تلاحظ خلال فترة الانتخابات الامريكية وبعدها حجم التفاؤل والتهليل لباراك اوباما شبيه المرتد هذا ....
وخاصة بعدما فاز فى هذه الانتخابات
وكأن الله ارسل لنا عونه وغيثه على يديه .... اصبحنا نتمسح فى اصوله الافريقية تارة
و جذوره الاسلامية تارة اخرى ..... وكلمة قالها هنا او تصريح قاله هناك
وربما غدا نكتشف انه سليل قبيلة عربية .... او سليل ال البيت
ولهذا عدة اسباب توجز فيما يلى
اولا ، الرغبة فى التخلص من كابوس فترة حكم الرئيس الاسبق بوش وما مثلت هذه الفترة من مشاكل عالمية واقليمية كبرى وحروب مازالت مشتعلة
ثانيا , الرغبة فى رؤية مدى صدق و ديناميكية الديمقراطية الامريكية نفسها وقبولها لهذا الاوباما صاحب الاصول الافريقية والجذور الاسلامية
ثالثا . عدم تحمل العالم كله لرؤية بوش اخر ممثلا فى جون ماكين وحكم الجمهوريين وخاضع لسيطرة نفس افكار المحافظين الجدد
واسباب اخرى كثيرة
لكن هل فعلا بوش هو سبب ما حدث من كوارث ومشاكل يعرفها الجميع .... هل يستحق بوش كل هذه الاوصاف واللعنات هل هو الجانى الحقيقى فى كل هذه الجرائم ام هو المجنى عليه
من واقع الدستور الامريكى وصلاحيات الرئيس الامريكى فيه والتى يمكن ان نوجزها فى ما يلى
تنص المادة الثانية من الدستور على أن «السلطة التنفيذية توكل إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية»، وتحدد فترة الولاية بـ٤سنوات.فالرئيس هو «القائد الأعلى» للقوات المسلحة ويملك صلاحية قرار «وقف تنفيذ عقوبات والعفو» وبإمكانه إبرام معاهدات
«شرط استشارة مجلس الشيوخ» والحصول على موافقة ثلثى أعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين، ويقوم بتعيين السفراء، والقضاة فى المحكمة الدستورية العليا شرط موافقة غالبية مجلس الشيوخ لتثبيتهم فى مناصبهم.
وبحسب الدستور
«يطلع الرئيس دوريا الكونجرس على وضع الاتحاد ويوصى بأى تدبير يعتبره ضروريا ومناسبا» ولا يملك الرئيس صلاحيات حل الكونجرس، كما يملك الرئيس حق الاعتراض (الفيتو) على نصوص القوانين التى يقرها الكونجرس الذى يمكنه مع ذلك تجاوز الفيتو الرئاسى من خلال التصويت بغالبية ثلثى أعضاء مجلسى الشيوخ.ويمكن عزل الرئيس إثر إجراءات خاصة أو بعد «إدانته بالخيانة والفساد أو أى جرائم وجنح أخرى». وقد صوت مجلس النواب الأمريكى مرتين على إجراء من هذا النوع بحق رئيس الولايات المتحدة، مرة ضد اندرو جونسون (١٩٦٨) ومرة ضد بيل كلينتون (١٩٩٨)، إلا أن مجلس الشيوخ برأ الرئيسين.
وفى ١٩٧٤ بدأ مجلس النواب إجراءات ترمى إلى توجيه الاتهام إلى الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون إلا أن الإجراء توقف بعد استقالته، الوحيدة فى تاريخ الولايات المتحدة.
ولا يملك الرئيس الأمريكى مبدئيا صلاحية إعلان الحرب، فهو قرار يعود إلى الكونجرس، لكن ليست جميع حالات التدخل العسكرى فى الخارج تعتبر إعلان حرب وغالبا ما تعود صلاحية إرسال قوات إلى المعركة فعليا إلى الرئيس.
ويتدخل الكونجرس عندئذ للإشراف على عمليات التدخل المسلحة فى الخارج (مثل أفغانستان أو العراق) من خلال التصويت على قرارات تتناول جدولا زمنيا للانتشار وطبيعته وحجمه والمهمات المنوطة به، وبإمكان الرئيس استخدام سلطته لحفظ النظام بناء على طلب إحدى الولايات، واستدعاء الحرس الوطنى للولايات.
