- الاثنين ديسمبر 05, 2011 7:32 pm
#41063
موبوتو سيسي سيكو ثاني رئيس لجمهورية الكونغو الديمقراطية من 1965 إلى 1997. غيّر اسم الدولة إلى زائير في 1971 و كان يلقب بـ فــهـــد كـــنـــشــاشــا.
ولد في 14 أكتوبر 1930 في الكونغو البلجيكية. كان أبوه ألبريك اغبيماني يعمل طباخ لوالي المستعمرة في ليسالا و أمه تعمل عاملة نظافة في فندق. توفى والده وهو لم يتجاوز 8 سنين ثم رباه جده وعمه و أكمل دراسته في مدرسة كاثوليكية.
في سن العشرين انضم إلى جيش الاستعمار البلجيكي حيث الضباط البيض يسيطرون على الجنود السود. و في عمر 25 تزوج من ماري يتيني و حصل على شهادة من أمين المحاسبة في لولوبرغ ثم نقل إلى قيادة جيش الاستعمار البلجيكي في ليبودفي في 1953.


في 1956 ترك الجيش وتفرغ للعمل كصحفي بدوام كامل لصحيفة لافنير في ليبودفي تحت إشراف أحد موجهيه الصحفي أنطوني بولامبا. وبعد عامين من العمل للصحيفة سافر لأول مرة إلى أوروبا لحضور مؤتمر صحفي في بروكسل حيث بقي لبعض الوقت ليتابع التدريب في الصحافة.
أثناء فترة التدريب في بروكسل التقى بالكثير من شباب الكونغو المثقفين الذين كانوا معارضين للحكم الاستعماري و أصبح صديق لـ باتريس لومومبا فأنضم إلى الحركة الوطنية الكونغولية التي أسسها باتريس. و سرعان ما أصبح المساعد الشخصي له. لكن العديد من الخبراء السياسيين المعاصرين أشاروا إلى أن موبوتو كان مجندا كمخبر من الاستخبارات البلجيكية.

و خلال محادثات 1960 في بروكسل عن استقلال الكونغو، نظمت السفارة الأمريكية حفل استقبال للتعرف بشكل أفضل على الوفد الكونغولي. وتم تزويد كل موظف في السفارة الأمريكية بلائحة تحتوي على أسماء عدد من أعضاء الوفد للتعرف عليهم ومن ثم مناقشة انطباعاتهم عن كل عضو من أعضاء الوفد الكونغولي. وقال السفير الأمريكي:
"اسم كان يتردد بين موظفي السفارة، لكنه لم يكن على لائحة أي موظف لأنه لم يكن عضوا رسميا في الوفد الكونغولي. وهو سكرتير أو مساعد لومومبا (يقصد موبوتو) و الجميع اتفقوا على أن هذا الرجل ذكي للغاية و لديه إمكانيات كبيرة ولكنه يبدو غير ناضج."
أزمة الكونغو
بعد منح الاستقلال يوم 30 يونيو 1960، تشكلت حكومة ائتلافية برئاسة رئيس الوزراء لومومبا والرئيس جوزيف كاسا فوبو. ولكن سرعان ما تورطت الأمة الشابة بأزمة الكونغو بسبب تمرد الجيش ضد ما تبقى من الضباط البلجيكيين. فعين موبوتو من قبل رئيس الوزراء لومومبا ليصبح رئيسا للأركان الوطنية الكونغولية والجيش الكونغولي. فقام موبوتو بجولة حول البلاد ليحاول إقناع الجنود بالعودة إلى ثكناتهم. ولكن أعمال العنف الانفصالية والتخريب اندلعت في الجنوب بتشجيع من الحكومة البلجيكية التي كانت عازمة على الحفاظ على قدرتها بالوصول إلى المناجم الكونغولية الغنية. فلجأ لومومبا إلى الاتحاد السوفييتي لمساعدته على استعادة النظام، بسبب قلقه من أن القوى المرسلة من الأمم المتحدة ليست قادرة على سحق الانفصاليين.
تلقى لومومبا مساعدات عسكرية هائلة من الاتحاد السوفييتي، و حوالي 1000 مستشار تقني سوفييتي خلال 6 أسابيع. و اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية أن النشاط السوفييتي حركة خبيثة لتوسيع النفوذ الشيوعي في شمال إفريقيا.
