- الجمعة نوفمبر 18, 2011 1:02 pm
#40147
بسم الله الرحمن الرحيم
الدبلوماسية في حضارة الفراعنة، و الرافدين.
كانت العلاقات الدولية تتميز بسمات المجتمع الآسيوي التي شكلت قاسماً مشتركاً لحضارات واسعة تمتد من مصر إلى سوريا و بلاد فارس حتى الهند الصينية و كانت السلطة مركزة بشكل قوي لإدارة شؤون الحكم وكان الحاكم أو الملك يجسد الدولة فكانت الدبلوماسية والعلاقات الدولية تنفذ لخدمة السياسة الخارجية التي تحدد أهدافها الأباطرة والملوك كما إن جميع المشكلات العامة و الخاصة كانت تحل (عادة بالحرب) أو (بالسلم) ، ضمن اتفاق أو تعاهد يجر بعد التفاوض عن طريق مبعوثين أو رسل ،
وقد كان تمصر تتبع قواعد تقوم على انتهاج سياسية خارجية قائمة على مبدأ التوازن القوي و سياسة تقديم المعونات المالية و الهدايا إلى الملوك المجاورين بالإضافة إلى المصاهرة و الزواج.
كما تم اكتشاف مجموعة من الرسائل الدبلوماسية بلغ عددها 360 لوحاً من الصلصال وهي عبارة عن المراسلات الدبلوماسية المتبادلة بين فراعنة الأسرة الثامنة عشرة التي حكمت مصر في القرنين الخامس عشر والرابع عشر وملوك بابل والحثيين وسوريا وفلسطين معظمها كان مكتوباً باللغة البابلية لغة العصر الدبلوماسية.
هذا ما تؤكده معاهدة قادش بين الفراعنة والحثيين سنة 1279 ق.م التي أتت نتيجة في القانون الدولي والعلاقات الدبلوماسية،
أهم مبادئ هذه المعاهدة
أ- أهمية المبعوثين والرسل والاعتراف بمركزهم في تحقيق السياسة الخارجية .
ب- التأكيد على إقامة علاقات ودية وإشاعة السلام القائم على ضمان حرمانه أراضي الدولتين وتحديد التحالف و الدفاع المشترك .
ت- مبدأ رعاية الآلهة للعهد كقسم وتحريم النكث بالعهد .
ث- مبدأ تسليم المجرمين والعفو عنهم إنما دون تمييز بين المجرم العادي و المجرم السياسي. *
و تبرز أهمية هذه المعاهدة في تاريخ العلاقات الدولية في ثلاثة أمور: - 1-هذه المعاهدة تعتبر أقدم وثيقة مكتوبة حتى الآن في تاريخ القانون الدولي .
2-هذه المعاهدة بقيت حتى العصور الوسطي ( النموذج المتبع) في صياغة المعاهدات لما تضمنته من مقدمات ومتن و ختام .
3-هذه المعاهدة ترسم لنا صورة صادقة وأمنية عن أوضاع الممالك في الشرق القديم وعن كيفية انصهار الدولة بشخص الحاكم أو الملك.
*الدبلوماسية في حضارة الشرق القديم الهند الصينية:
الدبلوماسية في الصين القديمة، اتبعت قواعد ومبادئ ارتبطت بنظرتهم الفلسفية و أسبغت عليها هالة من القدسية النابعة من الديانة البوذية والبراهمية، دعا كونفوشيوس الفيلسوف في القرنالسادس قبل الميلاد إلى اختيار مبعوثين دبلوماسيين يتحلون بالفضيلة ويختارون بناء على الكفاية و ذلك ليتمثل دولهم في الخارج سواء على المستوى الدولي أم جماعة الدول.
* الدبلوماسية في الهند القديمة:
يمكن الرجوع إليها من خلال كتب الهنود المقدسة خاصة الفيدا والمانوا ،أو قانون مانو الذي يتضمن بعض القواعد الخاصة بالسياسة الخارجية والسفراء و شؤون الحكم وهذه القواعد عن العلاقات الدبلوماسية في حضارة الشرق القديم ، أهمها
*في اختيار السفراء و صفاتهم:
1- يجب على السفراء أن يلموا بكل القواعد الدينية التي تقدم الكثير من المعلومات للسفراء بشأن التجسس والقضايا النفسية و مسألة النسب إلى جانب الاستقامة والمعرفة التاريخية والجغرافية والتمتع بالشجاعة و الفصاحة .
2-تقوم العلاقات الخارجية على عاتق السفير حتى إن الحرب اعتبرت المهمة الأولى للدبلوماسية و عول عليها أكثر من السلم( و في المادة 65 من قانون مانو) بأن الحرب و السلام يعتمدان على السفير.
