المشير بين الشباب والأخوان.
مرسل: السبت ديسمبر 03, 2011 7:26 pm
الآن في مصر، ولأول مرة، أصبح المجلس العسكري في مواجهة المتظاهرين الشباب. انتهت مطالبات المحاكمات، ورئاسات الوزراء، وعهود الانتخابات، وصار المطلب الرئيسي خروج العسكر وتسليم السلطة لحكومة مدنية. ومع أنه مطلب معقول ومتوقع، إلا أن السؤال المحير لماذا قرر المتظاهرون استهداف العسكر والانتخابات الحرة الموعودة على مسافة أيام قليلة، التي هي نفسها مطلب الثورة؟
قبل ذلك مهم أن نصف المجلس العسكري كما يبدو لنا. ففيه علتان، واحدة أنه لا يملك مشروعا سياسيا شعبيا، والثانية لا نرى للمجلس شخصية قوية ولا حتى خطيبا مفوها. حتى رؤساء الوزراء، بما فيهم كمال الجنزوري، ذوو شخصيات باهتة.
اتضح مبكرا عجز المجلس في أن يضع خطة واضحة لنقل السلطة، وفشله في أن يضع لنفسه الموقع الذي يريده، وهو الذي يريد أن يكون شرطي الثورة والانتقال التاريخي. كذلك، فإن مصر التي تقدس الزعامات لم تر في القيادات العسكرية من يملك الشخصية الكارزماتية ولا البلاغة الخطابية، في حين أن كل الثورات تدار بالخطباء المفوهين، بل يبدو المجلس مجلس عسكر محترفين بلا جاذبية سياسية.
وسبق لي أن قدمت مثل هذه القراءة قبل أشهر في تحليل أسباب عجز المجلس العسكري. المجلس تحرك أخيرا ووضع برنامجا سياسيا معقولا يختتم حقبة مبارك ويبدأ تاريخا جديدا لمصر. لكنه عندما كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج من النفق، فجأة عاد الشباب إلى ملعبهم، ميدان التحرير، يطالبون بتنحية العسكر ونقل السلطة للمدنيين، وهنا أصابت الكثيرين الحيرة، لماذا الآن وقبيل أيام من الانتخابات الموعودة؟
التحليل الوحيد الذي يبدو لي معقولا أن القوى التي لا أمل لها في الفوز في الانتخابات، مثل الشباب، تريد تغييرا أكبر يقصي العسكر تماما، وربما يسمح بمجلس مدني انتقالي يكونون هم جزءا منه، على اعتبار أنهم الثوار وهي ثورتهم. وهذا يفسر موقف «الإخوان»، القوة المعارضة الأكبر، الذي يختلف هذه المرة مع المتظاهرين ويتفق مع العسكر للمرة الأولى. بخلاف القوى الشبابية. «الإخوان» حظهم في الفوز أكبر وبالتالي يريدون إجراء الانتخابات الموعودة حتى يسيطروا على البرلمان ولاحقا وضع الدستور الجديد ثم خوض معركة الرئاسة. الشباب يرفضون، و«الإخوان» يريدون الانتخابات أولا، والعسكر عاجزون عن قيادة الرأي العام.
نظريا، يفترض أن القوى الأضعف تنظيميا، مثل الشباب وبعض الأحزاب الوطنية، مصلحتها في المحافظة على بقاء المجلس العسكري حارسا للدستور وضابطا للإيقاع، لكن يبدو أن المجلس العسكري فشل في تسويق دوره، وزاده تعقيدا المواجهات التي وقعت مع المتظاهرين في الميدان وقتل فيها عدد أكبر مما قتل في المواجهات مع الأمن في وقت الثورة على مبارك. لهذا، أعتقد أن الوضع زاد خطورة؛ لأن المستهدف اليوم هو المشير طنطاوي، وبقية قادة المجلس العسكري، مما يعني أنها ستكون مواجهة خطيرة لو وقعت.
قبل ذلك مهم أن نصف المجلس العسكري كما يبدو لنا. ففيه علتان، واحدة أنه لا يملك مشروعا سياسيا شعبيا، والثانية لا نرى للمجلس شخصية قوية ولا حتى خطيبا مفوها. حتى رؤساء الوزراء، بما فيهم كمال الجنزوري، ذوو شخصيات باهتة.
اتضح مبكرا عجز المجلس في أن يضع خطة واضحة لنقل السلطة، وفشله في أن يضع لنفسه الموقع الذي يريده، وهو الذي يريد أن يكون شرطي الثورة والانتقال التاريخي. كذلك، فإن مصر التي تقدس الزعامات لم تر في القيادات العسكرية من يملك الشخصية الكارزماتية ولا البلاغة الخطابية، في حين أن كل الثورات تدار بالخطباء المفوهين، بل يبدو المجلس مجلس عسكر محترفين بلا جاذبية سياسية.
وسبق لي أن قدمت مثل هذه القراءة قبل أشهر في تحليل أسباب عجز المجلس العسكري. المجلس تحرك أخيرا ووضع برنامجا سياسيا معقولا يختتم حقبة مبارك ويبدأ تاريخا جديدا لمصر. لكنه عندما كان قاب قوسين أو أدنى من الخروج من النفق، فجأة عاد الشباب إلى ملعبهم، ميدان التحرير، يطالبون بتنحية العسكر ونقل السلطة للمدنيين، وهنا أصابت الكثيرين الحيرة، لماذا الآن وقبيل أيام من الانتخابات الموعودة؟
التحليل الوحيد الذي يبدو لي معقولا أن القوى التي لا أمل لها في الفوز في الانتخابات، مثل الشباب، تريد تغييرا أكبر يقصي العسكر تماما، وربما يسمح بمجلس مدني انتقالي يكونون هم جزءا منه، على اعتبار أنهم الثوار وهي ثورتهم. وهذا يفسر موقف «الإخوان»، القوة المعارضة الأكبر، الذي يختلف هذه المرة مع المتظاهرين ويتفق مع العسكر للمرة الأولى. بخلاف القوى الشبابية. «الإخوان» حظهم في الفوز أكبر وبالتالي يريدون إجراء الانتخابات الموعودة حتى يسيطروا على البرلمان ولاحقا وضع الدستور الجديد ثم خوض معركة الرئاسة. الشباب يرفضون، و«الإخوان» يريدون الانتخابات أولا، والعسكر عاجزون عن قيادة الرأي العام.
نظريا، يفترض أن القوى الأضعف تنظيميا، مثل الشباب وبعض الأحزاب الوطنية، مصلحتها في المحافظة على بقاء المجلس العسكري حارسا للدستور وضابطا للإيقاع، لكن يبدو أن المجلس العسكري فشل في تسويق دوره، وزاده تعقيدا المواجهات التي وقعت مع المتظاهرين في الميدان وقتل فيها عدد أكبر مما قتل في المواجهات مع الأمن في وقت الثورة على مبارك. لهذا، أعتقد أن الوضع زاد خطورة؛ لأن المستهدف اليوم هو المشير طنطاوي، وبقية قادة المجلس العسكري، مما يعني أنها ستكون مواجهة خطيرة لو وقعت.