غضب الرئيس كاسا فوبو بسبب وصول القوات السوفييتية و طرد لومومبا (رئيس الوزراء)، فاشتط لومومبا غضبا و أعلن عن خلع الرئيس. ثم أمر لومومبا وكاسا فوبو أن يقبض موبوتو على الآخرين. و بصفته رئيس للأركان، تعرف موبوتو لضغوط شديدة من عدة مصادر. و كانت سفارات الدول الغربية التي تساهم في دفع رواتب الجنود و مرؤوسي لومومبا و كاسا فوبو تحبذ التخلص من الوجود السوفييتي في الكونغو.
و في 14 سبتمبر 1960 تولى موبوتو زمام السلطة مع بقاء كاسا فوبو كرئيس للبلاد و وضع لومومبا تحت الإقامة الجبرية بعد انقلاب برعاية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. و أمر جميع المستشارين السوفييتيين بمغادرة البلاد.
بعد ذلك، اتهم موبوتو لومومبا بالتعاطف مع الشيوعية وتأييدها، توددا للولايات المتحدة و أملا بالحصول على دعمها. ففر لومومبا إلى مدينة ستانلي فيل حيث أقام حكومته الخاصة. و قام الاتحاد السوفييتي مرة أخرى بدعمه وتزويده بالأسلحة فأصبح قادرا على الدفاع عن منصبه. ولكن القى القبض عليه في نوفمبر 1960 و تم إرساله إلى كاتانغا.
و بالرغم من نفي لومومبا إلى كاتانغا كان موبوتو لا يزال يعتبره يشكل تهديدا عليه، فأمر باعتقاله و تم ضربه علنا في 17 كانون الثاني 1961 وبعدها اختفى عن وسائل الإعلام و الرأي العام. ولكن اكتشف لاحقا انه تعرض للاغتيال بأمر من موبوتو في نفس اليوم.
في 1964 قاد بيير موليلي الثوار إلى تمرد آخر، و سرعان ما احتلوا ثلثي الكونغو و لكن قام الجيش الكونغولي بقيادة موبوتو باستعادة جميع الأراضي في 1965.
الانقلاب وتوطيد السلطة
في 25 تشرين الثاني 1965 استولى الجنرال موبوتو على السلطة للمرة الثانية في انقلاب غير دموي بعد صراع على السلطة بين كاسا فوبو ورئيس الوزراء مويس تشومبي. و زعم موبوتو بعدها أن السياسيون قضوا 5 سنوات لتخريب البلاد و لذلك منع أي نشاط حزبي سياسي في البلاد لمدة 5 سنوات. ثم تحت رعاية نظام شبيه بنظام حالة الطوارئ تولى موبوتو سلطة مطلقه و قام بإلغاء البرلمان و تقليل عدد المحافظات و تقليص سلطتها واستقلاليتها مما أدى إلى دولة مركزية بشكل مطلق.
في البداية، كانت حكومة موبوتو غير سياسية أو مناهضة للعملية السياسية لأن كلمة "سياسي" كانت تحمل دلالات سلبية و أصبحت كمرادف لكلمة "شرير" أو "فاسد". و لكن مع ذلك، شهد عام 1966 أول ظهور لفيلق من المتطوعين للجمهورية، وهي حركة طليعية تهدف إلى حشد الدعم الشعبي وراء موبوتو الذي اعتبر "البطل الوطني الثاني" في البلاد بعد لومومبا.
و من المفارقات، سعي موبوتو لتقديم نفسه على أنه خليفة لومومبا مع أنه هو من قام بالإطاحة به و اغتياله.
و شهد عام 1967 أول ظهور للحركة الشعبية للثورة و التي كانت حتى عام 1990 الحزب السياسي القانوني الوحيد في البلاد. و أصبحت العضوية إلزامية لجميع المواطنين. و من بين المواضيع التي تقدمت بها الحركة الثورية الشعبية في بيانها: القومية، والثورة، والأصالة. و وصفت الثورة بأنها "ثورة وطنية حقيقية واقعية" و أنها تدعو إلى نبذ الرأسمالية و الشيوعية. و كان واحدا من شعارات الحركة الثورية الشعبية " لا اليسار ولا اليمين" .
في السنة نفسها، تم توحيد جميع النقابات العمالية في اتحاد واحد سمي بـ "الاتحاد الوطني لعمال زائير" و وضع تحت سيطرة الحكومة. و لكن بدلا من أن يكون قوة مواجهة مستقلة كان أداة لدعم سياسة الحكومة، باعتراف من موبوتو نفسه.
(كانت النقابات العمالية المستقلة غير قانونية حتى عام 1991)
و مع أنه واجه الكثير من التحديات في بداية فترة حكمه إلّا أنه تمكن من إخضاع معظم المعارضين بالرشاوى و الرعاية و استخدم القوة و العنف مع من لم يستطع إخضاعه منهم.