3-في مجال التفاوض يجب على السفيران يفطن إلى أهداف الملك الأجنبي من خلال بعض الإشارات و الحركات المتعلقة بالحاكم أو بمبعوثيه السريين كما يجب أن يعرف مشاريعه عن طريق اتصاله بمستشاريه الطامعين أو الناقمين هذا إلى جانب حنكته في المحافظات.
*الدبلوماسية في عهد الإغريق:
يقول نيكلسون إن الإغريق طوروا نظماً دقيقاً للاتصال الدبلوماسي. بحيث:-
1- عرفوا مبدأ التسوية بالتراضي أو المصالحة التي تشير إلى وقف الأعمال العدواني .
2- عرفوا الاتفاق أي الهدنة المحلية المؤقتة.
3-تبنوا نظام الاتفاقات العلنية وحتى المعاهدات إلى جانب التحالفات والهدنة المقدسة التي تعقد في فترة الألعاب الأولمبية و كان عقد الصلح والسلم بالنسبة للإغريق أقرب الاستخدامات والأسماء إلى القلوب .
*و قد تميزت أساليب الدبلوماسية وممارستها في عهد الإغريق بثلاث مراحل:
1- مرحلة المنادين أو حملة الإعلام البيضاء:
قد أسبغت على هؤلاء سلطات شبه دينية و وضعوا تحت حماية الإله هرمس الذي يمثل السحر و الحيلة والخداع ويقوم بدور الوسيط بين العالم العلوي والعالم السفلي حيث كان الدبلوماسي المنادى يستخدم كرسول لإعلان رغبة السيد أو الملك حول موضوع معين والتفاوض بشأن بعض الأمور .
2-مرحلة الخطباء:
و هي مستوى أعلى من مستوى المنادي و كان يتم اختيار المبعوثين من بين الخطباء والفلاسفة والحكماء وهي مرحلة الدبلوماسي الخطيب.
3-مرحلة ازدهار حضارة الدولة المدنية:
وتقدم وسائل الاتصال حيث اعتمدت على أسس ثابتة في مجال السلم و الحرب:
أ- في زمن السلم:
قامت العلاقات الدبلوماسية على التعاهد والتحكيم وإيفاد الممثلين الدبلوماسيين مثلاً نصت المعاهدة المبرمة بين طيبة و أثينا على أن تقوم مدينة لاميا بدور الحاكم بينهما في حال نشأ خلاف حول تفسير المعاهدة.
ب- في زمن الحرب
قد خضعت العلاقات بين المدن الإغريقية لقواعد خاصة أهمها:
1-لا تبدأا لحرب إلا بعد الإعلان والحرب لتسوية الخلافات الدولية و كان الإغريق قبل الحرب يلجئون إلى المفاوضات الدبلوماسية الفردية وعقد المؤتمرات التي كان يطلق عليها الامفكتونية.
2-تكون حرمة المعابد و الملاعب مصونة و خاصة كانت بعض المعابد تستخدم لحفظ الوثائق ومحفوظات الدولة كمعبد متروون.
3-لا يعتدي على الجرحى والأسرى: حيث حكموا على صور الوحشية التي ترتكب بحق الجرحى و الموتى في المعركة إنها بمثابة أمور تليق بالبرابرة .
*العوامل التي أدت إلى تأخر استتباب الاستقرار في العلاقات الدبلوماسية بين الدول المدنية الإغريقية خاصة في مجال التمثيل الدبلوماسي أهمها:1-إن المدن اليونانية لم يعترفن بعضها للبعض بالمساواة في السيادة.
2-إن العلاقات الدبلوماسية بين هذه الدول المدنية كانت في الواقع علاقات داخلية بين مدن ترتبط بروابط الدم واللغة و الدين والجوار أكثر مما كانت علاقات دولية.
3-لم تكن لتلك الدول المدنية القوة التي تمكنها من فرض نظمها على غيرها أو ضم الدول إليها، ولم تبرز هذه القوة إلا إبان عصر الاسكندر المقدوني حيث بلغ مبدأ القوة إليها، و الإخضاع على مبدأ الإقناع والتفاوض بالأسلوب الدبلوماسي.
*تميز الأسلوب والممارسة الدبلوماسية عند الإغريق بعدة خصائص هي:
1-عدم وجود ممثلين دائمين ، فقد كانت مجالس الشعب أو جمعية المدنية هي التي تقوم بتفويض السفراء المؤقتين بمهامهم وتسلمهم خطابات الاعتماد وتقوم باستقبالهم .
2-كانت الديمقراطية الإغريقية تضع مبعوثيها موضع الشك دائماً و لذلك كانت السفارة تتكون غالباً من أكثر من مبعوث واحد بحيث تمثل جميع الأحزاب ومختلف وجهات النظر أي كانت البعثة بشكل عام(جماعية ).
3-كان السفراء يحملون تصريحات بالسفر و الانتقال عبر البلدان كما كانت الدولة تكفل لهم نفقات الإقامة والسفر والمعاملات بسخاء.
