تاثير الحرب الايرانية العراقية على القضية الاهوازية
مرسل: الجمعة ديسمبر 02, 2011 8:38 pm
زمن محاور الأيدلوجيات قد ولى بسقوط إحدا الايدلوجيتين التين قسمتا العالم الى معسكرين متنافسين على مدى سبعين عاما من القرن العشرين، جرت بينهما حروب خفيه ومعلنه قيل عنها الباردة. ولكن نتائجها واثارها لاتقل سوءاً عن حروب المواجهة الساخنة بين الجيوش إن لم تكن اكثر وبالاًعلى البشرية عامةً.
وأصبح تأثير هذه الايدلوجيات ـ ما صغر منها وما كبرـ على الشعوب تأثيرأً أفقدها الأمن والإستقرار، بل دفعها هذا الولاء لها إلى بذل الغالي والنفيس والملايين من النفوس التي سيقت طوعاً أو قسراً الى حروب لا ناقة لهم فيها ولاجمل.
وانتشرت الحروب في أرجاء كوكبنا لا منطق لها سوا باعثها المريض وشعاراتها الكاذبه، ودوافعها التافة. وكانت أقوها وأكثرها دماراً الحرب العراقية الايرانية التي تصادف هذه الايام ذكرى نشوبها، فقبل 28 عاما في مثل هذه الايام وقعت تلك الحرب التى كانت نتيجة حتمية لتصادم خطابين شموليين توسعيين(بين الفكر القومي العنصري والفكر الديني الطائفي) على حساب طموح الشعوب وآمالها في الحرية والعدالة وتحقيق التنمية والعيش بكرامة.
تلك الحرب التي كانت نتيجة لتصادم خطابين متضادين ، كل منهما لايرى وجوده الا بإلغاء الاخر، منطلقا من موقف عنصري يعتمد العنف كوسيلة لفرض وجوده منفردا .
وهذين الخطابين هما : الخطاب الديني الطائفي للجمهورية الاسلامية الايرانية التي كانت في أوج عنفوانها بعد ان فرضت وجودها بإسقاط اكبر امبراطورية في المنطقة . الامر الذي اغرها الى اعتماد مشروع تصدير ثورتها الى العالم اجمع ـ على الاقل كـ شعار. انطلاقا من ادعائات قيادة الثورة بانهم حملة مبادىء رسالة سماوية التي يجب ايصالها الى شعوب العالم عامة والمستضعفين منهم خاصة .
وبالنظر الى اهم محركات هذا التوجه … نجد ان اهمها هي النزعة التوسعية التي يندر التصريح بها، والمبررة بإدعائات تاريخية حول الاحقية المزعومة للفرس في عموم الخليج العربي. مما يعني انهم مشروع سياسي محدد المعالم، موجهه ضد “القيادات التقليدية” في دول المنطقة. أي انه ليس عالمي الهدف بقدر ما هو اقليمي.
واهم ملامح هذ التوجه انه يحمل طيه اهم اسباب التباين والاختلاف داخل المجتمع الواحد من مجتمعات هذه المنطقة وخاصة في ما يمس التكوين العقدي لهم، ببروز المذهب الشيعي بقوة على متن هذه الدولة الفتية وما تبعها من صحوة مذهبية لشيعة في المنطقة محملين بإرث تاريخي من الغبن والتغييب . مما ادى الى وضع مسئلة الانتماء والولاء لأتباع الطائفة الشيعية في دول المنطقة على محك حرج . فيكفي ان يمكّن هذا الامر ايران من دور مؤثر في المنطقة واستقرارها .
والخطاب الثاني هو : الخطاب القومي لحزب البعث العربي في العراق ، الذي ارتبطت نشأته بالظروف التي صاحبة انحسار الخلافة العثمانية وانفراط عقدها الى تكتلات قومية تعتمد العنصر كمكون يميزها عن بعضها ، حيث اجتهد كل منها بستجرار التاريخ لابراز ما لها من مميزات حضارية وثقافية تخصها بالتفوق العنصري بين من ينافسها من القوميات ، وكان ابرزها العربية و الطورانية و الفارسية .
