هل أصبحت الدول العربية مهددة من التدخل الأيراني ؟
مرسل: الأحد ديسمبر 04, 2011 1:21 pm
منذ سنوات وحناجر الأحوازيين في الخارج وأقلامهم وأقلام عربية مسئولة كثيرة كتبت عن الخطر الإيراني وخطر توسع هذه الغدة السرطانية في الجسم العربي النحيف بسبب التشرذم والاختلافات الداخلية الوطنية والعربية-العربية والتدخلات والتجاوزات الأجنبية التي تعبث بالعباد والبلاد.
وجاء الاحتلال الأمريكي- الإيراني للعراق ليثبت التعاون بين البلدين وان اختلفا على حصة كل منهما، بالدلائل القاطعة، ان نوايا إيران في المنطقة العربية، نوايا توسعية وسلطوية، واليوم جاءت الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس ليمسح الغبار عن المستور ويكشف التدخل الإيراني السافر والتعاون الإجرامي للمرتزقة الذين عملوا مع الأمريكان ومع إيران معا، لتدمير العراق وقتل شعبه بالجملة حيث أثبتت الوثائق التي أخرجتها الجهات الأمريكية ان الأحزاب الطائفية التي تربت في أحضان إيران تعمل اليوم في العراق لصالح التدخل والسلطة الإيرانية وضاعت 3000 مليار دولار التي صرفتها أمريكا، معظمها للتغيير في العراق، ضاعت هدرا.
ومع التغلغل في العراق، تنفذ إيران اليوم خططها للنفوذ في العالم العربي على مراحل، أنجزت بعضها وتمكنت من السيطرة على شبه الكاملة على مقدرات بعض الدول العربية، وهي سائرة لتنفيذ ما تبقى من خطتها للتوسع الأكثر في المحيط العربي وخصوصا في الخليج، بثروته وعروبته وترابه، وهوأهم أهداف التوسع القادم والذي انكشفت بعض خيوطه مؤخرا في الكويت والبحرين واليمن، دون ان يغيب عن ذهننا ان إيران تستهدف كل الدول العربية بدون استثناء وهي تهيئ في باقي الدول العربية للتغيير في هذه المرحلة لصالح سياستها التوسعية، وصرفت وتصرف مليارات الدولارات سنويا من اجل النفوذ ومن اجل تطوير خلاياها المكتومة الصوت، ومن اجل نقل قواها التخريبية البشرية والأسلحة والمتفجرات إلى أي دولة عربية ممكن العمل فيها خاصة وان الموقف الإيراني المعلن لصالح القضية الفلسطينية هوخير غطاء لإيران للتحرك في الدول العربية التي حصلت على مؤيدين كثر في هذه الدول بعضهم من السنة في ظل سياستها المعلنة ضد أمريكا وإسرائيل وهذه اللعبة والكذبة الكبرى التي ساعدت وسمحت لكل هذه التدخلات والتوسعات.
وبالنظر لما يجري، نشاهد اليوم ان معظم الدول العربية ان لم نقول جميعها، مهددة من الداخل بواسطة العناصر المتنفذة والمتغلغلة لصالح إيران أكثر مما هي مهددة من الخارج، حيث ان سياسة تغلغل إيران في معظم الدول العربية وخصوصا في سورية والسودان والدول العربية الخليجية الست، بالإضافة إلى العراق ولبنان واليمن وجزر القمر أصبح حقيقة واقعة، والسبب هوان القوى المناصرة لإيران في الدول الأربع الأخيرة أصبحت قوة عقائدية متمسكة بتنفيذ قرارات ولي الفقيه الإيراني ولها وجود مؤثر وحقيقي وتحتفظ لإيران بفيتوفي كل القرارات مثل ما تم تعطيل انتخاب رئيس لوزراء للعراق حتى ينتخب المرشح الإيراني وهذا ما أيدته أمريكا!
