- الثلاثاء ديسمبر 06, 2011 9:38 pm
#41240
إلى متى يظل لبنان رهينة حزب الله ؟ الأحد, 23 كانون2/يناير 2011
خالد مصطفى
تشهد لبنان أوضاعًا متأزمة وصفها بعض كبار السياسيين في المنطقة بـ"الخطيرة", ورغم تعدد الوساطات إلا أن الأزمة ما زالت متصاعدة، خصوصًا مع شعور حزب الله بقوته التي فرض من خلالها إرادته عندما احتل بيروت في وقت سابق إبّان أزمة شبكات الاتصال.
لقد دعت العديد من القوى السياسية في لبنان إلى تخلي حزب الله عن سلاحه؛ نظرًا للمخاطر المحدقة التي تترتب على ذلك، وأبطلت دعاوى "مقاومة العدو" التي يرفعها الحزب كلما طلب منه نزع سلاحه, مؤكدة أن الحزب منذ سنوات لم يطلق رصاصة على الاحتلال. كما أن مقاومة الاحتلال وظيفة الجيش الذي من مهامه الحفاظ على حدود البلاد، أما وجود السلاح في أيدي طائفة لها توجُّه سياسي محدد في بلد متعدد الطوائف فهو قنبلة موقوتة، وسيدفع طوائف واتجاهات أخرى للتسليح حتى لا تبقى رهينة في أيدي حزب الله؛ حيث انتشرت معلومات مؤخرًا عن بدء حزب القوات اللبنانية التابع لسمير جعجع -المحسوب على الأغلبية- في تسليح نفسه, وهو ما يشير إلى أن البلاد مقدمة على زلزال جديد.
منذ فترة طويلة وحزب الله يصعد الحملة ضد الحكومة ويضغط بشدة من أجل تفريغ المحكمة الدولية بشأن اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري من محتواها تحت لافتة "شهود الزور"، وهو ما يعني التشكيك في شهادة الشهود لنسف أي اتهامات توجهها المحكمة, وذلك بعد أن شعر الحزب بأن الاتهامات قد تطال بعض عناصره، وهدّد الحزب صراحة بأن أي مساس بأحد من عناصره سيؤدي إلى تفجير الأوضاع, وعندما فشلت ضغوطه على الحكومة أقدم على الانسحاب منها؛ لإحداث فراغ سياسي في البلاد يسهل من خلاله الوصول لمراده، سواء بحكومة على هواه تنفذ له ما يريد، أو استغلال هذا الفراغ لإحداث فوضى تمنع المحكمة من أداء عملها..
لقد تجمعت عناصر من حزب الله في مشهد استعراض قوة وسط بيروت في محاولة لإرسال تهديد لجميع الأطراف, وقد استنكرت قوى الأغلبية هذا الاستعراض واعتبرته صيغة مغلفة لانقلاب مسلح، وتوعدت بـ"عدم السكوت عنه"، في حين طالب البعض بدعوة قوات عربية ودولية للبلاد لحمايتهم من بطش الحزب. للمرة الثانية يسعى الحزب لاستخدام القوة لفضّ خلافاته السياسية، رغم وعود سابقة بأن سلاح الحزب موجَّه فقط للاحتلال.
إن حزب الله لا يكتفي بتمسكه بسلاحه بل يصر على إدارة سياسة البلاد على هواه، فإذا أراد تصعيدًا تجاه الاحتلال أشعل حربًا تأتي على الأخضر واليابس، ثم يخمد نشاطه سنوات طوال دون حراك ضد المحتل، ودون أن يعرف أحد لماذا هاجم هنا؟ ولماذا سكت هناك؟ وهو في كل ذلك لا ينكر علاقته بإيران ودعمها له، وهي دولة لها مصالحها المتشعبة في المنطقة وأطماعها ومشاكلها مع دول الجوار, ولها خلافاتها وصفقاتها مع الغرب، سواء بشأن العراق أو بشأن برنامجها النووي..
وهذا يلقي بتبعاته على الأوضاع الداخلية في لبنان، ويؤثر بقوة على أمنه واستقراره؛ فالمساعدات الإيرانية ليست مجانية بطبيعة الحال ولها أغراض واضحة لا تخفى على أحد كما هو ماثل في اليمن مع الحوثيين، أو مع شيعة البحرين، أو مع المالكي والصدر في العراق.
خطورة الوضع اتضحت بقوة بعد الإعلان عن فشل الوساطة السورية - السعودية، بل وصل الأمر لأن ترفع السعودية يدها من الملف بشكل كامل, في ظل هذه الظروف ما زال حزب الله يواصل التصعيد حيث يرفض تولي سعد الحريري للحكومة الجديدة رغم أنها رغبة الأغلبية, كما قام بتسريب شريط صوتي لشهادة الحريري أمام المحكمة الدولية يتهم فيها سوريا بالوقوف وراء مقتل والده، وتُوقِع بينه وبين بعض المسئولين السعوديين؛ في محاولة واضحة للإجهاز تمامًا على أي وساطة سورية سعودية قادمة, وتؤكد اختراق حزب الله لأجهزة الأمن اللبنانية على أعلى مستوى، وهو ما ينذر بما لا يحمد عقباه؛ فالطرف الآخر من المعادلة يشمل فريقًا كبيرًا من "المسيحيين"، وإذا كان السُّنَّة لقمة سائغة لأنه لا ظهير لهم، "فالمسيحيون" لهم أظهر عديدة لن تتردد في دعمهم بكل أنواع الدعم.