استخدمت مضامين هذين الخطابين العنصريين وهما ترجمة حرفية للشعار العنصري اليهودي المعروف ( نحن شعب الله المختار) من قبل الدولتين الايرانية والعراقية لمأرب ومصالح ذاتية للنظامين الجائريين .
اما النظام العراقي استغل شعار اعادة الاراضي المحتلة العربية من قبل الاخرين ايضا لمقاصده التوسعية ليس الا فكان يرى منظري النظام البائد ان العراق من اجل ان يستطيع ياخذ دوره التاريخي و اللائق و المناسب له و يستطيع ان يكون بمستوى الطموحات القومية العربية و ما الى ذلك… لابد ان يوسع منفذه الضيق و الوحيد على الخليج العربي فله حسب نظر هؤلاء خياران إما ان يتوسع جهة الكويت و اما جهة اقليم الاهواز و كما راينا انه جرب ذلك الخيارين فبدا الحرب النظام العراقي ( الوثائق المنشورة من قبل مجلس الامن و الهيات الدولية تشير الى ان النظام العراقي هو من بدا الحرب )مستقلا التدخلات الحمقاء للنظام الايراني في العراق و تحريض الشيعة على القيام بثورة ضد حزب البعث الحاكم و الاطاحة به …
تلك الحرب المدمرة التى أكلت الاخضر و اليابس و دفع الشعب العربي الاهوازي المظلوم معظم فاتورتها من تدمير المدن و القرى و تهجير و تشريد وقتل الآلاف من نساء و شيوخ و اطفال و شباب.
موقف عرب الاهواز من الحرب:
انقسم الشارع الاهوازي على نفسه بين مؤيد لايران و الاخر مؤيد للعراق لايمكن تعيين نسبة كل فئة بالتحديد ابان الحرب . ولكن النظام الايرانى استطاع كسب تعاطف فئات كبيرة من الشعب الاهوازي الى جانبة ضد العراق مستغلا العوامل التالية:
ـ الانتماء الشيعي لعرب الاهواز و تبعيتهم الى المراجع الدينيين في النجف و قم
ـ حب عرب الاهواز لشعارات الثورة الايرانية
ـ قصف مدن و قرى اقليم الاهواز من قبل القوات العراقية بوحشية و همجية لا مبرر لها اطلاقا بدون سابق انذار او مراعات الجانب الانسان ناهيك عن الشعارات القومية الرنانة . فقتل الالاف من ابناء الشعب العربي الاهوازي بدون وجه حق ( فالناس كانوا جاهلين تماما لمخاطر هذا القصف و تبعاته فبقوا في مدنهم و قراهم حتى قتل الكثير منهم و من ثم هربوا من المدفعية القومية العربية!!!)
لم يستطيعوا الهروب اما بسبب عدم معرفتهم لمخاطر ذلك القصف ام بسبب ظروف الحرب التي عطلت حركة المواصلات ……
ـ اخطاء حمقاء و غير مبررة من قبل منتسبي بعض التنظيمات الاهوازية قبل بدا الحرب ( يمكن ذكر حادثة تفجير قطار في طريق المحمرة للاهواز …) و عند دخول هذه التنظيمات بعض المدن و القرى الاهوازية في بداية الحرب خاصة مدن البسيتين (فارتكبت مجموعة من تنظيم اهوازي مجزرة بحق ثلاثة اطفال ابرياء فستغلت هذه المجموعة تلك الاطفال من اجل تفجير محطة بنزين مدينة البسيتين) و الخفاجية و الحويزة و…
فعند خروج القوات العراقية من اطراف تلك المدن و انسحابها هاجم الناس مقرات تلك المجاميع في تلك المدن واسرت بعض منهم و سلمتهم الى السلطة فنفذ بهم حكم الاعدام على يد المجرم خلخالى بدون اي محكمة.