ومثل ما تمكنت إيران بتحميل الثلث المعطل على الشعب اللبناني لتكون لإيران قوة سياسية إلى جانب قوة السلاح الموجودة هناك، أما سورية فأصبحت محافظة إيرانية المتكلمين باللغة الفارسية في عاصمتها أكثر من الذين يتكلمون العربية، أما جزر القمر فنصبت إيران عليها رئيسا تربى في حوزتها في قم وفي طهران مثل ما تربى المالكي الحاكم المطلق في عراق اليوم!
وكشفت قبل أسبوعين الزيارة الأخيرة التي قام بها احمدي نجاد إلى لبنان، كشفت الخلل الكبير الموجود في لبنان وفي العالم العربي وبينت ان العالم العربي يعيش مأساة لا حدود لها، حيث مع معارضة كافة الدول العربية غير الأربعة المنفذين لسياسة إيران في المنطقة، وبينها الدول العربية صاحبة الثقل السياسي مثل المملكة ومصر، لم تتمكن من منع هذه الزيارة وحتى لم تتمكن ان تؤثر لتقييد هذه الزيارة بالبرتوكولات الرسمية التي تجاوزتها الزيارة بانتقال احمدي نجاد إلى الجنوب اللبناني، وهذا ما بين هشاشة الوضع في لبنان وقلة تأثير الدول العربية التي تتصور انها مؤثرة مقابل ما تحتفظ به إيران من قوة في البيت العربي، قوة إيران التي خططت للزيارة ونفذت، والسلطة الرسمية بقيت رهينة توافقات أجبرت على التوقيع عليها بقوة السلاح الإيراني حيث قبلت على مضض بزيارة خاصة للرئيس الإيراني للمناطق التي يسيطر عليها تنظيم- مع احترامنا لنضاله ضد الصهيونية- يعتبر الممثل العقائدي لولي الفقيه الإيراني، وهذا ما لم يحصل حتى في الستينات والسبعينات من القرن الماضي عند ما كانت قوى المقاومة العربية لها اليد الطولى في بعض الدول العربية وخصوصا في لبنان والأردن، حيث لم يحدث ان يزور رئيس دولة غير عربية، ولا حتى عربية، علنا مناطق من أي بلد تقوى فيه المقاومة، بعلم من السلطة الرسمية وبدون حضور رسمي لها!!
ولا نريد من خلال هذا المقال ان نبث روح الرعب عند العرب من هذه المخاطر، لكن أردنا ان نوجه المسئولين لهذه الأخطار حتى ان يلتفتوا لهذا الخطر وان لا يتعاملوا معه على انه خطر عابر، حيث حتى التعامل مع احتلال الأمريكان للعراق هوأسهل من التعامل مع الإحتلال الفارسي إذا سيطر على أي شبر من الوطن العربي، والإحتلالات السابقة للفرس لبعض المناطق العربية أثبتت ان أي احتلال إيراني ليس عابرا!!! بل أي مكان تصله يد إيران، يعلن بعده ان هذا الجزء المحتل جزءا لا يتجزأ من إيران!! وأمامنا الأحواز والجزر العربية الثلاث وشط العرب وأخيرا بعض الأراضي العراقية التي تحتوي على آبار نفط الفكة.
وطبعا هذه السياسة الإيرانية وهذا التدخل والتوسع، لا يعني أبدا ان العالم العربي فقد كل أوراقه، بل وبالعكس ان العالم العربي مازال لديه ما يبعد شر إيران وتوسعه عنه، وما نشاهده من نفوذ لإيران في الدول العربية ومع كل الإحتلالات التي حصلت، مازال للعرب أوراق اقوى وأعظم واهم بكثير من الأوراق التي تلعبها إيران في المنطقة، وهذه الأوراق لوأرادت ان تلعبها الدول العربية بذكاء، فلا تحتاج لتحالفات ولقواعد أجنبية، ولا للأساطيل التي أصبحت عالة على هذه الدول.
