متفائل جدا بمستقبل مصر بقلم: فايز فرح
مرسل: الاثنين ديسمبر 05, 2011 8:10 pm
لاتعجب صديقي القارئ من هذا العنوان, فأنا فعلا متفائل جدا بمستقبل مصر, وتفاؤلي ليس نتيجة شخصيتي المتفائلة دائما,
بل هناك أسباب كثيرة وراء هذا التفاؤل, وقد تسألني في دهشة:
كيف تتفاءل ونحن نعيش في فوضي ليس لها أول ولا آخر, حكومات تتغير بين الحين والآخر, ثوار في ميدان التحرير لهم مطالب معينة وآخرون في ميدان العباسية لهم مطالب أخري, ثوار من الشباب يحصدهم الرصاص في ماسبيرو والتحرير, عشرات القتلي وآلاف الجرحي ومئات يفقدون اعينهم لا لشئ إلا أنهم يعبرون عن رأيهم في حرية تامة منحتهم إياها ثورة25 يناير المجيدة, أمن غير مستتب, سرقات ونهب وخطف واغتصاب وتعصب وقتل وتدمير وهدم, رصاص يطلق في الهواء دون معرفة الفاعل, غلاء متوحش في الأسعار حرم الناس من الطعام, مستشفيات بلا أطباء أو دواء أو أجهزة طبية, شباب زي الورد في عنفوان القوة يقدم علي الانتحار بسبب البطالة وسوء المعيشة, أمراض فتاكة مستعصية تأكل الناس وتحولهم إلي معوقين لاحول لهم ولاقوة, جامعات بلا تعليم ومدارس بلا تربية, وملايين من العوانس فاتهن قطار الزواج مع أنهن علي قدر كبير من العلم والجمال, وغير ذلك كثير وبعد هذا تقول لنا أنك متفائل جدا, يا رجل كن واقعيا وابتعد عن أحلام اليقظة وأوهام السعادة؟!
نعم عزيزي القارئ نحن نعاني من كل هذه المشاكل ومع ذلك فهي إرهاصات ومقدمات النقلة الحضارية والإقتصادية التي ستتمتع بها ان شاء الله.
إننا نعاني دائما قبل شروق الشمس والفجر من دياجير الظلام وصمت القبور, ومع نسمات الفجر وشروق الشمس تغرد الطيور والعصافير, ويصيح الديكة, ويبدأ مشوار النهار والحياة, هكذا حالنا الآن قبل فجر الحرية ومشوارنا مع الديمقراطية.
كل الأحداث التي نشهدها اليوم بل ونعاني منها أحداث طبيعية لشعب مستعبد مظلوم مقهور يعيش معظمه تحت خط الفقر, يستشهد ابناؤه لمجرد شراء بعض ارغفة الخبز المدعمة, ويأكل لحم الحمير الميتة, نعم هذا حدث خلال الثلاثين سنة الماضية الظالمة, وكانت الصحف تنشر احيانا بعض مظاهر الظلم والقهر دون اي استجابة من رئيس جمهورية مغيب ورئيس مجلس وزراء لايعرف إلا مصلحته والهبش بالمليارات, والنكتة أنه كان يحكم من مكان أطلق عليه: القرية الذكية مع أنه كان غاية في الـ.. من هذه الحوادث التي كانت تدمي قلوب كل المصريين, حكاية الأب الذي انتحر لانه لايجد مصاريف المدرسة لطفلته الصغيرة!
والام التي قذفت بطفلها من النافذة لانها لاتملك ثمن اللبن الذي ترضعه به!
كانت قلوبنا تدمي وتعتصر من الحزن علي ابناء شعبنا الكريم في نفس الوقت الذي فيه كان السادة الحكام وشلتهم واصدقاؤهم يرفلون في النعمة, ويصرفون في بذخ وسفه ويطيرون إلي باريس لتناول العشاء والعودة في نفس الليلة!
باختصار كاتب هذه السطور متفائل جدا بمستقبل مصر, يكفي ان شباب الثورة استطاع ان ينهي نظام الحكم ويغير القيادة الدكتاتورية لنبدأ حياة جديدة حرة نظيفة انسانية, ويكفي الفرحة التي تجدها علي وجه كل الناس, والامل المتجدد الذي ظهر واضحا في عملية الانتخابات.
ثم هل ننسي ان مصر العظيمة, ام الدنيا حقيقة, قد تعرضت طوال تاريخها الي ظلم الاستعمار والدكتاتورية, ومع ذلك انتصرت في النهاية علي الجميع, انتصرت علي الفرس والرومان والاتراك والفرنسيين والانجليز, الانسان المصري قد يصبر ويتحمل لكنه في النهاية يثور ويعمر ويعيد الحياة الجميلة العادلة الحرة, كما فعل ابناؤنا في25 يناير2011, ألا تدعونا هذه الثورة المجيدة للتفاؤل بمستقبل مصر العظيم الذي ينتظرنا؟ وحتي لو حاول البعض من الفلول, أو اصحاب المصالح الخاصة, او ذوي الاتجاهات المتخلفة ان يقفزوا علي الثورة, فانهم لن يستطيعوا تحقيق أهدافهم, لأن الشعب كله انضم إلي الثورة وعرف طريق تقدمه وحريته وديمقراطيته ومن هنا وجدنا الثورة تتجدد وتتجدد, وهذا هو سبب تفاؤلنا بالشباب والثوار والشعب, وسنحقق كل الآمال بشرط ان نعرف ونؤمن ان الامل لايتحقق إلا بالعمل, والعمل الذي لايعرف الكلل أو الملل.