و في عام 1966 القي القبض على أربعة أعضاء بالحكومة بتهمة التواطؤ في محاولة انقلاب وتمت محاكمتهم عسكريا و اعدموا علنا في ساحة عامة على مرأى من أكثر من 50 ألف شخص. و بحلول عام 1970 تم تحطيم أغلب التهديدات المحتملة لسلطته و تمت السيطرة أمنيا على أغلب مناطق البلاد.
و لحماية نفسه و مركزه، أنشأ عدة قوات عسكرية هدفها الوحيد هو تأمين الحماية له شخصيا و شملت هذه القوات "الفرقة الرئاسية الخاصة" و "الحرس المدني" و "دائرة العمل" و "الاستخبارات العسكرية".
إسقاطه
في نوفمبر ١٩٩٦ أصدرت حكومة موبوتو أمرا بإجبار مجموعة عرقية تدعى "توتسي" على مغادرة البلاد أو الإبادة الجماعية. فكانت شعوب التوتسي نقطة محورية في التمرد بداية من شرق زائير (الكونغو)، حيث قام المتمردون والقوات الحكومية الأجنبية تحت قيادة الرئيس يورى موسيفيني رئيس أوغندا و بول كاغامي وزير دفاع رواندا بشن هجوم للإطاحة بموبوتو. و انضم السكان المحليين المعارضين له الى القوات وقاموا بالسير في اتجاه غرب كينشاسا. و بسبب صراع موبوتو مع مرض السرطان، لم يتمكن من تنسيق المقاومة التي انهارت أمام المسيرة لأن الجيش كان يتدرب على قمع المدنيين ولم يتدرب على مقاومة جيوش دولية.

و في 16 مايو 1997 بعد فشل محادثات السلام، قام متمردو التوتسي و غيرها من الجماعات المناهضة لموبوتو مثل " تحالف القوى الديمقراطية لتحرير الكونغو" باحتلال كينشاشا العاصمة و أكبر مدن زائير. و تم تغيير اسم زائير الى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
منفاه و وفاته
نفي موبوتو إلى جمهورية توغو ولكنه عاش معظم فتره نفيه في مملكة المغرب و توفي في 7 سبتمبر 1997 فيها من سرطان البروستاتا و تم دفنه في الرباط في المقبرة المسيحية المعروفة باسم "باكس".
موبوتو سيسي سيكو ثاني رئيس لجمهورية الكونغو الديمقراطية من 1965 إلى 1997. غيّر اسم الدولة إلى زائير في 1971 و كان يلقب بـ فــهـــد كـــنـــشــاشــا.
ولد في 14 أكتوبر 1930 في الكونغو البلجيكية. كان أبوه ألبريك اغبيماني يعمل طباخ لوالي المستعمرة في ليسالا و أمه تعمل عاملة نظافة في فندق. توفى والده وهو لم يتجاوز 8 سنين ثم رباه جده وعمه و أكمل دراسته في مدرسة كاثوليكية.
في سن العشرين انضم إلى جيش الاستعمار البلجيكي حيث الضباط البيض يسيطرون على الجنود السود. و في عمر 25 تزوج من ماري يتيني و حصل على شهادة من أمين المحاسبة في لولوبرغ ثم نقل إلى قيادة جيش الاستعمار البلجيكي في ليبودفي في 1953.


في 1956 ترك الجيش وتفرغ للعمل كصحفي بدوام كامل لصحيفة لافنير في ليبودفي تحت إشراف أحد موجهيه الصحفي أنطوني بولامبا. وبعد عامين من العمل للصحيفة سافر لأول مرة إلى أوروبا لحضور مؤتمر صحفي في بروكسل حيث بقي لبعض الوقت ليتابع التدريب في الصحافة.
أثناء فترة التدريب في بروكسل التقى بالكثير من شباب الكونغو المثقفين الذين كانوا معارضين للحكم الاستعماري و أصبح صديق لـ باتريس لومومبا فأنضم إلى الحركة الوطنية الكونغولية التي أسسها باتريس. و سرعان ما أصبح المساعد الشخصي له. لكن العديد من الخبراء السياسيين المعاصرين أشاروا إلى أن موبوتو كان مجندا كمخبر من الاستخبارات البلجيكية.