ان الأوراق العربية هي أوراق داخلية في إيران وهي كثيرة، لكن أهمها، هم القوميات غير الفارسية الذين اثبتوا خلال العقود الثلاث الأخيرة انهم القوة الحقيقية للتغيير في إيران مستقبلا وهم الذين يتمكنون ان يوقفوا التوسع الإيراني بتحركهم الداخلي الذي سيخلخل موازين القوى للنظام بين الداخل والخارج، خاصة وان هذه الشعوب أصبحت لديها اليوم تنظيمات وأحزاب نشطة تمتلك التجربة وتمتلك شعبية واسعة بين شعوبها وهم في تواصل بينهم وان أي باب يفتح مع أي شعب من هذه الشعوب وخصوصا مع الأحوازيين الذين يمتلكون مفاتيح إيران الاقتصادية والإستراتيجية في النفط والغاز والتواجد على سواحل الخليج الشمالية والشرقية، يعتبر بابا مفتوحا مع جميع قوى القوميات غير الفارسية الذين يشكلون ثلثي النفوس في إيران.
ان التنظيمات التي تقود عمل ونشاط القوميات غير الفارسية، لديها علاقات واسعة بينها في العمل والنشاط المشترك ولديها تنسيق في العمل الميداني والدولي وما يؤخر أويؤجل نشاطها هوالتعاون التي تحتاجه من دول المنطقة. ولم تحصل أي من هذه القوميات وتنظيماتها المؤثرة والأحوازيين العرب خصوصا، على أي مساعدات تمكنهم من بناء قوة شعبية ونضالية مؤثرة، تمكنهم من المشاركة المؤثرة في بناء تحالف قوي ومؤثر بين تنظيمات هذه القوميات بهدف التغيير في إيران.
ومن الضروري الإشارة إلى نقطة مهمة هنا لأي طرف يريد ان يتحرك باتجاه القوميات، وخصوصا أي تحرك خليجي أوعربي عموما، يتطلب الخروج سرا أوعلانية من دائرة القرار الأمريكي الذي أصبح واضحا انه ليس مع تضعيف إيران داخليا وأكثر ما تطمح له أمريكا في إيران هي ديمقراطية ليبرالية صورية تضمن علاقة إستراتيجية بين إيران وأمريكا مثل ما كانت عليه في زمن الشاه، وأمريكا ليست مع حقوق القوميات ونشاطهم السياسي وخصوصا هي ليست مع حصول القوميات في إيران على كامل حقوقها وهي تتعامل مع القوى الملكية والقوى العنصرية الفارسية في الخارج ولم تتعامل مع القوميات خوفا على مستقبل إيران القوية التي لا تريد أمريكا لها ان تضعف، كما وهناك خوف على توافقات خلف الكواليس بين أمريكا وإيران للإبقاء على النظام الفعلي المهدد للدول العربية خاصة وان وزيرة الخارجية الأمريكية أعلنت قبل أيام ان أمريكا لا تخالف إيران على وجود مفاعل أبوشهر، بل انها تخالف تطوير سلاح نووي إيراني!
كما وضاهىنا قبول أمريكا وتوصياتها بقبول مرشح إيران لرئاسة الوزراء في العراق، وهذا يعني ان أي تعاون عربي مع الأحوازيين ومع القوميات لازم ان يتم بعيدا عن القرار الأمريكي حيث أمريكا ليس مع تحرر الشعوب وخصوصا ليست مع تحرر الأحوازيين لوطنهم، لا بل وهي تحاول ان تتفق مع إيران على نفوذ الأخيرة في بعض الدول المجاورة مادامت إيران تضمن لأمريكا مصالحها المختلفة تماما عن مصالح إيران، وتذبذب الأمريكان أمام زيارة احمدي نجاد الأخيرة للبنان هي دليل آخر على عدم استعداد أمريكا التضحية بإيران قوية لصالح العرب وهناك خوف أعلن من قبل البعض من المهتمين بالشأن العربي حول موافقة أمريكا وسكوتها على احتلالات اخرى لإيران في المنطقة تضاف إلى الأحواز والجزر الإماراتية وجزيرة عمان الواقعة في مضيق باب السلام، وسبق للأمريكان ولم يتدخلوا بشيء يهم العرب وها هي تساعد لقمع القاعدة في اليمن والسعودية ولم تساعد لقمع الحوثيين وسيطرتهم بالتحالف مع إيران على أهم نقطة بين السعودية واليمن.
