القضيه البلقانيه
مرسل: السبت نوفمبر 19, 2011 10:54 pm
القضيه البلقانيه: حرب الخنازير ,العصبه البلقانيه في سنه 1908 شهدت منطقه البلقان عددت تغيرات مهمه شكلة مقدمه للحرب العالميه الاولى فقد تحولت روسيا الى البلقان بعد هزيمها في الحرب اليابانيه عام 1905 كذالك تصارع الروح القوميه لدى العناصر السلافيه في البلقان التي كونت حركت الاتحاد والترقي ذات الاتجاه القومي في الوقت ذاته فقد تزايدة قوة النمساويه المجريه مستغله فتره الهدوء في تلك المنطقه من عام 1897 حتى عام 1908 ففي خلال هاذه الفتره قامت ببناء قوه عسكريه كبيره جعلت من البلقان قوه رئيسيه على حساب روسيا والدوله العثمانيه وضرب الحركه القوميه التي تتزعمها صربيا كانت خطة النمسا المجريه ضم اقليم البوسنه والهرسك لانها خافت من ان تطالب حكومة الاتحاد والترقي بعودة الاداره العثمانيه اعلنت في عام 5 اكتوبر 1908 ضم البوسنه والهرسك للنمسا المجريه وفي اليوم ذاته اعلنت بالغاريا استقلالها عن الدوله العثماني هان ضم البوسنه والهرسك اغضب صربيا لانها كانت تهدف عن طريقها الوصول الى الساحل الادرياتيكي وبالذات بعد ان اعلنت عليها النمسا المجريه حرب التجاره الدوله الذي عرف بأسم (حرب الخنازير) خاص هان صربيا في ذالك الوقت حبيسه جغرافيا ولذالك اعلنت صربيا التعبئه العامه لخلق ازمه دوليه تدفع الدول الكبرى للتدخل ونفس الامر ينطبق على الدولة العثمانية التعبئة العامة ومقاطعة المنتوجات النمساوية المجرية إلا أنها في النهاية تنازلت عن اقليمي البوسنة والهرسك مقابل تعويض مالي مقداره 2 مليون جنيه استرليني..
أما في روسيا فقد تمكن (اهرنتال) السياسي النمساوي من انتزاع اعتراف منها بضم البوسنة والهرسك مقابل تعويض لروسيا يتضمن السماح لها بمرورأسطولهاالحربي عبر مضائق البسفور والدردنيل -مضائق عثمانية-
في اتفاق سري مع معرفة (اهرنتال) المسبقة بأن بريطانيا لن تقبل إلى جانب فرنسا بالطبع بتنفيذ مثل هذا التعويض
لقد غيرت هذه الأزمة من طبيعة الأحلاف التي تحولت من تحالفات دفاعية إلى هجومية … ومن ناحية أخرى ازداد تمسك روسيا بفرنسا وبريطانيا بعد شعورها بعظم الخطر النمساوي الالماني بينما انتهجت ايطاليا سياسة مزدوجة فقد قامت بتوقيع اتفاق (راكونيجي) مع روسيا سنة 1909 يتضمن وعدا من ايطاليا بالحفاظ على الوضع الراهن في البلقان في حالة حدوث هجوم نمساوي مجري مقابل اعتراف روسيا بحقوق ايطاليا في طرابلس ومع كل هذا قامت ايطاليا بتجديد اتفاقية الحلف الثلاثي لمدة 6 سنوات عام 1912
في عام 1912 نشأت العصبة البلقانية وهي عبارة عن تجمع الدول البلقانية المستقلة ضد الدولة العثمانية وهي صربيا وبلغاريا واليونان وإمارة مونتينيغر والجبل الأسود عبر سلسلة من الأحلاف بدأت بتحالف دفاعي صربي في 29 فبراير 1912 يتعاونان فيه في حالة وقوع هجوم من جانب دول أخرى أو حاولت احدى الدول الحصول على منطقة من مناطق البلقان الخاضعة للدولة العثمانية.
وتبعتها اتفاقية مكملة تعهدت بلغاريا فيها باعلان الحرب والهجوم على النمسا والمجر والدولة العثمانية إذا حاولت أي منها الهجوم على صربيا .
