استخدام الدين في السياسة
مرسل: الأحد أكتوبر 09, 2011 11:32 am
من المفارقات أن الذي قال ناصحا بعدم إدخال الدين في السياسة هو الأمين العام لواحدة من أكبر المنظمات السياسية الدينية في العالم، إن لم تكن أكبرها، أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي. قال معلقا على اتساع النزاعات بين الشيعة والسنة «الاختلاف المذهبي واقع وحقيقة تاريخية في العالم الإسلامي منذ بدايته إلى يومنا هذا، وهذا واقع تعايشنا معه على مدى عدة قرون، ولم يكن طوال هذا التاريخ هذا الصراع المذهبي الذي يدعو إليه البعض». وحث أوغلي على التعايش وعدم إقحام السياسة في المذاهب.
الذي يغفل عنه المنخرطون في الصراع المذهبي أنهم ليسوا إلا فصلا آخر في تاريخ النزاع الديني، منذ مئات السنين وجد السنة والشيعة والدروز والإسماعيليون والعلويون رغم كل عمليات الإقصاء والإلغاء لمئات السنين، تحاربوا وفشلوا، ولم يلغ أحد أحدا. وكذلك ما بين المسلمين والمسيحيين واليهود وغيرهم من أتباع الديانات المتصارعة، اختلفوا وتقاتلوا.
فشلت محارق الكاثوليك في القضاء على البروتستانت، ولم تنجح المذابح الدينية في الهند في إنهاء أي ديانة أو فرقة. ولم ينجح التبشير ولا الحملات العسكرية في إلغاء الإسلام أو أي ديانة أو مذهب. إذن لماذا يستمر صدام الأديان؟ معظمه موجود في الدول الفقيرة، وفي المناطق المضطربة، والذين يقودون هذه الفتن الفكرية ليسوا جهلة، كما يقال، بل أناس متعلمون ومثقفون أيضا. تجدها تثار على أكثر وسائل الاتصال حداثة من تلفزيونات فضائية، ومواقع إلكترونية، ومواقع تواصل اجتماعية، ومن يقرأها يشعر بالغثيان من الحال التي وصلت إليها اللغة وانحدر إليها مستوى التفكير.
هذه التوترات نتيجة فشل إشاعة فكرة التعايش وقبول الآخر، التي تعتبر أساس المجتمع الحديث. فالدولة بمفهومها الذي نراه اليوم بحدودها، يكاد يندر أن توجد واحدة تحمل تقاسيم واحدة بين كل فئات شعبها، من دين وطائفة وفرقة وعرق واحد. لذا فالتعايش ليس خيارا ولا خصلة أخلاقية، بل ضرورة وواجب وطني، وفيه قوانين دولية ملزمة به اليوم. على الدولة اليوم أن تعتبر التداعي الطائفي والتحريض أمرا محرما حتى تشعر بأن اللحمة الوطنية صارت تغلب على الانتماءات الطائفية والعرقية.
وقد يستغرب الذي يرى اتساع رقعة النزاع تقريبا على معظم الخريطة العربية، لماذا الآن؟ هل أصبحت شعوبنا اليوم تحت تأثير فكر الغوغاء، وقيادة مثقفين ورجال دين كل همهم الحسم التاريخي بالتجادل حول موقعة الجمل وحروب الخلافة بين السنة والشيعة رغم مرور 14 قرنا عليها؟ هذا هو الواقع المعيش في معظم الدول المصابة بالداء الطائفي. فيها بدل أن يتجه الساسة إلى إشاعة ثقافة الحوار والتعايش، يريدون التكسب السياسي من وراء إثارة النعرات، أو يحمون مصالحهم بمهادنة الذين يثيرونها بدل مواجهتهم وردعهم. إن أخطر مسببات الحروب الأهلية، والقضاء على السلم الأهلي اليوم هي الفتن الطائفية، ولا يدرك مشعلو نيرانها أن أصغر طائفة أو فرقة إسلامية، ورغم الملاحقة والاضطهاد على مر القرون، لم ينجح حاكم أو طائفة غالبة في القضاء عليها.
