المشاكل الدولية
مرسل: الجمعة ديسمبر 02, 2011 9:21 pm
- إن الصراع بين الدول أمر طبيعي و حتمي فاختلاف المصالح بين الشعوب و الأمم واقع لا يمكن تغييره. إلا أن هذا الصراع يأخذ أشكالاً عديدة فيأخذ الناحية السياسية و يأخذ الناحية الاقتصادية و يأخذ الناحية العسكرية، و قد يتحول هذا الصراع إلى حروب، و مهما حاول الناس الابتعاد عن الحرب فإنهم لا يستطيعون ذلك، لأن آخر الدواء الكي. و من هنا لا بد أن يلجأ إلى السلاح في آخر الأمر، هذا أمر طبيعي بين البشر يرويه التاريخ طوال حياة المجتمعات الإنسانية .
إلا أن الذي ليس بطبيعي و ليس بحتمي هو إجماع جميع بني البشر أن يشتركوا في حرب واحدة في وقت واحد، أي أن ما ليس بطبيعي و ما ليس بحتمي هو الحروب العالمية، و إذا كان هناك من تفكير ينتج ثمرة و يمكن أن يصلح البشر فإنه التفكير في منع الحروب العالمية و الوقوف في وجه إمكانياتها فالسلام الذي يجب أن يسعى إليه إنما هو السلام العالمي، أما السلام من حيث هو أي السلام بين الشعوب و الأمم أي بين الدول فان السعي إليه و إن كان من الأمور المستحسنة و لكنه لا يمكن تحقيقه بشكل دائم، بل لا بد من وقوع الحرب ولذلك كان من الخطأ أن يفكر أحد في منع الحرب .
أما فكرة الحرب العالمية فإن الذي أوجدها انجلترا بالذات، إذا شكلت حلفاً من عدة دول لتقف في وجه نابليون فحاربته حتى أخضعته . وكذلك لما سيطرة الدولة العثمانية على أكثر أجزاء العالم و فتحت أكثر بلاد أوروبا جمعت الشعوب و الأمم الأوروبية نفسها في كتلة واحدة ضد الدولة العثمانية حتى دحرتها و أخرجتها من أوروبا، ثم تحول ذلك إلى وقوع الحرب العالمية الثانية، ففكرت الحرب العالمية ليست فكرة قديمة و لا هي فكرة طبيعية في البشر بل هي فكرة طارئة و فكرة خبيثة و يجب معالجتها حتى لا تقع مرة أخرى و لا سيما بعد وجود السلاح النووي .
أما طريقة معالجتها فهي الحيلولة دون وجود التكتلات العسكرية بين الدول و الحيلولة دون المحالفات العسكرية لأكثر من دولتين. أما كيف تكون هذه المعالجة فإنها تأتي عن طريق جعل التكتلات العسكرية عيباً و عاراً في نظر الشعوب و الأمم، و بالتالي في إصلاح الدول، و ذلك عن طريق إيجاد رأي عام ضد هذه التكتلات، و المحالفات العسكرية لأكثر من دولتين هي تكتلات عسكرية فتدخل نحن فكرة التكتلات .
و إذا وجد رأي عام قوي لدى أكثر الشعوب و الأمم فإنه و لا شك تمنع الدول من الدخول في التكتلات العسكرية أو يضعف أثر هذه التكتلات إن وجدت . و أقرب دليل لما حصل لحلف بغداد في الشرق الأوسط في الخمسينات، و الأحلاف التي أقامتها أمريكا في العالم في الخمسينات فهذه التكتلات وجدت للسيطرة الاستعمارية، و لكن ما صاحب وجودها من دعايات ضدها، أوجد رأياً عاماً بأن الدخول فيها هو جر للشعوب لأن تقدم نفسها قرباناً لحماية الاستعمار، فأحجم كثير من الدول عن الدخول فيها .
