- الأربعاء ديسمبر 07, 2011 8:30 pm
#41328
نشأت الفكرة أساساً على يد وزير الخارجية البريطاني "ادوارد جراي" وتبنّاها بشكل كبير الرئيس الأمريكي "وودرو ويلسون" الذي أراد ان يرى معاهدة فيرساي تتضمّن نصّاً يدعو لإنشاء تلك المؤسسة الأممية، وقد تم بالفعل إدراج نص التأسيس في 25 يناير 1919 من الجزء الأول من المعاهدة. وكان "إنشاء منظمة عامة للأمم ذات مواثيق توفر ضمانات متبادلة للإستقلال السياسي واحترام وحدة تراب الأمم الكبيرة والصغيرة على حد السواء" هي احدى النقاط الأربعة عشر للسلام لوودرو ويلسون. ونتيجة لجهود ويلسون فقد مـُنح جائزة نوبل للسلام عام 1919.
عقدت عصبة الأمم أول اجتماعاتها في 10 يناير 1920 وغيرت من معاهدة فيرساي لتصبح النهاية الرسمية للحرب العالمية الأولى. وبالرغم من تأييد الرئيس ويلسون لفكرة عصبة الأمم إلا أن الولايات المتحدة، بقيادة الكونجرس الجمهوري، رفضت التصديق على ميثاق العصبة أو الإنضمام لها. فقد رأت الولايات المتحدة في النظام التأسيسي للعصبة محاولة من الدول الأوربية الإستعمارية الكبرى للإستئثار بغنائم الحرب العالمية الأولى. وتجدر الإشارة ان العصبة كانت موفقة في حل النزاعات الثانوية العالمية في عشرينيات القرن العشرين ولكنّها وقفت عاجزة عن كوارث ثلاثينيات القرن أو الحرب العالمية الثانية مما استدعى تفكيك المؤسسة من تلقاء نفسها في 18 ابريل 1946 والإستعاضة عنا بمنظمة الأمم المتحدة.
من الممكن البحث عن الأصول المباشرة لعصبة الأمم في المشروعات الفردية والحكومية التي بدأت في الظهور متزايدةً في فترة الحرب العالمية الأولى، وأهمها ما رأى النور في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ثم وجدت لها انعكاسات في عدد آخر من البلاد ومنها فرنسا وهولندا وسويسرا والدول الاسكندنافية وإيطاليا وحتى ألمانيا ذاتها؛ فقد ازدهرت حركة بحث إمكانات جديدة في التنظيم الدولي في سنوات القتال، بقيادة جمعيات تألفت من أفراد ذوي مكانة مرموقة في بلادهم مثل أعضاء «عصبة دعم السلام» في أمريكا و«جمعية عصبة الأمم» في بريطانيا. وسرعان ما تجاوب القادة السياسيون مع هذه التوجهات، فقد برز في بريطانيا وفرنسا زعماء وقفوا أنفسهم على الدعوة إلى إقامة منظمة دولية عقب الحرب العالمية الأولى. لكن «ودرو ويلسون» رئيس الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك يعدّ بحق أهم هؤلاء القادة على الإطلاق، ولمساعيه الدؤوبة يعود الفضل المباشر في إخراج عصبة الأمم إلى حيّز الوجود، ففي بيانه الذي ألقاه في 2/4/1917 أكدَّ ويلسون أن الهدف القومي لاشتراك بلاده في الحرب هو«السيادة العالمية للحق بتوافق الشعوب الحرة على نحو من شأنه أن يحقق السلام والأمن للأمم كافة ويجعل العالم آمناً». بل إنه بعد ذلك ذهب خطوة أبعد حين التزم في نقاطه الأربع عشرة الشهيرة بإقامة «روابط عامة بين الأمم». وأخذ ويلسون ومستشاره «هاوس» على عاتقهما مهمة إعداد المشروع الأمريكي للمنظمة المرتقبة. وكانا متأثرين إلى حد كبير بأفكار الفيلسوف «إيمانويل كنت» بضرورة إقامتهما على نمط التنظيم الداخلي للدول بمعنى أن تكون المنظمة الدولية ذات اختصاصات ذاتية ونفوذ واسع وسلطة تنفيذية تمكّنها من فرض أحكامها على أعضائها جبراً عند الاقتضاء. ولابد أيضاً من الإشارة إلى كتيب صغير وضعه «جان كريستيان سمطس» أحد دهاقنة السياسة في جنوب إفريقيا وعنوانه «عصبة الأمم: اقتراح عملي»؛ فهو قد يكون من أبرز الأمثلة للمشروعات الحكومية عن التنظيم الدولي قبل عقد مؤتمر السلام في ڤرساي عام 1919.