و خلال محادثات 1960 في بروكسل عن استقلال الكونغو، نظمت السفارة الأمريكية حفل استقبال للتعرف بشكل أفضل على الوفد الكونغولي. وتم تزويد كل موظف في السفارة الأمريكية بلائحة تحتوي على أسماء عدد من أعضاء الوفد للتعرف عليهم ومن ثم مناقشة انطباعاتهم عن كل عضو من أعضاء الوفد الكونغولي. وقال السفير الأمريكي:
"اسم كان يتردد بين موظفي السفارة، لكنه لم يكن على لائحة أي موظف لأنه لم يكن عضوا رسميا في الوفد الكونغولي. وهو سكرتير أو مساعد لومومبا (يقصد موبوتو) و الجميع اتفقوا على أن هذا الرجل ذكي للغاية و لديه إمكانيات كبيرة ولكنه يبدو غير ناضج."
أزمة الكونغو
بعد منح الاستقلال يوم 30 يونيو 1960، تشكلت حكومة ائتلافية برئاسة رئيس الوزراء لومومبا والرئيس جوزيف كاسا فوبو. ولكن سرعان ما تورطت الأمة الشابة بأزمة الكونغو بسبب تمرد الجيش ضد ما تبقى من الضباط البلجيكيين. فعين موبوتو من قبل رئيس الوزراء لومومبا ليصبح رئيسا للأركان الوطنية الكونغولية والجيش الكونغولي. فقام موبوتو بجولة حول البلاد ليحاول إقناع الجنود بالعودة إلى ثكناتهم. ولكن أعمال العنف الانفصالية والتخريب اندلعت في الجنوب بتشجيع من الحكومة البلجيكية التي كانت عازمة على الحفاظ على قدرتها بالوصول إلى المناجم الكونغولية الغنية. فلجأ لومومبا إلى الاتحاد السوفييتي لمساعدته على استعادة النظام، بسبب قلقه من أن القوى المرسلة من الأمم المتحدة ليست قادرة على سحق الانفصاليين.
تلقى لومومبا مساعدات عسكرية هائلة من الاتحاد السوفييتي، و حوالي 1000 مستشار تقني سوفييتي خلال 6 أسابيع. و اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية أن النشاط السوفييتي حركة خبيثة لتوسيع النفوذ الشيوعي في شمال إفريقيا.
غضب الرئيس كاسا فوبو بسبب وصول القوات السوفييتية و طرد لومومبا (رئيس الوزراء)، فاشتط لومومبا غضبا و أعلن عن خلع الرئيس. ثم أمر لومومبا وكاسا فوبو أن يقبض موبوتو على الآخرين. و بصفته رئيس للأركان، تعرف موبوتو لضغوط شديدة من عدة مصادر. و كانت سفارات الدول الغربية التي تساهم في دفع رواتب الجنود و مرؤوسي لومومبا و كاسا فوبو تحبذ التخلص من الوجود السوفييتي في الكونغو.
و في 14 سبتمبر 1960 تولى موبوتو زمام السلطة مع بقاء كاسا فوبو كرئيس للبلاد و وضع لومومبا تحت الإقامة الجبرية بعد انقلاب برعاية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. و أمر جميع المستشارين السوفييتيين بمغادرة البلاد.
بعد ذلك، اتهم موبوتو لومومبا بالتعاطف مع الشيوعية وتأييدها، توددا للولايات المتحدة و أملا بالحصول على دعمها. ففر لومومبا إلى مدينة ستانلي فيل حيث أقام حكومته الخاصة. و قام الاتحاد السوفييتي مرة أخرى بدعمه وتزويده بالأسلحة فأصبح قادرا على الدفاع عن منصبه. ولكن القى القبض عليه في نوفمبر 1960 و تم إرساله إلى كاتانغا.
و بالرغم من نفي لومومبا إلى كاتانغا كان موبوتو لا يزال يعتبره يشكل تهديدا عليه، فأمر باعتقاله و تم ضربه علنا في 17 كانون الثاني 1961 وبعدها اختفى عن وسائل الإعلام و الرأي العام. ولكن اكتشف لاحقا انه تعرض للاغتيال بأمر من موبوتو في نفس اليوم.
في 1964 قاد بيير موليلي الثوار إلى تمرد آخر، و سرعان ما احتلوا ثلثي الكونغو و لكن قام الجيش الكونغولي بقيادة موبوتو باستعادة جميع الأراضي في 1965.
الانقلاب وتوطيد السلطة
في 25 تشرين الثاني 1965 استولى الجنرال موبوتو على السلطة للمرة الثانية في انقلاب غير دموي بعد صراع على السلطة بين كاسا فوبو ورئيس الوزراء مويس تشومبي. و زعم موبوتو بعدها أن السياسيون قضوا 5 سنوات لتخريب البلاد و لذلك منع أي نشاط حزبي سياسي في البلاد لمدة 5 سنوات. ثم تحت رعاية نظام شبيه بنظام حالة الطوارئ تولى موبوتو سلطة مطلقه و قام بإلغاء البرلمان و تقليل عدد المحافظات و تقليص سلطتها واستقلاليتها مما أدى إلى دولة مركزية بشكل مطلق.
