منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#39232
بسم الله الرحمن الرحيم

رايات وشعارات في مظاهرات شيعية حاشدة، يرفع بعضها عبارة: "سلمية سلمية"، والأخرى ترفع: "الشيعة والسنة أخوان". هذه هي الشعارات المعلنة في اليد اليسرى، وفي اليد الأخرى ساطور أو سيف أو مسدس مُخبأ، هذه اللوحة بكل وضوح وجلاء تشرح عقيدة "التقيَّة" الشيعية التي يتعاملون بها مع الأبرياء من غير الشيعة.

لم أتمالك نفسي وأنا أرى الشيخ العجوز "سائق التاكسي" قد ضربه الشيعة بالسواطير وهم الذي كانوا يرفعون رايات "سلمية سلمية"، فرقد في المستشفى في حالة غيبوبة، فما هو ذنبه؟ وأي جريمة اقترفها هذا الفقير المسكين سوى أنه من أهل السنة؟!

ولم تستطع عيني حبس دموعها وهي ترى مئات الشباب الشيعة الذين كانوا يرفعون لافتات "الشيعة والسنة أخوان" وقد دخلوا جامعة البحرين وحاصروا فتيات أهل السنة وهنَّ يصرخن ويـبكين ويستغثن، ولا من مغيث، وفريق آخر حاول إشعال بعض الغرفة التي لجأ لها بعض الطلاب السنة!

إنها نفس الطريقة ونفس بصمات الشيعة المتطرفين في العراق، ولم يبق إلى أن يحضروا "المثقاب الكهربائي" لتكتمل الصورة العراقية-الشيعية في البحرين!

آهات وآهات، على مئات الجرحى وأعداد من القتلى الذين سقطوا بأيدي حملة السواطير والسكاكين والسيوف، وزفراتٍ على من دهسه هؤلاء الشيعة بسياراتهم.

إنني لا بد أن أقولها بكل وضوح وصدق، خصوصًا في هذا الوقت الحرج، أنَّ هؤلاء الشبان الشيعة الذين يرفعون شعارات "سلمية سلمية"، "الشيعة والسنة أخوان" ثم يقومون بقتل أهل السنة بالسواطير والسيوف هم، مع كونهم مجرمين، ضحية مثل أهل السنة. نعم، هم ضحية لمن حشا قلوبهم بالأحقاد التأريخية في المجالس الحُسينيَّة، ثم أمرهم أن يغطوها بعقيدة "التقيَّة" في الحوزات العلميَّة.

إن هؤلاء الشبان الشيعة الذين اندفعوا في مسيرات فوضوية لتخريب البلد وقتل العباد هم، مع كونهم مجرمين، ضحية للعقائد الشيعية التي تعلمهم تحت المصطلح الوهمي "النواصب" أن الأجر العظيم لمن يقتل أهل السنة، والتي حقنـتهم بالكراهية والبغضاء واللعن والسب للصحابة وأمهات المؤمنين وجميع أهل السنة.

إن هؤلاء الشبان الشيعة الذين انتشروا يعطلون حركة السير والمرور، ويخربون المنشآت هم، مع كونهم مجرمين، ضحية لمن علمهم كل سنة أن يخرجوا في مسيرات حسينية يلعنون غير الشيعة، ويتعهدون بقتل أهل السنة تحت مسميات وهمية، ويشحنون نفوس الأطفال والشبان الشيعة الأبرياء بعقائد الكراهية والحقد والبغضاء وحب الانتقام عن طريق تلفيق القصص التراجيدية لما حصل قبل أكثر من مئات العقود، لجعل النار مستعرة ومستمرة في الاستعار كل لحظة حتى يتم استغلالها في مثل تلك الأحادث.

إن تلك العقائد المتطرفة هي من علمت شباب الشيعة الأبرياء أن يكونوا متطرفين وتكفيريين و"ساطوريين"، وعلمتهم التقوقع في هاوية الإحساس بالمظلومية التي لن يخرجوا منها حتى لو حِزت لهم الدنيا وما فيها، فعلمتهم الانفصال الشعوري عن بقية المسلمين.