4-كان للسفراء حصانان و امتيازات لا يخضعون لسلطة القضاء المدني والجنائي المحلي في البلد الموفد إليه وخاصة ان المبعوث كان يتمتع بحماية الآلهة و كثيراً ما كانت الحرب تعلن بسبب انتهاك حرمة سفيرها أو الاعتداء عليه ، *مثال أعلنت الحرب على تساليا لأن سفراء قد اعتقلوا أو سجنوا فيتسليا .
5-كان يحرم على السفراء قبول الهدايا مدة القيام بمهامهم .
6-إذا نجح السفير في مهمته وعاد إلى وطنه و وافقت الجمعية الوطنية على ما قام به منح حديقة من الزيتون و دعي إلى وليمة تقام خصيصاً له دار البلدية وكان موضع حفاوة وتبجيل، أما إذا اخفق فكان يتعرض لأقصى العقوبات الجنائية و كان عليه أن يعيد النفقات التي اقتضتها مهمته .
7-من أبرز ما عرفه اليونان في تاريخ العلاقات الدولية هو نظام القناصل و هكذا يلاحظ إن الإغريق قد مارسوا الدبلوماسية وضرورة إتباع هذه القواعد التي تنظم العمل الدبلوماسي.
*الدبلوماسية في عهد الرومان:
1-ورث الرومان عن الإغريق بعضاً من التقاليد والقواعد الدبلوماسية .
2-في عهد الرومان وصلت العلاقات الدبلوماسية إلى مرحلة متقدمة من التطور والانتظام من خلال المؤتمرات و الاتحادات التعاضدية وقد سار تطور العلاقات الدولية ضمن إطار ( خدمة الأهداف الخارجية لروما ) التي ارتكزت على مبدأ السيطرة و خضوع الشعوب الأخرى و كيفية استيعابها وصهرها في البوتقة الرومانية.
3-لجأت روما إلى رفض فكرة المفاوضة والدخول في معاهدات و تحالفات بين روما و غيرها من المدن ،
والشعوب المغلوبة على أمرها، و هذه المعاهدات أبقت لتلك المدن والشعوب نوعاً من الحكم الذاتي.
و كان أفضل ما ابتدعته الرومان مبدأ سحق خصمهم العنيد والصفح عمن يخضع لهم.
*آثار العقلية الرومانية القانونية و غلبتها على الأسلوب الدبلوماسي في النقاط وأهمها:
(1)عرف الرومان المعاهدات و صياغتها وأشكالها حيث أقروا مبدأ احترام العهود وقدسية المواثيق كأساس لاستقرار العلاقات الدولية.
(2)في العصر الأول لسيادة روما برزت العقلية القانونية من خلال تلاشي العادات الدينية وتلاشي القانون المقدس و مسألة القسم في تنفيذ المعاهدة أمام قانون الشعوب وأصبح يحكم علاقات روما بغير مواطنيها من الشعوب الصديقة و الأجانب المتحالفين معها.
(3)مع تطور الإمبراطورية الرومانية نشأ قانون الأجانب الذي يطبق على سكان الأقاليم المفتوحة حديثاً من غير الأرقاء الذين لم يكتسبوا بعد حق المواطنة الرومانية . .
و هكذا نلاحظ بأن الرومان كانوا يفضلون استعمال القوة على استعمال الأساليب الدبلوماسية ( أي أنها كانت علاقة استعمارية)
*تميزت الممارسة والأسلوب الدبلوماسي الروماني و هذه الخصائص تركزت في الأمور التالية:
(1)كان اهتمام الرومان يتركز على الشكل قبل المضمون في إجراءات عقد و تسجيل المعاهدات فمثلاً انصرف اهتمام الرومان إلى النظر بصحة إعلان الحرب بالشروط المرسومة قبل بدئها و كذلك بما يتعلق بعقد الصلح طبقا لمراسم معينة.
(2)كان مجلس الشيوخ الروماني هو الذي يدير الخارجية ثم أصبح للأباطرة من تدبير هذه السياسة و لكن بعد استشارة هذا المجلس.
(3)كان مجلس الشيوخ يقوم بقبول سفراء الدول الأجنبية و الاستماع إلى مطالبهم و قبولها أو رفضها.
(4)في عصر الرومان أصبح تكوين البعثة الدبلوماسية بمثابة لجنة تمثل مجلس الشيوخ يتراوح عددها بين شخصين أو عشرة أشخاص و ان السفراء عادة من درجة الشيوخ أو من الفرسان البارزين أو البعثات الدبلوماسية الهامة، فكانت تتكون من عدد من القناصل أو الفرسان يرأسهم أحد أعضاء ديوان الخارجية .
(5)عند عودة السفراء من مهمتهم يقدمون إلى مجلس الشيوخ تقريراً مفصلاً يصوت عليه المجلس بالموافقة أو الرفض.