ـ وزعت السلطة العراقية قبل بدا الحرب آلاف القطع من السلاح بين ابناء العشائر العربية الاهوازية، فهذه القطع وزعت من اجل زعزعة الامن في الاقليم ،ولم تستخدم هذه القطع ضد القوات الايرانية الا نادرا،بل استخدمت بكثافة في المناسبات المحلية والنزاعات القبلية . فقتل الكثير جراء ذلك، فترتب علي هذا الامر استياء لدى عامة الشعب، فبعد الفتاوى التى اصدرت عقب توزيع هذه القطع بين الناس سلم قسم منها الى النظام الايرانى و قسم منها بيع الى خارج الاقليم، و بقي قسم منها بيد الناس تحصد بها الارواح بين فترة واخرى في مناسبات مختلفة. جراء هذا الامر ذهب وفد اهوازي متكون من بعض النشطين السياسيين الى العراق بغية مناقشة هذا التدفق العشوائي من قطع السلاح ووضع حد له أو تعويضه بكتب ومناهج دراسية … لمحاربة سياسة التفريس البغيضة ولكن أعضاء الوفد فوجئوا بردة فعل عاضبة وعدم ترحيب ومعاملة غير انسانية، تجاه مقترحاتهم من قبل ازلام النظام العراقي!!
التبعات المدمرة للحرب العراقية الايرانية على الشعب الاهوازي
تلك الحرب المدمرة التى أكلت الاخضر واليابس و دفع الشعب العربي الاهوازي المظلوم معظم ويلاتها ومآسيها من تدمير المدن والقرى و تهجير و تشريد وقتل الآلاف من نساء و شيوخ و اطفال و شباب بشكل عشوائي وهمجي وجنوني .
لم تكن تلك الحرب لترتق بالقضية الاهوازية خطوة الى الامام فحسب ( لاكما يدعي البعض ) بل أخرتها وشوهتها خدمة لمصلحة النظام العراقي ولو كان ذلك النظام البائد يريد خير القضية الاهوازية ـ كما يدعي البعض الاهوازي البعثي النزعة وسلفي الهوىـ لاستطاع فعل الكثير من خلال طرح القضية على المحافل الدولية والعربية سياسيا واعلاميا وبالطرق الاخرى المتاحة آنذاك بدل أن يصادر القضية ويجعل منها قضية عراقية داخلية على حساب ارادة الشعب الاهوازي .
كانت لتلك الحرب تبعات مدمرة على الشعب العربي من كل النواحي الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و النفسية و.. لايمكن احصاءها. فعلى سبيل المثال لا الحصر:
- حسب الاحصائيات الرسمية الايرانية فان مجموع ضحايا العرب الاهوازيين المتطوعين في قوات الباسيج والحرس الثوري الايراني بلغ 16000 قتيل هذا غير الآلاف من ضحايا العرب في الجيش الايراني و ضحايا القصف العشوائي للمدفعية والطائرات والاسرى والمعاقين والمتضررين جسديا ونفسيا جراء استخدام الاسلحة الكيمياوية والمحرمة دوليا.
ـ تدميرمدينة المحمرة التى كانت تحتضن فئة كبيرة من النخب الاهوازية و احدى اقدم واجمل المدن الاقليم تدميرا شبه كامل، و تشريد ابناءها و القضاء على معظم استثمارات العرب فيها فكما هو معروف كان العرب في ذلك الميناء يمتلكون استثمارات ضخمة في قطاع البواخر و السفن و صيد الاسماك و زراعة النخيل … فكل ذلك وبفضل المدفعية القومية تحول الى أثر بعد عين . فبذلك تم القضاء على البرجوازية و رؤوس الاموال المتواضعة التى كانت بيد العرب نهايا.
زراعة النخيل و الصناعات المرتبطة بها كانت مصدر رزق للالاف فتهدمت المعامل و المصانع التابعة للعرب و شرد اصحابها او قتل ...