ومن المؤكد ان الأوراق العربية التي تحدثنا عنها ليست أوراق باقية تنتظر القرار الأمريكي أوالخليجي أوأي دولة أخرى بل هناك تغييرات ومتغيرات سريعة في المنطقة تسمح ان تكون كل الاحتمالات واردة لتغيير أوراق اللعبة وضياع هذه الفرصة الفريدة من يد العرب، مما يعني انه من الممكن ان نشاهد بعد حين ان إيران توسعت بما فيه الكفاية في المنطقة وأعلنت بالتواطؤ مع أمريكا أوبسكوت أمريكي، أعلنت "الخلافة الإسلامية (الصفوية)" في المنطقة واجبرت الجميع على الإنصياع لقراراتها تطبيقا لما حكم به الله حسب المعتقد الصفوي، وايران ستضمن طبعا لأمريكا إمدادات النفط والغاز.
وهيئت إيران وهي مشغولة بتهيئة كل ما تحتاجه لإعلان إمبراطوريتها هذه التي كانوا ومازالوا الفرس يطمحون لبناءها مرة اخرى تحت عنوان خلافة اسلامية هذه المرة.
وبدون شك ان القوة العربية الفعلية عسكريا وبشريا وثروة ليس عاجزة أمام القوة الإيرانية الفعلية، لكن سياسة التخريب والنفوذ والتوسع الإيرانية وسياسة التواطؤ والمصالح الأمريكية والتشتت والتجزئة العربية هي الأسباب وراء استغلال إيران لكل هذه الظروف، وإذا لم تتحرك الدول العربية لمنع الغول الإيراني من عبور الخليج باتجاه الدول الخليجية المهددة بشكل مباشر من إيران، بالتأكيد بعد اعوام قليلة ستضطر هذه الدول ونتيجة لهذه السياسة وهذا التشتت ان تدفع ثمنا باهظا حيث ان هذه السياسة غير الفاعلة لا ينتج منها غير تحريك كل الطامعين في المنطقة لإتخاذ سياسات سلطوية وتوسعية باتجاه الأراضي والأوطان العربية واحتلال الجزر العربية والعنجهية الإيرانية أمامنا اليوم، وكيفية تعامل إيران مع مطالبات الإمارات العربية المتحدة هي نتيجة لهذه السياسة العربية التي ثبت فشلها.
وجاء الاحتلال الأمريكي- الإيراني للعراق ليثبت التعاون بين البلدين وان اختلفا على حصة كل منهما، بالدلائل القاطعة، ان نوايا إيران في المنطقة العربية، نوايا توسعية وسلطوية، واليوم جاءت الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس ليمسح الغبار عن المستور ويكشف التدخل الإيراني السافر والتعاون الإجرامي للمرتزقة الذين عملوا مع الأمريكان ومع إيران معا، لتدمير العراق وقتل شعبه بالجملة حيث أثبتت الوثائق التي أخرجتها الجهات الأمريكية ان الأحزاب الطائفية التي تربت في أحضان إيران تعمل اليوم في العراق لصالح التدخل والسلطة الإيرانية وضاعت 3000 مليار دولار التي صرفتها أمريكا، معظمها للتغيير في العراق، ضاعت هدرا.
ومع التغلغل في العراق، تنفذ إيران اليوم خططها للنفوذ في العالم العربي على مراحل، أنجزت بعضها وتمكنت من السيطرة على شبه الكاملة على مقدرات بعض الدول العربية، وهي سائرة لتنفيذ ما تبقى من خطتها للتوسع الأكثر في المحيط العربي وخصوصا في الخليج، بثروته وعروبته وترابه، وهوأهم أهداف التوسع القادم والذي انكشفت بعض خيوطه مؤخرا في الكويت والبحرين واليمن، دون ان يغيب عن ذهننا ان إيران تستهدف كل الدول العربية بدون استثناء وهي تهيئ في باقي الدول العربية للتغيير في هذه المرحلة لصالح سياستها التوسعية، وصرفت وتصرف مليارات الدولارات سنويا من اجل النفوذ ومن اجل تطوير خلاياها المكتومة الصوت، ومن اجل نقل قواها التخريبية البشرية والأسلحة والمتفجرات إلى أي دولة عربية ممكن العمل فيها خاصة وان الموقف الإيراني المعلن لصالح القضية الفلسطينية هوخير غطاء لإيران للتحرك في الدول العربية التي حصلت على مؤيدين كثر في هذه الدول بعضهم من السنة في ظل سياستها المعلنة ضد أمريكا وإسرائيل وهذه اللعبة والكذبة الكبرى التي ساعدت وسمحت لكل هذه التدخلات والتوسعات.