وفي 10 مايو 1912 عقد حلف آخر بين بلغاريا واليونان انضمت إليه امارة الجبل الأسود باتفاق شفوي.
لقد توجهت مطالب العصبة البلقانية في الحصول على اقليم مقدونيا وتقسيمه بينها خصوصا بعد تصاعد التيار القومي في هذا الإقليم ووصول حزب الاتحاد والترقي للسلطة في الدولة العثمانية وهزيمتها أمام ايطاليا في الحرب الايطالية العثمانية 1911 والجدير بالذكر هو أن تداخل العناصر القومية في اقليم مقدونيا ساهم فيما بعد في وضع بذور الخلاف بين دول العصبة حيث أن عملية التقسيم على أساس قومي مسألة صعبة ومعقدة.
نظرت الدول الكبرى لنشاط العصبة البلقانية
كانت روسيا بالرغم من موالاة العصبة لها حذرة في تقديم الدعم للعصبة فقد كان لروسيا شرط محدد لتقديم دعمها وهو مدى ما ستقدمه العصبة لروسيا حتى تصل إلى المضائق العثمانية .
بينما رأت الدول الأوروبية الأخرى أنه من الأفضل بقاء الوضع كما هو عليه في البلقان ,المانيا كانت مترددة في الموافقة على مطالب القضية البلقانية وخشيت النمسا والمجر من أن حدوث حرب في البلقان سيؤدي إلى ازدياد قوة صربيا وبالتالي تهديد أمنها ووجودها في البلقان عن طريق العناصر السلافية الخاضعة للامبراطورية ولم تحبذ فرنسا وبريطانيا دخول أي حرب تتعلق بالبلقان لذا قامت هذه الدول بتقديم مذكرة مشتركة لدول العصبة تناشدها فيها بالتعقل وعدم تهديد السلام العالمي .. إلا أن دول العصبة تجاهلت المذكرة وسرعان ما أعلنت إمارة الجبل الأسود الحرب على الدولة العثمانية في 8 اكتوبر 1912 وتبعتها باقي دول العصبة وهكذا نشبت الحرب البلقانية الأولى .
نجحت الدول البلقانية في اجتياح معظم الأقاليم العثمانية في البلقان وتم عقد هدنة بين الطرفين في ديسمبر 1912 ثم مؤتمر للصلح وآخر للسفراء للنظر في نتائج الحرب وكانت بلغاريا شديدة النقمة على ما آلت الأمور فقد حصلت اليونان والصرب على مساحات واسعة تضم اعدادا كبيرة من البلغار مما دفعها في 25 يونيو 1913 إلى شن حرب على صربيا واليونان ودخلت إلى جانبها رومانيا .
وساندت النمسا والمجر بلغاريا لأنها أرادت الحد من توسع صربيا وكانت نهاية الحرب بهزيمة بلغاريا وابرامها لمعاهدة صلح بوخارست في اغسطس 1913 وبموجب هذه المعاهدة أصبحت الأمور كالتالي:
1. استولت رومانيا على اقليم (دبروجا) وهو الأقليم الذي دخلت الحرب من أجل الحصول عليه.
2. استولت صربيا على معظم إقليم مقدونيا
3. حصلت اليونان على أجزاء من إقليم مقدونيا بالإضافة إلى ميناء سالونيك وكافلا.
4. استعادت الدولة العثمانية أدرنة بموجب معاهدة صلح خاصة مع رومانيا في سبتمبر 1913
5 . ظهرت دولة جديدة وهي ألبانيا لتحول دون وصول الصرب إلى البحر الأدرياتي .
نتائج حرب أوصلت إلى حرب
زاد التقارب بين دول الوفاق الثلاثي روسيا وفرنسا وكان هذا التقارب يزداد كلما اشتدت حمى سباق التسلح البحري بين بريطانيا وفرنسا ولعل أبرز ما يدلل على هذا التقارب هو وصول كل من فرنسا وبريطانيا إلى اتفاق تتولى فيه فرنسا السيطرة على مياه البحر الأبيض المتوسط بينما تتولى البحرية البريطانية الدفاع عن سواحل فرنسا على بحر الشمال .
