منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By حصه البكر
#6218

الدين الإسلامي دين شامل جاء ليحكم عباد الله بمنهج الله ، والمستغربون من بني جلدتنا الذين يظنون
كما ظن العلمانيون في ديار الغرب بأن الدين علاقة بين الفرد وربه ، ولا يجوز أن يسمح للدين بأن يتدخل
في شؤون الحياة ؛ ويذهبون إلى وجوب فصل الدين عن الدولة ، هؤلاء المستغربون هم على فريقين :

الأول : أهل المكر بهذه الأمة والذين يعلمون أنه الدين الحق .

الثاني : هم الذين ألبس عليهم أهل المكر حقيقة هذا الدين بسبب جهلهم واعتقادهم أن العلماء المسلمين
يشرعون باسم الله ما يشتهون كما في الكهنوت في الدين النصراني .

فالله سبحانه هو الذي شرع لنا الأحكام التي تنظم المجتمع الإسلامي وطالب المسلمين بتنفيذها وإقامة
الحدود ، وكل ذلك يحتاج إلى سلطة سياسية والتي تمثلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته
(وأن احكم بينهم بما أنزل الله ... الآية ) المائدة 49.ثم انتقلت السلطة إلى الخلفاء الراشدين من بعده وساروا على نهجه .

فالحاكم في الإسلام يلتزم بأحكام الشرع ولا يحيد عنها وهو مسؤول أمام الأمة وأمام مجلس الشورى محاسب
على أفعاله عند المسلمين مخالف بذلك الدكتاتورية التي تجعل الحاكم إلها لا يسأل عما يفعل ،
ومخالف الديمقراطية التي يتوقف دور الشعب فيها عند انتخاب النواب الذين يشرعون ما يريدون ،
ومخالف الشيوعية التي تصل إلى الحكم عن طريق القوة ؛ فالإسلام لا يقر القوة في تنصيب الحاكم .

فالحاكم في الإسلام كالأفراد كلهم يطيعون الله ولا يجوز لهم الخروج عن شرع الله ، والدولة في الإسلام تقوم
على أساس العقيدة والمبدأ الذي يجمع أبناء المسلين ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات 13 .

والحكومة الإسلامية حكومة عالمية لأن عقيدتها ورسالتها عالمية ، وقد رأينا كثيرا من غير العرب قد تقلدوا أعظم المناصب في الدولة الإسلامية ، وتقترب سياسة الدولة من منهج الإسلام كلما كثرت الشورى بل جعل الشورى هي القاعدة التي يقوم عليها أمر الأمة الإسلامية ( وأمرهم شورى بينهم ) الشورى 38 .

وأخيرا هي دولة أخلاق وقيم ومبادئ تحافظ على العقود والمواثيق وتبني تصرفاتها على الأسس الأخلاقية ، وهي دولة حضارية تسعى للإعمار والإصلاح وفق النهج الرباني .


بتصرف من كتاب / نحو ثقافة إسلامية أصيلة
أ.د. عمر سليمان الأشقر