- الثلاثاء يونيو 07, 2011 5:19 pm
#38906
رئيس وزرائهم نتنياهو يحذر لبنان، وسوريا من السماح باختراق الحدود الإسرائيلية في الذكرى الـ44 للنكسة، التي تصادف اليوم الأحد ، فقال نتنياهو في خطاب ألقاه، مساء الخميس، في القدس أنه أصدر أوامره للجيش الإسرائيلي باتخاذ إجراءات صارمة للحفاظ على الحدود وأمن المواطنين، مضيفا: "سيحاولون تحدي إسرائيل ولنا الحق بالدفاع عن حدودنا- الخميس 2 / 06 / 2011 ".
وذكرت الاذاعة العبرية- الجمعة 3 / 06 / 2011 – من جهة اخرى" ان اسرائيل نقلت خلال الساعات الأخيرة رسائل الى بعض الدول المجاورة والى القيادة الفلسطينية اكدت فيها انها لن تسمح باختراق حدودها على أي جبهة مع حلول ذكرى النكسة الذي يصادف الاحد "، واكدت تل ابيب "ان القادة العرب والفلسطينيين سيتحملون المسؤولية عن نتائج أي محاولات لانتهاك السيادة الاسرائيلية". ومن جهته قال رئيس الاركان بني غانتس "ان الجيش ينشر القوات اللازمة لمواجهة التطورات المحتملة".بينما اقيمت اسيجة جديدة على امتداد الحدود الشمالية وتم حفر الخنادق بمحاذاة السياج الحدودي ونصب يافتات تحذيرية باللغة العربية.
اذن، هي الذكرى الاولى منذ الاحتلال الصهيوني للقدس والضفة وغزة ، قبل اربعة واربعين عاما، التي نشعر فيها بان هناك تحولا حقيقيا في المشهد الفلسطيني، فبعد ذكرى "النكبة" الثالثة والستين التي صادفت في الخامس عشر من ايار الماضي، والتي شهدت ظاهرة "مسيرات العودة" ها هو "يوم العودة" في ذكرى "الهزيمة-النكسة-67" يطلّ بقوة ليكشف عن قلق متصاعد لدى قادة الدولة الصهيونية من مثل هذه التحركات الجماهيرية التي يخشون ان تتحول الى زحف ملاييني مرعب في السنوات القادمة، وهو السيناريو الذي كان رئيس وزرائهم سابقا "ليفي اشكول" حذر منه مبكرا جدا منذ عام/1965.
ويعود الرعب الصهيوني من الزحف الملاييني حسب وثيقة صهيونية هامة جدا كشف المؤرخ توم سيغف النقاب عنها في –هآرتس- الى عام/1965، فكتب سيغف تحت عنوان:"ماذا لو تحرك مئات آلاف اللاجئين بدون سلاح باتجاه الحدود؟"يقول:"في أعقاب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة إلى سديروت، ترتفع الأصوات التي تطالب بمعاقبة سكان القطاع، وحتى إبعاد عدة آلاف منهم من المناطق الحدودية، إلا أن هناك بالطبع إمكانية مقلوبة، لم يقم أحد بفحصها، وتتمثل في تحرك مئات آلاف الفلسطينيين سيراً على الأقدام باتجاه الحدود، ويقومون بـ"تحطيم السياج والمعابر والأسوار ويدخلون إلى إسرائيل في مظاهرة ضخمة لمواطنين غير مسلحين"، ويبدو أن هذا الاحتمال لم يأت من فراغ، فقد سبق وأن ناقش احتمالا مماثلا رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه، ليفي أشكول، قبل حرب 1967.