أما الصياغة الفعلية لعهد العصبة أو صكها أو ميثاقها covenant، كما يسميه الكتّاب العرب فقد جرت في ڤرساي وفي المفاوضات التي تمت لإعلان انتصار الحلفاء وهزيمة ألمانيا وحلفائها. وهناك اختلفت الدول حول طبيعة المنظمة المقترحة وبرزت فكرتان: الفكرة الأوربية أو بالأحرى الفرنسية، وكانت تدعو لتكوين المنظمة على نمط التنظيم السياسي للدولة الاتحادية، ويُلاحظ في هذه الفكرة صدى الآراء التي أطلقها قبل قرون مفكرو القارة الأوربية أمثال «كَنْت وديبوا ودانتي وايراسموس» وسواهم، والفكرة الانغلو ـ سكسونية، وكان يدافع عنها البريطانيون وقد دعت للاكتفاء بإنشاء المنظمة الدولية التي تعتمد في تحقيق أغراضها على تأييد الرأي العام وعلى مالها من نفوذ أدبي ومعنوي، ويتجلى في هذه الفكرة صدى آراء المفكرين الانغلوـ سكسون المبكرين وعلى رأسهم وليم بِنْ وسورس وبنتام.
يُقال في كتب تاريخ العصبة إن ويلسون كان أصلاً من الرأي الأول، ولكنه أمام ضغط حلفائه في باريس من جهة وأعضاء الكونغرس في بلاده من جهة أخرى مال إلى تأييد الفكرة الثانية التي تولت لجنة «هيرست ـ ميلر» صياغتها في مشروع عهد عصبة الأمم The Covenant of the League of Nations الذي تم إقراره في مؤتمر ڤرساي للسلام بتاريخ 28/4/1919 جزءاً من معاهدات الصلح بين الحلفاء وبين المنهزمين وعلى رأسهم ألمانيا.
تألف عهد العصبة من ديباجة أو مقدمة preamble وست وعشرين مادة، وقد ورد ذكر أهدافها في مقدمة العهد، إذ قالت إن العصبة تهدف إلى تنمية التعاون بين الأمم وضمان السلم لها
عقدت عصبة الأمم أول اجتماعاتها في 10 يناير 1920 وغيرت من معاهدة فيرساي لتصبح النهاية الرسمية للحرب العالمية الأولى. وبالرغم من تأييد الرئيس ويلسون لفكرة عصبة الأمم إلا أن الولايات المتحدة، بقيادة الكونجرس الجمهوري، رفضت التصديق على ميثاق العصبة أو الإنضمام لها. فقد رأت الولايات المتحدة في النظام التأسيسي للعصبة محاولة من الدول الأوربية الإستعمارية الكبرى للإستئثار بغنائم الحرب العالمية الأولى. وتجدر الإشارة ان العصبة كانت موفقة في حل النزاعات الثانوية العالمية في عشرينيات القرن العشرين ولكنّها وقفت عاجزة عن كوارث ثلاثينيات القرن أو الحرب العالمية الثانية مما استدعى تفكيك المؤسسة من تلقاء نفسها في 18 ابريل 1946 والإستعاضة عنا بمنظمة الأمم المتحدة.
