- الخميس ديسمبر 08, 2011 8:16 am
#41366
من أبلغ ما قيل في الماركسية لم يكن ما كتبه ماركس وإنما ما قالته له زوجته.. في حين كان منكبا على كتابه «رأس المال»، قالت: ليتك توقفت قليلا عن الكتابة عن رأس المال وكسبت لنا شيئا من رأس المال! فقد كانت أسرته تعيش في ضيق مالي شديد وتعتمد على صدقات صاحبه في النضال إنجلز. بيد أن إنجلز هذا كان هو الآخر يعيش عالة على ثروة أسرته البرجوازية.
كان هذا ديدن قادة الشيوعية والاشتراكية والثوريين عموما في العالم.. قلما تولى أي منهم منصبا مسؤولا في الدولة ليعرف متطلبات وخفايا هذه المسؤولية؛ مسؤولية إدارة دولة وحكمها.. قضوا معظم حياتهم في دراسة الأدبيات الثورية والنظريات الفلسفية والبرامج الحزبية وطبعا العمل الثوري، بل وكثيرا ما قضوا سنينا في السجون والمنافي.. كانوا غالبا ما يعتمدون على الحزب والأنصار وإدارة السجون في إعاشتهم. عاش الموسرون منهم، كإنجلز، على ثروة أسرتهم.. لم يتعاملوا مع الفلوس ليعرفوا قيمتها عمليا؛ كيف تكسبها وتصرفها وتستثمرها. الفلوس عندهم مجرد أرقام تقرأ عنها في الكتب.
رغم كل ما يقولونه عن المادة في تفسير التاريخ وتوجه المجتمع، فإنهم في الحقيقة عاشوا في دنيا الخيال والمثاليات. جرهم ذلك للوقوع في تلك الهاوية التي أودت بالاشتراكية للفشل، ألا وهي تجاهل الحافز المادي في نشاط الإنسان.. في بذل جهده العضلي والفكري في العمل والإنتاج. تصوروا أن مجرد طرد الرأسمالي المالك وتسليم المعمل أو الأرض للدولة سيجعل العامل والفلاح يتفانى في عمله، وهو ما لم يحدث، وأفلس النظام الاشتراكي.
بيد أن الرأسمالية تتحمل جزءا من هذا الفشل في غرس روح الاستهلاك وفكرة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» في نفوس العمال والكسبة. وعندما لا يجد العامل ما يكفي في جيبه لشراء الموديل الجديد من التلفاز، يأتي إليه ممثل البنك ويقول له: نحن نقرضك الفلوس.. تمر الأيام ويصبح العامل غارقا في الديون.
رفعت الأحزاب العمالية والاشتراكية هذه الذهنية إلى مستوى الدولة؛ فهي تعد بزيادة الأجور والامتيازات والخدمات والضمانات وفرص العمل، دون أن تحسب تكاليف ذلك.. من أين تأتي الفلوس؟ يأتيهم صيارفة البنوك الكبرى ويقولون لهم: نحن نقرضكم ونشتري سنداتكم، فالبنوك لديها أموال مكدسة لا بد من استثمارها.. تقرضها لهم بفوائد عالية دون أن تمحص في قدرتهم على دفع الفوائد، هذا ما وقعت فيه حكومة باباندريو الاشتراكية في اليونان.. تجاوزت ديونها الآن 282 مليار جنيه إسترليني. الملاحظ أن معظم الحكومات الاشتراكية في العالم تقع في هذه المشكلة. ومن المعتاد أن يسقطها الناخبون عندئذ ويأتون بحكومة محافظة تتولى ترقيع البدلة الممزقة. هذا ما جرى في بريطانيا الآن.. إنهم يسمون المحافظين بـ«حزب ربة البيت العاقلة».
