- الأربعاء أكتوبر 19, 2011 1:55 pm
#39834
الحرب الباردة بين السعودية وإيران ( الجزء الأول )
الحرب الباردة بين السعودية وإيران ( الجزء الأول )
تحليل لبعض الأحداث
منذ أزمة الخليج الأولى والعالم العربي يعاني من أكبر مشكلاته السياسية والإقتصادية ، وقد كشفت الحرب الأولى والثانية وحرب أفغانستان عن ضعف السياسة العربية من جهة وضعف الحاكم والمسؤول من جهة أخرى ، وقد يكون هذا الضعف نتيجة للضغوطات الخارجية ، ونتيجة أيضا لتأخر الفكر السياسي والإقتصادي في العالم العربي .
ومن هنا نجد الدول العربية واللتي طفت على السطح نتيجة لهذه المشكلات سواء كان ذلك رغم إرادتها أو مرغمة .
وأعني هنا المملكة العربية السعودية وسوريا ومصر . ويعتبر العالم الغربي إن جاز التعبير أن السعودية ومصر دولا معتذلة ، وتعتبر سوريا في نظر هذه الدول ( عدو لا شر منه ) بل يمكن إستغلاله لخدمة مصالح غربية في المنطقة .
ونتيجة للحروب في المنطقة وخاصة الحرب الأمريكية البريطانية على أفغانستان وعلى العراق ، خرج المارد الإيراني من قمقمه كدولة ذات سيادة ولديها إستراتيجية خاصة تحقق لها مصالحها الإقليمية والدولية . وخاصة بعد إنهيار العراق ونظامه السابق ، وإزالة العقبة الكبرى في وجه المصالح الإيرانية الرئيس الراحل صدام حسين .
فبدأ المد الإيراني بإفتعال وإختلاق المشكلات مع الولايات المتحدة والغرب ضمن إتفاقيات إعلامية للإستهلاك العربي إن جاز التعبير ، وأستخدمت عدة أوراق رابحة على رأسها مفاعل بوشهر النووي الإيراني ، وتسليح ودعم حزب الله ، والوقوف إلى جانب بعض المليشيات العراقية الشيعية ، وأستنفرت إيران كافة طاقاتها وإستخباراتها لتوظيف هذه الأوراق لعدة مصالح وإستراتيجيات منها الطائفية المذهبية ، وتكوين ما يسمى بالهلال الشيعي من إيران لجنوب العراق وجنوب لبنان دعما بسوريا الأسد .
وقد بدأت إيران بالتخطيط لهذه الإستراتيجية منذ حرب الخليج الأولى فدعمت بعض جهات المعارضة العراقية بالخارج ضد الرئيس الراحل صدام حسين السني والذي كان حليفا إستراتيجيا لدول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية ، وتم إستغلال فجوة قطع العلاقات في فترة المقاطعة الباردة إثر أزمة الخليج الأولى ، وقد نجحت إيران بالفعل في رسم مخططاتها برضى من القوة العظمى لتقاطع المصالح وتحقيق كلا الطرفين أهدافه . والعرب يغطون في سبات عميق بين إرتفاع سعر برميل النفط ، وبين إنخفاض سعر الأسهم ، وبين جبهات الخلايا النائمة في البلدان العربية والمسماة بالإرهابيين بدعم من أمريكا ودول الغرب ، وتسمية ذلك بالقاعدة إعلاميا .
ولم يفطن العرب للمخطط الإيراني إلا بعد حرب لبنان الأخيرة ، ومدى قوة حزب الله الدفاعية بدعم إيراني صريح كحزب شيعي تحت مسمى المقاومة اللبنانية ، وبعد إعدام صدام حسين إنتقاما طائفيا بطريقة إستفزت الفكر العربي المذهبي قبل الإنساني وإرتكاب المجازر بحق السنة في العراق . وبدأ توجه القوى السياسية الإيرانية لدعم حماس عن طريق سوريا .
