تقرير .:. الأمير سلطان دبلوماسية مبكرة وحضور دائم .:.
تقرير - أيمن الحماد
في الحديث عن الرحلة السياسية الدولية للأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – شيء من الإسهاب غير قابل للإيجاز فالتجربة ثرية والفترة التي شهدت بدايات ملازمته للملك فيصل رحمهم الله جميعاً كانت إحدى أهم وأصعب الفترات التي تمر بها المنطقة العربية، فكان أن زامل الملك فيصل الأب الروحي للدبلوماسية السعودية، وشاهد حاضراً في المؤتمرات العربية والإسلامية كيف تدار العملية السياسية الدولية وكان قد قدر له من قبل أن يربى في كنف والده المغفور له بإذن الله المؤسس الملك عبدالعزيز، كان لحضور الأمير سلطان بن عبدالعزيز اجتماعات وقمم عربية وإسلامية ودولية بالغ الأثر في تكوين شخصيته السياسية، فغدا بارعاً في المحاورة والنقاش السياسي، وامتدت تلك السمة حتى تغشاه الله برحمته، فشهد له العديد من القادة السياسيين الذين قابلهم.
في هذه العجالة رصد للبدايات الأولى لمسيرة الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – في الحضور الدولي في اجتماعات القمة العربية ضمن وفد المملكة الذي كان يرأسه الملك فيصل طيب الله ثراه، إضافة إلى القمم الإسلامية وزيارته إلى الدول العربية التي أكسبته مهارة سياسية، ولعله وبحكم ترأسه لوزارة الدفاع والطيران لفترة طويلة حتى أطلق عليه المحللون العسكريون مؤسس الجيش السعودي، كان محل احتفاء من القادة العسكريين في المنطقة والعالم.. ينظر له كخبير عايش تفاصيل وحروب عدة في الشرق الأوسط.
ومن تلك الاجتماعات التى رأسها الأمير سلطان لوزراء الدفاع لدول التعاون الخليجي الاجتماع السابع عام 1988 والتي قرر فيها الوزراء برئاسة سموه على اتخاذ الخطوات الضرورية لتعزيز التعاون بين القوات المسلحة في دول المجلس وزيادة التنسيق وتبادل الخبرات وتكثيف التمارين المشتركة وقد أعرب الوزراء في هذا الاجتماع على امتنانهم لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لما لسموه من جهود في إنجاح هذا الاجتماع.
«قمة زايد» عام 2004 من القمم التي عززت مسيرة التعاون الخليجي المشترك على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتي عقدت في مملكة البحرين وكان الأمير سلطان قد رأس فيها وفد المملكة المشارك ، وشهدت إقرار عدد من المشاريع الخليجية الهامة.
ولم يكن الأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – بعيداً عن ترأس وفود المملكة في المناسبات ذات الطابع الاقتصادي فكان قد ترأس اختتام قمة أوبك التي عقد في الرياض والتي كانت بالأهمية بمكان حيث خصصت المملكة مبلغ 300 مليون دولار لتمويل البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي ،حيث دعت المملكة إلى بحث موضوع البترول والبيئة والمناخ بشكل علمي موضوعي بعيدا عن الضغوط والمؤثرات.
في الختام لا بد ان يطول الحديث عن الرحلة السياسية الدولية للأمير سلطان بن عبدالعزيز – رحمه الله – والتأثير الذي تركه في المحيط الخليجي والعربي وكذلك الدولي وزيراً وولي عهد ورجل دولة لايمكن ان يحيط بتلك السيرة المليئة بالشواهد والأحداث الا التاريخ الذي نحيل القارىء له.