يستطيع الاشتراكيون تفادي الاقتراض بزيادة الضرائب على الأغنياء، ولكن هذا يؤدي إلى هروب الرساميل للخارج، وهو ما حدث الآن بتحويلها إلى الفرنك السويسري، وهذا هو المأزق.. ضرائب أعلى أم ديون أكبر؟
الحل الثالث هو منع تحويل الأموال، وهذا يعني ربط الاشتراكية بالديكتاتورية.
كان هذا ديدن قادة الشيوعية والاشتراكية والثوريين عموما في العالم.. قلما تولى أي منهم منصبا مسؤولا في الدولة ليعرف متطلبات وخفايا هذه المسؤولية؛ مسؤولية إدارة دولة وحكمها.. قضوا معظم حياتهم في دراسة الأدبيات الثورية والنظريات الفلسفية والبرامج الحزبية وطبعا العمل الثوري، بل وكثيرا ما قضوا سنينا في السجون والمنافي.. كانوا غالبا ما يعتمدون على الحزب والأنصار وإدارة السجون في إعاشتهم. عاش الموسرون منهم، كإنجلز، على ثروة أسرتهم.. لم يتعاملوا مع الفلوس ليعرفوا قيمتها عمليا؛ كيف تكسبها وتصرفها وتستثمرها. الفلوس عندهم مجرد أرقام تقرأ عنها في الكتب.
رغم كل ما يقولونه عن المادة في تفسير التاريخ وتوجه المجتمع، فإنهم في الحقيقة عاشوا في دنيا الخيال والمثاليات. جرهم ذلك للوقوع في تلك الهاوية التي أودت بالاشتراكية للفشل، ألا وهي تجاهل الحافز المادي في نشاط الإنسان.. في بذل جهده العضلي والفكري في العمل والإنتاج. تصوروا أن مجرد طرد الرأسمالي المالك وتسليم المعمل أو الأرض للدولة سيجعل العامل والفلاح يتفانى في عمله، وهو ما لم يحدث، وأفلس النظام الاشتراكي.
بيد أن الرأسمالية تتحمل جزءا من هذا الفشل في غرس روح الاستهلاك وفكرة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» في نفوس العمال والكسبة. وعندما لا يجد العامل ما يكفي في جيبه لشراء الموديل الجديد من التلفاز، يأتي إليه ممثل البنك ويقول له: نحن نقرضك الفلوس.. تمر الأيام ويصبح العامل غارقا في الديون.
رفعت الأحزاب العمالية والاشتراكية هذه الذهنية إلى مستوى الدولة؛ فهي تعد بزيادة الأجور والامتيازات والخدمات والضمانات وفرص العمل، دون أن تحسب تكاليف ذلك.. من أين تأتي الفلوس؟ يأتيهم صيارفة البنوك الكبرى ويقولون لهم: نحن نقرضكم ونشتري سنداتكم، فالبنوك لديها أموال مكدسة لا بد من استثمارها.. تقرضها لهم بفوائد عالية دون أن تمحص في قدرتهم على دفع الفوائد، هذا ما وقعت فيه حكومة باباندريو الاشتراكية في اليونان.. تجاوزت ديونها الآن 282 مليار جنيه إسترليني. الملاحظ أن معظم الحكومات الاشتراكية في العالم تقع في هذه المشكلة. ومن المعتاد أن يسقطها الناخبون عندئذ ويأتون بحكومة محافظة تتولى ترقيع البدلة الممزقة. هذا ما جرى في بريطانيا الآن.. إنهم يسمون المحافظين بـ«حزب ربة البيت العاقلة».
يستطيع الاشتراكيون تفادي الاقتراض بزيادة الضرائب على الأغنياء، ولكن هذا يؤدي إلى هروب الرساميل للخارج، وهو ما حدث الآن بتحويلها إلى الفرنك السويسري، وهذا هو المأزق.. ضرائب أعلى أم ديون أكبر؟
الحل الثالث هو منع تحويل الأموال، وهذا يعني ربط الاشتراكية بالديكتاتورية.