ويقول سيغيف"إنه قبل حرب 1967، بسنتين بالضبط، أبدى رئيس الحكومة ووزير الأمن في حينه، ليفي أشكول، تخوفاً من إمكانية حصول أمر كهذا، وقد جرى النقاش في جلسة الحكومة الأسبوعية مع قادة الأجهزة الأمنية، في الرابع من حزيران/ يونيو 1965"، ويردف سيغف:"افتتح أشكول الجلسة في حينه بالسؤال: "كم هو عدد اللاجئين؟ ماذا يأكلون؟ وما هو وضع الهجرة؟"، فأجاب رئيس المخابرات العسكرية آنذاك أهارون ياريف أنهم "يأكلون ما تقدمه لهم وكالة غوث اللاجئين، الأونروا، وأن أوضاعهم ليست جيدة، وهناك حالة تذمر في وسط اللاجئين، ولذلك يتم تجنيدهم للجيش المصري...وقال أشكول إنه يعتقد طوال الوقت بأن قضية اللاجئين هي "عقب أخيل" بالنسبة لإسرائيل"، وتساءل: "ماذا نفعل لو قاموا ذات يوم بدفع النساء والأطفال إلى الأمام؟". وعندها رد عليه رئيس هيئة أركان الجيش في حينه، يتسحاك رابين: "إذا لم يقوموا بذلك حتى الآن، فهم لن يفعلوا ذلك.. وبعد قتل 100 منهم، فإنهم سيتراجعون".
ويضيف سيغف:"أن أشكول لم يقتنع، وقال: "إنهم يتكاثرون بسرعة"، إلا أن رابين رد عليه بالقول: "لم يرتفع عدد اللاجئين. في السنوات 1949 و 1950 و 1951 و 1952، وعندما كان النقب خالياً، وكان هناك قرى مهجورة، كان هناك مجال للتخوف من ذلك.. وفي حينه تحدثوا عن مسيرات للاجئين، أما اليوم فلم أسمع أن أحداً يتحدث عن ذلك".
وقال أشكول: "في اللحظة التي يصبح عددهم فيها 500-600 ألف، فهم يتكاثرون في كل مرة، ومن الممكن أن ينفجر ذلك في لحظة ما.. أما أن تظل الأونروا تعيلهم، فنحن أيضاً لا نعتقد أن ذلك جيد".
وتساءل المدير العام لوزارة الأمن، موشي كشتي، "إذا كان تشجيع الهجرة يعتبر حلاً بناء لحل المشكلة. وأجابه رابين: "لقد عملنا على ذلك في ألمانيا، وفي جنوب أفريقيا، إلا أن المصريين لا يسمحون لهم بالخروج، وهم يقولون ذلك صراحة.. وباتت مغادرة المكان بنظر العرب خيانة لفلسطين".
ويتابع سيغيف "إنه بعد سنتين، احتلت إسرائيل قطاع غزة.. ووضع على طاولة أشكول عدة اقتراحات لتخفيف ضائقة اللاجئين في القطاع. ومن جملة الاقتراحات كان نقل بضعة آلاف من عائلات اللاجئين من غزة للسكن الدائم في الضفة الغربية. إلا أن هذا الاقتراح لم ينفذ، لعدة أسباب، من بينها أن الوزراء مناحيم بيغين، وموشي ديان، ويغئال ألون، طالبوا بالحفاظ على الضفة الغربية من أجل الاستيطان. وفي حينه لم يكن بإمكان أشكول أن يشكل ائتلافاً بدون بيغين وديان وألون".
وما بين عهد اشكول في ذلك العام قبل ستة واربعين عاما، وعهد نتنياهو اليوم، نتابع كيف يتحول هذا الكابوس –الزحف الملاييني- الى حقيقة على الارض، والذي كان تخوف اشكول منه آنذاك يعود ليحتل المشهد السياسي الاستراتيجي الاسرائيلي اليوم.
والذي حذر منه اشكول آنذاك في اجتماع مغلق لحكومته، اخذوا يحذرون منه اليوم صراحة امام وسائل الاعلام.