إنني هنا أريد أن أضع يدي على منبع الداء و أصل البلاء، وأوجه دعوة إلى حكام الخليج، خصوصًا، وإلى حكام المسلمين عموما، إلى إصدار وسن قانون جديد يفعل الحكم الشرعي الثابت بتحريم وتجريم عقائد الكراهية الشيعية التي تشجع على القتل والانتقام تحت أشكال مختلفة منها على سبيل المثال: تعليم الحقد والانتقام تحت الشعارات الحسينية، وتعليم وتشجيع القتل والفتك تحت مصطلح "النواصب"، وتعليم الفوضى والإخلال بالنظام تحت المسيرات الحسينية، وبث روح الكراهية وعدم التسامح من خلال الكتب والأشرطة والمحاضرات والخطب المنبرية التي تتضمن تلك العقائد، وكل نص شيعي تضمن الكراهية والأحقاد، ويشجع على كراهية أهل السنة ويحبب إلى شبان الشيعة قتلهم والغدر بهم، وكذلك تجريم تعليم عقيدة "التقيَّة" وكل عقيدة تعلم الأبرياء الخادعة والمخاتلة والكذب.

إن القتل بالسواطير والسيوف، والدهس بالسيارات، والرمي بالحجارة، والذي سبب قتلا ودمارا عظيمًا إنما هو نتيجة هذه العقائد الفاسدة التي تحارب التسامح وتشجع على الكراهية وحب الانتقام، فلولاها لما وُجِدَ كل ذلك، ولو كان هناك قانون يجرم ويحرم تعليم وتدريس تلك العقائد لما وجدنا شبانًا شيعة يرفعون شعار "سلمية سلمية"، "الشيعة والسنة أخوان" ثم ينقضون، محتسبين الأجر عند المهدي المنتظر، على الأبرياء قتلا وجرحا وهتكا وفتكا، ولوُجِدَ قانون يحرم ويجرم مسيرات الكراهية التي تُقام تحت اسم الشعائر الحسينية، لما وجدنا كل تلك الفوضى وكل ذلك الدمار الذي حصل في البحرين وغير البحرين.

تأملوا يا حكام الخليج، ويا حكام العالم الإسلامي، ويا كل العالم ماذا يُدرس الشيعة لأطفالهم وشبابهم في حوزاتهم العلمية وحسينياتهم ومدارسهم، فسوف تعلمون لماذا هم يفعلون ذلك، ولماذا هم لا يعتبرون غير أئمتهم الشيعة حكامًا شرعيين، ولماذا يقدمون ولاء "خميني" و "خامنئي" و"سستاني" على حكامهم أهل السنة.

فشيخهم "المفيد"، وهو شيخ الشيعة في عصره، وهو منظر الطائفة، وحجتها والمقدم فيها، وهو يحاكي إجماع الشيعة في موقفهم تجاه المخالفين:

يقول: (اتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار، وأنّ على الإمام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم وإقامة البينات عليهم، فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب، وإلا قتلهم لردتهم عن الإيمان، وأن من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار). أوائل المقالات في المذاهب والمختارات- المفيد (ص51 -52).

وهذا هو ما يطبقه اليوم شباب الشيعة المغرر بهم في البحرين!

ومن يظن أن هذا كلام عتيق طواه التأريخ، وتجاوزته الشيعة فليقرأ لمرشد ثورتهم وآيتهم وإمامهم الشرعي الخميني يتحدث عن المسلم غير الشيعي فيقول: (غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين.. فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم). ) المكاسب المحرمة - الخميني (1 / 251) الطبعة الثالثة 1410هـ، مطبعة إسماعيليان، قم.

وهم اليوم يرفعون صور إمامهم الشرعي الخميني ويطبقون تعاليمه بحرفية صارمة!

إن ناصح لكل عاقل: إن لم تُمنع هذه العقائد بقانون صارم يحرمها ويجرمها فإن الأحداث سوف تتكرر في كل زمان ومكان يُوجد فيه من يؤمن بها.