- الأحد سبتمبر 25, 2011 3:52 pm
#39225
في سوريا واليمن.. هل تتراجع قدرات الشعبين؟!
يوسف الكويليت
في سباق محموم بين المواطن والعسكري في سوريا واليمن، جاء القتل هدفاً للدولة فقط، والغريب ليس في الطاعة العمياء التي لا مبرر لها للسلطة، ولكن لظاهرة تكررت فقط مع جيوش حلف وارسو التي ظلت تقمع أي مظاهرة، أو مطالبة بالحرية والديموقراطية، ويبدو ما يجري من الجيشين في اليمن وسوريا هو نفس العقيدة العسكرية الشرقية..
لقد نجت تونس من ذات السيناريو، وكذلك مصر عندما كان الخيار من قبل الجيشين الانحياز للشعب، وفي ليبيا تمرد أعضاء كثيرون من الضباط والجنود للانخراط في صف المقاومة الوطنية، وتأتي غرابة موقف جيشي سوريا واليمن أنهما بنيا على عقيدة مختلفة لكل جيوش العالم، والحيرة ليس فقط من الانحياز الأعمى للسلطة، وإنما جعل المواطن لا يثق بنواياهما عندما يصنفان على الأعداء وامتهان قدسية المواطنة الشريفة.
دعونا نذهب مع القول بأن الجيش السوري مركب من الطائفة، وأن الامتيازات التي أغرقت الضباط والقيادات الأخرى، سبب في الانحياز للسلطة، وأنه في حال زوالها، سوف تلاحق تلك الرموز إلى المساءلة والمحاكمة، لأن سجلهم في دعم الحكم يبرره تلازم المصالح والوجود، ثم البطش..
في اليمن قوة الرئيس لا نستطيع وضعها في انحياز قبلي أو طائفي، وإنما هي نتاج سنوات طويلة في ضمان ولاء الرئيس، وكأنه منظمة حزبية سرية، ومع ذلك فربما عودة الرئيس تحل العقدة، لأن الاستمرار في القتل يهدد بحرب أهلية قد تكلف اليمن الكثير، والمؤشرات تتحدث عن مخاطر قادمة، ما لم يقف طرفا الصراع على مواجهة الواقع، وخلق فرص عمل تحمي الوحدة الوطنية..
سوريا تخشى أن تتحول الثورة من سلمية إلى مسلحة، وتعطي الدول المحيطة بسوريا وخارجها مبرر الوقوف تجاه العنف بحماية الشعب، وهناك من يتهم علناً حزب الله وإيران أنهما الداعم للأسد، وأن من يقومون بدور القتل، والاتصالات وتهريب الأسلحة، هي تلك المصادر، لكن امتناع التدخل الدولي أسوة بما حدث مع ليبيا، دفع السلطة أن تمارس العنف غير مهتمة بالمقاطعة وفرض الحصار، كرهان على الزمن، بأن قدرات سوريا الاقتصادية تحديداً لا تستطيع الصمود مما يعزز نهاية السلطة والتي حاولت مخادعة الشعب والعالم بطرح إصلاحات تبدأ بالحوار مع المعارضة، وهو ما رفضته لفهمها أن المحاولة مجرد الالتفاف على حالة الغليان، ثم معاقبة المعارضة بذات الأساليب التي استخدمتها طيلة حكم آل الأسد..
الفشل السوري، هل يدفع الرئيس اليمني إلى القبول بالحلول المطروحة سواء من الداخل، أو المبادرة الخليجية، أم يصر على مطالباته بحيث تعود حالات التأزم إلى مسار أكثر تطوراً وعنفاً؟
فاليمن لم يتعرض للمقاطعة الدولية، ولا العربية، لكنه ليس أحسن حالاً في تداعيات الوضع الاقتصادي عندما بدأت تفرغ المخزونات المادية والغذائية، ويتحول العبء على الشعب كبيراً، ولعل الاحتماء بالمؤيدين أين كانت قوتهم، لا تقدر على حسم الموقف أمام أكثرية يتنامى عندها شعور عام بأن تتمسك بمطالبها، ولعل تشابه الموقفين في البلدين أنه مهما كانت قبضة الجيش، فالتحولات الدراماتيكية محتملة، سواء جاءت على شكل تمرد وهروب منه، أو الإعداد لموقف قد تطغى عليه الاغتيالات أو الانقلاب العسكري، وهي أحد الخيارات التي يراها الكثير من المراقبين أنها جزء من سيناريو قادم..