واخذ الاحتلال الصهيوني يخشى أن تتحول مسيرات العودة واجتياز الحدود الى عمل مبرمج ومنهجي ومستمر...ويستعد جيش الاحتلال، ويتحسب من أن يتحول ذلك إلى تظاهرات دائمة على غرار التظاهرات ضد جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية/ (يو .بي .آي) الجمعة ,20/05/2011".
والذي راهنوا عليه آنذاك- موت الكبار ونسيان الصغار- ..لم يتحقق لهم، فاخذ عشرات الآلاف –وربما مئات الآلاف والملايين مستقبلا- من الشباب يزحفون وقرروا ان يواصلوا الزحف مستقبلا، ليفتحوا بذلك ملفات الصراع كلها على مصراعيها وليعيدوا القضية الى بداياتها.
فقد فتحت مسيرات العودة الفلسطينية التي جرت في الذكرى الثالثة والستين للنكبة واغتصاب فلسطين، كما تفتح مسيرات الاحد الحزيراني اليوم، كل ملفات النكبة والصراع لتعيدنا ليس فقط الى الذاكرة الوطنية الفلسطينية والعربية، وكذلك الى الذاكرة الصهيونية، بل الى الوراء..الى ما قبل ثلاثة وستين عاما...والى ما قبل اربعة واربعين عاما...!
فاخذوا هم يتحدثون عن العودة الى بدايات الصراع وعن ان القضية المتفجرة دائما هي قضية اللاجئين، وان لا حل سياسيا ابدا طالما لم يتنازل الفلسطينيون عن :حق العودة"..!.
بل ان الجنرال احتياط، شلومو غازيت، رئيس سابق للاستخبارات العسكرية وللوكالة اليهودية قال:" انّه في يوم الاحد 15 ايار (مايو) 2011 بدأت حرب التحرير الفلسطينية، وتشكل التظاهرات التي قام بها اللاجئون في لبنان والجولان وقطاع غزة من اجل تحقيق حق العودة مرحلة جديدة في الصراع الفلسطيني ضد اسرائيل".
ولعل المحلل جدعون ليفي كان الاعمق في التعبير عن التداعيات الاستراتيجية لمسيرات العودة اذ كتب هآرتس 19/5/2011 تحت عنوان:" عودة الى 1948" يقول:"أنظروا ماذا يستطيع بضع مئات من المتظاهرين فعله في يوم: فقد أُثيرت سنة 1948 في برنامج العمل اليومي، كان اختراق السور في الجولان كافيا لاختراق سور معقد أقدم كثيرا أعلى اختراقه سنة 1948 الى مركز النقاش السياسي، كنا ما نزال نثرثر ونتكلم حول 1967 – هل سينطق بنيامين نتنياهو بالكلمتين الصريحتين حدود 1967 أم لا، فبعد 44 سنة سلطة عسكرية لا نرى نهايتها، وبعد حفنة فتات اوسلو التي لم تُحسن وضع الفلسطينيين، وخطط سلام يعلوها الغبار في الأدراج وخطب جوفاء في الأكثر من غير الأخذ بعمل شجاع واحد سوى اخلاء قطاع غزة، خرج المارد من القمقم.
إن من لم يُرد 1967 يتلقى الآن 1947، ومن لم يُرد اخلاء اريئيل، سيضطر الى الحديث الآن عن كرمئيل، ومن لم يُرد مصالحة تاريخية يتلقى الآن ملف 1948 على بابه... اليمين مبتهج وليس واضحا لماذا، واليسار مات منذ زمن والقافلة تسير الى الأمام مخلفة اسرائيل في وضع أخذ يزداد سوءا من يوم الى يوم".
اذن، في المشهد الفلسطيني المتبلور اليوم ونحن في فضاءات ذكرى النكبة والهزيمة الحزيرانية، وفي ظل الثورات العربية والمصرية منها على وجه التخصيص، مؤشرات متزايدة متراكمة على ان ما كان قبل هذه الثورات لن يكون ما بعدها، وعلى ان ثقافة الغطرسة الصهيونية اخذت تهتز تحت وقع التطورات الدرامية.