وبالطبع ظل العالم العربي صامتا إلا من بعض الشجب والإستنكار المعتاد ، وأختلفت هنا القاعدة من ناحية واحدة ، حيث أن الدول العربية جميعا إلتزمت الصمت . ما عدا المملكة العربية السعودية اللتي نطقت بطريقة مختلفة تماما وهي العمل بهدوء وسرعة في آن ، فبدأت بتغيير إستراتيجيتها تماما إتجاه مشاكل المنطقة وإتجاه الولايات المتحدة الأمريكية و الدول العربية وإيران خاصة .
وبدأت تعمل على ذلك بهدوءها المعتاد وفي صمت .. بادئة بتغيير السفير السعودي ببريطانيا وتعيينه في الولايات المتحدة وسحب السفير السابق بندر بن سلطان وتعيينه رئيسا للأمن القومي لخبرته الطويلة في هذا المجال إضافة إلى علاقاته السياسية والإستخباراتية القوية مع أقوى الشخصيات النافذة في العالم . وتجنبا للمهاترات الإعلامية المتوقعة في صفقة اليمامة .. بين السعودية وبريطانيا .. وهذا ما حدث بالفعل .
أما تعيين الأمير خالد الفيصل مؤقتا فقد تم لتلطيف العلاقات السياسية والدبلوماسية مع الولايات المتحدة كرجل دبلوماسي يتميز بالحنكة والهدوء ، إضافة إلى الجبير والذي كان مسؤولا مباشرا ومفوضا من الحكومة السعودية لمواجهة الإعلام الأمريكي والقيام بحملات إعلامية ضخمة وتعتبر الأضخم في هذا القرن . لتحسين صورة السعودية لدى دافع الضرائب الأمريكي وأصحاب النفوذ ، وقد نجح الأخير بالفعل ، ولعبت السعودية الآن بالجبير كورقتها الرابحة حين سيطر الديموقراطيون على الكونجريس ولإحتمال فوزهم بكرسي الرئاسة في الإنتخابات الرئاسية القادمة . فعينته سفيرا لها في الولايات المتحدة ، و بذلك وضعت الأسس لإستراتيجية للمستقبل القريب والبعيد وثبتت تلك الأسس ، وتعتبر هذه الخطوة الأذكى في التاريخ السياسي السعودي المعاصر . نظرا لموقف الديموقراطيين من الحرب على العراق ونظرتهم السياسية المعتدلة نوعا ما حسب المصلحة المشتركة مع دول الخليج . وحاجة الغرب والولايات المتحدة إلى النفط وخاصة في السنوات العشر القادمة . وهذا يتطلب هدوء المنطقة وأحد أكبر مفاتيح الحلول لدى المملكة إضافة إلى سياسة الهدوء والإعتدال لديها .
وبدأت بعد ذلك المملكة بالعمل بخطى مدروسة إتجاه مشكلات الشرق الأوسط وخاصة المشكلة الفلسطينية حيث إن فلسطين تعتبر بداية الهلال السني المعاكس بالمنطقة مرورا بسنة لبنان في الخطوة القادمة إلى سنة العراق ، وقطع طريق الهلال الشيعي الممتد عكسا ، ولتقف في وجه هذا المد الذي تغلغل في الجسم العربي مباشرة وقسمه إلى طوائف وحروب أهلية ومعارضة وإضرابات وتغلغلت المخابرات الإيرانية في بشكل رهيب ............
................... ................................. يتبع الجزء الثاني .. قريبا
خلف كواليس الديموقراطيين والسعودية ؟
ماذا خلف قمة الرياض .. ؟
حقيقة خطاب الملك عبدالله في القمة .. ؟
الموقف الخفي لدولة قطر .. وقناة الجزيرة حول السعودية ؟
مغازلة إيهود أولمرت .. لحكام السعودية ؟
إيران وماذا بعد .. ؟ الهاوية الطائفية وبغض السنة .. أم تثبيت الدعائم .. ؟
سوريا إلى أين .. في عباءة السعودية .. أم تحت العمة الإيرانية السوداء .. ؟
أين الجمهورية العربية المصرية .. ؟
المصدر: منتديات المدينة المنورة اون لاين - من قسم: المجلس العام
الحرب الباردة بين السعودية وإيران ( الجزء الأول )
تحليل لبعض الأحداث
منذ أزمة الخليج الأولى والعالم العربي يعاني من أكبر مشكلاته السياسية والإقتصادية ، وقد كشفت الحرب الأولى والثانية وحرب أفغانستان عن ضعف السياسة العربية من جهة وضعف الحاكم والمسؤول من جهة أخرى ، وقد يكون هذا الضعف نتيجة للضغوطات الخارجية ، ونتيجة أيضا لتأخر الفكر السياسي والإقتصادي في العالم العربي .