كما أدت الحروب البلقانية إلى ازدياد التقارب بين حكومة الإتحاد والترقي والمانيا ترجم هذا التقارب بقيام ألمانيا بإرسال خبراء ألمان لتنظيم وتدريب الجيوش العثمانية وتولى (ليمان فون ساندرس) رئاسة هيئة أركان الجيش التركي في الإستانة عام 1913 .
ازدادت قوة صربيا وتعاظم شأنها بعد امتدادها على مساحة أوسع ونشاطها في بث الدعاية بين رعايا الإمبراطورية النمساوية المجرية من السلاف للوحدة في دولة الصرب الكبرى وبهذا ازداد التوتر بين صربيا والنمسا والمجر فحاولت الأخيرة سحق الصرب بلا رحمة وبكافة الوسائل مما أدى إلى تفشي روح العداوة بين الصرب للنمسا إلى أن وصلت الأمور إلى ساعة الصفر وهي إغتيال ولي عهد الإمبراطورية النمساوية النمساوية المجرية الأرشيدوق فرديناند في سراييفو عاصمة البوسنة في 28 حزيران 1914
لم يكن السلاف في البوسنة والهرسك راضين بالطبع عن التحاقهم قهرا بالنمسا وكان مجرد إعلان خبر وصول الإرشيدوق إلى سراييفو سببا كافيا إلى أن يعقد عدد من تلامذة المدارس الثانوية مؤامرة لإغتيال ولي عهد النمسا بتشجيع من جمعية صربية
وفي الثامن والعشرين من حزيران سار موكب الارشيدوق وزوجته عبر الشارع الرئيسي في سراييفو وفشلت أولى المحاولات التي قام بها التلاميذ حيث لعب الإشفاق على قرينة الإرشيدوق دوره في ضمائر بعض منهم..
استمر موكب الأرشيدوق بالمسير واعتبرها محاولة صبيانية قام بها مجموعة من التلاميذ إلا أنه قرر مغادرة المدينة التي لم يكتب له القدر مغادرتها حيا فقد نجح أحد التلاميذ وهو (جفريلو برنسيب) من اطلاق الرصاص على الارشيدوق وزوجته.لم تستطع النمسا عدّ هذا الحادث كغيره من حوادث الإغتيالات التي نشط بالقيام بها الداعيين بالإنفصال عنها فقد اعتبرتها النمسا إهانة لسيادتها وجريمة لا تغتفر .
ومن أجل كل هذا قامت النمسا بتوجيه انذار إلى صربيا في 23 يوليو 1914 احتوى على عشرة بنود أهمها :
حلّ الجمعيات الوطنية الصربية التي تقوم بالدعاية ضد النمسا والمجر،إغلاق الصحف ومراقبة المدارس حتى لا يبث المدرسون كراهية النمسا والمجر بين التلاميذ ومصادرة الكتب المدرسية التي تتضمن دعاية مضادة للإمبراطورية .
عزل القادة والموظفين الذين عرفوا بكراهية النمسا وأن يسمح للنمسا والمجر بالإشتراك مع السلطات الصربية في التحقيق أي أنها ستقوم بإرسال شرطة إلى صربيا للتحقيق مع القتلة .
قبلت صربيا كل الشروط ما عدا شرط التحقيق فاعتبرت النمسا هذا رفض للإنذار فأعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية معها في 25 تموز 1914 وفي ذات اليوم أعلنت روسيا أنها لن تسكت على أي إجراء تقوم به النمسا ضد صربيا المؤيدة لها في البلقان ..
إلا أن النمسا وبعد ثلاثة أيام أعلنت الحرب على مملكة صربيا ونتيجة لذلك قامت روسيا بإعلان التعبئة الجزئية لقواتها المسلحة في 29 يوليو وفي 30 يوليو اعلنت روسيا التعبئة العامة.
وفي 31 تموز وجهت ألمانيا انذارا إلى روسيا بضرورة العدول عن قرار التعبئة العامة وفي 1 آب أعلنت المانيا الحرب على روسيا..