وبالنظر لما يجري، نشاهد اليوم ان معظم الدول العربية ان لم نقول جميعها، مهددة من الداخل بواسطة العناصر المتنفذة والمتغلغلة لصالح إيران أكثر مما هي مهددة من الخارج، حيث ان سياسة تغلغل إيران في معظم الدول العربية وخصوصا في سورية والسودان والدول العربية الخليجية الست، بالإضافة إلى العراق ولبنان واليمن وجزر القمر أصبح حقيقة واقعة، والسبب هوان القوى المناصرة لإيران في الدول الأربع الأخيرة أصبحت قوة عقائدية متمسكة بتنفيذ قرارات ولي الفقيه الإيراني ولها وجود مؤثر وحقيقي وتحتفظ لإيران بفيتوفي كل القرارات مثل ما تم تعطيل انتخاب رئيس لوزراء للعراق حتى ينتخب المرشح الإيراني وهذا ما أيدته أمريكا!
ومثل ما تمكنت إيران بتحميل الثلث المعطل على الشعب اللبناني لتكون لإيران قوة سياسية إلى جانب قوة السلاح الموجودة هناك، أما سورية فأصبحت محافظة إيرانية المتكلمين باللغة الفارسية في عاصمتها أكثر من الذين يتكلمون العربية، أما جزر القمر فنصبت إيران عليها رئيسا تربى في حوزتها في قم وفي طهران مثل ما تربى المالكي الحاكم المطلق في عراق اليوم!
وكشفت قبل أسبوعين الزيارة الأخيرة التي قام بها احمدي نجاد إلى لبنان، كشفت الخلل الكبير الموجود في لبنان وفي العالم العربي وبينت ان العالم العربي يعيش مأساة لا حدود لها، حيث مع معارضة كافة الدول العربية غير الأربعة المنفذين لسياسة إيران في المنطقة، وبينها الدول العربية صاحبة الثقل السياسي مثل المملكة ومصر، لم تتمكن من منع هذه الزيارة وحتى لم تتمكن ان تؤثر لتقييد هذه الزيارة بالبرتوكولات الرسمية التي تجاوزتها الزيارة بانتقال احمدي نجاد إلى الجنوب اللبناني، وهذا ما بين هشاشة الوضع في لبنان وقلة تأثير الدول العربية التي تتصور انها مؤثرة مقابل ما تحتفظ به إيران من قوة في البيت العربي، قوة إيران التي خططت للزيارة ونفذت، والسلطة الرسمية بقيت رهينة توافقات أجبرت على التوقيع عليها بقوة السلاح الإيراني حيث قبلت على مضض بزيارة خاصة للرئيس الإيراني للمناطق التي يسيطر عليها تنظيم- مع احترامنا لنضاله ضد الصهيونية- يعتبر الممثل العقائدي لولي الفقيه الإيراني، وهذا ما لم يحصل حتى في الستينات والسبعينات من القرن الماضي عند ما كانت قوى المقاومة العربية لها اليد الطولى في بعض الدول العربية وخصوصا في لبنان والأردن، حيث لم يحدث ان يزور رئيس دولة غير عربية، ولا حتى عربية، علنا مناطق من أي بلد تقوى فيه المقاومة، بعلم من السلطة الرسمية وبدون حضور رسمي لها!!