ـ تدمير اقدم مدينة اهوازية بالكامل و هى الحويزة عاصمة المشعشعيين بدون مبرر. فالحقت هذه الجريمة الرعناء الضرر باحد معالم التراث الاهوازي، هذه المدينة التى كانت تحتوى على ابنية قديمة نادرة و طراز معماري قديم دمركل ذلك وسوي بالارض….
-تشريد الاف من سكان المدن الاهوازية الى مناطق نائية في وسط و شمال ايران وعمدت السلطة الايرانية بشتى السبل منع رجوع هولاء الناس الى مناطقهم، وتوطينهم جبرا فى تلك المناطق.
اغراءات واساليب النظام الايراني لمنع رجوع المشردين الى مدنهم وقراهم:
ـ اعطاء هذه العوائل قروض لشراء اراضي وعمارات في مناطق مثل اصفهان و خراسان وبناء مجمعات سكنية لهم.
ـ عدم بناء و اعمار مدنهم التى تدمرت نتيجة الحرب
ـ عدم تطهير الاراضي الزراعية وغير الزراعية التى تلوثت بالالغام
ـ حيازت مساحات شاسعة من الاراضي العرب بحجج مختلفة مثل اقامة معسكرات ومنشأت عسكرية خاصة المناطق المحاذية للحدود العراقية بقيت معزولة لدواعي امنية فلم يتمكن اصحاب هذه المناطق من الرجوع الى مناطقهم و الى اعمالهم مثل الفلاحة او صيد الاسماك.
وضع العراق بعد حكم البعث
أيها القارىء الكريم ما رأيك لوأن شخص يدير شركة لمدة عام والشركة لم تحقق أرباحا بل خسائر فاضحة، فهل صاحب الشركة يترك المدير في وظيفته؟. المالك هو الشعب العراقي والذي حكم حزب البعث العربي وبعد 40 عام من السلطة اوصلوا العراق إلى الحضيض ب 200 مليار دولار مديونية وملونيين شهيد وأربع ملايين مهجر وحروب ودمار ومأسي وإضطهاد وتكميم الافواه والتخلف والحرمان من ابسط متطلبات الحياة … ،الدمار عم البلاد وخاصة منشأتها الاقتصادية، والعراق الذي كان يملك 40 مليون نخلة تركه الصداميون بـ 5 ملايين نخلة محترقة.
وأصبح تأثير هذه الايدلوجيات ـ ما صغر منها وما كبرـ على الشعوب تأثيرأً أفقدها الأمن والإستقرار، بل دفعها هذا الولاء لها إلى بذل الغالي والنفيس والملايين من النفوس التي سيقت طوعاً أو قسراً الى حروب لا ناقة لهم فيها ولاجمل.
وانتشرت الحروب في أرجاء كوكبنا لا منطق لها سوا باعثها المريض وشعاراتها الكاذبه، ودوافعها التافة. وكانت أقوها وأكثرها دماراً الحرب العراقية الايرانية التي تصادف هذه الايام ذكرى نشوبها، فقبل 28 عاما في مثل هذه الايام وقعت تلك الحرب التى كانت نتيجة حتمية لتصادم خطابين شموليين توسعيين(بين الفكر القومي العنصري والفكر الديني الطائفي) على حساب طموح الشعوب وآمالها في الحرية والعدالة وتحقيق التنمية والعيش بكرامة.
تلك الحرب التي كانت نتيجة لتصادم خطابين متضادين ، كل منهما لايرى وجوده الا بإلغاء الاخر، منطلقا من موقف عنصري يعتمد العنف كوسيلة لفرض وجوده منفردا .
وهذين الخطابين هما : الخطاب الديني الطائفي للجمهورية الاسلامية الايرانية التي كانت في أوج عنفوانها بعد ان فرضت وجودها بإسقاط اكبر امبراطورية في المنطقة . الامر الذي اغرها الى اعتماد مشروع تصدير ثورتها الى العالم اجمع ـ على الاقل كـ شعار. انطلاقا من ادعائات قيادة الثورة بانهم حملة مبادىء رسالة سماوية التي يجب ايصالها الى شعوب العالم عامة والمستضعفين منهم خاصة .
