By حمدان العنزي ١٣٤ - الخميس ديسمبر 08, 2011 7:27 am
- الخميس ديسمبر 08, 2011 7:27 am
#41358
الأردن، والعراق، ولبنان ترى أن مقاطعتها لسورية ستضر باقتصادها، ونسيت تلك الدول أن سورية هي من بادر بتأزيم أوضاعها طيلة عقود طويلة، وقد استخدمت في سياستها ليس دعم مواقفها الخاصة بل لعب دور الآخر دون مراعاة لروح الأخوة العربية التي ترفع شعارها كدولة في قلب الأمة..
فأثناء أيلول الأسود في الأردن عام ١٩٧٠م دخلت القوات السورية إلى قلب القطر الشقيق الأردن تعزيزاً لعرفات، وبأوامر من صلاح جديد الذي دفع الثمن بانقلاب حافظ الأسد عليه وسجنه مع رئيس الوزراء آنذاك..
لبنان منذ السبعينيات، وإلى خروج القوات السورية كان محتلاً بواجهة حكومية لبنانية لا تأمر ولا تنهى إلا بموافقة الدولة المحتلة، ولم تخرج قواتها إلا بضغط دولي كاد أن يأخذ تدابير حادة معها..
العراق مع صدام حدث انشقاق الحزب الواحد للبعث، وهاجرت القيادة القومية إلى بغداد، وكانت القطيعة حادة إلى حد التآمر بين النظامين بإسقاط أحدهما لصالح الآخر، وبعد صدام كانت دمشق المقر والمعبر للمتطوعين العرب وغيرهم عندما قامت سورية بتدريبهم وإرسالهم للقاعدة، بل هي من احتضن أعضاء حزب البعث العراقي لتشكيل المعارضة ضد حكم بغداد.. فهل موقف تلك الدول جاء تأييداً مبطناً للنظام بلغة استجداء المصالح الاقتصادية؟
ورغم تباين سياسات البلدان الثلاثة، إلا أنها تتعامل مع مشروع الجامعة العربية بما يشبه خيبة الأمل، فكيف تتم مقايضة دم شعب يقود مظاهرات سلمية ويتعرض للإبادة بعشرات الملايين، وما هو رد فعل الشعب السوري لو استطاع اقتلاع قلاع الحكم، وما مدى رسم علاقات إيجابية مع بلدان دعمت وساهمت في تأييد النظام لسبب أناني فقط؟
لقد انشق العرب بعد مقاطعة مصر بعد سلامها مع إسرائيل ونقل مقر الجامعة العربية لتونس، وانقسموا حول احتلال الكويت من قبل قوات صدام بين فرحٍ، وآخر ضد ذلك التصرف المجنون ما تسبب في أضرار لتلك البلدان بفقدانها معونات ودعم الكويت لها بما في ذلك توظيف العديد من العمالة العربية في دوائرها الرسمية والأهلية، فهل يتكرر السيناريو ويفشل القرار العربي؟
الحكومة السورية هي من عاقبت شعبها بقطع المستلزمات الحيوية من مياه وكهرباء وملاحقة المصابين ومنعهم من دخول المستشفيات، والموقف العربي ناتج عن قيمة أخلاقية بتضامنه مع الشعب السوري، لا تسييس هذا الجانب، أو الإضرار بدول عربية أخرى..
الموقف التركي ظل أكثر إيجابية من موقف الدول الثلاث بتضامنها مع دول الجامعة رغم خسائرها المادية التي تفوق غيرها، لكنها أدركت أن النظام لايمكن ردعه إلا بتضامنٍ بينها وبين العرب، وهو وعي متقدم بكسب الشعب أمام سلطة لا تراعي أبسط القواعد الأخلاقية..
العقوبات ليست موجهة ضد الشعب السوري، ولا لاقتطاع مبادلات تجارية مع دول الجوار لسورية، بل كان الاتجاه من أجل الحد من جنون السلطة ووضعها في مواجهة مع أمة عربية لها كلّ الحق في الوقوف ضد أي مظالم يتعرض لها المواطنون.