ولا نريد من خلال هذا المقال ان نبث روح الرعب عند العرب من هذه المخاطر، لكن أردنا ان نوجه المسئولين لهذه الأخطار حتى ان يلتفتوا لهذا الخطر وان لا يتعاملوا معه على انه خطر عابر، حيث حتى التعامل مع احتلال الأمريكان للعراق هوأسهل من التعامل مع الإحتلال الفارسي إذا سيطر على أي شبر من الوطن العربي، والإحتلالات السابقة للفرس لبعض المناطق العربية أثبتت ان أي احتلال إيراني ليس عابرا!!! بل أي مكان تصله يد إيران، يعلن بعده ان هذا الجزء المحتل جزءا لا يتجزأ من إيران!! وأمامنا الأحواز والجزر العربية الثلاث وشط العرب وأخيرا بعض الأراضي العراقية التي تحتوي على آبار نفط الفكة.
وطبعا هذه السياسة الإيرانية وهذا التدخل والتوسع، لا يعني أبدا ان العالم العربي فقد كل أوراقه، بل وبالعكس ان العالم العربي مازال لديه ما يبعد شر إيران وتوسعه عنه، وما نشاهده من نفوذ لإيران في الدول العربية ومع كل الإحتلالات التي حصلت، مازال للعرب أوراق اقوى وأعظم واهم بكثير من الأوراق التي تلعبها إيران في المنطقة، وهذه الأوراق لوأرادت ان تلعبها الدول العربية بذكاء، فلا تحتاج لتحالفات ولقواعد أجنبية، ولا للأساطيل التي أصبحت عالة على هذه الدول.
ان الأوراق العربية هي أوراق داخلية في إيران وهي كثيرة، لكن أهمها، هم القوميات غير الفارسية الذين اثبتوا خلال العقود الثلاث الأخيرة انهم القوة الحقيقية للتغيير في إيران مستقبلا وهم الذين يتمكنون ان يوقفوا التوسع الإيراني بتحركهم الداخلي الذي سيخلخل موازين القوى للنظام بين الداخل والخارج، خاصة وان هذه الشعوب أصبحت لديها اليوم تنظيمات وأحزاب نشطة تمتلك التجربة وتمتلك شعبية واسعة بين شعوبها وهم في تواصل بينهم وان أي باب يفتح مع أي شعب من هذه الشعوب وخصوصا مع الأحوازيين الذين يمتلكون مفاتيح إيران الاقتصادية والإستراتيجية في النفط والغاز والتواجد على سواحل الخليج الشمالية والشرقية، يعتبر بابا مفتوحا مع جميع قوى القوميات غير الفارسية الذين يشكلون ثلثي النفوس في إيران.
ان التنظيمات التي تقود عمل ونشاط القوميات غير الفارسية، لديها علاقات واسعة بينها في العمل والنشاط المشترك ولديها تنسيق في العمل الميداني والدولي وما يؤخر أويؤجل نشاطها هوالتعاون التي تحتاجه من دول المنطقة. ولم تحصل أي من هذه القوميات وتنظيماتها المؤثرة والأحوازيين العرب خصوصا، على أي مساعدات تمكنهم من بناء قوة شعبية ونضالية مؤثرة، تمكنهم من المشاركة المؤثرة في بناء تحالف قوي ومؤثر بين تنظيمات هذه القوميات بهدف التغيير في إيران.
ومن الضروري الإشارة إلى نقطة مهمة هنا لأي طرف يريد ان يتحرك باتجاه القوميات، وخصوصا أي تحرك خليجي أوعربي عموما، يتطلب الخروج سرا أوعلانية من دائرة القرار الأمريكي الذي أصبح واضحا انه ليس مع تضعيف إيران داخليا وأكثر ما تطمح له أمريكا في إيران هي ديمقراطية ليبرالية صورية تضمن علاقة إستراتيجية بين إيران وأمريكا مثل ما كانت عليه في زمن الشاه، وأمريكا ليست مع حقوق القوميات ونشاطهم السياسي وخصوصا هي ليست مع حصول القوميات في إيران على كامل حقوقها وهي تتعامل مع القوى الملكية والقوى العنصرية الفارسية في الخارج ولم تتعامل مع القوميات خوفا على مستقبل إيران القوية التي لا تريد أمريكا لها ان تضعف، كما وهناك خوف على توافقات خلف الكواليس بين أمريكا وإيران للإبقاء على النظام الفعلي المهدد للدول العربية خاصة وان وزيرة الخارجية الأمريكية أعلنت قبل أيام ان أمريكا لا تخالف إيران على وجود مفاعل أبوشهر، بل انها تخالف تطوير سلاح نووي إيراني!