ومن هنا نجد الدول العربية واللتي طفت على السطح نتيجة لهذه المشكلات سواء كان ذلك رغم إرادتها أو مرغمة .
وأعني هنا المملكة العربية السعودية وسوريا ومصر . ويعتبر العالم الغربي إن جاز التعبير أن السعودية ومصر دولا معتذلة ، وتعتبر سوريا في نظر هذه الدول ( عدو لا شر منه ) بل يمكن إستغلاله لخدمة مصالح غربية في المنطقة .
ونتيجة للحروب في المنطقة وخاصة الحرب الأمريكية البريطانية على أفغانستان وعلى العراق ، خرج المارد الإيراني من قمقمه كدولة ذات سيادة ولديها إستراتيجية خاصة تحقق لها مصالحها الإقليمية والدولية . وخاصة بعد إنهيار العراق ونظامه السابق ، وإزالة العقبة الكبرى في وجه المصالح الإيرانية الرئيس الراحل صدام حسين .
فبدأ المد الإيراني بإفتعال وإختلاق المشكلات مع الولايات المتحدة والغرب ضمن إتفاقيات إعلامية للإستهلاك العربي إن جاز التعبير ، وأستخدمت عدة أوراق رابحة على رأسها مفاعل بوشهر النووي الإيراني ، وتسليح ودعم حزب الله ، والوقوف إلى جانب بعض المليشيات العراقية الشيعية ، وأستنفرت إيران كافة طاقاتها وإستخباراتها لتوظيف هذه الأوراق لعدة مصالح وإستراتيجيات منها الطائفية المذهبية ، وتكوين ما يسمى بالهلال الشيعي من إيران لجنوب العراق وجنوب لبنان دعما بسوريا الأسد .
وقد بدأت إيران بالتخطيط لهذه الإستراتيجية منذ حرب الخليج الأولى فدعمت بعض جهات المعارضة العراقية بالخارج ضد الرئيس الراحل صدام حسين السني والذي كان حليفا إستراتيجيا لدول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية ، وتم إستغلال فجوة قطع العلاقات في فترة المقاطعة الباردة إثر أزمة الخليج الأولى ، وقد نجحت إيران بالفعل في رسم مخططاتها برضى من القوة العظمى لتقاطع المصالح وتحقيق كلا الطرفين أهدافه . والعرب يغطون في سبات عميق بين إرتفاع سعر برميل النفط ، وبين إنخفاض سعر الأسهم ، وبين جبهات الخلايا النائمة في البلدان العربية والمسماة بالإرهابيين بدعم من أمريكا ودول الغرب ، وتسمية ذلك بالقاعدة إعلاميا .
ولم يفطن العرب للمخطط الإيراني إلا بعد حرب لبنان الأخيرة ، ومدى قوة حزب الله الدفاعية بدعم إيراني صريح كحزب شيعي تحت مسمى المقاومة اللبنانية ، وبعد إعدام صدام حسين إنتقاما طائفيا بطريقة إستفزت الفكر العربي المذهبي قبل الإنساني وإرتكاب المجازر بحق السنة في العراق . وبدأ توجه القوى السياسية الإيرانية لدعم حماس عن طريق سوريا .