(6)كانت تجري مراسم وإجراءات متعددة لاستقبال السفراء.
(7)عندما يقترف السفراء الأجانب عملاً مخالفاً للقانون يبعث بهم إلى دولتهم لتقوم سلطاتهم بمحاكمتهم و معاقبتهم.
(8)كان الممثلون الدبلوماسيون لدى روما يتمتعون بالحصانة الشخصية حتى وقت الحرب.
*بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي أصبحت منقسمة إلى قسمين:
(1)الدولة الرومانية العربية وعاصمتها (ميلانو) والتي سقطت على أيدي القبائل الجرمانية أفقدها هيبتها القديمة ولم تعد سوى مقر للبابوية حتى قيام دولة الفرنجة في بلاد الغال( فرنسا) و ظهور شارلمان سنة 800 م الذي أعاد لروما مجدها الروحي القديم.
(2)الدول الرومانية الشرقية: التي تأسست في بيزنطة و أدت لقيام روما جديدة ( هي القسطنطينية ) واستمرت هذه الدولة كقوة جبارة حتى عصر شارلمان و ظهور الإسلام، والدولة الإسلامية.
*الدبلوماسية في عهد البيزنطيين:
1-كانت الدبلوماسية البيزنطية أكثر مهارة في استخدام الدبلوماسية وممارستها.
2-اتبع البيزنطيون أسلوب من التفاوض في استخدام الدبلوماسية في علاقاتهم مع الأمم الأخرى بدهاء تام.
3-بعدان وجدوا أباطرة بيزنطة أن فض الخلافات بحد السيف وحده لا يكفي .
*ابتكروا ثلاثة أساليب رئيسية هي:
(1)سياسة إضعاف للشعوب والقبائل البرابرة من خلال نشر التفرقة وإثارة التنافس بينهم و إيقاع الخصومات و ذلك بهدف تقوية وحدتهم الداخلية.
(2)شراء صداقة الشعوب والقبائل المجاورة بطريق الرشوة و الهدايا ، أي التملق و المساعدات المالية.
(3)إدخال أكبر عدد ممكن في الديانة المسيحية كما حصل مع العرب في جنوب الجزيرة أيام دولة الحميريين اليهودية، حيث قامت أول سفارة مسيحية في العصر الحميري في عدن سنة 365 م و قد تم كل ذلك كان بمساعدة أبرهة نائب ملك الحبشة.
*- لقد استخدم البيزنطيون عنصر التحري، و جميع المعلومات المتعلقة بأسرار الدولة التي يبعث إليها البيزنطيون بمبعوث حيث يجب عليه إن يتعرف على مواطن الضعف فيها و إطماع حاكميها و كيفية استغلال كل ذلك لصالح دولته البيزنطية عن طريق المراقبة وجمع المعلومات.
*تميزت الممارسة والأسلوب الدبلوماسي عند البيزنطيين بخصائص وسمات أهمها: -
(1)اعتمد البيزنطيون على فن المفاوضة وممارسة الدبلوماسية بأشكال و صيغ معينة.
و اعتمدوا أسلوب الدبلوماسي المراقب بدل الدبلوماسي الخطيب وهذا الأسلوب يستند إلى شخصية الدبلوماسي المحترف ذي الخبرة و الدراية .
(2)أنشأ البيزنطيون في القسطنطينية ديواناً خاصاً للشؤون الخارجية قام بتدريب المفاوضين المحترفين الذين يقومون بأعمال السفارة لدى الدول الأجنبية وأنشأ إلى جانب ذلك ديوان الأجانب أو حسب تعبيرهم ( ديوان البرابرة) وهو يختص بمصالح المبعوثين الأجانب وشؤونهم و كان من تعليمات ديوان الشؤون الخارجية لسفراء بيزنطة إن يراعوا قواعد الذوق و اللياقة في بعثاتهم ، ومعاملاتهم مع الأجانب والمجاملة في أحاديثهم و إن لا ينتقدوا البلد الموفدين إليه في شيء بل عليهم امتداحه قدر المستطاع.
(3)أهداف السفارات البيزنطية هو أن تقوم بإعداد تقارير عن الأوضاع الداخلية في البلاد الموفد إليها فكانوا يسكنون في مبان خاصة و يكرمونهم ويراقبونهم ويحيطونهم بحرس الشرف.
(5)الاهتمام الزائد بالمراسم و إجراءات الضيافة وحسن الضيافة والاستقبال كما في روما ومن هذه المراسم احتفاظ البيزنطيين لسفراء العرب بمكان الصدارة بين جميع الدبلوماسيين الموفدين إليها ، و هو احترام بيزنطة الكبير لسفارات بغداد والقاهرة وقرطبة و تفضل سفراء العرب المشرف قبل عرب المغرب، حتى اعتبر إن العرب المشرق و خاصة بغداد الأفضلية على سفراء قرطبة .