وكان اعلان فرنسا موقفها إلى جانب روسيا ضد ألمانيا إلى جانب إعلانها التعبئة العامة سببا لأن تعلن المانيا الحرب على فرنسا في 3 آب وتوجيه انذار للحكومة البلجيكية بالسماح للقوات الالمانية العبور عبر أراضيها لمهاجمة فرنسا من الشمال كما طالبت بريطانيا بأن تقف على الحياد مقابل ضمان استقلال بلجيكا وهولندا بعد الحرب لكن كان قرار بريطانيا دخول الحرب إلى جانب فرنسا وروسيا 4 آب 1914
بعد ذلك قامت النمسا والمجر بإعلان الحرب على روسيا وانضمت امارة الجبل الأسود إلى صربيا وفي 6 اغسطس تم قطع العلاقات بينهما وبين المانيا .
وبعد يومين أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على النمسا والمجر ..
وهكذا وخلال أسبوع واحد تحول إعلان الحرب الذي بدأته كل من صربيا والنمسا إلى حرب أوروبية أصبحت عالمية لاحقا عندما انضمت لها كل من الإمبراطورية العثمانية في 31 اكتوبر 1914 والولايات المتحدة في 6 ابريل 1917
أما في روسيا فقد تمكن (اهرنتال) السياسي النمساوي من انتزاع اعتراف منها بضم البوسنة والهرسك مقابل تعويض لروسيا يتضمن السماح لها بمرورأسطولهاالحربي عبر مضائق البسفور والدردنيل -مضائق عثمانية-
في اتفاق سري مع معرفة (اهرنتال) المسبقة بأن بريطانيا لن تقبل إلى جانب فرنسا بالطبع بتنفيذ مثل هذا التعويض
لقد غيرت هذه الأزمة من طبيعة الأحلاف التي تحولت من تحالفات دفاعية إلى هجومية … ومن ناحية أخرى ازداد تمسك روسيا بفرنسا وبريطانيا بعد شعورها بعظم الخطر النمساوي الالماني بينما انتهجت ايطاليا سياسة مزدوجة فقد قامت بتوقيع اتفاق (راكونيجي) مع روسيا سنة 1909 يتضمن وعدا من ايطاليا بالحفاظ على الوضع الراهن في البلقان في حالة حدوث هجوم نمساوي مجري مقابل اعتراف روسيا بحقوق ايطاليا في طرابلس ومع كل هذا قامت ايطاليا بتجديد اتفاقية الحلف الثلاثي لمدة 6 سنوات عام 1912
في عام 1912 نشأت العصبة البلقانية وهي عبارة عن تجمع الدول البلقانية المستقلة ضد الدولة العثمانية وهي صربيا وبلغاريا واليونان وإمارة مونتينيغر والجبل الأسود عبر سلسلة من الأحلاف بدأت بتحالف دفاعي صربي في 29 فبراير 1912 يتعاونان فيه في حالة وقوع هجوم من جانب دول أخرى أو حاولت احدى الدول الحصول على منطقة من مناطق البلقان الخاضعة للدولة العثمانية.
وتبعتها اتفاقية مكملة تعهدت بلغاريا فيها باعلان الحرب والهجوم على النمسا والمجر والدولة العثمانية إذا حاولت أي منها الهجوم على صربيا .
وفي 10 مايو 1912 عقد حلف آخر بين بلغاريا واليونان انضمت إليه امارة الجبل الأسود باتفاق شفوي.
لقد توجهت مطالب العصبة البلقانية في الحصول على اقليم مقدونيا وتقسيمه بينها خصوصا بعد تصاعد التيار القومي في هذا الإقليم ووصول حزب الاتحاد والترقي للسلطة في الدولة العثمانية وهزيمتها أمام ايطاليا في الحرب الايطالية العثمانية 1911 والجدير بالذكر هو أن تداخل العناصر القومية في اقليم مقدونيا ساهم فيما بعد في وضع بذور الخلاف بين دول العصبة حيث أن عملية التقسيم على أساس قومي مسألة صعبة ومعقدة.
نظرت الدول الكبرى لنشاط العصبة البلقانية
كانت روسيا بالرغم من موالاة العصبة لها حذرة في تقديم الدعم للعصبة فقد كان لروسيا شرط محدد لتقديم دعمها وهو مدى ما ستقدمه العصبة لروسيا حتى تصل إلى المضائق العثمانية .