وبالطبع ظل العالم العربي صامتا إلا من بعض الشجب والإستنكار المعتاد ، وأختلفت هنا القاعدة من ناحية واحدة ، حيث أن الدول العربية جميعا إلتزمت الصمت . ما عدا المملكة العربية السعودية اللتي نطقت بطريقة مختلفة تماما وهي العمل بهدوء وسرعة في آن ، فبدأت بتغيير إستراتيجيتها تماما إتجاه مشاكل المنطقة وإتجاه الولايات المتحدة الأمريكية و الدول العربية وإيران خاصة .
وبدأت تعمل على ذلك بهدوءها المعتاد وفي صمت .. بادئة بتغيير السفير السعودي ببريطانيا وتعيينه في الولايات المتحدة وسحب السفير السابق بندر بن سلطان وتعيينه رئيسا للأمن القومي لخبرته الطويلة في هذا المجال إضافة إلى علاقاته السياسية والإستخباراتية القوية مع أقوى الشخصيات النافذة في العالم . وتجنبا للمهاترات الإعلامية المتوقعة في صفقة اليمامة .. بين السعودية وبريطانيا .. وهذا ما حدث بالفعل .
أما تعيين الأمير خالد الفيصل مؤقتا فقد تم لتلطيف العلاقات السياسية والدبلوماسية مع الولايات المتحدة كرجل دبلوماسي يتميز بالحنكة والهدوء ، إضافة إلى الجبير والذي كان مسؤولا مباشرا ومفوضا من الحكومة السعودية لمواجهة الإعلام الأمريكي والقيام بحملات إعلامية ضخمة وتعتبر الأضخم في هذا القرن . لتحسين صورة السعودية لدى دافع الضرائب الأمريكي وأصحاب النفوذ ، وقد نجح الأخير بالفعل ، ولعبت السعودية الآن بالجبير كورقتها الرابحة حين سيطر الديموقراطيون على الكونجريس ولإحتمال فوزهم بكرسي الرئاسة في الإنتخابات الرئاسية القادمة . فعينته سفيرا لها في الولايات المتحدة ، و بذلك وضعت الأسس لإستراتيجية للمستقبل القريب والبعيد وثبتت تلك الأسس ، وتعتبر هذه الخطوة الأذكى في التاريخ السياسي السعودي المعاصر . نظرا لموقف الديموقراطيين من الحرب على العراق ونظرتهم السياسية المعتدلة نوعا ما حسب المصلحة المشتركة مع دول الخليج . وحاجة الغرب والولايات المتحدة إلى النفط وخاصة في السنوات العشر القادمة . وهذا يتطلب هدوء المنطقة وأحد أكبر مفاتيح الحلول لدى المملكة إضافة إلى سياسة الهدوء والإعتدال لديها .
وبدأت بعد ذلك المملكة بالعمل بخطى مدروسة إتجاه مشكلات الشرق الأوسط وخاصة المشكلة الفلسطينية حيث إن فلسطين تعتبر بداية الهلال السني المعاكس بالمنطقة مرورا بسنة لبنان في الخطوة القادمة إلى سنة العراق ، وقطع طريق الهلال الشيعي الممتد عكسا ، ولتقف في وجه هذا المد الذي تغلغل في الجسم العربي مباشرة وقسمه إلى طوائف وحروب أهلية ومعارضة وإضرابات وتغلغلت المخابرات الإيرانية في بشكل رهيب ............
................... ................................. يتبع الجزء الثاني .. قريبا
خلف كواليس الديموقراطيين والسعودية ؟
ماذا خلف قمة الرياض .. ؟
حقيقة خطاب الملك عبدالله في القمة .. ؟
الموقف الخفي لدولة قطر .. وقناة الجزيرة حول السعودية ؟
مغازلة إيهود أولمرت .. لحكام السعودية ؟
إيران وماذا بعد .. ؟ الهاوية الطائفية وبغض السنة .. أم تثبيت الدعائم .. ؟
سوريا إلى أين .. في عباءة السعودية .. أم تحت العمة الإيرانية السوداء .. ؟
أين الجمهورية العربية المصرية .. ؟
المصدر: منتديات المدينة المنورة اون لاين - من قسم: المجلس العام