لا نريدكم
أيّها المتحاورون باسم ثوارنا، المثرثرون تحت راية أحرارنا
الذارفون هواءً في عزاء شهدائنا
لا نريد منكم مرسوماً يفرض وصاية على أقدارنا
لا نريد مؤتمرا يسرد أمجادكم وبطولات الهزيمة على أسماعنا
لا نريد يسارا يحتقرنا ويعلو على طبقاتنا
ولا نريد يمينا يسخر منا ويسمو فوق هاماتنا
لا نريد سيدا عظيما يختصر كل رجالاتنا
ولا امرأة عظيمة تحذف كثير نسائنا
لا نريد ديناً من عمائم السطان يقمع نفوسنا
ولا عروبة باسم القبلية تلغي شموخ أوطاننا
لا نريد ديمقراطية باسم العلمانية تحرق رحيق ألواننا
لا نريد حزبا تحت شعار الرأي، يتكلّم ويلغي منطق أفواهنا
نريد الثورة والثورة وحدها نريد، فهي سبيل أحلامنا
نريد حياة كريمة لا ذل فيها لأيّ من أمواتنا وأيّ من أحيائنا
نريد وطنا لا تخاف فيه الأجنّة في أرحامنا
ولا تنوس فيه الفحولة في أصلابنا
شمسه ساطعة مغروز دفئها بأوصالنا
عطره طليق له فوح الربيع في أرواحنا
نريد وطنا له رحيق أشلائنا ولون أسمائنا
نريد وطنا واحدا له نبض قلوبنا ورنّة في أصواتنا
تعيش في ربوعه شامخة قمم أشجارنا
وتنمو على شرفاته إشراقة أزهارنا
نريد وطننا لا سلطة فيه لأولياء الأمر من شيوخنا وأحزابنا وحكامنا
من أمرائنا ونجومنا وأعلامنا
السلطة فيه للعدل والحق وغزير أمطارنا
لاقيد على قلوبنا ولا قفل على عقولنا
نريد وطنا لا عبيد فيه ولا جواري ولا رجال يغتنون من أرزاقنا
نريد وطنا تسيجه وحدة إلهنا، معما اختلفت في الشكل وجوه أدياننا
نريد وطننا لا يضيره تعدد ألواننا وتنوع أنسابنا
فالتاريخ يحفر مسارره في أفكارنا ويجري عميقا في أحلامنا
يرسم مجد الغد في عيون القادمين من أجيالنا
فكفوا عن الحديث المرير ايها المختلفون في صورة أوطاننا
وأيها المتقاتلون على مخاض الدم النازف من جرح ضحايانا ومن دم أحرارنا
وأيّها المتحاورون كثيرا في شكل حكمنا ودستورنا وفي طبّائع ثوّراتنا
اصمتوا.. أو فاجتمعوا على حق واحد هو زئير الحرية في دمائنا