(6)اعتباره نظاما غير دستوري و يشكل خطرا على المجموعة الدول
الدبلوماسية في حضارة الفراعنة، و الرافدين.
كانت العلاقات الدولية تتميز بسمات المجتمع الآسيوي التي شكلت قاسماً مشتركاً لحضارات واسعة تمتد من مصر إلى سوريا و بلاد فارس حتى الهند الصينية و كانت السلطة مركزة بشكل قوي لإدارة شؤون الحكم وكان الحاكم أو الملك يجسد الدولة فكانت الدبلوماسية والعلاقات الدولية تنفذ لخدمة السياسة الخارجية التي تحدد أهدافها الأباطرة والملوك كما إن جميع المشكلات العامة و الخاصة كانت تحل (عادة بالحرب) أو (بالسلم) ، ضمن اتفاق أو تعاهد يجر بعد التفاوض عن طريق مبعوثين أو رسل ،
وقد كان تمصر تتبع قواعد تقوم على انتهاج سياسية خارجية قائمة على مبدأ التوازن القوي و سياسة تقديم المعونات المالية و الهدايا إلى الملوك المجاورين بالإضافة إلى المصاهرة و الزواج.
كما تم اكتشاف مجموعة من الرسائل الدبلوماسية بلغ عددها 360 لوحاً من الصلصال وهي عبارة عن المراسلات الدبلوماسية المتبادلة بين فراعنة الأسرة الثامنة عشرة التي حكمت مصر في القرنين الخامس عشر والرابع عشر وملوك بابل والحثيين وسوريا وفلسطين معظمها كان مكتوباً باللغة البابلية لغة العصر الدبلوماسية.
هذا ما تؤكده معاهدة قادش بين الفراعنة والحثيين سنة 1279 ق.م التي أتت نتيجة في القانون الدولي والعلاقات الدبلوماسية،
أهم مبادئ هذه المعاهدة
أ- أهمية المبعوثين والرسل والاعتراف بمركزهم في تحقيق السياسة الخارجية .
ب- التأكيد على إقامة علاقات ودية وإشاعة السلام القائم على ضمان حرمانه أراضي الدولتين وتحديد التحالف و الدفاع المشترك .
ت- مبدأ رعاية الآلهة للعهد كقسم وتحريم النكث بالعهد .
ث- مبدأ تسليم المجرمين والعفو عنهم إنما دون تمييز بين المجرم العادي و المجرم السياسي. *
و تبرز أهمية هذه المعاهدة في تاريخ العلاقات الدولية في ثلاثة أمور: - 1-هذه المعاهدة تعتبر أقدم وثيقة مكتوبة حتى الآن في تاريخ القانون الدولي .
2-هذه المعاهدة بقيت حتى العصور الوسطي ( النموذج المتبع) في صياغة المعاهدات لما تضمنته من مقدمات ومتن و ختام .
3-هذه المعاهدة ترسم لنا صورة صادقة وأمنية عن أوضاع الممالك في الشرق القديم وعن كيفية انصهار الدولة بشخص الحاكم أو الملك.
*الدبلوماسية في حضارة الشرق القديم الهند الصينية:
الدبلوماسية في الصين القديمة، اتبعت قواعد ومبادئ ارتبطت بنظرتهم الفلسفية و أسبغت عليها هالة من القدسية النابعة من الديانة البوذية والبراهمية، دعا كونفوشيوس الفيلسوف في القرنالسادس قبل الميلاد إلى اختيار مبعوثين دبلوماسيين يتحلون بالفضيلة ويختارون بناء على الكفاية و ذلك ليتمثل دولهم في الخارج سواء على المستوى الدولي أم جماعة الدول.
* الدبلوماسية في الهند القديمة:
يمكن الرجوع إليها من خلال كتب الهنود المقدسة خاصة الفيدا والمانوا ،أو قانون مانو الذي يتضمن بعض القواعد الخاصة بالسياسة الخارجية والسفراء و شؤون الحكم وهذه القواعد عن العلاقات الدبلوماسية في حضارة الشرق القديم ، أهمها
*في اختيار السفراء و صفاتهم:
1- يجب على السفراء أن يلموا بكل القواعد الدينية التي تقدم الكثير من المعلومات للسفراء بشأن التجسس والقضايا النفسية و مسألة النسب إلى جانب الاستقامة والمعرفة التاريخية والجغرافية والتمتع بالشجاعة و الفصاحة .
2-تقوم العلاقات الخارجية على عاتق السفير حتى إن الحرب اعتبرت المهمة الأولى للدبلوماسية و عول عليها أكثر من السلم( و في المادة 65 من قانون مانو) بأن الحرب و السلام يعتمدان على السفير.
3-في مجال التفاوض يجب على السفيران يفطن إلى أهداف الملك الأجنبي من خلال بعض الإشارات و الحركات المتعلقة بالحاكم أو بمبعوثيه السريين كما يجب أن يعرف مشاريعه عن طريق اتصاله بمستشاريه الطامعين أو الناقمين هذا إلى جانب حنكته في المحافظات.