فهم يجمعون اليوم على سبيل المثال على ان هذه المسيرات تشكل نقطة تحول استراتيجي مرعبة في الصراع، وعلى "اسرائيل" بالتالي ان تستعد لزحف الملايين من الفلسطينيين والعرب في السنوات القادمة.!
وذكرت الاذاعة العبرية- الجمعة 3 / 06 / 2011 – من جهة اخرى" ان اسرائيل نقلت خلال الساعات الأخيرة رسائل الى بعض الدول المجاورة والى القيادة الفلسطينية اكدت فيها انها لن تسمح باختراق حدودها على أي جبهة مع حلول ذكرى النكسة الذي يصادف الاحد "، واكدت تل ابيب "ان القادة العرب والفلسطينيين سيتحملون المسؤولية عن نتائج أي محاولات لانتهاك السيادة الاسرائيلية". ومن جهته قال رئيس الاركان بني غانتس "ان الجيش ينشر القوات اللازمة لمواجهة التطورات المحتملة".بينما اقيمت اسيجة جديدة على امتداد الحدود الشمالية وتم حفر الخنادق بمحاذاة السياج الحدودي ونصب يافتات تحذيرية باللغة العربية.
اذن، هي الذكرى الاولى منذ الاحتلال الصهيوني للقدس والضفة وغزة ، قبل اربعة واربعين عاما، التي نشعر فيها بان هناك تحولا حقيقيا في المشهد الفلسطيني، فبعد ذكرى "النكبة" الثالثة والستين التي صادفت في الخامس عشر من ايار الماضي، والتي شهدت ظاهرة "مسيرات العودة" ها هو "يوم العودة" في ذكرى "الهزيمة-النكسة-67" يطلّ بقوة ليكشف عن قلق متصاعد لدى قادة الدولة الصهيونية من مثل هذه التحركات الجماهيرية التي يخشون ان تتحول الى زحف ملاييني مرعب في السنوات القادمة، وهو السيناريو الذي كان رئيس وزرائهم سابقا "ليفي اشكول" حذر منه مبكرا جدا منذ عام/1965.
ويعود الرعب الصهيوني من الزحف الملاييني حسب وثيقة صهيونية هامة جدا كشف المؤرخ توم سيغف النقاب عنها في –هآرتس- الى عام/1965، فكتب سيغف تحت عنوان:"ماذا لو تحرك مئات آلاف اللاجئين بدون سلاح باتجاه الحدود؟"يقول:"في أعقاب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة إلى سديروت، ترتفع الأصوات التي تطالب بمعاقبة سكان القطاع، وحتى إبعاد عدة آلاف منهم من المناطق الحدودية، إلا أن هناك بالطبع إمكانية مقلوبة، لم يقم أحد بفحصها، وتتمثل في تحرك مئات آلاف الفلسطينيين سيراً على الأقدام باتجاه الحدود، ويقومون بـ"تحطيم السياج والمعابر والأسوار ويدخلون إلى إسرائيل في مظاهرة ضخمة لمواطنين غير مسلحين"، ويبدو أن هذا الاحتمال لم يأت من فراغ، فقد سبق وأن ناقش احتمالا مماثلا رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه، ليفي أشكول، قبل حرب 1967.
