- الاثنين يونيو 06, 2011 11:52 pm
#38782
عن النظام الاجتماعي الذي خلقه المناخ السياسي السوفييتي من الواجب أيضا أن نشير الى مجموعة من الحقائق ومما أكد عليه الماركسيون المعاصرون من خلال مراجعاتهم لنظريتهم وتطبيقاتهم ونعرّج على احدى النقاط الهامة في مضمون البيروسترويكا ألا وهي الدور الاجتماعي ونظام الأسرة , وسيسعدنا الحديث عنها بالتفصيل.
خامسا : تغير دور المرأة والأسرة في ظل النظام السوفييتي وتحول المرأة الى شبيه للرجل :
من خلال الشعارات التي رفعها الماركسيون – المناداة بالمساواة الكاملة – الغير منطقية, و الغير طبيعية , والتي تخالف الحالة البيولوجية بين الجنسين , أي بين المرأة ودورها , وبين الرجل ودوره , يقول جوربا :
(( طوال سنوات تاريخنا البطولي الشاق عجزنا عن أن نُولي اهتماما لحقوق المرأة الخاصة , واحتياجاتها الناشئة عن دورها كأم وربة منزل ووظيفتها التعليمية التي لاغنى عنها , بالنسبة للأطفال . إن المرأة اذ تعمل في مجال البحث العلمي ,وفي مواقع البناء وفي الانتاج , والخدمات , وتشارك في النشاط الابداعي , لم يعد لديها وقت للقيام بواجباتها اليومية في المنزل – العمل المنزلي , وتربية الأطفال .
لقد اكتشفنا أن كثيرا من مشاكلنا – في سلوك الأطفال والشباب , وفي معنوياتنا , وثقافتنا وفي الانتاج – تعود جزئيا ً إلى تدهور العلاقات الأسرية والموقف المتراخي من المسئوليات الأسرية . وهذه نتيجة متناقضة لرغبتنا المخلصة والمبررة سياسيا ً لمساواة المرأة بالرجل في كل شيء. ولهذا السبب فإننا نجري الآن مناقشات حادة في الصحافة , وفي المنظمات العامة , وفي العمل والمنزل , بخصوص مسألة مايجب أن نفعله لنسِّهل على المرأة العودة الى رسالتها النسائية البحتة . وهناك مشكلة أخرى : هي استخدام المرأة في الوظائف الشاقة الضارة بصحتها وهذا هو تراث الحرب التي فقدنا فيها أعدادا ً ضخمة من الرجال )) .
البيروسترويكا : ص 138 – 139 .
ونرى من جانبنا أنه ليس فقط تجنب محاكاة هذا النسق السوفييتي القديم والذي تراجع فيه الماركسيون المحدثون كأمثال جورباتشوف , بل من الواجب تصحيح هذه النظرة أو بمعنى أصح وجهتي النظر المتباعدتين , الأولى التي تحدث عنها أهل العلمانية المتطرفة السوفييت , والثانية المتحجرة داخل بعض – ونركز على هذه الكلمة ( بعض ) – أدبيات الفكر الاسلامي المغالي - و الذي يدل في أدبياته على العصر السحيق الذي نبت فيه .
على عكس الفكر الاسلامي الرحب الواسع المتميز باعتداله , وهو الغالب - وفي هذا قد يظن بعض الظانين أننا ننطلق في هذا الأمر من مرتكز بعيد عن التراث الديني أو يتصف بالعلمانية , ونحن نقول أن ذلك غير صحيح ؛ فنحن مع دور المرأة في كل ميدان تمر منه وكل باب تطرقه ؛ سواء في الميدان العلمي أو الإداري أو الشأن الاجتماعي أو ( العمل العام ) السياسي.. وغيره , وندعوها – المرأة – الى القيام بهذا من منطلق ديني وحضاري , فتاريخنا الاسلامي المتحضر الذي يُشِّع نورا , وكان مضرب الأمثال على هذا الدور الحضاري الذي لعبته المرأة العربية الاسلامية في العمل العام . نرى ذلك في دولة الاسلام عهد مؤسسها الرسول الأعظم – صلوات الله وسلامه عليه – حين كانت النساء المسلمات يطالبن بدورهن في السياسة كما طالبت أم منيع (أسماء بنت عمرو الأنصارية )
و أم عمارة ( نسيبة بنت كعب الأنصارية ) وتبايع رسول الله المبايعة السياسية , وعن دورهن في القيادة السياسية , وفي الحروب . ورغم كل ذلك ورغم التاريخ والماضي التليد المُشِّع بكثير من الإضاءات ودر المرأة العربية في مختلف العصور الاسلامية إلى وقتنا الحاضر في الجهاد والاستشهاد للدفاع عن القضايا السياسية الكبرى – فيه مايغنينا- من الناحية الاجتماعية - عن الحلول المستوردة سواء من الشرق أو الغرب , إلا أننا يجب أن نقر أن هذه الأفكار التي كشف عنها السوفييت في مراجعاتهم وأتت روافدها الى تغيير أنماط سلوكية وفكرية في مجتمعاتنا العربية من خلال المد الشيوعي إبان حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين ودَعَت المرأة الشرقية الى المساواة الكاملة بالرجال واعتبارها نِدا ً لهذا الرجل , كان بالإمكان اعتبارها غواية وتدليس أضر بالفكر العربي وحققت سلبيات!! .. كانت المرأة الروسية تعمل بموجب المساواة الكاملة في المناجم وتلبس لباس العُّمال الرجال وتكشف عن عضلاتها , وخشونة صوتها لتثبت قوة بأسها وصلابة مراسها ففقدت دورها الحقيقي وكيانها الأنثوي بكل أسف !!!