مما سبق يتبين انه برغم ان الرئيس الامريكى عموما بصفته رئيس اكبر دولة فى العالم له صلاحيات واسعة ولكنها مقيدة
فنحن خاصة دول العالم الثالث عموما حين ننظر للرئيس الامريكى دائما ننظر اليه من واقعنا الخاص لا الواقع الامريكى ...
. ننظر اليه من واقع الرئيس او الحاكم بأمر الله الناهى المتصرف الوحيد فى شئون الدولة وهذا يختلف تماما عن الواقع الامريكى
ذلك الواقع الامريكى الذى تحكمه عدة مؤسسات لكل منها صلاحياته المحددة والمتوازنة مع صلاحيات الجهات الاخرى
فأمريكا لا تحكمها مؤسسة الرئاسة فقط .... بل هناك الكونجرس بمجلسيه وما له من الصلاحيات .... وكذلك المؤسسات الاقتصادية والعسكرية والمخابراتية ومجلس الامن القومى ... وكذلك مؤسسات الابحا ث والدراسات السياسية والاعلامية وتأثيراتها فى صنع القرار .... وطبعا اللوبيات والتكتلات السياسية
انه مجتمع مفتوح تماما ....
الرئيس هناك يمثل ادارة تنفيذية لرؤية سياسية لهذه المؤسسات مجتمعة ... يمثل التطبيق الفعلى لاستراتيجيات متفق عليها وطويلة الامد
نعم اختياره لهذه الادارة والمعاونين له يتم طبعا وفق رؤياه وافكاره ونوع السياسة التى سينتهجها ... ولكن الرئيس غير مطلق اليد تماما ....
وما نريد قوله فى هذه النقطة هو لماذا يتم تحميل بوش بأخطاء السياسة الامريكية كلها عن فترة حكمه ....
الم يوافق الكونجرس والديموقراطيين على غزو العراق وافغانستان ... الم يوافق الكونجرس على ما يحدث فى جوانتاناموا ... الم يوافق الكونجرس على السياسة المالية لادارة بوش
الم تظهر استطلاعات الرأى فى بداية حرب العراق وافغانستان تأييد الشارع الامريكى كله ... الم تؤيده اوروبا والعالم كله فيما اراد ... بل وتتعاون معه وتتحالف معه
الم ينتخب بوش لفترة رئاسة ثانية ....
لنفترض ان بوش هو ذلك الغبى المأفون الذى حكم اكبر دولة فى العالم كيف استمر يحكم لدورتين رئاسيتين ... دون معارضة
هذا الذى يحدث الان من تحميل بوش كل بلاوى العالم هو كلام ساذج ....
يبدو ان العالم كله اصابته العدوى العربية ..... مات الملك .... عاش الملك ..... يحيا الملك
بوش يا سادة اصبح كبش فداء لاخطاء السياسة الامريكية خلال الفترة السابقة .... بوش حقيقة الامر تحول الى مجنى عليه واصبح يعانى وصمة عار تاريخية يحملها اسمه
ونحن..... ترى هل نحن مجنى علينا ام جنينا على انفسنا بجهلنا بامور السياسة واخطاءنا وخطايانا الكبرى فى هذه اللعبة
اولا هللنا لتولى بوش الرئاسة عام 2000 كما نهلل لاوباما الان ....لاننا تخلصنا من كابوس اليهودى ال جور وخوفنا من حكمه لامريكا
وتناسينا الخلفية السياسية و الدينية والثقافية والاسرية لبوش ... وسيطرة المحافظين الجدد عليه وسارعنا فى تقديم فروض الطاعة له ... والعرفان بالجميل لوالده محرر الكويت ... بالدماء و الاموال العربية !!!!!!