*الدبلوماسية في عهد الإغريق:
يقول نيكلسون إن الإغريق طوروا نظماً دقيقاً للاتصال الدبلوماسي. بحيث:-
1- عرفوا مبدأ التسوية بالتراضي أو المصالحة التي تشير إلى وقف الأعمال العدواني .
2- عرفوا الاتفاق أي الهدنة المحلية المؤقتة.
3-تبنوا نظام الاتفاقات العلنية وحتى المعاهدات إلى جانب التحالفات والهدنة المقدسة التي تعقد في فترة الألعاب الأولمبية و كان عقد الصلح والسلم بالنسبة للإغريق أقرب الاستخدامات والأسماء إلى القلوب .
*و قد تميزت أساليب الدبلوماسية وممارستها في عهد الإغريق بثلاث مراحل:
1- مرحلة المنادين أو حملة الإعلام البيضاء:
قد أسبغت على هؤلاء سلطات شبه دينية و وضعوا تحت حماية الإله هرمس الذي يمثل السحر و الحيلة والخداع ويقوم بدور الوسيط بين العالم العلوي والعالم السفلي حيث كان الدبلوماسي المنادى يستخدم كرسول لإعلان رغبة السيد أو الملك حول موضوع معين والتفاوض بشأن بعض الأمور .
2-مرحلة الخطباء:
و هي مستوى أعلى من مستوى المنادي و كان يتم اختيار المبعوثين من بين الخطباء والفلاسفة والحكماء وهي مرحلة الدبلوماسي الخطيب.
3-مرحلة ازدهار حضارة الدولة المدنية:
وتقدم وسائل الاتصال حيث اعتمدت على أسس ثابتة في مجال السلم و الحرب:
أ- في زمن السلم:
قامت العلاقات الدبلوماسية على التعاهد والتحكيم وإيفاد الممثلين الدبلوماسيين مثلاً نصت المعاهدة المبرمة بين طيبة و أثينا على أن تقوم مدينة لاميا بدور الحاكم بينهما في حال نشأ خلاف حول تفسير المعاهدة.
ب- في زمن الحرب
قد خضعت العلاقات بين المدن الإغريقية لقواعد خاصة أهمها:
1-لا تبدأا لحرب إلا بعد الإعلان والحرب لتسوية الخلافات الدولية و كان الإغريق قبل الحرب يلجئون إلى المفاوضات الدبلوماسية الفردية وعقد المؤتمرات التي كان يطلق عليها الامفكتونية.
2-تكون حرمة المعابد و الملاعب مصونة و خاصة كانت بعض المعابد تستخدم لحفظ الوثائق ومحفوظات الدولة كمعبد متروون.
3-لا يعتدي على الجرحى والأسرى: حيث حكموا على صور الوحشية التي ترتكب بحق الجرحى و الموتى في المعركة إنها بمثابة أمور تليق بالبرابرة .
*العوامل التي أدت إلى تأخر استتباب الاستقرار في العلاقات الدبلوماسية بين الدول المدنية الإغريقية خاصة في مجال التمثيل الدبلوماسي أهمها:1-إن المدن اليونانية لم يعترفن بعضها للبعض بالمساواة في السيادة.
2-إن العلاقات الدبلوماسية بين هذه الدول المدنية كانت في الواقع علاقات داخلية بين مدن ترتبط بروابط الدم واللغة و الدين والجوار أكثر مما كانت علاقات دولية.
3-لم تكن لتلك الدول المدنية القوة التي تمكنها من فرض نظمها على غيرها أو ضم الدول إليها، ولم تبرز هذه القوة إلا إبان عصر الاسكندر المقدوني حيث بلغ مبدأ القوة إليها، و الإخضاع على مبدأ الإقناع والتفاوض بالأسلوب الدبلوماسي.
*تميز الأسلوب والممارسة الدبلوماسية عند الإغريق بعدة خصائص هي:
1-عدم وجود ممثلين دائمين ، فقد كانت مجالس الشعب أو جمعية المدنية هي التي تقوم بتفويض السفراء المؤقتين بمهامهم وتسلمهم خطابات الاعتماد وتقوم باستقبالهم .
2-كانت الديمقراطية الإغريقية تضع مبعوثيها موضع الشك دائماً و لذلك كانت السفارة تتكون غالباً من أكثر من مبعوث واحد بحيث تمثل جميع الأحزاب ومختلف وجهات النظر أي كانت البعثة بشكل عام(جماعية ).
3-كان السفراء يحملون تصريحات بالسفر و الانتقال عبر البلدان كما كانت الدولة تكفل لهم نفقات الإقامة والسفر والمعاملات بسخاء.