في البداية، كانت حكومة موبوتو غير سياسية أو مناهضة للعملية السياسية لأن كلمة "سياسي" كانت تحمل دلالات سلبية و أصبحت كمرادف لكلمة "شرير" أو "فاسد". و لكن مع ذلك، شهد عام 1966 أول ظهور لفيلق من المتطوعين للجمهورية، وهي حركة طليعية تهدف إلى حشد الدعم الشعبي وراء موبوتو الذي اعتبر "البطل الوطني الثاني" في البلاد بعد لومومبا.
و من المفارقات، سعي موبوتو لتقديم نفسه على أنه خليفة لومومبا مع أنه هو من قام بالإطاحة به و اغتياله.
و شهد عام 1967 أول ظهور للحركة الشعبية للثورة و التي كانت حتى عام 1990 الحزب السياسي القانوني الوحيد في البلاد. و أصبحت العضوية إلزامية لجميع المواطنين. و من بين المواضيع التي تقدمت بها الحركة الثورية الشعبية في بيانها: القومية، والثورة، والأصالة. و وصفت الثورة بأنها "ثورة وطنية حقيقية واقعية" و أنها تدعو إلى نبذ الرأسمالية و الشيوعية. و كان واحدا من شعارات الحركة الثورية الشعبية " لا اليسار ولا اليمين" .
في السنة نفسها، تم توحيد جميع النقابات العمالية في اتحاد واحد سمي بـ "الاتحاد الوطني لعمال زائير" و وضع تحت سيطرة الحكومة. و لكن بدلا من أن يكون قوة مواجهة مستقلة كان أداة لدعم سياسة الحكومة، باعتراف من موبوتو نفسه.
(كانت النقابات العمالية المستقلة غير قانونية حتى عام 1991)
و مع أنه واجه الكثير من التحديات في بداية فترة حكمه إلّا أنه تمكن من إخضاع معظم المعارضين بالرشاوى و الرعاية و استخدم القوة و العنف مع من لم يستطع إخضاعه منهم.
و في عام 1966 القي القبض على أربعة أعضاء بالحكومة بتهمة التواطؤ في محاولة انقلاب وتمت محاكمتهم عسكريا و اعدموا علنا في ساحة عامة على مرأى من أكثر من 50 ألف شخص. و بحلول عام 1970 تم تحطيم أغلب التهديدات المحتملة لسلطته و تمت السيطرة أمنيا على أغلب مناطق البلاد.
و لحماية نفسه و مركزه، أنشأ عدة قوات عسكرية هدفها الوحيد هو تأمين الحماية له شخصيا و شملت هذه القوات "الفرقة الرئاسية الخاصة" و "الحرس المدني" و "دائرة العمل" و "الاستخبارات العسكرية".
إسقاطه
في نوفمبر ١٩٩٦ أصدرت حكومة موبوتو أمرا بإجبار مجموعة عرقية تدعى "توتسي" على مغادرة البلاد أو الإبادة الجماعية. فكانت شعوب التوتسي نقطة محورية في التمرد بداية من شرق زائير (الكونغو)، حيث قام المتمردون والقوات الحكومية الأجنبية تحت قيادة الرئيس يورى موسيفيني رئيس أوغندا و بول كاغامي وزير دفاع رواندا بشن هجوم للإطاحة بموبوتو. و انضم السكان المحليين المعارضين له الى القوات وقاموا بالسير في اتجاه غرب كينشاسا. و بسبب صراع موبوتو مع مرض السرطان، لم يتمكن من تنسيق المقاومة التي انهارت أمام المسيرة لأن الجيش كان يتدرب على قمع المدنيين ولم يتدرب على مقاومة جيوش دولية.

و في 16 مايو 1997 بعد فشل محادثات السلام، قام متمردو التوتسي و غيرها من الجماعات المناهضة لموبوتو مثل " تحالف القوى الديمقراطية لتحرير الكونغو" باحتلال كينشاشا العاصمة و أكبر مدن زائير. و تم تغيير اسم زائير الى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
منفاه و وفاته
نفي موبوتو إلى جمهورية توغو ولكنه عاش معظم فتره نفيه في مملكة المغرب و توفي في 7 سبتمبر 1997 فيها من سرطان البروستاتا و تم دفنه في الرباط في المقبرة المسيحية المعروفة باسم "باكس".