ثرثــــــــــــــرة ........ ذات نقــــــــــــــــاء
أخذ صدري يستنشق تيك النسائم العليلة في أنس وسعادة ، وأحسست بالدنيا من حولي قد استحالت إلى أبواب وأبواب
كل باب منها قد انفتح على مصراعيه وانبثق منه نور ملائكي يكاد وهجه يخطف اللب قبل البصر .. وتدفق شعور جارف بالمتعة والراحة عبر شراييني وأوردتي والجو الساحر يداعب وجهي بنفحاته العطرة وقطراته النقية حتى لقد خلتني قد أصبحت شيئا لايمت للمادة بصلة لأحلق في أجواء روحانية عذبة وندية ..
ولم أملك حينئذ منع عقلي من السرحان مفكرا ومتأملا
¤¤¤¤¤¤
ترى كم هي الحقائق المجردة التي رفضنا التعامل معها و آثرنا عليها تلك الخيالات والأوهام فقط لأن تلك الخيالات والأوهام توافق رغباتنا وأهواءنا ؟!
وكم هي المرات التي تجرعنا فيها مرارة الخيبة فكانت عاقبة خضوعنا لأوهامنا وخيمة وبيلة ، وكانت الأيام والأشهر مجرد ساعات من لذة الوهم أعقبتها الحسرة الأبدية والندم الذي لاينفك ينغص على المرء حياته بين حين وآخر .. هذا لأننا لم نرضخ في حينه للحقيقة المجردة تماما للعيان ..
ماكنا لنخسر شيئا لو أننا أعلنا استجابتنا لتلك الإشارات والعلامات التحذيرية ، فأخذنا حذرنا وتعاملنا مع المعطيات كما هي مجردة من عواطفنا ومن كل ماقد يسبغ عليها صفة ليست بها ، ولكننا خسرنا ونخسر الكثير لأننا لم نستجب واسترسلنا خلف خيالاتنا وأوهامنا ..!
¤¤¤¤¤
من صدري فلم أرد تكدير هذه الأجواء الرائعة بذكريات بغيضة لست أطيق استرجاع لمحة منها فمابالكم بالغوص فيها وسبر أغوارها !
نفضت رأسي وكأني أحاول بهذا نفض تلك الذكريات من ذهني ، ولكن لم تلبث ابتسامة ساخرة أن تسللت إلى شفتي وأنا أتساءل في مرارة :
ترى كم بقي من أولئك الأشخاص الذين كان لهم كل احترام وتقدير مني شخص هو جدير بالاحترام والتقدير حقا بعد أن سقطت الأقنعة ونضح كل اناء بمافيه ؟!
نهضت من مكاني وأناأجيل بصري في الحديقة الأمامية للمنزل والتي اكتست رداء براقا ساحرا يجعل البصر لايمل تأمله ، ثم رفعت رأسي للسماء وأنا أحمد الله سبحانه وأبتهل إليه شكرا على مامنحنيه في الأيام الأخيرة من راحة نفسية كبيرة لاتضاهيها راحة بعد أن تخلصت من أوهامي وخضعت للحقيقة .. الحقيقة فقط لاغير ..
استدرت لأعود أدراجي والأسئلة لازالت تتقاذف في ذهني وذلك السؤال الضخم يعود ليظهر مرة أخرى في أفقي كما يفعل بين حين وآخر :
هل أصبح قذف الآخرين بالاتهامات وتلبيسهم مالم يفعلوا أمر من السهولة بمكان فلايكاد أحد يتحرج من قذفك بماشاء من اتهامات حتى أولئك الذين ربطتك بهم أواصر المحبة فاعتبرتهم من أقرب المقربين إليك ؟!!
فقط لأنك قلت لهم مالايعجبهم ويرضيهم !
عجبا .. هل يجب علي أن لاأتحدث مع الآخرين إلا بما يعجبهم ويرضيهم ولوكانوا من أقرب الناس إلي لأسلم من أذيتهم ومشاحنتهم لي ؟!زفرة حارة انطلقت
ايه يادنيا .. أنت حقا دنيا !
ومضة :
كنت أعتقد أن العقلاء قليل عددهم ، ثم اكتشفت أنهم
أقل كثيرا من " القليل
