- الخميس ديسمبر 08, 2011 8:05 am
#41365
هل يعتلي الإسلاميون سدَّة الحُكْم..؟
شاهدنا في الأيام القليلة الماضية كيف اكتسح حزب النهضة التونسي الانتخابات، وفاز بأغلبية المقاعد، وأصبحت لديه الشرعية المطلقة بتشكيل الحكومة.. إذاً ها هم الإسلاميون يعودون من جديد بعد حُكْم علماني امتد عقوداً عدة.. ولو أعدنا التاريخ قليلاً لوجدنا أن حزب النهضة نفسه قد فاز في الانتخابات التي جرت عام 1989 (دخل أعضاء النهضة مستقلين)، وقام ابن علي حينها بإلغاء الانتخابات، وهرب أعضاء النهضة (الغنوشي وجماعته) إلى باريس ولندن عبر الحدود مع الجزائر، وتم سجن أكثر من 3 آلاف شخص يمثلون الإسلاميين وقتها.
إذاً، عودة الإسلاميين في الوقت الحاضر تدل على أن الشعوب العربية والإسلامية قد ملَّت من وعود الحكومات العلمانية (عادة الحكومات العلمانية لا تفي بأي وعد، وهمُّها أولاً وأخيراً جمع الثروات والالتفاف حول الأنظمة والقوانين لبقاء السلطة الدكتاتورية بيدها إلى أقصى مدة ممكنة والزج بالمعارضين في دهاليز السجون).
إذاً، لم يكن حزب النهضة وليد اليوم، بل لديه أجندة وأيديولوجيا منذ عقود، وها هو يعود ويكتسح الانتخابات.. فلو ألقينا نظرة سريعة على الانتخابات التي جرت على سبيل المثال في ولاية (الكاف) نجد أن مجموع الناخبين 45700 ناخب، وعدد المقاعد 6 مقاعد لكل ولاية، وعدد مَنْ صوَّت لحزب النهضة 23015، أي 50% من الأصوات، وكان من المفروض أن تنال النهضة 3 مقاعد من مجموع المقاعد الـ6، ولكن القانون التونسي الذي وافقت عليه الأحزاب كافة، بما فيها النهضة، منحها مقعدين فقط (50% من الأصوات = 35% من المقاعد). وفي ولاية بنزرت عدد المصوِّتين 139000 ناخباً، النهضة حصلت على 80576 صوتاً، أي 57% من الأصوات، لكنها فازت بـ4 مقاعد من مجموع المقاعد المخصصة لولاية بنزرت، أي 44% من مقاعد الولاية، بمعنى أن حزب النهضة اكتسح الانتخابات.
تركيا استطاعت أن تحقق شوطاً كبيراً في ممارسة الديمقراطية، واستطاع الحزب الحاكم في تركيا أن يبرهن على أن المرجعية الإسلامية ليست بالضرورة انقلاباً على الديمقراطية بقدر ما هي تدعيم وحفاظ لها من أن تنجرف إلى الإباحية المطلقة في المال والعِرْض والفِكْر.
الإخوان في انتخابات مصر حصلوا على 30%، وهذا هو المعلن، لكن قد تكون الأيام القادمة حبلى بالكثير من المفاجآت، وأتوقع أن يحصد الإسلاميون في اليمن وسوريا النسب الكبيرة في الانتخابات القادمة (بعد أن تؤول الأمور هناك كما آلت إليه في تونس وليبيا).. هذه الثورات العربية ضد الحكام المستبدين، سببها أن هذه الشعوب قد أصابها الملل من العلمانية وحكامها، وتنظر إلى الإسلام على أنه الحل الوحيد المنتظر لمشاكلها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كافة.. شاهدنا وتابعنا الثورة في ليبيا، وكيف أن المنتصرين أعلنوها مراراً وتكراراً ألا حكم إلا بالإسلام، وأن أي قانون يتعارض مع الشريعة الإسلامية لن يكون محله ليبيا.
عندما نعطي الناس حرياتهم في الاختيار فمن الطبيعي أن يعودوا إلى الفطرة، وهذا هو التفكير المنطقي عن آرائهم؛ فهم يعبِّرون عنها بالفطرة، وحينما تطلب منهم تحديد الاتجاه قطعاً سيحددون الاتجاه نحو الإسلام. خمسون عاماً من العلمانية في العالَم لم تُحِلّ الإشكال والمشاكل.. خمسون عاماً من العلمانية في عالمنا العربي والإسلامي لم تنهض بالأمة؛ فالتغيير الآن هو العودة إلى الإسلام (أن نجعل الشعوب هي من تختار دون قيود، سيكون الدين الإسلامي هي اختياراتهم)، ولكننا نؤمن بأن حكم الإسلاميين لن يكون كحكومة طالبان؛ فالإرهاب والقتل والدمار الذي خلفته القاعدة وحكومة طالبان بوصفها نموذجاً لحكومة "إسلامية" لا تريد هذه الشعوب تكراره، وقد أدركت السلبيات المتعددة في هذه النماذج، ولكن هذه الشعوب تبحث عن الإسلام المعاصر الذي يحافظ على الثوابت ويراعي تطورات الحياة المعاصرة، ولنا في النموذج التركي خير دليل.. ولكننا بحاجة إلى أن نتدارسه جيداً، ونتعلم من سلبياته وإيجابياته؛ حتى نستفيد من الإيجابيات، ونتجاوز السلبيات.