معلوم أن الدول المبتدئة تضع دائماً خطة لنشر مبدئها و أسلوباً أو أساليب متعددة لتنفيذ خطتها و الخطة للدول الاستعمارية هي نشر الرأسمالية . وأسلوبها في ذلك هو الاستعمار و هذا الأخير يأخذ أشكالاً متعددة و يكون قابلاً للتغيير، بينما الخطة لا تتغير و قد يسمى الأسلوب في عرف السياسيين بالقرار الاستراتيجي. و هذا القرار قد يكون مكشوفاً و قد يكون مستوراً، و إذا كان مستوراً يكون على السياسي حينئذٍ أن يعرف الأسلوب أولاً، ثم يغوص في البحث عن مضمونه ليتمكن من فهم الوقائع السياسية خاصة إذا كانت الدول صاحبة الأسلوب تريد إخفاءه، لأنها ستتخذ كثيراً من وسائل التعمية و التمويه الذكي و التأثير المضلل و مثال ذلك تظاهر أمريكا بأنها لجانب العراق بقيادة صدام حسين أثناء الحرب العراقية - الإيرانية، فهي تعلم أن المسلمين يكرهونها و يكرهون من تقف إلى جانبه و تقف إلى جانب خصومها . فتظاهرها لجانب العراق كره الناس المسلمين العراق و صدام و وقفوا بكل مشاعرهم مع إيران. و استطاعت أمريكا أن تعرف نوعية السلاح العراقي و خاصة عندما ضرب القوات الإيرانية التي دخلت الفاو بالكيماوي فأوعزت في الخفاء لرافسنجاني بإيقاف الحرب لأن المعركة سوف لن تحسم لصالح إيران. و هذا الأسلوب موه على الناس و ضللهم عن الهدف الأمريكي و لا يزال يعلق في أذهانهم أن أمريكا كانت لجانب العراق لدرجة أن البعض ظن أن صدام حسين عميل لأمريكا .
و قد تتمكن صاحية الأسلوب من إحداث غسيل دماغ في الطرف الذي تريد تطبيق الأسلوب عليه و قد تستعمل المفاهيم الثقافية و الوسائل التكنولوجية في الوصول إلى هذا الغرض.
و معلوم أن الرأسمالية لا تدعم أو تناهض إتجاهاً أو حركة إلا بمقدار الضرر أو الفائدة التي تترتب على الدعم أو على المناهضة.
و بناء على ذلك تسير أمريكا في سياستها تجاه القضية الفلسطينية أو ما يسمى بقضية الشرق الأوسط، فهي تناهض دولاً و تدعم دولاً أخرى و تؤيد بعض الاتجاهات و تقاوم غيرها، و تتخذ وسائل التعمية و التمويه و التأثير المضلل بتظاهرها بالتأييد لفريق و العداء لفريق آخر. فقد واكبت قضية فلسطين من أول يوم تقرر فيه تقسيمها. و ظلت تسير في توجيه السياسة الدولية كلها لحلها حلاً يوطد نفوذها. فمنذ نجاح مشروعها في تقسيم فلسطين عام 1947 إلى كيانين : كيان فلسطيني و كيان إسرائيلي و تدويل القدس و هي دائبة على هذا النهج ليكون الكيانان بيدها وفقاً لخدمتها و حماية مصالحها في البلاد الإسلامية، و لكن بريطانيا صاحية النفوذ آنذاك هي التي أعاقت قيام الكيان الفلسطيني لئلا يكون أداة في يد أمريكا ضدها، لذلك ظل الصراع بينهما عن طريق عملائها و كل التقلبات السياسية و الحوادث الدموية التي حدثت و تحدث في المنطقة كانت و لا تزال نتيجة للصراع الخفي بينهما .
إلا أن الذي ليس بطبيعي و ليس بحتمي هو إجماع جميع بني البشر أن يشتركوا في حرب واحدة في وقت واحد، أي أن ما ليس بطبيعي و ما ليس بحتمي هو الحروب العالمية، و إذا كان هناك من تفكير ينتج ثمرة و يمكن أن يصلح البشر فإنه التفكير في منع الحروب العالمية و الوقوف في وجه إمكانياتها فالسلام الذي يجب أن يسعى إليه إنما هو السلام العالمي، أما السلام من حيث هو أي السلام بين الشعوب و الأمم أي بين الدول فان السعي إليه و إن كان من الأمور المستحسنة و لكنه لا يمكن تحقيقه بشكل دائم، بل لا بد من وقوع الحرب ولذلك كان من الخطأ أن يفكر أحد في منع الحرب .
أما فكرة الحرب العالمية فإن الذي أوجدها انجلترا بالذات، إذا شكلت حلفاً من عدة دول لتقف في وجه نابليون فحاربته حتى أخضعته . وكذلك لما سيطرة الدولة العثمانية على أكثر أجزاء العالم و فتحت أكثر بلاد أوروبا جمعت الشعوب و الأمم الأوروبية نفسها في كتلة واحدة ضد الدولة العثمانية حتى دحرتها و أخرجتها من أوروبا، ثم تحول ذلك إلى وقوع الحرب العالمية الثانية، ففكرت الحرب العالمية ليست فكرة قديمة و لا هي فكرة طبيعية في البشر بل هي فكرة طارئة و فكرة خبيثة و يجب معالجتها حتى لا تقع مرة أخرى و لا سيما بعد وجود السلاح النووي .
