بحلول سنة 1908 شهدت منطقة البلقان عدة تغيرات مهمة شكلت المقدمة الحقيقية للحرب العالمية الاولى فقد تحولت روسيا نحو البلقان بعد هزيمتها في الحرب اليابانية الروسية عام 1905
في الوقت ذاته فقد تزايدت قوة الامبروطورية النمساوية المجرية مستغلة فترة الهدوء النسبي في البلقان من عام 1897 حتى 1908 ففي خلال هذة الفتره نجحت النمسا والمجر في بناء قوة عسكرية جعلت منها قوة رئيسية في البلقان وبذالك اصبحت الضروف مهيئة لتوسع على حساب روسيا والدول العثمانية
فظم البوسنة والهرسك اثار سخط صربيا لأنها كانت تهدف الى الاستيلاء عليها كوسيلة للوصول الى الساحل الادرياتيكي
وباذات بعد ان اعلنت عليها النمسا والمجر حرب التجارة الدولية التي عرفت بحرب الخنزير 1905- 1906 خاصه ان صربيا في ذالك الوقت كانت حبيسه جغرافيا ولذالك اعلنت صربيا التعبئة العامة وكونت فرقا شعبية لمقاومة الزحف النمساوي على البوسنة والهرسك وكانت صربيا تهدف لخلق ازمة دولية تدفع الدول الاوربية الى التدخل لوقف زحف النمسا والمجر على البوسنة وقد ردت النمسا على ذالك باعلان التعبئة العامة وحشد قوتها على حدود صربيا وهدت باعلان الحرب عليها اذا لم تخضع للامر والواقع
كذالك اصار ضم البوسنة والهرسك غضب الدولة العثمانية واعلنت التعبة العامة اما المانيا فساندت النمسا والمجر
وفرنسا وبريطانيا اوضحت انهما لاترغبان في دخول حرب اوربية كما ان روسيا ترددت في اتخاذ قرار حاسم ضد النمسا
واضطرت صربيا الى الخضوع لامر الواقع وتنازلت الدولة العثمانية عن البوسنة ب 2 مليون جنيه استرليني
فقد غيرت هذة الازمة من طبيعة توازن القوى الاوربية وجعلت من التحالفات الاوربية تحالفات هجومية بعد ان كانت تحالفات دفاعية فقد تغير الحلف الالماني النمساوي الى الحلف الثلاثي بعد انظمام ايطاليا
من ناحية اخرى فقد ادت الازمة الى تقوية الوفاق الثلاثي بين روسيا وبريطانيا و فرنسا فقد اضطرت روسيا الى العتماد على بريطانيا وفرنسا ضد القوة الالمانية النمساوية كذالك اتجهت ايطاليا الى الاقتراب من الوفاق الثلاثي
وبذالك اصبحت مصالح ايطايا والنمسا مصالح متعارضة
من ناحية اخرى ادت الازمة البلقانية الى اتجاه دول البلقان المستقلة الى التضامن في مواجهة الدولة العثمانية لمحاولة تحقيق بعض المكاسب المشتركة على حساب تلك الدولة وهكذا نشات العصبة البلقانية
اكتفت الدول الكبرى بتقديم مذكرة مشتركة الى دول العصبة البلقانية تناشدها فيها عدم تهديد السلام الدولي وانها اذا تجاهلت التحذير فان الدولالكبرى لن تعترف بها
وقبل وصول هذا التحذير كانت امارة الجبل الاسود قد اعلنت الحرب على الدولة العثمانية عام 1912 وفي خلال اسبوع تدخلت بلغاريا واليونان وصربيا في الحرب وهكذا نشبت الحرب البلقانية الاولى
نجحت في اجتياح معظم الاقاليم العثمانية في البلقان
بيدا انه في خلال شهر واحد اندلعت الحرب البلقانية مرة اخرى في اطار ماعرف ب الحرب البقانية الثانية وقد اندلعت هذه المره بين دول العصبة البلقانية ذاتها
فقد استغلت صربيا انشغال بلغاريا في عملية حصار ادرنه واستولت على مقدونيا كما كانت اليونان قد استولت على ميناء سالكونيا الذي كانت تطالب به بلغاريا وقد ادى ذالك الى قيام بلغاريا بشن حرب مفاجئة على صربيا واليونان في 1913
وانتهزت الدولة العثمانية الفرصه ودخلت الحرب لاستعادة مدينة ادرنه كما دخلتها رومانيا لاستيلا على اقليم دوبرجا المتنازع عليه من بلغاريا وقد ساندت النمسا والمجر بلغاريا في هذه الحرب لان توسع صربيا يهدد كيان النمسا والمجر
كما علمت النمسا على اقتناع رومانيا وبلغاريا بالانظمام للحلف الثلاثي
انتهت الحرب البلقانية الثانية بهزيمة بلغاريا واضطرت الى ابرام معاهدة صح بوخارست في 1913 وبموجب هذه المعاهدة استولت رومانيا على اقليم دورجيا واستولت صربيا على معظم اقليم مقدونيا كما حصلت اليونان على ماتبقى من اقليم مقدونيا ومينا سالونيكنا ومينا كافلا
كما استعاددت الدولة العثمانية اقليم ادرنه عام 1913