أما بالنسبة لميكيافلي السياسة، فواهم من يعتقد منهم أنه يستطيع ركوب الدين لأغراض سياسية، إلا مغامر مقامر لن يلبث حتى يدفع الثمن لمغامر راكب للدين بعده.
الذي يغفل عنه المنخرطون في الصراع المذهبي أنهم ليسوا إلا فصلا آخر في تاريخ النزاع الديني، منذ مئات السنين وجد السنة والشيعة والدروز والإسماعيليون والعلويون رغم كل عمليات الإقصاء والإلغاء لمئات السنين، تحاربوا وفشلوا، ولم يلغ أحد أحدا. وكذلك ما بين المسلمين والمسيحيين واليهود وغيرهم من أتباع الديانات المتصارعة، اختلفوا وتقاتلوا.
فشلت محارق الكاثوليك في القضاء على البروتستانت، ولم تنجح المذابح الدينية في الهند في إنهاء أي ديانة أو فرقة. ولم ينجح التبشير ولا الحملات العسكرية في إلغاء الإسلام أو أي ديانة أو مذهب. إذن لماذا يستمر صدام الأديان؟ معظمه موجود في الدول الفقيرة، وفي المناطق المضطربة، والذين يقودون هذه الفتن الفكرية ليسوا جهلة، كما يقال، بل أناس متعلمون ومثقفون أيضا. تجدها تثار على أكثر وسائل الاتصال حداثة من تلفزيونات فضائية، ومواقع إلكترونية، ومواقع تواصل اجتماعية، ومن يقرأها يشعر بالغثيان من الحال التي وصلت إليها اللغة وانحدر إليها مستوى التفكير.
هذه التوترات نتيجة فشل إشاعة فكرة التعايش وقبول الآخر، التي تعتبر أساس المجتمع الحديث. فالدولة بمفهومها الذي نراه اليوم بحدودها، يكاد يندر أن توجد واحدة تحمل تقاسيم واحدة بين كل فئات شعبها، من دين وطائفة وفرقة وعرق واحد. لذا فالتعايش ليس خيارا ولا خصلة أخلاقية، بل ضرورة وواجب وطني، وفيه قوانين دولية ملزمة به اليوم. على الدولة اليوم أن تعتبر التداعي الطائفي والتحريض أمرا محرما حتى تشعر بأن اللحمة الوطنية صارت تغلب على الانتماءات الطائفية والعرقية.
وقد يستغرب الذي يرى اتساع رقعة النزاع تقريبا على معظم الخريطة العربية، لماذا الآن؟ هل أصبحت شعوبنا اليوم تحت تأثير فكر الغوغاء، وقيادة مثقفين ورجال دين كل همهم الحسم التاريخي بالتجادل حول موقعة الجمل وحروب الخلافة بين السنة والشيعة رغم مرور 14 قرنا عليها؟ هذا هو الواقع المعيش في معظم الدول المصابة بالداء الطائفي. فيها بدل أن يتجه الساسة إلى إشاعة ثقافة الحوار والتعايش، يريدون التكسب السياسي من وراء إثارة النعرات، أو يحمون مصالحهم بمهادنة الذين يثيرونها بدل مواجهتهم وردعهم. إن أخطر مسببات الحروب الأهلية، والقضاء على السلم الأهلي اليوم هي الفتن الطائفية، ولا يدرك مشعلو نيرانها أن أصغر طائفة أو فرقة إسلامية، ورغم الملاحقة والاضطهاد على مر القرون، لم ينجح حاكم أو طائفة غالبة في القضاء عليها.
أما بالنسبة لميكيافلي السياسة، فواهم من يعتقد منهم أنه يستطيع ركوب الدين لأغراض سياسية، إلا مغامر مقامر لن يلبث حتى يدفع الثمن لمغامر راكب للدين بعده.