- الأحد ديسمبر 04, 2011 12:00 am
#40857
لا زلت أتذكر بدايات الحركة الاحتجاجية في تونس والتي بدأت من بوزيد، على إثر إشعال البوعزيزي النار في جسده احتجاجًا على المظالم التي تعرض لها، وكيف أنه لم يخطر على بال أحد أن تؤول الأمور إلى ما آلت إليه، بل إنني كنت مندهشًا من متابعة قناة الجزيرة لتغطية حركة الاحتجاجات وتمددها على أرض تونس من خلال بث صور منقولة عبر أجهزة الهواتف المحمولة، حتى بلغت الحركة ذروتها وأُعلن عن تطويق الجيش للقصر الجمهوري في عملية تبين أنها كانت من أجل توفير ممر آمن للرئيس بن علي إلى المطار ليرحل إلى خارج تونس.
وأتذكر كيف أن العديد من المواطنين العرب أشعلوا النيران في أجسادهم معللين أنفسهم بتحقيق شعوبهم ما حققه التونسيون على أثر إشعال البوعزيزي النار في جسده، ولكن واقع الثورات العربية أظهر أن وسائل إشعال الثورات في البلدان الأخرى (مصر وليبيا واليمن وسوريا) كانت متعددة ومتباينة وإن ظل الهدف واحد وهو إسقاط تلك الأنظمة الفاسدة المستبدة. كذلك أسباب ثورة الشعوب تكاد أن تكون موحدة، وهي تعاظم الظلم والقهر والاستبداد، والاستخفاف بمطالب بالشعوب بالحرية والعدالة والعيش الكريم، وتسلط حفنة من الفاسدين على مقدراتها وثرواتها.. إلخ.
وأما زهرات الربيع العربي فأولها تتمثل في سقوط نظام بن علي في تونس ورحيل الرئيس وتسليم السلطة بطريقة دستورية منظمة وقيام الجيش بدوره الوطني في حماية الشعب التونسي، وثانيها تتمثل في سقوط نظام مبارك وتنحي الرئيس المصري وتسليم السلطة أيضًا بطريقة منظمة للمجلس العسكري، وقيام الجيش المصري بدوره الوطني المأمول منه، وثالثها نجاح انتخابات تونس وتوافق الأحزاب الثلاثة الكبرى على الرئاسات الثلاثة -الدولة والمجلس التأسيسي ومجلس الوزراء- بطريقة حضارية وسلسة. وأما رابعها فهي انتهاء الحرب في ليبيا بمقتل طاغيتها وأعوانه والإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية وبدء مسيرة بناء ليبيا الجديدة.
وأما المفاجأة فهي لجنة التحقيق المحترفة والمستقلة التي استدعاها ملك البحرين لتقصي ما جرى في أحداث البحرين، وتقريرها الذي أصدرته بعد عملها لعدة أشهر، والذي أكدت فيه أن السلطات الأمنية استخدمت القوة المفرطة وغير المبررة ضد المحتجين، ومارست التعذيب بشكل متعمد بحق معتقلين إلى الحد الذي تسبب في وفاة بعضهم. وأشار التقرير إلى بعض التهم الموجهة للمحتجين المطالبين بالتغيير والإصلاح، وبيّن أنها ليست تهمًا وإنما هي من حقوق الإنسان الأصيلة وتندرج ضمن ممارساته المشروعة لحرية الرأي والتعبير مادام أنها لا تدعو إلى عنف. وما يعطي لهذه النتيجة عبقًا إضافيًا أن قراءة التقرير بكل ما حمله من نقد شديد وواضح لحكومة البحرين كان في حضرة الملك، وإبدائه التأييد لما جاء في التقرير، وهو ما بدا واضحًا في إيماءاته أثناء قراءة رئيس اللجنة شريف بسيوني التقرير، وفي قبوله بالتقرير ووعده بإصلاحات وبمحاسبة المسؤولين عن التجاوزات.
ومن بوادر زهرات الربيع العربي نجاح الجولة الأولى من انتخابات مصر، وإتمامها بسلام ودون حوادث أو صدامات تُذكر برغم ما يتردد عن انفلات أمني، وهو ما كشف الوجه القبيح للنظام السابق، وعرّى ممارساته الرديئة في الانتخابات السابقة، بافتعال الشغب والقتل والبلطجة في ظل ادعائه ببسط الأمن.