بينما رأت الدول الأوروبية الأخرى أنه من الأفضل بقاء الوضع كما هو عليه في البلقان ,المانيا كانت مترددة في الموافقة على مطالب القضية البلقانية وخشيت النمسا والمجر من أن حدوث حرب في البلقان سيؤدي إلى ازدياد قوة صربيا وبالتالي تهديد أمنها ووجودها في البلقان عن طريق العناصر السلافية الخاضعة للامبراطورية ولم تحبذ فرنسا وبريطانيا دخول أي حرب تتعلق بالبلقان لذا قامت هذه الدول بتقديم مذكرة مشتركة لدول العصبة تناشدها فيها بالتعقل وعدم تهديد السلام العالمي .. إلا أن دول العصبة تجاهلت المذكرة وسرعان ما أعلنت إمارة الجبل الأسود الحرب على الدولة العثمانية في 8 اكتوبر 1912 وتبعتها باقي دول العصبة وهكذا نشبت الحرب البلقانية الأولى .
نجحت الدول البلقانية في اجتياح معظم الأقاليم العثمانية في البلقان وتم عقد هدنة بين الطرفين في ديسمبر 1912 ثم مؤتمر للصلح وآخر للسفراء للنظر في نتائج الحرب وكانت بلغاريا شديدة النقمة على ما آلت الأمور فقد حصلت اليونان والصرب على مساحات واسعة تضم اعدادا كبيرة من البلغار مما دفعها في 25 يونيو 1913 إلى شن حرب على صربيا واليونان ودخلت إلى جانبها رومانيا .
وساندت النمسا والمجر بلغاريا لأنها أرادت الحد من توسع صربيا وكانت نهاية الحرب بهزيمة بلغاريا وابرامها لمعاهدة صلح بوخارست في اغسطس 1913 وبموجب هذه المعاهدة أصبحت الأمور كالتالي:
1. استولت رومانيا على اقليم (دبروجا) وهو الأقليم الذي دخلت الحرب من أجل الحصول عليه.
2. استولت صربيا على معظم إقليم مقدونيا
3. حصلت اليونان على أجزاء من إقليم مقدونيا بالإضافة إلى ميناء سالونيك وكافلا.
4. استعادت الدولة العثمانية أدرنة بموجب معاهدة صلح خاصة مع رومانيا في سبتمبر 1913
5 . ظهرت دولة جديدة وهي ألبانيا لتحول دون وصول الصرب إلى البحر الأدرياتي .
نتائج حرب أوصلت إلى حرب
زاد التقارب بين دول الوفاق الثلاثي روسيا وفرنسا وكان هذا التقارب يزداد كلما اشتدت حمى سباق التسلح البحري بين بريطانيا وفرنسا ولعل أبرز ما يدلل على هذا التقارب هو وصول كل من فرنسا وبريطانيا إلى اتفاق تتولى فيه فرنسا السيطرة على مياه البحر الأبيض المتوسط بينما تتولى البحرية البريطانية الدفاع عن سواحل فرنسا على بحر الشمال .
كما أدت الحروب البلقانية إلى ازدياد التقارب بين حكومة الإتحاد والترقي والمانيا ترجم هذا التقارب بقيام ألمانيا بإرسال خبراء ألمان لتنظيم وتدريب الجيوش العثمانية وتولى (ليمان فون ساندرس) رئاسة هيئة أركان الجيش التركي في الإستانة عام 1913 .
