صفحة 1 من 1

يوسف العظمة لايسلم الشرف الرفيع من الأذى......

مرسل: السبت أكتوبر 08, 2011 10:24 pm
بواسطة خالد الظفيري1
هو يوسف بك بن إبراهيم بن عبد الرحمن آل العظَمة.
ينتمي إلى عائلة دمشقية عريقة ترجع لأصل عربي قرشي أو تركي.
ولد يوسف في حي الشاغور (الصمادية) بـدمشق الشام في منتصف شهر رجب عام 1301هـ الموافق 9 نيسان 1884م، وكان أبوه موظفاً في مالية دمشق، وقد توفي حين كان ابنه يوسف في السادسة من عمره، فتعهد تربيته شقيقه الأكبر عبد العزيز، ولما ترعرع دخل المدرسة الابتدائية في الياغوشية بالقرب من دار أبيه، ثم التحق في المدرسة الرشدية العسكرية في جامع يلبغا بحي البحصة بدمشق عام 1893م، ومنها تابع دراساته العسكرية في دمشق في المدرسة الإعدادية العسكرية وكان مقرها في جامع دنكز، وبعد عام واحد (وبالتحديد في عام 1900م)
انتقل إلى مدرسة (قله لي) الإعدادية العسكرية الواقعة على شاطئ البوسفور المضيق بالأستانة استنبول وتخرج منها بعد سنة ضابطاً في سلاح الفرسان.
وفي عام 1901م التحق بالمدرسة الحربية العالية في الريانغالتي بالأستانة وتخرج منها عام 1903 برتبة ملازم ثان، وفي عام 1905م أصبح ملازماً أول.

ومن ثم انتقل لمدرسة الأركان حرب حيث أتم فيها العلوم والفنون الحربية العالية وحصل على رتبة نقيب أركان حرب عام 1907م وكان الأول بين رفاقه في صفوف المدرسة كلها فكوفئ على نبوغه بالميدالية الذهبية (وسام المعارف الذهبي) المحدثة من قبل السلطان عبد الحميد الأول من تلاميذ المدارس العالية.
وكان يتكلم العربية والتركية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإنكليزية. ولما نشبت الحرب العالمية هرع إلى الجيش متطوعاً
يُعتبر يوسف العظمة أول وزير دفاع عربي يستشهد في معركة حتى الآن وأعظم وزير دفاع عربي عاد إلى إسطنبول فرافق أنور باشا (ناظر الحربية العثمانية) في رحلاته إلى الأناضول وسوريا والعراق. ثم عين رئيساً لأركان حرب الجيش العثماني المرابط في قفقاسيا، فرئيساً لأركان حرب الجيش الأول بإسطنبول.
ولما وضعت الحرب أوزارها عاد إلى دمشق، فاختاره الأمير فيصل، قبل أن يصبح ملكاً، مرافقاً له، ثم عينه معتمداً عربياً في بيروت فرئيساً لأركان الحرب العامة برتبة قائم مقام، في سوريا. ولّي وزارة الحربية سنة 1920 وأصبح وزيراً للحربية السورية بدمشق، فنظم جيشاً وطنياً سورياً يناهز 10 آلاف مقاتل.
وفاته

قام الملك فيصل بحل الجيش السوري خضوعاً لتهديد الجيش الفرنسي، رغم معارضة يوسف العظمة. وعندما بلغه أن الفرنسيين أصبحوا على مقربة من دمشق قرر أن يحاربهم دفاعاً عن بلده وقال للملك فيصل آنذاك بيت المتنبي الشهير:
لايسلم الشرف الرفيع من الأذى... حتى يراق على جوانبه الدم
حارب الفرنسيين بمعركة كبيرة غير متكافئة هي معركة ميسلون التي وقعت في السابع من ذي القعدة الموافق 24 يوليو/تموز 1920 بين الجيش السوري بقيادة يوسف العظمة، وزير الحربية السوري العربي من جهة، وبين الجيش الفرنسي الذي جاء ليحتلّ سوريا بقيادة الجنرال غوابيه غورو ليُقتل ويدفن في مقبرة الشهداء في ميسلون التي تبعد 28 كيلو متراً شمال-غرب دمشق. هذه المعركة التي برز فيها حوالي ثلاثة آلاف من الجنود المتطوعين بأسلحة قديمة، في مواجهة تسعة آلاف ضابط وجندي فرنسي، مسلحين بالدبابات والسيارات والمصفحات والطائرات وأحدث الأسلحة الأخرى، وقد قُتل مع يوسف العظمة أربعمئة مقاتل سوري.
في كل عام في ذكرى استشهاده يقام احتفال في مقبرة الشهداء في ميسلون حيث تحمل إليه الأكاليل من مختلف الديار السورية. لم يخلف من الذرية إلا ابنته الوحيدة (ليلى)، رحلت مع أمها إلى تركيا وأنجبت هناك. ويذكر أن منزله حالياً تحول إلى متحف خاص بمقتنياته.