4-كان للسفراء حصانان و امتيازات لا يخضعون لسلطة القضاء المدني والجنائي المحلي في البلد الموفد إليه وخاصة ان المبعوث كان يتمتع بحماية الآلهة و كثيراً ما كانت الحرب تعلن بسبب انتهاك حرمة سفيرها أو الاعتداء عليه ، *مثال أعلنت الحرب على تساليا لأن سفراء قد اعتقلوا أو سجنوا فيتسليا .
5-كان يحرم على السفراء قبول الهدايا مدة القيام بمهامهم .
6-إذا نجح السفير في مهمته وعاد إلى وطنه و وافقت الجمعية الوطنية على ما قام به منح حديقة من الزيتون و دعي إلى وليمة تقام خصيصاً له دار البلدية وكان موضع حفاوة وتبجيل، أما إذا اخفق فكان يتعرض لأقصى العقوبات الجنائية و كان عليه أن يعيد النفقات التي اقتضتها مهمته .
7-من أبرز ما عرفه اليونان في تاريخ العلاقات الدولية هو نظام القناصل و هكذا يلاحظ إن الإغريق قد مارسوا الدبلوماسية وضرورة إتباع هذه القواعد التي تنظم العمل الدبلوماسي.
*الدبلوماسية في عهد الرومان:
1-ورث الرومان عن الإغريق بعضاً من التقاليد والقواعد الدبلوماسية .
2-في عهد الرومان وصلت العلاقات الدبلوماسية إلى مرحلة متقدمة من التطور والانتظام من خلال المؤتمرات و الاتحادات التعاضدية وقد سار تطور العلاقات الدولية ضمن إطار ( خدمة الأهداف الخارجية لروما ) التي ارتكزت على مبدأ السيطرة و خضوع الشعوب الأخرى و كيفية استيعابها وصهرها في البوتقة الرومانية.
3-لجأت روما إلى رفض فكرة المفاوضة والدخول في معاهدات و تحالفات بين روما و غيرها من المدن ،
والشعوب المغلوبة على أمرها، و هذه المعاهدات أبقت لتلك المدن والشعوب نوعاً من الحكم الذاتي.
و كان أفضل ما ابتدعته الرومان مبدأ سحق خصمهم العنيد والصفح عمن يخضع لهم.
*آثار العقلية الرومانية القانونية و غلبتها على الأسلوب الدبلوماسي في النقاط وأهمها:
(1)عرف الرومان المعاهدات و صياغتها وأشكالها حيث أقروا مبدأ احترام العهود وقدسية المواثيق كأساس لاستقرار العلاقات الدولية.
(2)في العصر الأول لسيادة روما برزت العقلية القانونية من خلال تلاشي العادات الدينية وتلاشي القانون المقدس و مسألة القسم في تنفيذ المعاهدة أمام قانون الشعوب وأصبح يحكم علاقات روما بغير مواطنيها من الشعوب الصديقة و الأجانب المتحالفين معها.
(3)مع تطور الإمبراطورية الرومانية نشأ قانون الأجانب الذي يطبق على سكان الأقاليم المفتوحة حديثاً من غير الأرقاء الذين لم يكتسبوا بعد حق المواطنة الرومانية . .
و هكذا نلاحظ بأن الرومان كانوا يفضلون استعمال القوة على استعمال الأساليب الدبلوماسية ( أي أنها كانت علاقة استعمارية)
*تميزت الممارسة والأسلوب الدبلوماسي الروماني و هذه الخصائص تركزت في الأمور التالية:
(1)كان اهتمام الرومان يتركز على الشكل قبل المضمون في إجراءات عقد و تسجيل المعاهدات فمثلاً انصرف اهتمام الرومان إلى النظر بصحة إعلان الحرب بالشروط المرسومة قبل بدئها و كذلك بما يتعلق بعقد الصلح طبقا لمراسم معينة.
(2)كان مجلس الشيوخ الروماني هو الذي يدير الخارجية ثم أصبح للأباطرة من تدبير هذه السياسة و لكن بعد استشارة هذا المجلس.
(3)كان مجلس الشيوخ يقوم بقبول سفراء الدول الأجنبية و الاستماع إلى مطالبهم و قبولها أو رفضها.
(4)في عصر الرومان أصبح تكوين البعثة الدبلوماسية بمثابة لجنة تمثل مجلس الشيوخ يتراوح عددها بين شخصين أو عشرة أشخاص و ان السفراء عادة من درجة الشيوخ أو من الفرسان البارزين أو البعثات الدبلوماسية الهامة، فكانت تتكون من عدد من القناصل أو الفرسان يرأسهم أحد أعضاء ديوان الخارجية .
(5)عند عودة السفراء من مهمتهم يقدمون إلى مجلس الشيوخ تقريراً مفصلاً يصوت عليه المجلس بالموافقة أو الرفض.
(6)كانت تجري مراسم وإجراءات متعددة لاستقبال السفراء.