وتناسينا كيف تحكم امريكا ... وكينونة نظام الحكم فيها
لم نفطن للدور الذى يلعبه ديك تشينى وكونداليزا رايس ومجموعة المحافظين الجدد واخرين .... لم نفطن لتشكيل الادارة وقتها .... مثلما نفعل الان
وثانيا ... ما هى الا شهور قليلة حتى حدثت احداث 11 سبتبمبر الشهيرة ... ودون الدخول فى تفاصيل .... سارع العرب والمسلمين بالتبرأ منها... بل سارعنا بتقديم التعويضات بكافة اشكالها .... واستعدادنا لقبول كل مايفعل بنا .... بل طبقنا المثل القائل اذا جاءك الطوفان ضع ولدك تحت قدميك ... وسارعنا ببيع بعضنا البعض .... ووضع بعضنا البعض لاتحت اقدامنا بل تحت اقدام امريكا
وكأن كل عربى ومسلم شارك فيها ... وعليه الاعتذار .... والشعور بالذنب
وكأننا على رأسنا البطحة المصرية الشهيرة التى نتحسسها دائما
وتركنا اللوبى الصهيونى واسرائيل يحركان السياسة الامريكية كيفما شاءوا ويشاءون دون ان ننبس ببنت شفة ..... وتوالت الصفعات والركلات علينا من كل جانب
حتى انتفاضة الفلسطينين سارعنا بالبراءة منها ايضا ومن زعماؤها وتمنينا كما تمنى رابين ان يبتلع البحر الفلسطينيين .... وما زلنا
المقاومة العراقية وصفناها بالارهاب .... بل واصدرنا فتاوى التحريم لمن يقاوم الاحتلال
عدلنا مناهجنا الدراسية والدينية .... حتى تتواكب مع توجهات بوش
ومنا من ارتعد وخلع ثوب البطولة الزائف وهرول كاشفا ما يملك من برامج صنع اسلحة لم تعرف امريكا بها ... فقط اصابه الرعب فكشف عن كل شىء .....
ارادت امريكا ان تشفى نفسها من عقدة فيتنام ....
فحقنتنا بفيروس اسمه عقدة القاعدة والاسلام الاصولى
كان لدينا استعداد فطرى ... لعمل كل شىء واى شىء يرضى امريكا
حتى الرقص على اشلاء بعضنا البعض
ودرنا فى رحلة البحث عن عدو اخر ايا يكون غير مهم ... المهم الا يكون يحمل رضا امريكا لترضى امريكا ... لبنانى ممكن ... سورى يجوز .... سودانى ما المانع .... فلسطينى هذه عادتنا فى تحميلهم كل مصائب العرب .... ايرانى يا حبذا
والسؤال ... هل كان بوش سيرفض هدايانا وعطايانا هذه له .... هل يرفض احدا اكل شاة ذبحت نفسها بل وطهت لحمها بنفسها ...
هذا سيكون الغباء بعينه
بوش لم يكن غبيا ياسادة كما وصفناه ونحب ان نصفه
قد يكون غبيا من وجهة نظر الامريكيين والغربيين لانه لم يحقق لهم ما وعد به من نصر سريع وحاسم على المسلمين والعراق
وافغانستان ... و تكاليف الحرب التى كانت سببا فى الازمة المالية الحالية
لو كان انتصر فى العراق وافغانستان نصرا حاسما وسريعا ولو استطاع قصف كوريا وايران وتركيعهم لكان الان بطل قومى امريكى يقام له تمثال بجوار تمثال جورج واشنطن ... ولما وصفوه بهذ الاوصاف والغباء بل كانو اعتبروه اذكى من اينشتاين
ولكنه ابدا لم يكن غبيا تجاهنا ... حتى ننبرى فى وصفه بالغباء
اذا كان غبيا وفعل بنا كل هذه الافاعيل ..... فماذا كان بفاعل لو كان عنده لمحة ذكاء
وهكذا جنينا على انفسنا .................. وجنى بوش علينا
والان نحمل بوش كل اخطاؤه و خطايانا واخطاء السياسة الامريكية والعالم اجمع
جعلناه كبش المحرقة ... لنريح ضمائرنا المتعبة والمنهكة
يبدو اننا لا نتعلم من اخطاءنا وخطايانا ابدا ..... نفس السيناريو نكرره مع شبيه المرتد اوباما .... وسنقدم له ايضا كل التبركيات والاحترامات وكل ما تشتهيه نفسه .............. ثم نفيق على الصفعات والركلات ثانية
بعد اربع سنوات لنصفه بكل الصفات .... ونحمله مجددا اخطاءنا وخطايانا الجديدة .... ونأمل فى استمراره اربع سنوات اخرى
دمتم بخير
