- الجمعة سبتمبر 30, 2011 3:28 pm
#39320
جرت العادة أن يبالغ السفراء في الحذر حيال إبداء أي رأي يخص الدول المعتمدين فيها، ويحرصوا على أن تكون تصريحاتهم دبلوماسية. وكثيرا ما يكتشف الإعلام أن كثيرا من السفراء يتكلمون من دون أن يقولوا شيئا، لكن الأمر مختلف تماما في الحالة السورية اليوم.
فاليوم نحن أمام كل من سفراء أميركا وفرنسا وبريطانيا المعتمدين في سوريا، يقول كل منهم رأيه في نظام بشار الأسد علنا، ويعلنون دعمهم للمتظاهرين السوريين، وينافحون عن قضاياهم، ويفندون كل ما يقال بحقهم من قبل الإعلام الأسدي. فقد تصدى السفير الأميركي روبرت فورد لروايات النظام الأسدي عن العصابات المسلحة في حماه وخلافه عندما زارها بصحبة نظيره الفرنسي إريك تشافالير. وها هو السفير البريطاني في سوريا سيمون كوليس يعلن تدشين مدونته الخاصة على الإنترنت من دمشق ليعلق فيها على الأوضاع في سوريا، ويعلن من خلالها دعمه للثوار السوريين.
وعلى غرار ما فعله السفير الأميركي، من خلال التصريحات، والمقابلات الصحافية، فقد تصدى السفير البريطاني لتفنيد أكاذيب النظام الأسدي، وإعلامه، حيث يقول إن «النظام السوري لا يريد أن يعرف أن قواته الأمنية والعصابات الداعمة لها تقتل وتعتقل وتنتهك حقوق المحتجين الذين يلتزم معظمهم بالسلمية». وبالطبع فهذه لغة قاسية ضد النظام الأسدي، وخصوصا عندما تصدر من سفير أجنبي، لكن هذا يعني أن النظام الأسدي بات أضعف من أن يحسب له حتى السفراء الأجانب أي حساب.
وعلى الرغم من قول وليد المعلم بأنه سيمحو أوروبا من الخارطة، وقوله إن النظام الأسدي ضحية مؤامرة خارجية، فإن السؤال هو: هل بمقدور نظام بشار الأسد، مثلا، أن يطرد أيا من السفراء الأجانب على أرضه، خصوصا أنهم يتنقلون في الأراضي السورية رغما عن كل تعليمات النظام، ويتصدون للرد عليه وتفنيد أكاذيب إعلامه، الذي يحاول مستميتا تشويه صورة الثوار السوريين، ومحافظتهم على سلمية الثورة؟ أشك في ذلك.. فالنظام أضعف من أن يطرد سفيرا، بل إنه، أي النظام، بحاجة إلى هؤلاء السفراء، ولو من أجل إعطائه رمزية أن العالم لا يزال يعترف بالنظام.
ومن اللافت هنا ما طرحه السفير البريطاني في مدونته، حيث يقول بأنه قد «زادت الأمور سوءا على مدار الأشهر الستة الماضية، ويرغب النظام في خلق حقيقة خاصة به ولا ينبغي لنا أن نسمح بذلك». فكأن السفير البريطاني يناشد المجتمع الدولي، وقبله العربي، لفعل أمر ما، وعدم تمكين النظام الأسدي من البطش بالسوريين من دون أن يتصدى العرب، من خلال الجامعة العربية، وبعدها المجتمع الدولي من خلال مجلس الأمن، لنظام يفعل بشعبه ما لم يفعله محتل.
فإذا كان السفراء العرب الموجودون في سوريا غير قادرين على فعل ما يفعله السفير الأميركي، والفرنسي، والبريطاني، ولا يستطيعون قول كلمة حق، ولا يحاولون حماية السوريين، فمن الأجدى أن يتم سحبهم من سوريا لكي لا يكونوا شهود زور، وهذا أضعف الإيمان.
فاليوم نحن أمام كل من سفراء أميركا وفرنسا وبريطانيا المعتمدين في سوريا، يقول كل منهم رأيه في نظام بشار الأسد علنا، ويعلنون دعمهم للمتظاهرين السوريين، وينافحون عن قضاياهم، ويفندون كل ما يقال بحقهم من قبل الإعلام الأسدي. فقد تصدى السفير الأميركي روبرت فورد لروايات النظام الأسدي عن العصابات المسلحة في حماه وخلافه عندما زارها بصحبة نظيره الفرنسي إريك تشافالير. وها هو السفير البريطاني في سوريا سيمون كوليس يعلن تدشين مدونته الخاصة على الإنترنت من دمشق ليعلق فيها على الأوضاع في سوريا، ويعلن من خلالها دعمه للثوار السوريين.
وعلى غرار ما فعله السفير الأميركي، من خلال التصريحات، والمقابلات الصحافية، فقد تصدى السفير البريطاني لتفنيد أكاذيب النظام الأسدي، وإعلامه، حيث يقول إن «النظام السوري لا يريد أن يعرف أن قواته الأمنية والعصابات الداعمة لها تقتل وتعتقل وتنتهك حقوق المحتجين الذين يلتزم معظمهم بالسلمية». وبالطبع فهذه لغة قاسية ضد النظام الأسدي، وخصوصا عندما تصدر من سفير أجنبي، لكن هذا يعني أن النظام الأسدي بات أضعف من أن يحسب له حتى السفراء الأجانب أي حساب.
وعلى الرغم من قول وليد المعلم بأنه سيمحو أوروبا من الخارطة، وقوله إن النظام الأسدي ضحية مؤامرة خارجية، فإن السؤال هو: هل بمقدور نظام بشار الأسد، مثلا، أن يطرد أيا من السفراء الأجانب على أرضه، خصوصا أنهم يتنقلون في الأراضي السورية رغما عن كل تعليمات النظام، ويتصدون للرد عليه وتفنيد أكاذيب إعلامه، الذي يحاول مستميتا تشويه صورة الثوار السوريين، ومحافظتهم على سلمية الثورة؟ أشك في ذلك.. فالنظام أضعف من أن يطرد سفيرا، بل إنه، أي النظام، بحاجة إلى هؤلاء السفراء، ولو من أجل إعطائه رمزية أن العالم لا يزال يعترف بالنظام.
ومن اللافت هنا ما طرحه السفير البريطاني في مدونته، حيث يقول بأنه قد «زادت الأمور سوءا على مدار الأشهر الستة الماضية، ويرغب النظام في خلق حقيقة خاصة به ولا ينبغي لنا أن نسمح بذلك». فكأن السفير البريطاني يناشد المجتمع الدولي، وقبله العربي، لفعل أمر ما، وعدم تمكين النظام الأسدي من البطش بالسوريين من دون أن يتصدى العرب، من خلال الجامعة العربية، وبعدها المجتمع الدولي من خلال مجلس الأمن، لنظام يفعل بشعبه ما لم يفعله محتل.
فإذا كان السفراء العرب الموجودون في سوريا غير قادرين على فعل ما يفعله السفير الأميركي، والفرنسي، والبريطاني، ولا يستطيعون قول كلمة حق، ولا يحاولون حماية السوريين، فمن الأجدى أن يتم سحبهم من سوريا لكي لا يكونوا شهود زور، وهذا أضعف الإيمان.