(7)عندما يقترف السفراء الأجانب عملاً مخالفاً للقانون يبعث بهم إلى دولتهم لتقوم سلطاتهم بمحاكمتهم و معاقبتهم.
(8)كان الممثلون الدبلوماسيون لدى روما يتمتعون بالحصانة الشخصية حتى وقت الحرب.
*بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي أصبحت منقسمة إلى قسمين:
(1)الدولة الرومانية العربية وعاصمتها (ميلانو) والتي سقطت على أيدي القبائل الجرمانية أفقدها هيبتها القديمة ولم تعد سوى مقر للبابوية حتى قيام دولة الفرنجة في بلاد الغال( فرنسا) و ظهور شارلمان سنة 800 م الذي أعاد لروما مجدها الروحي القديم.
(2)الدول الرومانية الشرقية: التي تأسست في بيزنطة و أدت لقيام روما جديدة ( هي القسطنطينية ) واستمرت هذه الدولة كقوة جبارة حتى عصر شارلمان و ظهور الإسلام، والدولة الإسلامية.
*الدبلوماسية في عهد البيزنطيين:
1-كانت الدبلوماسية البيزنطية أكثر مهارة في استخدام الدبلوماسية وممارستها.
2-اتبع البيزنطيون أسلوب من التفاوض في استخدام الدبلوماسية في علاقاتهم مع الأمم الأخرى بدهاء تام.
3-بعدان وجدوا أباطرة بيزنطة أن فض الخلافات بحد السيف وحده لا يكفي .
*ابتكروا ثلاثة أساليب رئيسية هي:
(1)سياسة إضعاف للشعوب والقبائل البرابرة من خلال نشر التفرقة وإثارة التنافس بينهم و إيقاع الخصومات و ذلك بهدف تقوية وحدتهم الداخلية.
(2)شراء صداقة الشعوب والقبائل المجاورة بطريق الرشوة و الهدايا ، أي التملق و المساعدات المالية.
(3)إدخال أكبر عدد ممكن في الديانة المسيحية كما حصل مع العرب في جنوب الجزيرة أيام دولة الحميريين اليهودية، حيث قامت أول سفارة مسيحية في العصر الحميري في عدن سنة 365 م و قد تم كل ذلك كان بمساعدة أبرهة نائب ملك الحبشة.
*- لقد استخدم البيزنطيون عنصر التحري، و جميع المعلومات المتعلقة بأسرار الدولة التي يبعث إليها البيزنطيون بمبعوث حيث يجب عليه إن يتعرف على مواطن الضعف فيها و إطماع حاكميها و كيفية استغلال كل ذلك لصالح دولته البيزنطية عن طريق المراقبة وجمع المعلومات.
*تميزت الممارسة والأسلوب الدبلوماسي عند البيزنطيين بخصائص وسمات أهمها: -
(1)اعتمد البيزنطيون على فن المفاوضة وممارسة الدبلوماسية بأشكال و صيغ معينة.
و اعتمدوا أسلوب الدبلوماسي المراقب بدل الدبلوماسي الخطيب وهذا الأسلوب يستند إلى شخصية الدبلوماسي المحترف ذي الخبرة و الدراية .
(2)أنشأ البيزنطيون في القسطنطينية ديواناً خاصاً للشؤون الخارجية قام بتدريب المفاوضين المحترفين الذين يقومون بأعمال السفارة لدى الدول الأجنبية وأنشأ إلى جانب ذلك ديوان الأجانب أو حسب تعبيرهم ( ديوان البرابرة) وهو يختص بمصالح المبعوثين الأجانب وشؤونهم و كان من تعليمات ديوان الشؤون الخارجية لسفراء بيزنطة إن يراعوا قواعد الذوق و اللياقة في بعثاتهم ، ومعاملاتهم مع الأجانب والمجاملة في أحاديثهم و إن لا ينتقدوا البلد الموفدين إليه في شيء بل عليهم امتداحه قدر المستطاع.
(3)أهداف السفارات البيزنطية هو أن تقوم بإعداد تقارير عن الأوضاع الداخلية في البلاد الموفد إليها فكانوا يسكنون في مبان خاصة و يكرمونهم ويراقبونهم ويحيطونهم بحرس الشرف.
(5)الاهتمام الزائد بالمراسم و إجراءات الضيافة وحسن الضيافة والاستقبال كما في روما ومن هذه المراسم احتفاظ البيزنطيين لسفراء العرب بمكان الصدارة بين جميع الدبلوماسيين الموفدين إليها ، و هو احترام بيزنطة الكبير لسفارات بغداد والقاهرة وقرطبة و تفضل سفراء العرب المشرف قبل عرب المغرب، حتى اعتبر إن العرب المشرق و خاصة بغداد الأفضلية على سفراء قرطبة .
(6)اعتباره نظاما غير دستوري و يشكل خطرا على المجموعة الدول