من الممكن البحث عن الأصول المباشرة لعصبة الأمم في المشروعات الفردية والحكومية التي بدأت في الظهور متزايدةً في فترة الحرب العالمية الأولى، وأهمها ما رأى النور في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ثم وجدت لها انعكاسات في عدد آخر من البلاد ومنها فرنسا وهولندا وسويسرا والدول الاسكندنافية وإيطاليا وحتى ألمانيا ذاتها؛ فقد ازدهرت حركة بحث إمكانات جديدة في التنظيم الدولي في سنوات القتال، بقيادة جمعيات تألفت من أفراد ذوي مكانة مرموقة في بلادهم مثل أعضاء «عصبة دعم السلام» في أمريكا و«جمعية عصبة الأمم» في بريطانيا. وسرعان ما تجاوب القادة السياسيون مع هذه التوجهات، فقد برز في بريطانيا وفرنسا زعماء وقفوا أنفسهم على الدعوة إلى إقامة منظمة دولية عقب الحرب العالمية الأولى. لكن «ودرو ويلسون» رئيس الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك يعدّ بحق أهم هؤلاء القادة على الإطلاق، ولمساعيه الدؤوبة يعود الفضل المباشر في إخراج عصبة الأمم إلى حيّز الوجود، ففي بيانه الذي ألقاه في 2/4/1917 أكدَّ ويلسون أن الهدف القومي لاشتراك بلاده في الحرب هو«السيادة العالمية للحق بتوافق الشعوب الحرة على نحو من شأنه أن يحقق السلام والأمن للأمم كافة ويجعل العالم آمناً». بل إنه بعد ذلك ذهب خطوة أبعد حين التزم في نقاطه الأربع عشرة الشهيرة بإقامة «روابط عامة بين الأمم». وأخذ ويلسون ومستشاره «هاوس» على عاتقهما مهمة إعداد المشروع الأمريكي للمنظمة المرتقبة. وكانا متأثرين إلى حد كبير بأفكار الفيلسوف «إيمانويل كنت» بضرورة إقامتهما على نمط التنظيم الداخلي للدول بمعنى أن تكون المنظمة الدولية ذات اختصاصات ذاتية ونفوذ واسع وسلطة تنفيذية تمكّنها من فرض أحكامها على أعضائها جبراً عند الاقتضاء. ولابد أيضاً من الإشارة إلى كتيب صغير وضعه «جان كريستيان سمطس» أحد دهاقنة السياسة في جنوب إفريقيا وعنوانه «عصبة الأمم: اقتراح عملي»؛ فهو قد يكون من أبرز الأمثلة للمشروعات الحكومية عن التنظيم الدولي قبل عقد مؤتمر السلام في ڤرساي عام 1919.
أما الصياغة الفعلية لعهد العصبة أو صكها أو ميثاقها covenant، كما يسميه الكتّاب العرب فقد جرت في ڤرساي وفي المفاوضات التي تمت لإعلان انتصار الحلفاء وهزيمة ألمانيا وحلفائها. وهناك اختلفت الدول حول طبيعة المنظمة المقترحة وبرزت فكرتان: الفكرة الأوربية أو بالأحرى الفرنسية، وكانت تدعو لتكوين المنظمة على نمط التنظيم السياسي للدولة الاتحادية، ويُلاحظ في هذه الفكرة صدى الآراء التي أطلقها قبل قرون مفكرو القارة الأوربية أمثال «كَنْت وديبوا ودانتي وايراسموس» وسواهم، والفكرة الانغلو ـ سكسونية، وكان يدافع عنها البريطانيون وقد دعت للاكتفاء بإنشاء المنظمة الدولية التي تعتمد في تحقيق أغراضها على تأييد الرأي العام وعلى مالها من نفوذ أدبي ومعنوي، ويتجلى في هذه الفكرة صدى آراء المفكرين الانغلوـ سكسون المبكرين وعلى رأسهم وليم بِنْ وسورس وبنتام.
يُقال في كتب تاريخ العصبة إن ويلسون كان أصلاً من الرأي الأول، ولكنه أمام ضغط حلفائه في باريس من جهة وأعضاء الكونغرس في بلاده من جهة أخرى مال إلى تأييد الفكرة الثانية التي تولت لجنة «هيرست ـ ميلر» صياغتها في مشروع عهد عصبة الأمم The Covenant of the League of Nations الذي تم إقراره في مؤتمر ڤرساي للسلام بتاريخ 28/4/1919 جزءاً من معاهدات الصلح بين الحلفاء وبين المنهزمين وعلى رأسهم ألمانيا.
تألف عهد العصبة من ديباجة أو مقدمة preamble وست وعشرين مادة، وقد ورد ذكر أهدافها في مقدمة العهد، إذ قالت إن العصبة تهدف إلى تنمية التعاون بين الأمم وضمان السلم لها