_____________________________________________________________________
http://www.ahram.org.eg/The-Writers/News/116792.aspx
بل هناك أسباب كثيرة وراء هذا التفاؤل, وقد تسألني في دهشة:
كيف تتفاءل ونحن نعيش في فوضي ليس لها أول ولا آخر, حكومات تتغير بين الحين والآخر, ثوار في ميدان التحرير لهم مطالب معينة وآخرون في ميدان العباسية لهم مطالب أخري, ثوار من الشباب يحصدهم الرصاص في ماسبيرو والتحرير, عشرات القتلي وآلاف الجرحي ومئات يفقدون اعينهم لا لشئ إلا أنهم يعبرون عن رأيهم في حرية تامة منحتهم إياها ثورة25 يناير المجيدة, أمن غير مستتب, سرقات ونهب وخطف واغتصاب وتعصب وقتل وتدمير وهدم, رصاص يطلق في الهواء دون معرفة الفاعل, غلاء متوحش في الأسعار حرم الناس من الطعام, مستشفيات بلا أطباء أو دواء أو أجهزة طبية, شباب زي الورد في عنفوان القوة يقدم علي الانتحار بسبب البطالة وسوء المعيشة, أمراض فتاكة مستعصية تأكل الناس وتحولهم إلي معوقين لاحول لهم ولاقوة, جامعات بلا تعليم ومدارس بلا تربية, وملايين من العوانس فاتهن قطار الزواج مع أنهن علي قدر كبير من العلم والجمال, وغير ذلك كثير وبعد هذا تقول لنا أنك متفائل جدا, يا رجل كن واقعيا وابتعد عن أحلام اليقظة وأوهام السعادة؟!
نعم عزيزي القارئ نحن نعاني من كل هذه المشاكل ومع ذلك فهي إرهاصات ومقدمات النقلة الحضارية والإقتصادية التي ستتمتع بها ان شاء الله.
إننا نعاني دائما قبل شروق الشمس والفجر من دياجير الظلام وصمت القبور, ومع نسمات الفجر وشروق الشمس تغرد الطيور والعصافير, ويصيح الديكة, ويبدأ مشوار النهار والحياة, هكذا حالنا الآن قبل فجر الحرية ومشوارنا مع الديمقراطية.
كل الأحداث التي نشهدها اليوم بل ونعاني منها أحداث طبيعية لشعب مستعبد مظلوم مقهور يعيش معظمه تحت خط الفقر, يستشهد ابناؤه لمجرد شراء بعض ارغفة الخبز المدعمة, ويأكل لحم الحمير الميتة, نعم هذا حدث خلال الثلاثين سنة الماضية الظالمة, وكانت الصحف تنشر احيانا بعض مظاهر الظلم والقهر دون اي استجابة من رئيس جمهورية مغيب ورئيس مجلس وزراء لايعرف إلا مصلحته والهبش بالمليارات, والنكتة أنه كان يحكم من مكان أطلق عليه: القرية الذكية مع أنه كان غاية في الـ.. من هذه الحوادث التي كانت تدمي قلوب كل المصريين, حكاية الأب الذي انتحر لانه لايجد مصاريف المدرسة لطفلته الصغيرة!
والام التي قذفت بطفلها من النافذة لانها لاتملك ثمن اللبن الذي ترضعه به!
كانت قلوبنا تدمي وتعتصر من الحزن علي ابناء شعبنا الكريم في نفس الوقت الذي فيه كان السادة الحكام وشلتهم واصدقاؤهم يرفلون في النعمة, ويصرفون في بذخ وسفه ويطيرون إلي باريس لتناول العشاء والعودة في نفس الليلة!
باختصار كاتب هذه السطور متفائل جدا بمستقبل مصر, يكفي ان شباب الثورة استطاع ان ينهي نظام الحكم ويغير القيادة الدكتاتورية لنبدأ حياة جديدة حرة نظيفة انسانية, ويكفي الفرحة التي تجدها علي وجه كل الناس, والامل المتجدد الذي ظهر واضحا في عملية الانتخابات.
ثم هل ننسي ان مصر العظيمة, ام الدنيا حقيقة, قد تعرضت طوال تاريخها الي ظلم الاستعمار والدكتاتورية, ومع ذلك انتصرت في النهاية علي الجميع, انتصرت علي الفرس والرومان والاتراك والفرنسيين والانجليز, الانسان المصري قد يصبر ويتحمل لكنه في النهاية يثور ويعمر ويعيد الحياة الجميلة العادلة الحرة, كما فعل ابناؤنا في25 يناير2011, ألا تدعونا هذه الثورة المجيدة للتفاؤل بمستقبل مصر العظيم الذي ينتظرنا؟ وحتي لو حاول البعض من الفلول, أو اصحاب المصالح الخاصة, او ذوي الاتجاهات المتخلفة ان يقفزوا علي الثورة, فانهم لن يستطيعوا تحقيق أهدافهم, لأن الشعب كله انضم إلي الثورة وعرف طريق تقدمه وحريته وديمقراطيته ومن هنا وجدنا الثورة تتجدد وتتجدد, وهذا هو سبب تفاؤلنا بالشباب والثوار والشعب, وسنحقق كل الآمال بشرط ان نعرف ونؤمن ان الامل لايتحقق إلا بالعمل, والعمل الذي لايعرف الكلل أو الملل.
_____________________________________________________________________
http://www.ahram.org.eg/The-Writers/News/116792.aspx