بقي أن أقول بكثير من التفاؤل: هذه بعض الزهرات التي تفتحت وهناك زهرات أخرى تنمو في الربيع العربي، في اليمن وفي سوريا، وأما ثمار هذا الربيع فسوف تحتاج لعدة سنوات حتى تكون يانعة، ويحين زمان قطافها، لتنعّم الشعوب بالحرية والعدالة والعيش الكريم، ولتدور عجلة الإنتاج العلمي والمعرفي والمادي، وتتسارع خطوات الانعتاق من التخلف والتقدم على كل المستويات ولتصطف إلى جانب الشعوب المتقدمة. فقد سئمت تلك الشعوب التخلف.
وأتذكر كيف أن العديد من المواطنين العرب أشعلوا النيران في أجسادهم معللين أنفسهم بتحقيق شعوبهم ما حققه التونسيون على أثر إشعال البوعزيزي النار في جسده، ولكن واقع الثورات العربية أظهر أن وسائل إشعال الثورات في البلدان الأخرى (مصر وليبيا واليمن وسوريا) كانت متعددة ومتباينة وإن ظل الهدف واحد وهو إسقاط تلك الأنظمة الفاسدة المستبدة. كذلك أسباب ثورة الشعوب تكاد أن تكون موحدة، وهي تعاظم الظلم والقهر والاستبداد، والاستخفاف بمطالب بالشعوب بالحرية والعدالة والعيش الكريم، وتسلط حفنة من الفاسدين على مقدراتها وثرواتها.. إلخ.
وأما زهرات الربيع العربي فأولها تتمثل في سقوط نظام بن علي في تونس ورحيل الرئيس وتسليم السلطة بطريقة دستورية منظمة وقيام الجيش بدوره الوطني في حماية الشعب التونسي، وثانيها تتمثل في سقوط نظام مبارك وتنحي الرئيس المصري وتسليم السلطة أيضًا بطريقة منظمة للمجلس العسكري، وقيام الجيش المصري بدوره الوطني المأمول منه، وثالثها نجاح انتخابات تونس وتوافق الأحزاب الثلاثة الكبرى على الرئاسات الثلاثة -الدولة والمجلس التأسيسي ومجلس الوزراء- بطريقة حضارية وسلسة. وأما رابعها فهي انتهاء الحرب في ليبيا بمقتل طاغيتها وأعوانه والإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية وبدء مسيرة بناء ليبيا الجديدة.
وأما المفاجأة فهي لجنة التحقيق المحترفة والمستقلة التي استدعاها ملك البحرين لتقصي ما جرى في أحداث البحرين، وتقريرها الذي أصدرته بعد عملها لعدة أشهر، والذي أكدت فيه أن السلطات الأمنية استخدمت القوة المفرطة وغير المبررة ضد المحتجين، ومارست التعذيب بشكل متعمد بحق معتقلين إلى الحد الذي تسبب في وفاة بعضهم. وأشار التقرير إلى بعض التهم الموجهة للمحتجين المطالبين بالتغيير والإصلاح، وبيّن أنها ليست تهمًا وإنما هي من حقوق الإنسان الأصيلة وتندرج ضمن ممارساته المشروعة لحرية الرأي والتعبير مادام أنها لا تدعو إلى عنف. وما يعطي لهذه النتيجة عبقًا إضافيًا أن قراءة التقرير بكل ما حمله من نقد شديد وواضح لحكومة البحرين كان في حضرة الملك، وإبدائه التأييد لما جاء في التقرير، وهو ما بدا واضحًا في إيماءاته أثناء قراءة رئيس اللجنة شريف بسيوني التقرير، وفي قبوله بالتقرير ووعده بإصلاحات وبمحاسبة المسؤولين عن التجاوزات.
ومن بوادر زهرات الربيع العربي نجاح الجولة الأولى من انتخابات مصر، وإتمامها بسلام ودون حوادث أو صدامات تُذكر برغم ما يتردد عن انفلات أمني، وهو ما كشف الوجه القبيح للنظام السابق، وعرّى ممارساته الرديئة في الانتخابات السابقة، بافتعال الشغب والقتل والبلطجة في ظل ادعائه ببسط الأمن.
بقي أن أقول بكثير من التفاؤل: هذه بعض الزهرات التي تفتحت وهناك زهرات أخرى تنمو في الربيع العربي، في اليمن وفي سوريا، وأما ثمار هذا الربيع فسوف تحتاج لعدة سنوات حتى تكون يانعة، ويحين زمان قطافها، لتنعّم الشعوب بالحرية والعدالة والعيش الكريم، ولتدور عجلة الإنتاج العلمي والمعرفي والمادي، وتتسارع خطوات الانعتاق من التخلف والتقدم على كل المستويات ولتصطف إلى جانب الشعوب المتقدمة. فقد سئمت تلك الشعوب التخلف.