الأسد بين اللف والدوران
مرسل: الأحد ديسمبر 04, 2011 1:50 am
يروي صديق يعرف الرئيس السوري بشار الأسد، أنه خلال ثلاث سنوات من اغتيال رفيق الحريري استهلك مصداقيته عند كل السياسيين، وكان ما إن يغلق باب دولة في وجهه إلا ويفتح بابا آخر. كيف؟ قال، كان يعد في كل مرة أنه مستعد للتعاون ويشتكي من أن هناك من يحاول تشويه صورته والتآمر ضده. فما إن خرج خصمه جاك شيراك من رئاسة فرنسا ودخل ساركوزي قال له إن شيراك وراء ملاحقتي بحكم علاقاته مع آل الحريري. وفعلا سانده، حتى اكتشف ساركوزي الحقيقة، وهو ما حدث مع السعودية، والأردن من قبل، وأخيرا مع قطر. ويقول آخر إنه حتى قطر التي سايرته طويلا اكتشفت أن وعوده لها حتى في منطقة نفوذه، في لبنان، لم يف بشيء منها، بل العكس تماما؛ أسقط الحريري، وطلب من حزب الله تكليف ميقاتي. صحيح أن اللف والدوران عطل إقامة المحكمة لكنها في النهاية صارت حقيقة رغما عنه وعن مماطلاته.
الأسد شخص ودود ودمث ومقنع في اللقاءات الجانبية، اشتهر ببيع الكثير من الوعود، وبنعم لكل من زاره، لكنه فعليا لا ينفذ شيئا. وهذا ما اكتشفه الأتراك أخيرا الذين يقولون: كل مرة نقابله يؤكد لنا أن الأمور ستحل، حتى وصلت الحرائق إلى حدود بلادنا.
ويقول ثالث لعب دور حامل الرسائل، ليس سعوديا، وقبل عام الثورات زاره في مهمة، وقال له بصراحة إن المصريين والسعوديين أصبحوا لا يصدقون وعوده الشفهية التي نقلها لهم لأنه لم ينفذ منها شيئا. وحلا للمشكلة اتفق معه على أن يعطيه أسئلة مكتوبة ليرد الأسد عليها مكتوبة، وهكذا كان. يقول، فعلا أجاب عنها لكنه لم ينفذ منها شيئا. ربما لهذا السبب صرح الشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري موجها كلامه علانية أمام الإعلام أن على الأسد أن يقبل من دون لف ودوران. كلهم صاروا يعرفون أنه صاحب أكثر وعود لا تنفذ في العالم. ويبدو أنها عادة متأصلة وسيستمر يلف ويدور خلال الأيام المقبلة.
الأسد يعتقد أنه قادر على المماطلة، واللعب على التناقضات، وأن الوقت كفيل بحل مشكلته الداخلية والخارجية. لكنه عاجز عن فهم حقيقة أهم وهي أن خصمه اليوم 25 مليون سوري. هؤلاء لن يتبصروا ولن يمكنه شطبهم من الخريطة. نرى الشعب السوري لا يمل ولا يكل، منذ سبعة أشهر يخرج بصدور عارية كل يوم، في المدن والقرى رغم استمرار القتل كل يوم. إن شعبا كهذا لن يقبل العودة، ولن يقبل بنظام الأسد مهما اتفق مع وفد الجامعة العربية، ومهما وعده الروس والإيرانيون، ومهما بدل بعض الفنانين السوريين مواقفهم، والأرجح بسبب الإكراه والتهديد بإبادة أقاربهم. هذه حقيقة لا يريد أن يفهمها الأسد الذي منح، استثناء بين كل الأنظمة التي واجهت الثورات، الكثير من الوقت ليجرب كل أسلحته وأفكاره، وهو الوحيد الذي لم يهدد من قبل الغرب أو المنظمات الدولية بشكل جدي. رغم ذلك كله لا أرى كيف له أن ينجو من السقوط بعد هذا الكم الهائل من الدماء والكراهية المتزايدة ضده وضد نظامه.
الأسد شخص ودود ودمث ومقنع في اللقاءات الجانبية، اشتهر ببيع الكثير من الوعود، وبنعم لكل من زاره، لكنه فعليا لا ينفذ شيئا. وهذا ما اكتشفه الأتراك أخيرا الذين يقولون: كل مرة نقابله يؤكد لنا أن الأمور ستحل، حتى وصلت الحرائق إلى حدود بلادنا.
ويقول ثالث لعب دور حامل الرسائل، ليس سعوديا، وقبل عام الثورات زاره في مهمة، وقال له بصراحة إن المصريين والسعوديين أصبحوا لا يصدقون وعوده الشفهية التي نقلها لهم لأنه لم ينفذ منها شيئا. وحلا للمشكلة اتفق معه على أن يعطيه أسئلة مكتوبة ليرد الأسد عليها مكتوبة، وهكذا كان. يقول، فعلا أجاب عنها لكنه لم ينفذ منها شيئا. ربما لهذا السبب صرح الشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري موجها كلامه علانية أمام الإعلام أن على الأسد أن يقبل من دون لف ودوران. كلهم صاروا يعرفون أنه صاحب أكثر وعود لا تنفذ في العالم. ويبدو أنها عادة متأصلة وسيستمر يلف ويدور خلال الأيام المقبلة.
الأسد يعتقد أنه قادر على المماطلة، واللعب على التناقضات، وأن الوقت كفيل بحل مشكلته الداخلية والخارجية. لكنه عاجز عن فهم حقيقة أهم وهي أن خصمه اليوم 25 مليون سوري. هؤلاء لن يتبصروا ولن يمكنه شطبهم من الخريطة. نرى الشعب السوري لا يمل ولا يكل، منذ سبعة أشهر يخرج بصدور عارية كل يوم، في المدن والقرى رغم استمرار القتل كل يوم. إن شعبا كهذا لن يقبل العودة، ولن يقبل بنظام الأسد مهما اتفق مع وفد الجامعة العربية، ومهما وعده الروس والإيرانيون، ومهما بدل بعض الفنانين السوريين مواقفهم، والأرجح بسبب الإكراه والتهديد بإبادة أقاربهم. هذه حقيقة لا يريد أن يفهمها الأسد الذي منح، استثناء بين كل الأنظمة التي واجهت الثورات، الكثير من الوقت ليجرب كل أسلحته وأفكاره، وهو الوحيد الذي لم يهدد من قبل الغرب أو المنظمات الدولية بشكل جدي. رغم ذلك كله لا أرى كيف له أن ينجو من السقوط بعد هذا الكم الهائل من الدماء والكراهية المتزايدة ضده وضد نظامه.