المصدر: موقع المسلم.
خالد مصطفى
تشهد لبنان أوضاعًا متأزمة وصفها بعض كبار السياسيين في المنطقة بـ"الخطيرة", ورغم تعدد الوساطات إلا أن الأزمة ما زالت متصاعدة، خصوصًا مع شعور حزب الله بقوته التي فرض من خلالها إرادته عندما احتل بيروت في وقت سابق إبّان أزمة شبكات الاتصال.
لقد دعت العديد من القوى السياسية في لبنان إلى تخلي حزب الله عن سلاحه؛ نظرًا للمخاطر المحدقة التي تترتب على ذلك، وأبطلت دعاوى "مقاومة العدو" التي يرفعها الحزب كلما طلب منه نزع سلاحه, مؤكدة أن الحزب منذ سنوات لم يطلق رصاصة على الاحتلال. كما أن مقاومة الاحتلال وظيفة الجيش الذي من مهامه الحفاظ على حدود البلاد، أما وجود السلاح في أيدي طائفة لها توجُّه سياسي محدد في بلد متعدد الطوائف فهو قنبلة موقوتة، وسيدفع طوائف واتجاهات أخرى للتسليح حتى لا تبقى رهينة في أيدي حزب الله؛ حيث انتشرت معلومات مؤخرًا عن بدء حزب القوات اللبنانية التابع لسمير جعجع -المحسوب على الأغلبية- في تسليح نفسه, وهو ما يشير إلى أن البلاد مقدمة على زلزال جديد.
منذ فترة طويلة وحزب الله يصعد الحملة ضد الحكومة ويضغط بشدة من أجل تفريغ المحكمة الدولية بشأن اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري من محتواها تحت لافتة "شهود الزور"، وهو ما يعني التشكيك في شهادة الشهود لنسف أي اتهامات توجهها المحكمة, وذلك بعد أن شعر الحزب بأن الاتهامات قد تطال بعض عناصره، وهدّد الحزب صراحة بأن أي مساس بأحد من عناصره سيؤدي إلى تفجير الأوضاع, وعندما فشلت ضغوطه على الحكومة أقدم على الانسحاب منها؛ لإحداث فراغ سياسي في البلاد يسهل من خلاله الوصول لمراده، سواء بحكومة على هواه تنفذ له ما يريد، أو استغلال هذا الفراغ لإحداث فوضى تمنع المحكمة من أداء عملها..
لقد تجمعت عناصر من حزب الله في مشهد استعراض قوة وسط بيروت في محاولة لإرسال تهديد لجميع الأطراف, وقد استنكرت قوى الأغلبية هذا الاستعراض واعتبرته صيغة مغلفة لانقلاب مسلح، وتوعدت بـ"عدم السكوت عنه"، في حين طالب البعض بدعوة قوات عربية ودولية للبلاد لحمايتهم من بطش الحزب. للمرة الثانية يسعى الحزب لاستخدام القوة لفضّ خلافاته السياسية، رغم وعود سابقة بأن سلاح الحزب موجَّه فقط للاحتلال.
إن حزب الله لا يكتفي بتمسكه بسلاحه بل يصر على إدارة سياسة البلاد على هواه، فإذا أراد تصعيدًا تجاه الاحتلال أشعل حربًا تأتي على الأخضر واليابس، ثم يخمد نشاطه سنوات طوال دون حراك ضد المحتل، ودون أن يعرف أحد لماذا هاجم هنا؟ ولماذا سكت هناك؟ وهو في كل ذلك لا ينكر علاقته بإيران ودعمها له، وهي دولة لها مصالحها المتشعبة في المنطقة وأطماعها ومشاكلها مع دول الجوار, ولها خلافاتها وصفقاتها مع الغرب، سواء بشأن العراق أو بشأن برنامجها النووي..
وهذا يلقي بتبعاته على الأوضاع الداخلية في لبنان، ويؤثر بقوة على أمنه واستقراره؛ فالمساعدات الإيرانية ليست مجانية بطبيعة الحال ولها أغراض واضحة لا تخفى على أحد كما هو ماثل في اليمن مع الحوثيين، أو مع شيعة البحرين، أو مع المالكي والصدر في العراق.
خطورة الوضع اتضحت بقوة بعد الإعلان عن فشل الوساطة السورية - السعودية، بل وصل الأمر لأن ترفع السعودية يدها من الملف بشكل كامل, في ظل هذه الظروف ما زال حزب الله يواصل التصعيد حيث يرفض تولي سعد الحريري للحكومة الجديدة رغم أنها رغبة الأغلبية, كما قام بتسريب شريط صوتي لشهادة الحريري أمام المحكمة الدولية يتهم فيها سوريا بالوقوف وراء مقتل والده، وتُوقِع بينه وبين بعض المسئولين السعوديين؛ في محاولة واضحة للإجهاز تمامًا على أي وساطة سورية سعودية قادمة, وتؤكد اختراق حزب الله لأجهزة الأمن اللبنانية على أعلى مستوى، وهو ما ينذر بما لا يحمد عقباه؛ فالطرف الآخر من المعادلة يشمل فريقًا كبيرًا من "المسيحيين"، وإذا كان السُّنَّة لقمة سائغة لأنه لا ظهير لهم، "فالمسيحيون" لهم أظهر عديدة لن تتردد في دعمهم بكل أنواع الدعم.
المصدر: موقع المسلم.