يوسف الكويليت
في سباق محموم بين المواطن والعسكري في سوريا واليمن، جاء القتل هدفاً للدولة فقط، والغريب ليس في الطاعة العمياء التي لا مبرر لها للسلطة، ولكن لظاهرة تكررت فقط مع جيوش حلف وارسو التي ظلت تقمع أي مظاهرة، أو مطالبة بالحرية والديموقراطية، ويبدو ما يجري من الجيشين في اليمن وسوريا هو نفس العقيدة العسكرية الشرقية..
لقد نجت تونس من ذات السيناريو، وكذلك مصر عندما كان الخيار من قبل الجيشين الانحياز للشعب، وفي ليبيا تمرد أعضاء كثيرون من الضباط والجنود للانخراط في صف المقاومة الوطنية، وتأتي غرابة موقف جيشي سوريا واليمن أنهما بنيا على عقيدة مختلفة لكل جيوش العالم، والحيرة ليس فقط من الانحياز الأعمى للسلطة، وإنما جعل المواطن لا يثق بنواياهما عندما يصنفان على الأعداء وامتهان قدسية المواطنة الشريفة.
دعونا نذهب مع القول بأن الجيش السوري مركب من الطائفة، وأن الامتيازات التي أغرقت الضباط والقيادات الأخرى، سبب في الانحياز للسلطة، وأنه في حال زوالها، سوف تلاحق تلك الرموز إلى المساءلة والمحاكمة، لأن سجلهم في دعم الحكم يبرره تلازم المصالح والوجود، ثم البطش..
في اليمن قوة الرئيس لا نستطيع وضعها في انحياز قبلي أو طائفي، وإنما هي نتاج سنوات طويلة في ضمان ولاء الرئيس، وكأنه منظمة حزبية سرية، ومع ذلك فربما عودة الرئيس تحل العقدة، لأن الاستمرار في القتل يهدد بحرب أهلية قد تكلف اليمن الكثير، والمؤشرات تتحدث عن مخاطر قادمة، ما لم يقف طرفا الصراع على مواجهة الواقع، وخلق فرص عمل تحمي الوحدة الوطنية..
سوريا تخشى أن تتحول الثورة من سلمية إلى مسلحة، وتعطي الدول المحيطة بسوريا وخارجها مبرر الوقوف تجاه العنف بحماية الشعب، وهناك من يتهم علناً حزب الله وإيران أنهما الداعم للأسد، وأن من يقومون بدور القتل، والاتصالات وتهريب الأسلحة، هي تلك المصادر، لكن امتناع التدخل الدولي أسوة بما حدث مع ليبيا، دفع السلطة أن تمارس العنف غير مهتمة بالمقاطعة وفرض الحصار، كرهان على الزمن، بأن قدرات سوريا الاقتصادية تحديداً لا تستطيع الصمود مما يعزز نهاية السلطة والتي حاولت مخادعة الشعب والعالم بطرح إصلاحات تبدأ بالحوار مع المعارضة، وهو ما رفضته لفهمها أن المحاولة مجرد الالتفاف على حالة الغليان، ثم معاقبة المعارضة بذات الأساليب التي استخدمتها طيلة حكم آل الأسد..
الفشل السوري، هل يدفع الرئيس اليمني إلى القبول بالحلول المطروحة سواء من الداخل، أو المبادرة الخليجية، أم يصر على مطالباته بحيث تعود حالات التأزم إلى مسار أكثر تطوراً وعنفاً؟
فاليمن لم يتعرض للمقاطعة الدولية، ولا العربية، لكنه ليس أحسن حالاً في تداعيات الوضع الاقتصادي عندما بدأت تفرغ المخزونات المادية والغذائية، ويتحول العبء على الشعب كبيراً، ولعل الاحتماء بالمؤيدين أين كانت قوتهم، لا تقدر على حسم الموقف أمام أكثرية يتنامى عندها شعور عام بأن تتمسك بمطالبها، ولعل تشابه الموقفين في البلدين أنه مهما كانت قبضة الجيش، فالتحولات الدراماتيكية محتملة، سواء جاءت على شكل تمرد وهروب منه، أو الإعداد لموقف قد تطغى عليه الاغتيالات أو الانقلاب العسكري، وهي أحد الخيارات التي يراها الكثير من المراقبين أنها جزء من سيناريو قادم..