منتديات الحوار الجامعية السياسية

المنتدى الترفيهي

المشرف: ||نــوف السبهــان||

By عبدالله الدرعان1
#38914

سأخون وطني ، هذيان في الرّعب و الحرية
محمد الماغوط

بروتوكولات حكماء العرب

لا تكن ودوداً، فهذا زمن الحقد
لا تكن وفيا،ً فهذا زمن الغدر
لا تكن نقيا،ً فهذا زمن الوحل
لا تكن عاطفياً، فهذا زمن الجليد
لا تكن موهوباً، فهذا زمن التافهين
لا تكن قمة، فهذا زمن الحضيض
لا تكن شجرة، فهذا زمن الفؤوس
لا تحن على طفل، فهذا زمن العجزة و المسنين
لا تغث ملهوفاً، فهذا زمن الأبواب المغلقة
لا تستجر بصديق أو جار أو قريب، بقصيدة أو لوحة، بجد أو جدة، فهذا زمن التنكر و المتنكرين
لا تصدر أي صوت و لو في دورة المياه، فهذا زمن الوشاة و المخبرين
ثم لا تقطع صلتك بقاض ٍ فقد تصبح متهماً
بمتهم ، فقد يصبح حارساً
بحارس ، فقد يصبح لصاً
بلصّ ، فقد يصبح ثرياً
بثَريّ ، فقد يصبح متسولاً
بمتسول ، فقد يصبح رصيفاً
برصيف ، فقد يصبح حذاءً
لا تقطع صلتك بشيء، فأي شيء قد يصبح كل شيء .
و لكن ، الإنسان الذي لا يستطيع إلا أن يكون ودوداً و وفياً و بريئاً و شامخاً و طفلاً ماذا يفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!
هل يبقع ثيابه بالوحل و يموّه رأسه بالحشائش و الأغصان، و يختبئ في الكهوف و شعاب الجبال ؟
لن يكون أكثر براعة و خبرة من غيفارا
هل يلجأ إلى الأديرة و بيوت الأولياء ؟
لن يكون أحسن حظاً من البابا شنودة
إذن، لا مفر لنا من أن نظل ودودين و أوفياء و عاطفيين و صادقين و شامخين .
سنظل أبرياء و لو بقوة الرصاص . فمهما كانت السيوف طويلة لن تكون بطول الزمن ، فلقد رأينا و قرأنا عن الكثير من الأقدام المغلولة الحافية تحت لهيب الصحراء و هي تدوس على ظلال المنتصرين .
و لكن، أنا الفلسطيني المرقع بألف وطن و لا وطن لي
أنا الهائم في البحار العربية كبقعة الزيت العائمة، كل الشواطئ ترفضها و معظم الدول تطاردها و تتعقب آثارها ، أين أستقر ؟؟؟
فلسطين ،
ليس لي أطفال، أنت طفلتي
ليس لي أصدقاء، أنت صديقتي
ليس لي تاريخ، أنت تاريخي
ليس لي مستقبل، أنت مستقبلي
أنت المشيمة التي تربطني بما تبقى من سحر الوطن و العروبة ، و من متعة النوم و الاستيقاظ ، و التدخين و المناقشة .
و لكن ، كيف أراك و قد سملوا عيني ؟
كيف أصل إليك و قد بتروا قدمي ؟
كيف أشم رائحتك و قد جدعوا أنفي ؟
كيف أعانقك و قد أوثقوا يديّ ؟
كيف أنطق باسمك و أكياس الرمل حول فمي ؟
يا إلهي !!
امنحني قوة الفولاذ و رقة الفراشة
جمود الحجر و مرونة الراقصة لأعبر يومي بسلام
امنحني عقل أينشتاين لأستوعب ما يجري على الساحة العربية
و جسد سميرة توفيق لأتحمل ما يجري
امنحني غباء الاوزة لأصدّق ما أرى
و براءة جان دارك لأؤمن بما أسمع و أرى
امنحني أرجل العنكبوت لأتعلق أنا و كل أطفال الشرق بسقف الوطن لتمر هذه المرحلة ...