ازدادت قوة صربيا وتعاظم شأنها بعد امتدادها على مساحة أوسع ونشاطها في بث الدعاية بين رعايا الإمبراطورية النمساوية المجرية من السلاف للوحدة في دولة الصرب الكبرى وبهذا ازداد التوتر بين صربيا والنمسا والمجر فحاولت الأخيرة سحق الصرب بلا رحمة وبكافة الوسائل مما أدى إلى تفشي روح العداوة بين الصرب للنمسا إلى أن وصلت الأمور إلى ساعة الصفر وهي إغتيال ولي عهد الإمبراطورية النمساوية النمساوية المجرية الأرشيدوق فرديناند في سراييفو عاصمة البوسنة في 28 حزيران 1914
لم يكن السلاف في البوسنة والهرسك راضين بالطبع عن التحاقهم قهرا بالنمسا وكان مجرد إعلان خبر وصول الإرشيدوق إلى سراييفو سببا كافيا إلى أن يعقد عدد من تلامذة المدارس الثانوية مؤامرة لإغتيال ولي عهد النمسا بتشجيع من جمعية صربية
وفي الثامن والعشرين من حزيران سار موكب الارشيدوق وزوجته عبر الشارع الرئيسي في سراييفو وفشلت أولى المحاولات التي قام بها التلاميذ حيث لعب الإشفاق على قرينة الإرشيدوق دوره في ضمائر بعض منهم..
استمر موكب الأرشيدوق بالمسير واعتبرها محاولة صبيانية قام بها مجموعة من التلاميذ إلا أنه قرر مغادرة المدينة التي لم يكتب له القدر مغادرتها حيا فقد نجح أحد التلاميذ وهو (جفريلو برنسيب) من اطلاق الرصاص على الارشيدوق وزوجته.لم تستطع النمسا عدّ هذا الحادث كغيره من حوادث الإغتيالات التي نشط بالقيام بها الداعيين بالإنفصال عنها فقد اعتبرتها النمسا إهانة لسيادتها وجريمة لا تغتفر .
ومن أجل كل هذا قامت النمسا بتوجيه انذار إلى صربيا في 23 يوليو 1914 احتوى على عشرة بنود أهمها :
حلّ الجمعيات الوطنية الصربية التي تقوم بالدعاية ضد النمسا والمجر،إغلاق الصحف ومراقبة المدارس حتى لا يبث المدرسون كراهية النمسا والمجر بين التلاميذ ومصادرة الكتب المدرسية التي تتضمن دعاية مضادة للإمبراطورية .
عزل القادة والموظفين الذين عرفوا بكراهية النمسا وأن يسمح للنمسا والمجر بالإشتراك مع السلطات الصربية في التحقيق أي أنها ستقوم بإرسال شرطة إلى صربيا للتحقيق مع القتلة .
قبلت صربيا كل الشروط ما عدا شرط التحقيق فاعتبرت النمسا هذا رفض للإنذار فأعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية معها في 25 تموز 1914 وفي ذات اليوم أعلنت روسيا أنها لن تسكت على أي إجراء تقوم به النمسا ضد صربيا المؤيدة لها في البلقان ..
إلا أن النمسا وبعد ثلاثة أيام أعلنت الحرب على مملكة صربيا ونتيجة لذلك قامت روسيا بإعلان التعبئة الجزئية لقواتها المسلحة في 29 يوليو وفي 30 يوليو اعلنت روسيا التعبئة العامة.
وفي 31 تموز وجهت ألمانيا انذارا إلى روسيا بضرورة العدول عن قرار التعبئة العامة وفي 1 آب أعلنت المانيا الحرب على روسيا..
وكان اعلان فرنسا موقفها إلى جانب روسيا ضد ألمانيا إلى جانب إعلانها التعبئة العامة سببا لأن تعلن المانيا الحرب على فرنسا في 3 آب وتوجيه انذار للحكومة البلجيكية بالسماح للقوات الالمانية العبور عبر أراضيها لمهاجمة فرنسا من الشمال كما طالبت بريطانيا بأن تقف على الحياد مقابل ضمان استقلال بلجيكا وهولندا بعد الحرب لكن كان قرار بريطانيا دخول الحرب إلى جانب فرنسا وروسيا 4 آب 1914
بعد ذلك قامت النمسا والمجر بإعلان الحرب على روسيا وانضمت امارة الجبل الأسود إلى صربيا وفي 6 اغسطس تم قطع العلاقات بينهما وبين المانيا .
وبعد يومين أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على النمسا والمجر ..
وهكذا وخلال أسبوع واحد تحول إعلان الحرب الذي بدأته كل من صربيا والنمسا إلى حرب أوروبية أصبحت عالمية لاحقا عندما انضمت لها كل من الإمبراطورية العثمانية في 31 اكتوبر 1914 والولايات المتحدة في 6 ابريل 1917