وبالنظر الى اهم محركات هذا التوجه … نجد ان اهمها هي النزعة التوسعية التي يندر التصريح بها، والمبررة بإدعائات تاريخية حول الاحقية المزعومة للفرس في عموم الخليج العربي. مما يعني انهم مشروع سياسي محدد المعالم، موجهه ضد “القيادات التقليدية” في دول المنطقة. أي انه ليس عالمي الهدف بقدر ما هو اقليمي.
واهم ملامح هذ التوجه انه يحمل طيه اهم اسباب التباين والاختلاف داخل المجتمع الواحد من مجتمعات هذه المنطقة وخاصة في ما يمس التكوين العقدي لهم، ببروز المذهب الشيعي بقوة على متن هذه الدولة الفتية وما تبعها من صحوة مذهبية لشيعة في المنطقة محملين بإرث تاريخي من الغبن والتغييب . مما ادى الى وضع مسئلة الانتماء والولاء لأتباع الطائفة الشيعية في دول المنطقة على محك حرج . فيكفي ان يمكّن هذا الامر ايران من دور مؤثر في المنطقة واستقرارها .
والخطاب الثاني هو : الخطاب القومي لحزب البعث العربي في العراق ، الذي ارتبطت نشأته بالظروف التي صاحبة انحسار الخلافة العثمانية وانفراط عقدها الى تكتلات قومية تعتمد العنصر كمكون يميزها عن بعضها ، حيث اجتهد كل منها بستجرار التاريخ لابراز ما لها من مميزات حضارية وثقافية تخصها بالتفوق العنصري بين من ينافسها من القوميات ، وكان ابرزها العربية و الطورانية و الفارسية .
استخدمت مضامين هذين الخطابين العنصريين وهما ترجمة حرفية للشعار العنصري اليهودي المعروف ( نحن شعب الله المختار) من قبل الدولتين الايرانية والعراقية لمأرب ومصالح ذاتية للنظامين الجائريين .
اما النظام العراقي استغل شعار اعادة الاراضي المحتلة العربية من قبل الاخرين ايضا لمقاصده التوسعية ليس الا فكان يرى منظري النظام البائد ان العراق من اجل ان يستطيع ياخذ دوره التاريخي و اللائق و المناسب له و يستطيع ان يكون بمستوى الطموحات القومية العربية و ما الى ذلك… لابد ان يوسع منفذه الضيق و الوحيد على الخليج العربي فله حسب نظر هؤلاء خياران إما ان يتوسع جهة الكويت و اما جهة اقليم الاهواز و كما راينا انه جرب ذلك الخيارين فبدا الحرب النظام العراقي ( الوثائق المنشورة من قبل مجلس الامن و الهيات الدولية تشير الى ان النظام العراقي هو من بدا الحرب )مستقلا التدخلات الحمقاء للنظام الايراني في العراق و تحريض الشيعة على القيام بثورة ضد حزب البعث الحاكم و الاطاحة به …
تلك الحرب المدمرة التى أكلت الاخضر و اليابس و دفع الشعب العربي الاهوازي المظلوم معظم فاتورتها من تدمير المدن و القرى و تهجير و تشريد وقتل الآلاف من نساء و شيوخ و اطفال و شباب.
موقف عرب الاهواز من الحرب:
انقسم الشارع الاهوازي على نفسه بين مؤيد لايران و الاخر مؤيد للعراق لايمكن تعيين نسبة كل فئة بالتحديد ابان الحرب . ولكن النظام الايرانى استطاع كسب تعاطف فئات كبيرة من الشعب الاهوازي الى جانبة ضد العراق مستغلا العوامل التالية:
ـ الانتماء الشيعي لعرب الاهواز و تبعيتهم الى المراجع الدينيين في النجف و قم
ـ حب عرب الاهواز لشعارات الثورة الايرانية
ـ قصف مدن و قرى اقليم الاهواز من قبل القوات العراقية بوحشية و همجية لا مبرر لها اطلاقا بدون سابق انذار او مراعات الجانب الانسان ناهيك عن الشعارات القومية الرنانة . فقتل الالاف من ابناء الشعب العربي الاهوازي بدون وجه حق ( فالناس كانوا جاهلين تماما لمخاطر هذا القصف و تبعاته فبقوا في مدنهم و قراهم حتى قتل الكثير منهم و من ثم هربوا من المدفعية القومية العربية!!!)