كما وضاهىنا قبول أمريكا وتوصياتها بقبول مرشح إيران لرئاسة الوزراء في العراق، وهذا يعني ان أي تعاون عربي مع الأحوازيين ومع القوميات لازم ان يتم بعيدا عن القرار الأمريكي حيث أمريكا ليس مع تحرر الشعوب وخصوصا ليست مع تحرر الأحوازيين لوطنهم، لا بل وهي تحاول ان تتفق مع إيران على نفوذ الأخيرة في بعض الدول المجاورة مادامت إيران تضمن لأمريكا مصالحها المختلفة تماما عن مصالح إيران، وتذبذب الأمريكان أمام زيارة احمدي نجاد الأخيرة للبنان هي دليل آخر على عدم استعداد أمريكا التضحية بإيران قوية لصالح العرب وهناك خوف أعلن من قبل البعض من المهتمين بالشأن العربي حول موافقة أمريكا وسكوتها على احتلالات اخرى لإيران في المنطقة تضاف إلى الأحواز والجزر الإماراتية وجزيرة عمان الواقعة في مضيق باب السلام، وسبق للأمريكان ولم يتدخلوا بشيء يهم العرب وها هي تساعد لقمع القاعدة في اليمن والسعودية ولم تساعد لقمع الحوثيين وسيطرتهم بالتحالف مع إيران على أهم نقطة بين السعودية واليمن.
ومن المؤكد ان الأوراق العربية التي تحدثنا عنها ليست أوراق باقية تنتظر القرار الأمريكي أوالخليجي أوأي دولة أخرى بل هناك تغييرات ومتغيرات سريعة في المنطقة تسمح ان تكون كل الاحتمالات واردة لتغيير أوراق اللعبة وضياع هذه الفرصة الفريدة من يد العرب، مما يعني انه من الممكن ان نشاهد بعد حين ان إيران توسعت بما فيه الكفاية في المنطقة وأعلنت بالتواطؤ مع أمريكا أوبسكوت أمريكي، أعلنت "الخلافة الإسلامية (الصفوية)" في المنطقة واجبرت الجميع على الإنصياع لقراراتها تطبيقا لما حكم به الله حسب المعتقد الصفوي، وايران ستضمن طبعا لأمريكا إمدادات النفط والغاز.
وهيئت إيران وهي مشغولة بتهيئة كل ما تحتاجه لإعلان إمبراطوريتها هذه التي كانوا ومازالوا الفرس يطمحون لبناءها مرة اخرى تحت عنوان خلافة اسلامية هذه المرة.
وبدون شك ان القوة العربية الفعلية عسكريا وبشريا وثروة ليس عاجزة أمام القوة الإيرانية الفعلية، لكن سياسة التخريب والنفوذ والتوسع الإيرانية وسياسة التواطؤ والمصالح الأمريكية والتشتت والتجزئة العربية هي الأسباب وراء استغلال إيران لكل هذه الظروف، وإذا لم تتحرك الدول العربية لمنع الغول الإيراني من عبور الخليج باتجاه الدول الخليجية المهددة بشكل مباشر من إيران، بالتأكيد بعد اعوام قليلة ستضطر هذه الدول ونتيجة لهذه السياسة وهذا التشتت ان تدفع ثمنا باهظا حيث ان هذه السياسة غير الفاعلة لا ينتج منها غير تحريك كل الطامعين في المنطقة لإتخاذ سياسات سلطوية وتوسعية باتجاه الأراضي والأوطان العربية واحتلال الجزر العربية والعنجهية الإيرانية أمامنا اليوم، وكيفية تعامل إيران مع مطالبات الإمارات العربية المتحدة هي نتيجة لهذه السياسة العربية التي ثبت فشلها.