سورية تقف في مفترق الطرق، فهي لا تقبل الحلول العربية إلا من خلال ما تريده، والأمور تتعقد، ولعل التعامل مع النظام بالصيغ المتقلبة بات أمراً مستحيلاً، والخاسر في النهاية هو النظام، لا الشعب..
فأثناء أيلول الأسود في الأردن عام ١٩٧٠م دخلت القوات السورية إلى قلب القطر الشقيق الأردن تعزيزاً لعرفات، وبأوامر من صلاح جديد الذي دفع الثمن بانقلاب حافظ الأسد عليه وسجنه مع رئيس الوزراء آنذاك..
لبنان منذ السبعينيات، وإلى خروج القوات السورية كان محتلاً بواجهة حكومية لبنانية لا تأمر ولا تنهى إلا بموافقة الدولة المحتلة، ولم تخرج قواتها إلا بضغط دولي كاد أن يأخذ تدابير حادة معها..
العراق مع صدام حدث انشقاق الحزب الواحد للبعث، وهاجرت القيادة القومية إلى بغداد، وكانت القطيعة حادة إلى حد التآمر بين النظامين بإسقاط أحدهما لصالح الآخر، وبعد صدام كانت دمشق المقر والمعبر للمتطوعين العرب وغيرهم عندما قامت سورية بتدريبهم وإرسالهم للقاعدة، بل هي من احتضن أعضاء حزب البعث العراقي لتشكيل المعارضة ضد حكم بغداد.. فهل موقف تلك الدول جاء تأييداً مبطناً للنظام بلغة استجداء المصالح الاقتصادية؟
ورغم تباين سياسات البلدان الثلاثة، إلا أنها تتعامل مع مشروع الجامعة العربية بما يشبه خيبة الأمل، فكيف تتم مقايضة دم شعب يقود مظاهرات سلمية ويتعرض للإبادة بعشرات الملايين، وما هو رد فعل الشعب السوري لو استطاع اقتلاع قلاع الحكم، وما مدى رسم علاقات إيجابية مع بلدان دعمت وساهمت في تأييد النظام لسبب أناني فقط؟
لقد انشق العرب بعد مقاطعة مصر بعد سلامها مع إسرائيل ونقل مقر الجامعة العربية لتونس، وانقسموا حول احتلال الكويت من قبل قوات صدام بين فرحٍ، وآخر ضد ذلك التصرف المجنون ما تسبب في أضرار لتلك البلدان بفقدانها معونات ودعم الكويت لها بما في ذلك توظيف العديد من العمالة العربية في دوائرها الرسمية والأهلية، فهل يتكرر السيناريو ويفشل القرار العربي؟
الحكومة السورية هي من عاقبت شعبها بقطع المستلزمات الحيوية من مياه وكهرباء وملاحقة المصابين ومنعهم من دخول المستشفيات، والموقف العربي ناتج عن قيمة أخلاقية بتضامنه مع الشعب السوري، لا تسييس هذا الجانب، أو الإضرار بدول عربية أخرى..
الموقف التركي ظل أكثر إيجابية من موقف الدول الثلاث بتضامنها مع دول الجامعة رغم خسائرها المادية التي تفوق غيرها، لكنها أدركت أن النظام لايمكن ردعه إلا بتضامنٍ بينها وبين العرب، وهو وعي متقدم بكسب الشعب أمام سلطة لا تراعي أبسط القواعد الأخلاقية..
العقوبات ليست موجهة ضد الشعب السوري، ولا لاقتطاع مبادلات تجارية مع دول الجوار لسورية، بل كان الاتجاه من أجل الحد من جنون السلطة ووضعها في مواجهة مع أمة عربية لها كلّ الحق في الوقوف ضد أي مظالم يتعرض لها المواطنون.
سورية تقف في مفترق الطرق، فهي لا تقبل الحلول العربية إلا من خلال ما تريده، والأمور تتعقد، ولعل التعامل مع النظام بالصيغ المتقلبة بات أمراً مستحيلاً، والخاسر في النهاية هو النظام، لا الشعب..