لم يستطيعوا الهروب اما بسبب عدم معرفتهم لمخاطر ذلك القصف ام بسبب ظروف الحرب التي عطلت حركة المواصلات ……
ـ اخطاء حمقاء و غير مبررة من قبل منتسبي بعض التنظيمات الاهوازية قبل بدا الحرب ( يمكن ذكر حادثة تفجير قطار في طريق المحمرة للاهواز …) و عند دخول هذه التنظيمات بعض المدن و القرى الاهوازية في بداية الحرب خاصة مدن البسيتين (فارتكبت مجموعة من تنظيم اهوازي مجزرة بحق ثلاثة اطفال ابرياء فستغلت هذه المجموعة تلك الاطفال من اجل تفجير محطة بنزين مدينة البسيتين) و الخفاجية و الحويزة و…
فعند خروج القوات العراقية من اطراف تلك المدن و انسحابها هاجم الناس مقرات تلك المجاميع في تلك المدن واسرت بعض منهم و سلمتهم الى السلطة فنفذ بهم حكم الاعدام على يد المجرم خلخالى بدون اي محكمة.
ـ وزعت السلطة العراقية قبل بدا الحرب آلاف القطع من السلاح بين ابناء العشائر العربية الاهوازية، فهذه القطع وزعت من اجل زعزعة الامن في الاقليم ،ولم تستخدم هذه القطع ضد القوات الايرانية الا نادرا،بل استخدمت بكثافة في المناسبات المحلية والنزاعات القبلية . فقتل الكثير جراء ذلك، فترتب علي هذا الامر استياء لدى عامة الشعب، فبعد الفتاوى التى اصدرت عقب توزيع هذه القطع بين الناس سلم قسم منها الى النظام الايرانى و قسم منها بيع الى خارج الاقليم، و بقي قسم منها بيد الناس تحصد بها الارواح بين فترة واخرى في مناسبات مختلفة. جراء هذا الامر ذهب وفد اهوازي متكون من بعض النشطين السياسيين الى العراق بغية مناقشة هذا التدفق العشوائي من قطع السلاح ووضع حد له أو تعويضه بكتب ومناهج دراسية … لمحاربة سياسة التفريس البغيضة ولكن أعضاء الوفد فوجئوا بردة فعل عاضبة وعدم ترحيب ومعاملة غير انسانية، تجاه مقترحاتهم من قبل ازلام النظام العراقي!!
التبعات المدمرة للحرب العراقية الايرانية على الشعب الاهوازي
تلك الحرب المدمرة التى أكلت الاخضر واليابس و دفع الشعب العربي الاهوازي المظلوم معظم ويلاتها ومآسيها من تدمير المدن والقرى و تهجير و تشريد وقتل الآلاف من نساء و شيوخ و اطفال و شباب بشكل عشوائي وهمجي وجنوني .
لم تكن تلك الحرب لترتق بالقضية الاهوازية خطوة الى الامام فحسب ( لاكما يدعي البعض ) بل أخرتها وشوهتها خدمة لمصلحة النظام العراقي ولو كان ذلك النظام البائد يريد خير القضية الاهوازية ـ كما يدعي البعض الاهوازي البعثي النزعة وسلفي الهوىـ لاستطاع فعل الكثير من خلال طرح القضية على المحافل الدولية والعربية سياسيا واعلاميا وبالطرق الاخرى المتاحة آنذاك بدل أن يصادر القضية ويجعل منها قضية عراقية داخلية على حساب ارادة الشعب الاهوازي .