فهل ينجح الإسلاميون في ذلك؟..
شاهدنا في الأيام القليلة الماضية كيف اكتسح حزب النهضة التونسي الانتخابات، وفاز بأغلبية المقاعد، وأصبحت لديه الشرعية المطلقة بتشكيل الحكومة.. إذاً ها هم الإسلاميون يعودون من جديد بعد حُكْم علماني امتد عقوداً عدة.. ولو أعدنا التاريخ قليلاً لوجدنا أن حزب النهضة نفسه قد فاز في الانتخابات التي جرت عام 1989 (دخل أعضاء النهضة مستقلين)، وقام ابن علي حينها بإلغاء الانتخابات، وهرب أعضاء النهضة (الغنوشي وجماعته) إلى باريس ولندن عبر الحدود مع الجزائر، وتم سجن أكثر من 3 آلاف شخص يمثلون الإسلاميين وقتها.
إذاً، عودة الإسلاميين في الوقت الحاضر تدل على أن الشعوب العربية والإسلامية قد ملَّت من وعود الحكومات العلمانية (عادة الحكومات العلمانية لا تفي بأي وعد، وهمُّها أولاً وأخيراً جمع الثروات والالتفاف حول الأنظمة والقوانين لبقاء السلطة الدكتاتورية بيدها إلى أقصى مدة ممكنة والزج بالمعارضين في دهاليز السجون).
إذاً، لم يكن حزب النهضة وليد اليوم، بل لديه أجندة وأيديولوجيا منذ عقود، وها هو يعود ويكتسح الانتخابات.. فلو ألقينا نظرة سريعة على الانتخابات التي جرت على سبيل المثال في ولاية (الكاف) نجد أن مجموع الناخبين 45700 ناخب، وعدد المقاعد 6 مقاعد لكل ولاية، وعدد مَنْ صوَّت لحزب النهضة 23015، أي 50% من الأصوات، وكان من المفروض أن تنال النهضة 3 مقاعد من مجموع المقاعد الـ6، ولكن القانون التونسي الذي وافقت عليه الأحزاب كافة، بما فيها النهضة، منحها مقعدين فقط (50% من الأصوات = 35% من المقاعد). وفي ولاية بنزرت عدد المصوِّتين 139000 ناخباً، النهضة حصلت على 80576 صوتاً، أي 57% من الأصوات، لكنها فازت بـ4 مقاعد من مجموع المقاعد المخصصة لولاية بنزرت، أي 44% من مقاعد الولاية، بمعنى أن حزب النهضة اكتسح الانتخابات.
تركيا استطاعت أن تحقق شوطاً كبيراً في ممارسة الديمقراطية، واستطاع الحزب الحاكم في تركيا أن يبرهن على أن المرجعية الإسلامية ليست بالضرورة انقلاباً على الديمقراطية بقدر ما هي تدعيم وحفاظ لها من أن تنجرف إلى الإباحية المطلقة في المال والعِرْض والفِكْر.
الإخوان في انتخابات مصر حصلوا على 30%، وهذا هو المعلن، لكن قد تكون الأيام القادمة حبلى بالكثير من المفاجآت، وأتوقع أن يحصد الإسلاميون في اليمن وسوريا النسب الكبيرة في الانتخابات القادمة (بعد أن تؤول الأمور هناك كما آلت إليه في تونس وليبيا).. هذه الثورات العربية ضد الحكام المستبدين، سببها أن هذه الشعوب قد أصابها الملل من العلمانية وحكامها، وتنظر إلى الإسلام على أنه الحل الوحيد المنتظر لمشاكلها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كافة.. شاهدنا وتابعنا الثورة في ليبيا، وكيف أن المنتصرين أعلنوها مراراً وتكراراً ألا حكم إلا بالإسلام، وأن أي قانون يتعارض مع الشريعة الإسلامية لن يكون محله ليبيا.
عندما نعطي الناس حرياتهم في الاختيار فمن الطبيعي أن يعودوا إلى الفطرة، وهذا هو التفكير المنطقي عن آرائهم؛ فهم يعبِّرون عنها بالفطرة، وحينما تطلب منهم تحديد الاتجاه قطعاً سيحددون الاتجاه نحو الإسلام. خمسون عاماً من العلمانية في العالَم لم تُحِلّ الإشكال والمشاكل.. خمسون عاماً من العلمانية في عالمنا العربي والإسلامي لم تنهض بالأمة؛ فالتغيير الآن هو العودة إلى الإسلام (أن نجعل الشعوب هي من تختار دون قيود، سيكون الدين الإسلامي هي اختياراتهم)، ولكننا نؤمن بأن حكم الإسلاميين لن يكون كحكومة طالبان؛ فالإرهاب والقتل والدمار الذي خلفته القاعدة وحكومة طالبان بوصفها نموذجاً لحكومة "إسلامية" لا تريد هذه الشعوب تكراره، وقد أدركت السلبيات المتعددة في هذه النماذج، ولكن هذه الشعوب تبحث عن الإسلام المعاصر الذي يحافظ على الثوابت ويراعي تطورات الحياة المعاصرة، ولنا في النموذج التركي خير دليل.. ولكننا بحاجة إلى أن نتدارسه جيداً، ونتعلم من سلبياته وإيجابياته؛ حتى نستفيد من الإيجابيات، ونتجاوز السلبيات.
فهل ينجح الإسلاميون في ذلك؟..