب ، بل زادها تعقيداً ؟ هل لأن الرب ، سبحانه وتعالى ، لم يأمره بإنجاز هذه المهمة بالقوة كما فعل في أفغانستان والعراق وقبل ذلك في دول البلقان؟ أم لأن الرئيس بوش كان يعمل بهدي من أحلام وكوابيس كانت تراوده وهو نائم ولا دخل للرب في ترتيب أوضاع العالم على نحو ما حاول الرئيس بوش أن يرتبه ؟
وبطبيعة الحال فإن كتاباً كهذا كان لا بدّ أن يثير موجة من التساؤلات بينها هل إن الحرب على العراق كانت حقا خارج إطار قرارات مجلس الأمن وبعيدة عن القانون الدولي ؟ إن الكاتب " هيرو " يراها كذلك بالفعل ، ويرى أنها كانت بعيدة عن المسوغات القانونية أو حتى العقلانية ، ومن هنا كانت وما زالت مضاعفاتها فوق تصور حتى المخططين لها ومنفذيها .
وما يؤكد بعدها عن المسوغات القانونية ، لا الإنسانية وبالتالي الأخلاقية فقط ، أننا ما زلنا نذكر للرئيس بوش قوله ذات مرة محدثا مجموعة من رجال الدين استقبلهم في البيت الأبيض وبحفاوة بالغة : لولا الإيمان ولولا قوة الصلاة لكنت الآن في أحد بارات تكساس ، وليس في البيت الأبيض !
ولا يدري أحدنا ، بعد مرور كل هذه السنوات على تاريخ الثالث عشر من شهر نيسان عام 2003 ، لا يدري كم من المؤلفات التي ستصدر في المستقبل حول مسوغات حرب العراق ، كذلك الحروب الأمريكية " الإستباقية " التي نفذت قبل العام 2003 ، لأن ما تبع هذه الحروب ، وحرب العراق تحديد ، لا يعادله حدث في التاريخ المعاصر رافقته فضائح كالتي لحقت بسمعة الاستخبارات الأمريكية باعتراف كثيرين ممن ضللوا أوضللوا في الوقت ذاته ، وذلك على خلفية تبعات حرب العراق منذ ساعة اندلاعها . وفي اعتقادنا أن مضاعفات هذه الفضائح ستبقى ماثلة في ذاكرة الشعوب إلى أمد غير محدود.
ويقرن " هيرو" وجهة نظره في هذه القضيّة بقوله إن ما يثبت رأيه هذا ما جاء على لسان وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية كولن باول ، أمام مجلس الأمن ، بأن حرب العراق هي أول حرب وقائية ، وذلك منذ غزو الإمبراطورية النمساوية - الهنغارية لصربيا في سنة 1914 ، أي سنة اندلاع الحرب العالمية الأولى [ 1914 - 1918 ] ،
ونحن نعلم ، أن ثمة أسباباً غيبية حقا جعلت الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن يشن حربه على العراق ، وذلك بتأثير الكنيسة الأنجليكانية عليه ، وهذا ما جرى توكيده من قبل الرئيس بوش بقوله لمحمود عباس رئيس السلطة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فيما بعد بالحرف : لقد أمرني الرب أن أضرب القاعدة وقد ضربتهم ، ثم أمرني الرب أن أضرب العراق وقد ضربته ، والآن أنا مصمم على حل مشكلة الشرق الأوسط .
وإذا جاز لنا أن نصدّق هذه الأقوال ، وانتهينا إلى الاعتراف بأن ضرب القاعدة وكذلك ضرب العراق قد تمّ لأن الرب أمر الرئيس بوش بذلك على حدّ قوله ، فلماذا لم ينجح في حل المشكلة في الشرق الأوسط ما دام هو على علاقة شفافة مع الرب ، بل زادها تعقيداً ؟ هل لأن الرب ، سبحانه وتعالى ، لم يأمره بإنجاز هذه المهمة بالقوة كما فعل في أفغانستان والعراق وقبل ذلك في دول البلقان؟ أم لأن الرئيس بوش كان يعمل بهدي من أحلام وكوابيس كانت تراوده وهو نائم ولا دخل للرب في ترتيب أوضاع العالم على نحو ما حاول الرئيس بوش أن يرتبه ؟
وبطبيعة الحال فإن كتاباً كهذا كان لا بدّ أن يثير موجة من التساؤلات بينها هل إن الحرب على العراق كانت حقا خارج إطار قرارات مجلس الأمن وبعيدة عن القانون الدولي ؟ إن الكاتب " هيرو " يراها كذلك بالفعل ، ويرى أنها كانت بعيدة عن المسوغات القانونية أو حتى العقلانية ، ومن هنا كانت وما زالت مضاعفاتها فوق تصور حتى المخططين لها ومنفذيها .
وما يؤكد بعدها عن المسوغات القانونية ، لا الإنسانية وبالتالي الأخلاقية فقط ، أننا ما زلنا نذكر للرئيس بوش قوله ذات مرة محدثا مجموعة من رجال الدين استقبلهم في البيت الأبيض وبحفاوة بالغة : لولا الإيمان ولولا قوة الصلاة لكنت الآن في أحد بارات تكساس ، وليس في البيت الأبيض !
ولا يدري أحدنا ، بعد مرور كل هذه السنوات على تاريخ الثالث عشر من شهر نيسان عام 2003 ، لا يدري كم من المؤلفات التي ستصدر في المستقبل حول مسوغات حرب العراق ، كذلك الحروب الأمريكية " الإستباقية " التي نفذت قبل العام 2003 ، لأن ما تبع هذه الحروب ، وحرب العراق تحديد ، لا يعادله حدث في التاريخ المعاصر رافقته فضائح كالتي لحقت بسمعة الاستخبارات الأمريكية باعتراف كثيرين ممن ضللوا أوضللوا في الوقت ذاته ، وذلك على خلفية تبعات حرب العراق منذ ساعة اندلاعها . وفي اعتقادنا أن مضاعفات هذه الفضائح ستبقى ماثلة في ذاكرة الشعوب إلى أمد غير محدود.