ويقول سيغيف"إنه قبل حرب 1967، بسنتين بالضبط، أبدى رئيس الحكومة ووزير الأمن في حينه، ليفي أشكول، تخوفاً من إمكانية حصول أمر كهذا، وقد جرى النقاش في جلسة الحكومة الأسبوعية مع قادة الأجهزة الأمنية، في الرابع من حزيران/ يونيو 1965"، ويردف سيغف:"افتتح أشكول الجلسة في حينه بالسؤال: "كم هو عدد اللاجئين؟ ماذا يأكلون؟ وما هو وضع الهجرة؟"، فأجاب رئيس المخابرات العسكرية آنذاك أهارون ياريف أنهم "يأكلون ما تقدمه لهم وكالة غوث اللاجئين، الأونروا، وأن أوضاعهم ليست جيدة، وهناك حالة تذمر في وسط اللاجئين، ولذلك يتم تجنيدهم للجيش المصري...وقال أشكول إنه يعتقد طوال الوقت بأن قضية اللاجئين هي "عقب أخيل" بالنسبة لإسرائيل"، وتساءل: "ماذا نفعل لو قاموا ذات يوم بدفع النساء والأطفال إلى الأمام؟". وعندها رد عليه رئيس هيئة أركان الجيش في حينه، يتسحاك رابين: "إذا لم يقوموا بذلك حتى الآن، فهم لن يفعلوا ذلك.. وبعد قتل 100 منهم، فإنهم سيتراجعون".
ويضيف سيغف:"أن أشكول لم يقتنع، وقال: "إنهم يتكاثرون بسرعة"، إلا أن رابين رد عليه بالقول: "لم يرتفع عدد اللاجئين. في السنوات 1949 و 1950 و 1951 و 1952، وعندما كان النقب خالياً، وكان هناك قرى مهجورة، كان هناك مجال للتخوف من ذلك.. وفي حينه تحدثوا عن مسيرات للاجئين، أما اليوم فلم أسمع أن أحداً يتحدث عن ذلك".
وقال أشكول: "في اللحظة التي يصبح عددهم فيها 500-600 ألف، فهم يتكاثرون في كل مرة، ومن الممكن أن ينفجر ذلك في لحظة ما.. أما أن تظل الأونروا تعيلهم، فنحن أيضاً لا نعتقد أن ذلك جيد".
وتساءل المدير العام لوزارة الأمن، موشي كشتي، "إذا كان تشجيع الهجرة يعتبر حلاً بناء لحل المشكلة. وأجابه رابين: "لقد عملنا على ذلك في ألمانيا، وفي جنوب أفريقيا، إلا أن المصريين لا يسمحون لهم بالخروج، وهم يقولون ذلك صراحة.. وباتت مغادرة المكان بنظر العرب خيانة لفلسطين".
ويتابع سيغيف "إنه بعد سنتين، احتلت إسرائيل قطاع غزة.. ووضع على طاولة أشكول عدة اقتراحات لتخفيف ضائقة اللاجئين في القطاع. ومن جملة الاقتراحات كان نقل بضعة آلاف من عائلات اللاجئين من غزة للسكن الدائم في الضفة الغربية. إلا أن هذا الاقتراح لم ينفذ، لعدة أسباب، من بينها أن الوزراء مناحيم بيغين، وموشي ديان، ويغئال ألون، طالبوا بالحفاظ على الضفة الغربية من أجل الاستيطان. وفي حينه لم يكن بإمكان أشكول أن يشكل ائتلافاً بدون بيغين وديان وألون".
وما بين عهد اشكول في ذلك العام قبل ستة واربعين عاما، وعهد نتنياهو اليوم، نتابع كيف يتحول هذا الكابوس –الزحف الملاييني- الى حقيقة على الارض، والذي كان تخوف اشكول منه آنذاك يعود ليحتل المشهد السياسي الاستراتيجي الاسرائيلي اليوم.
والذي حذر منه اشكول آنذاك في اجتماع مغلق لحكومته، اخذوا يحذرون منه اليوم صراحة امام وسائل الاعلام.
واخذ الاحتلال الصهيوني يخشى أن تتحول مسيرات العودة واجتياز الحدود الى عمل مبرمج ومنهجي ومستمر...ويستعد جيش الاحتلال، ويتحسب من أن يتحول ذلك إلى تظاهرات دائمة على غرار التظاهرات ضد جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية/ (يو .بي .آي) الجمعة ,20/05/2011".