سادسا ً : تدعو البيروسترويكا الى تغيير فكرة أساسية في النظرية الماركسية – هي تدمير الملكية الخاصة :
يتحدث عن هذا المفهوم السائد لدى الشيوعيين فلاديمير لينين , فيقول : (( التاريخ المكتوب حتى أيامنا هذه قد كان تاريخ نضال الطبقات , وتعاقُب سيطرة انتصارات طبقات اجتماعية على طبقات أخرى , وهذه الحالة ستدوم مادامت أسس نضال الطبقات والسيطرة الطبقية قائمة – أي مادامت الملكية الخاصة والانتاج الاجتماعي الفوضوي .
إن مصالح البروليتاريا تتطلب تدمير هذه الأسس )).
ويتناقض مفهوم تدمير الملكية الخاصة الذي تحدث عنه الماركسيون الأوائل لتحقيق الحتمية الاشتراكية – من وجهة نظرهم – مع التعديلات , التي يتحدث عنها المحدثون من أمثال جرباتشوف, في أنه يجب اعطاء الفرصة للرأسمالية الصغيرة أو المشروعات الانتاجية الصغيرة . اذ أن لينين كان يقول أن من أهداف الماركسية قطع العلاقة مع البرجوازية الصغرى لأنها تتعاطف مع البرجوازية الكبرى , وهي بذاتها الاولى – البرجوازية الصغيرة – تؤدي في النهاية الى برجوازية أكبر منها , ولهذا يجب الاعتماد على القوى البروليتارية أو الكادحين دون الاعتماد على الفئة الأخرى . أما بالنسبة لما يقوله جورباتشوف فيختلف تماما عما ذهب اليه لينين , فيقول جوربا : (( هناك أشياء غير معتادة في بلادنا الآن : تشجيع النشاط الفردي في الانتاج صغير الحجم , والتجارة وإغلاق الوحدات الغير مربحة والمصانع التي تعمل بخسارة , والمشروعات المشتركة مع الشركات الأجنبية )) .
خامسا : تغير دور المرأة والأسرة في ظل النظام السوفييتي وتحول المرأة الى شبيه للرجل :
من خلال الشعارات التي رفعها الماركسيون – المناداة بالمساواة الكاملة – الغير منطقية, و الغير طبيعية , والتي تخالف الحالة البيولوجية بين الجنسين , أي بين المرأة ودورها , وبين الرجل ودوره , يقول جوربا :
(( طوال سنوات تاريخنا البطولي الشاق عجزنا عن أن نُولي اهتماما لحقوق المرأة الخاصة , واحتياجاتها الناشئة عن دورها كأم وربة منزل ووظيفتها التعليمية التي لاغنى عنها , بالنسبة للأطفال . إن المرأة اذ تعمل في مجال البحث العلمي ,وفي مواقع البناء وفي الانتاج , والخدمات , وتشارك في النشاط الابداعي , لم يعد لديها وقت للقيام بواجباتها اليومية في المنزل – العمل المنزلي , وتربية الأطفال .
لقد اكتشفنا أن كثيرا من مشاكلنا – في سلوك الأطفال والشباب , وفي معنوياتنا , وثقافتنا وفي الانتاج – تعود جزئيا ً إلى تدهور العلاقات الأسرية والموقف المتراخي من المسئوليات الأسرية . وهذه نتيجة متناقضة لرغبتنا المخلصة والمبررة سياسيا ً لمساواة المرأة بالرجل في كل شيء. ولهذا السبب فإننا نجري الآن مناقشات حادة في الصحافة , وفي المنظمات العامة , وفي العمل والمنزل , بخصوص مسألة مايجب أن نفعله لنسِّهل على المرأة العودة الى رسالتها النسائية البحتة . وهناك مشكلة أخرى : هي استخدام المرأة في الوظائف الشاقة الضارة بصحتها وهذا هو تراث الحرب التي فقدنا فيها أعدادا ً ضخمة من الرجال )) .
البيروسترويكا : ص 138 – 139 .