أما طريقة معالجتها فهي الحيلولة دون وجود التكتلات العسكرية بين الدول و الحيلولة دون المحالفات العسكرية لأكثر من دولتين. أما كيف تكون هذه المعالجة فإنها تأتي عن طريق جعل التكتلات العسكرية عيباً و عاراً في نظر الشعوب و الأمم، و بالتالي في إصلاح الدول، و ذلك عن طريق إيجاد رأي عام ضد هذه التكتلات، و المحالفات العسكرية لأكثر من دولتين هي تكتلات عسكرية فتدخل نحن فكرة التكتلات .
و إذا وجد رأي عام قوي لدى أكثر الشعوب و الأمم فإنه و لا شك تمنع الدول من الدخول في التكتلات العسكرية أو يضعف أثر هذه التكتلات إن وجدت . و أقرب دليل لما حصل لحلف بغداد في الشرق الأوسط في الخمسينات، و الأحلاف التي أقامتها أمريكا في العالم في الخمسينات فهذه التكتلات وجدت للسيطرة الاستعمارية، و لكن ما صاحب وجودها من دعايات ضدها، أوجد رأياً عاماً بأن الدخول فيها هو جر للشعوب لأن تقدم نفسها قرباناً لحماية الاستعمار، فأحجم كثير من الدول عن الدخول فيها .
معلوم أن الدول المبتدئة تضع دائماً خطة لنشر مبدئها و أسلوباً أو أساليب متعددة لتنفيذ خطتها و الخطة للدول الاستعمارية هي نشر الرأسمالية . وأسلوبها في ذلك هو الاستعمار و هذا الأخير يأخذ أشكالاً متعددة و يكون قابلاً للتغيير، بينما الخطة لا تتغير و قد يسمى الأسلوب في عرف السياسيين بالقرار الاستراتيجي. و هذا القرار قد يكون مكشوفاً و قد يكون مستوراً، و إذا كان مستوراً يكون على السياسي حينئذٍ أن يعرف الأسلوب أولاً، ثم يغوص في البحث عن مضمونه ليتمكن من فهم الوقائع السياسية خاصة إذا كانت الدول صاحبة الأسلوب تريد إخفاءه، لأنها ستتخذ كثيراً من وسائل التعمية و التمويه الذكي و التأثير المضلل و مثال ذلك تظاهر أمريكا بأنها لجانب العراق بقيادة صدام حسين أثناء الحرب العراقية - الإيرانية، فهي تعلم أن المسلمين يكرهونها و يكرهون من تقف إلى جانبه و تقف إلى جانب خصومها . فتظاهرها لجانب العراق كره الناس المسلمين العراق و صدام و وقفوا بكل مشاعرهم مع إيران. و استطاعت أمريكا أن تعرف نوعية السلاح العراقي و خاصة عندما ضرب القوات الإيرانية التي دخلت الفاو بالكيماوي فأوعزت في الخفاء لرافسنجاني بإيقاف الحرب لأن المعركة سوف لن تحسم لصالح إيران. و هذا الأسلوب موه على الناس و ضللهم عن الهدف الأمريكي و لا يزال يعلق في أذهانهم أن أمريكا كانت لجانب العراق لدرجة أن البعض ظن أن صدام حسين عميل لأمريكا .
و قد تتمكن صاحية الأسلوب من إحداث غسيل دماغ في الطرف الذي تريد تطبيق الأسلوب عليه و قد تستعمل المفاهيم الثقافية و الوسائل التكنولوجية في الوصول إلى هذا الغرض.
و معلوم أن الرأسمالية لا تدعم أو تناهض إتجاهاً أو حركة إلا بمقدار الضرر أو الفائدة التي تترتب على الدعم أو على المناهضة.
و بناء على ذلك تسير أمريكا في سياستها تجاه القضية الفلسطينية أو ما يسمى بقضية الشرق الأوسط، فهي تناهض دولاً و تدعم دولاً أخرى و تؤيد بعض الاتجاهات و تقاوم غيرها، و تتخذ وسائل التعمية و التمويه و التأثير المضلل بتظاهرها بالتأييد لفريق و العداء لفريق آخر. فقد واكبت قضية فلسطين من أول يوم تقرر فيه تقسيمها. و ظلت تسير في توجيه السياسة الدولية كلها لحلها حلاً يوطد نفوذها. فمنذ نجاح مشروعها في تقسيم فلسطين عام 1947 إلى كيانين : كيان فلسطيني و كيان إسرائيلي و تدويل القدس و هي دائبة على هذا النهج ليكون الكيانان بيدها وفقاً لخدمتها و حماية مصالحها في البلاد الإسلامية، و لكن بريطانيا صاحية النفوذ آنذاك هي التي أعاقت قيام الكيان الفلسطيني لئلا يكون أداة في يد أمريكا ضدها، لذلك ظل الصراع بينهما عن طريق عملائها و كل التقلبات السياسية و الحوادث الدموية التي حدثت و تحدث في المنطقة كانت و لا تزال نتيجة للصراع الخفي بينهما .