والذي راهنوا عليه آنذاك- موت الكبار ونسيان الصغار- ..لم يتحقق لهم، فاخذ عشرات الآلاف –وربما مئات الآلاف والملايين مستقبلا- من الشباب يزحفون وقرروا ان يواصلوا الزحف مستقبلا، ليفتحوا بذلك ملفات الصراع كلها على مصراعيها وليعيدوا القضية الى بداياتها.
فقد فتحت مسيرات العودة الفلسطينية التي جرت في الذكرى الثالثة والستين للنكبة واغتصاب فلسطين، كما تفتح مسيرات الاحد الحزيراني اليوم، كل ملفات النكبة والصراع لتعيدنا ليس فقط الى الذاكرة الوطنية الفلسطينية والعربية، وكذلك الى الذاكرة الصهيونية، بل الى الوراء..الى ما قبل ثلاثة وستين عاما...والى ما قبل اربعة واربعين عاما...!
فاخذوا هم يتحدثون عن العودة الى بدايات الصراع وعن ان القضية المتفجرة دائما هي قضية اللاجئين، وان لا حل سياسيا ابدا طالما لم يتنازل الفلسطينيون عن :حق العودة"..!.
بل ان الجنرال احتياط، شلومو غازيت، رئيس سابق للاستخبارات العسكرية وللوكالة اليهودية قال:" انّه في يوم الاحد 15 ايار (مايو) 2011 بدأت حرب التحرير الفلسطينية، وتشكل التظاهرات التي قام بها اللاجئون في لبنان والجولان وقطاع غزة من اجل تحقيق حق العودة مرحلة جديدة في الصراع الفلسطيني ضد اسرائيل".
ولعل المحلل جدعون ليفي كان الاعمق في التعبير عن التداعيات الاستراتيجية لمسيرات العودة اذ كتب هآرتس 19/5/2011 تحت عنوان:" عودة الى 1948" يقول:"أنظروا ماذا يستطيع بضع مئات من المتظاهرين فعله في يوم: فقد أُثيرت سنة 1948 في برنامج العمل اليومي، كان اختراق السور في الجولان كافيا لاختراق سور معقد أقدم كثيرا أعلى اختراقه سنة 1948 الى مركز النقاش السياسي، كنا ما نزال نثرثر ونتكلم حول 1967 – هل سينطق بنيامين نتنياهو بالكلمتين الصريحتين حدود 1967 أم لا، فبعد 44 سنة سلطة عسكرية لا نرى نهايتها، وبعد حفنة فتات اوسلو التي لم تُحسن وضع الفلسطينيين، وخطط سلام يعلوها الغبار في الأدراج وخطب جوفاء في الأكثر من غير الأخذ بعمل شجاع واحد سوى اخلاء قطاع غزة، خرج المارد من القمقم.
إن من لم يُرد 1967 يتلقى الآن 1947، ومن لم يُرد اخلاء اريئيل، سيضطر الى الحديث الآن عن كرمئيل، ومن لم يُرد مصالحة تاريخية يتلقى الآن ملف 1948 على بابه... اليمين مبتهج وليس واضحا لماذا، واليسار مات منذ زمن والقافلة تسير الى الأمام مخلفة اسرائيل في وضع أخذ يزداد سوءا من يوم الى يوم".
اذن، في المشهد الفلسطيني المتبلور اليوم ونحن في فضاءات ذكرى النكبة والهزيمة الحزيرانية، وفي ظل الثورات العربية والمصرية منها على وجه التخصيص، مؤشرات متزايدة متراكمة على ان ما كان قبل هذه الثورات لن يكون ما بعدها، وعلى ان ثقافة الغطرسة الصهيونية اخذت تهتز تحت وقع التطورات الدرامية.
فهم يجمعون اليوم على سبيل المثال على ان هذه المسيرات تشكل نقطة تحول استراتيجي مرعبة في الصراع، وعلى "اسرائيل" بالتالي ان تستعد لزحف الملايين من الفلسطينيين والعرب في السنوات القادمة.!