ونرى من جانبنا أنه ليس فقط تجنب محاكاة هذا النسق السوفييتي القديم والذي تراجع فيه الماركسيون المحدثون كأمثال جورباتشوف , بل من الواجب تصحيح هذه النظرة أو بمعنى أصح وجهتي النظر المتباعدتين , الأولى التي تحدث عنها أهل العلمانية المتطرفة السوفييت , والثانية المتحجرة داخل بعض – ونركز على هذه الكلمة ( بعض ) – أدبيات الفكر الاسلامي المغالي - و الذي يدل في أدبياته على العصر السحيق الذي نبت فيه .
على عكس الفكر الاسلامي الرحب الواسع المتميز باعتداله , وهو الغالب - وفي هذا قد يظن بعض الظانين أننا ننطلق في هذا الأمر من مرتكز بعيد عن التراث الديني أو يتصف بالعلمانية , ونحن نقول أن ذلك غير صحيح ؛ فنحن مع دور المرأة في كل ميدان تمر منه وكل باب تطرقه ؛ سواء في الميدان العلمي أو الإداري أو الشأن الاجتماعي أو ( العمل العام ) السياسي.. وغيره , وندعوها – المرأة – الى القيام بهذا من منطلق ديني وحضاري , فتاريخنا الاسلامي المتحضر الذي يُشِّع نورا , وكان مضرب الأمثال على هذا الدور الحضاري الذي لعبته المرأة العربية الاسلامية في العمل العام . نرى ذلك في دولة الاسلام عهد مؤسسها الرسول الأعظم – صلوات الله وسلامه عليه – حين كانت النساء المسلمات يطالبن بدورهن في السياسة كما طالبت أم منيع (أسماء بنت عمرو الأنصارية )
و أم عمارة ( نسيبة بنت كعب الأنصارية ) وتبايع رسول الله المبايعة السياسية , وعن دورهن في القيادة السياسية , وفي الحروب . ورغم كل ذلك ورغم التاريخ والماضي التليد المُشِّع بكثير من الإضاءات ودر المرأة العربية في مختلف العصور الاسلامية إلى وقتنا الحاضر في الجهاد والاستشهاد للدفاع عن القضايا السياسية الكبرى – فيه مايغنينا- من الناحية الاجتماعية - عن الحلول المستوردة سواء من الشرق أو الغرب , إلا أننا يجب أن نقر أن هذه الأفكار التي كشف عنها السوفييت في مراجعاتهم وأتت روافدها الى تغيير أنماط سلوكية وفكرية في مجتمعاتنا العربية من خلال المد الشيوعي إبان حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين ودَعَت المرأة الشرقية الى المساواة الكاملة بالرجال واعتبارها نِدا ً لهذا الرجل , كان بالإمكان اعتبارها غواية وتدليس أضر بالفكر العربي وحققت سلبيات!! .. كانت المرأة الروسية تعمل بموجب المساواة الكاملة في المناجم وتلبس لباس العُّمال الرجال وتكشف عن عضلاتها , وخشونة صوتها لتثبت قوة بأسها وصلابة مراسها ففقدت دورها الحقيقي وكيانها الأنثوي بكل أسف !!!
سادسا ً : تدعو البيروسترويكا الى تغيير فكرة أساسية في النظرية الماركسية – هي تدمير الملكية الخاصة :
يتحدث عن هذا المفهوم السائد لدى الشيوعيين فلاديمير لينين , فيقول : (( التاريخ المكتوب حتى أيامنا هذه قد كان تاريخ نضال الطبقات , وتعاقُب سيطرة انتصارات طبقات اجتماعية على طبقات أخرى , وهذه الحالة ستدوم مادامت أسس نضال الطبقات والسيطرة الطبقية قائمة – أي مادامت الملكية الخاصة والانتاج الاجتماعي الفوضوي .
إن مصالح البروليتاريا تتطلب تدمير هذه الأسس )).
ويتناقض مفهوم تدمير الملكية الخاصة الذي تحدث عنه الماركسيون الأوائل لتحقيق الحتمية الاشتراكية – من وجهة نظرهم – مع التعديلات , التي يتحدث عنها المحدثون من أمثال جرباتشوف, في أنه يجب اعطاء الفرصة للرأسمالية الصغيرة أو المشروعات الانتاجية الصغيرة . اذ أن لينين كان يقول أن من أهداف الماركسية قطع العلاقة مع البرجوازية الصغرى لأنها تتعاطف مع البرجوازية الكبرى , وهي بذاتها الاولى – البرجوازية الصغيرة – تؤدي في النهاية الى برجوازية أكبر منها , ولهذا يجب الاعتماد على القوى البروليتارية أو الكادحين دون الاعتماد على الفئة الأخرى . أما بالنسبة لما يقوله جورباتشوف فيختلف تماما عما ذهب اليه لينين , فيقول جوربا : (( هناك أشياء غير معتادة في بلادنا الآن : تشجيع النشاط الفردي في الانتاج صغير الحجم , والتجارة وإغلاق الوحدات الغير مربحة والمصانع التي تعمل بخسارة , والمشروعات المشتركة مع الشركات الأجنبية )) .