كانت لتلك الحرب تبعات مدمرة على الشعب العربي من كل النواحي الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و النفسية و.. لايمكن احصاءها. فعلى سبيل المثال لا الحصر:
- حسب الاحصائيات الرسمية الايرانية فان مجموع ضحايا العرب الاهوازيين المتطوعين في قوات الباسيج والحرس الثوري الايراني بلغ 16000 قتيل هذا غير الآلاف من ضحايا العرب في الجيش الايراني و ضحايا القصف العشوائي للمدفعية والطائرات والاسرى والمعاقين والمتضررين جسديا ونفسيا جراء استخدام الاسلحة الكيمياوية والمحرمة دوليا.
ـ تدميرمدينة المحمرة التى كانت تحتضن فئة كبيرة من النخب الاهوازية و احدى اقدم واجمل المدن الاقليم تدميرا شبه كامل، و تشريد ابناءها و القضاء على معظم استثمارات العرب فيها فكما هو معروف كان العرب في ذلك الميناء يمتلكون استثمارات ضخمة في قطاع البواخر و السفن و صيد الاسماك و زراعة النخيل … فكل ذلك وبفضل المدفعية القومية تحول الى أثر بعد عين . فبذلك تم القضاء على البرجوازية و رؤوس الاموال المتواضعة التى كانت بيد العرب نهايا.
زراعة النخيل و الصناعات المرتبطة بها كانت مصدر رزق للالاف فتهدمت المعامل و المصانع التابعة للعرب و شرد اصحابها او قتل ...
ـ تدمير اقدم مدينة اهوازية بالكامل و هى الحويزة عاصمة المشعشعيين بدون مبرر. فالحقت هذه الجريمة الرعناء الضرر باحد معالم التراث الاهوازي، هذه المدينة التى كانت تحتوى على ابنية قديمة نادرة و طراز معماري قديم دمركل ذلك وسوي بالارض….
-تشريد الاف من سكان المدن الاهوازية الى مناطق نائية في وسط و شمال ايران وعمدت السلطة الايرانية بشتى السبل منع رجوع هولاء الناس الى مناطقهم، وتوطينهم جبرا فى تلك المناطق.
اغراءات واساليب النظام الايراني لمنع رجوع المشردين الى مدنهم وقراهم:
ـ اعطاء هذه العوائل قروض لشراء اراضي وعمارات في مناطق مثل اصفهان و خراسان وبناء مجمعات سكنية لهم.
ـ عدم بناء و اعمار مدنهم التى تدمرت نتيجة الحرب
ـ عدم تطهير الاراضي الزراعية وغير الزراعية التى تلوثت بالالغام
ـ حيازت مساحات شاسعة من الاراضي العرب بحجج مختلفة مثل اقامة معسكرات ومنشأت عسكرية خاصة المناطق المحاذية للحدود العراقية بقيت معزولة لدواعي امنية فلم يتمكن اصحاب هذه المناطق من الرجوع الى مناطقهم و الى اعمالهم مثل الفلاحة او صيد الاسماك.
وضع العراق بعد حكم البعث
أيها القارىء الكريم ما رأيك لوأن شخص يدير شركة لمدة عام والشركة لم تحقق أرباحا بل خسائر فاضحة، فهل صاحب الشركة يترك المدير في وظيفته؟. المالك هو الشعب العراقي والذي حكم حزب البعث العربي وبعد 40 عام من السلطة اوصلوا العراق إلى الحضيض ب 200 مليار دولار مديونية وملونيين شهيد وأربع ملايين مهجر وحروب ودمار ومأسي وإضطهاد وتكميم الافواه والتخلف والحرمان من ابسط متطلبات الحياة … ،الدمار عم البلاد وخاصة منشأتها الاقتصادية، والعراق الذي كان يملك 40 مليون نخلة تركه الصداميون بـ 5 ملايين نخلة محترقة.