- الخميس ديسمبر 08, 2011 8:20 am
#41368
احتفلت بريطانيا قبل أيام بما تحتفل به سنويا بخشوع بما يسمى يوم الذكرى. وهو يوم تذكر قتلى الحربين العالميتين وسواهما من الحروب التي خاضوها مؤخرا.
عند كل شروق الشمس
وعند كل غروب الشمس
سنتذكرهم.
تتوجه كل وسائل الإعلام عندهم لعدة أيام لتغطية ذكريات الحرب. وكان المعتاد أن يتذكروا بطولات من ماتوا ومن بقوا. بيد أن هذا التبجح بالبطولات والانتصارات أخذ يتلاشى مؤخرا وتأخذ محله ذكريات الأفعال السلامية وروح المحبة خلال الحرب. شهدت في احتفالات هذا العام برنامجا تلفزيونيا عن معركة نهر بليت ومصير البارجة الألمانية غراف سبي. هذه المعركة شغلت الرأي العام العالمي ووسائل الإعلام لعدة أيام سنة 1939.
كانت هذه البارجة مفخرة الصناعة الألمانية، فقد بزت بسرعتها ومدى مدفعيتها وأجهزتها المتطورة كل سفن العالم. بعث بها هتلر إلى جنوب المحيط الأطلسي لتقطع خطوط النقل البحري لبريطانيا. أسندت قيادتها للكوماندر هانس لانغسدورف. وكان رجلا متدينا جدا وتأثر بتعاليم المسيح عليه السلام وكاد في الواقع يترهبن، ولكنه غير رأيه ودخل الكلية البحرية.
طبق أساليب بارعة في مراوغة الأسطول البريطاني وأغرق شتى السفن التجارية. ولكنه حالما أغرق سفينة أسرع لإنقاذ بحارتها واستضافتهم على متن بارجته، مما زاد من مسؤولياته الحربية. أمرته القيادة بأن يتحاشى القتال مع السفن الحربية البريطانية ويركز فقط على ضرب السفن التجارية. فعل ذلك ولكنه وجد من الجبن والظلم أن يهجم على سفينة تجارية مسالمة ويهرب من مقاتلة السفن الحربية. فعصى أوامر القيادة وسار ببارجته لمقاتلة البوارج العسكرية. جرت المعركة على مقربة من نهر بليت قريبا من الأوروغواي، أسفرت عن إصابة البوارج البريطانية الثلاث، اجاكس واكستر واكليس. ولكن 32 بحارا شابا من سفينته قتلوا بنيران العدو. أنزلوا جثثهم إلى العنبر حيث ذهب الكوماندر للصلاة عليهم. وهناك راعه مشهد هؤلاء الفتيان، كلهم دون العشرين من عمرهم وقد تمزقت أجسامهم. هزه المشهد وأثر على نفسيته الدينية. وبعين الوقت تعرضت الغراف سبي لأضرار اقتضت إصلاحها في ميناء مونتفديو القريب. استطاع الإنجليز أن يخدعوه ببرقيات وهمية أقنعته بأن بوارج بريطانية أخرى قادمة لمواجهته. تمكن الإنجليز كذلك من إقناع حكومة الأوروغواي بأن بقاء سفينة حربية في مينائهم يعتبر خرقا لحياد البلاد. فأنذروا لانغسدورف بمغادرة الميناء.
تصور لانغسدورف أنه اقتضى عليه أن يخوض معركة ضارية مع العدو. وسيترتب عليها موت المئات من هؤلاء البحارة الشباب من الطرفين، مما حز في ضميره المسيحي، وهو يستدعي مشهد صفوف تلك الجثث التي رآها. فاتخذ هذا القرار الخطير. أمر بمغادرة كل البحارة من السفينة. ثم سار بها نحو الأسطول البريطاني وفجر مفخرة الصناعة الألمانية والأسطول الألماني، البارجة غراف سبي، وأغرقها دون أي قتال. عاد إلى الساحل وصلى في الكنيسة على أرواح من قتلوا وحضر دفنهم. ثم أطلق الرصاص على نفسه وانتحر. فضل الموت على إطاعة أوامر هتلر.
كتب وقيل الكثير عنه. ما أقوله أنا: لا تخلط بين الدين والسياسة.
عند كل شروق الشمس
وعند كل غروب الشمس
سنتذكرهم.
تتوجه كل وسائل الإعلام عندهم لعدة أيام لتغطية ذكريات الحرب. وكان المعتاد أن يتذكروا بطولات من ماتوا ومن بقوا. بيد أن هذا التبجح بالبطولات والانتصارات أخذ يتلاشى مؤخرا وتأخذ محله ذكريات الأفعال السلامية وروح المحبة خلال الحرب. شهدت في احتفالات هذا العام برنامجا تلفزيونيا عن معركة نهر بليت ومصير البارجة الألمانية غراف سبي. هذه المعركة شغلت الرأي العام العالمي ووسائل الإعلام لعدة أيام سنة 1939.
كانت هذه البارجة مفخرة الصناعة الألمانية، فقد بزت بسرعتها ومدى مدفعيتها وأجهزتها المتطورة كل سفن العالم. بعث بها هتلر إلى جنوب المحيط الأطلسي لتقطع خطوط النقل البحري لبريطانيا. أسندت قيادتها للكوماندر هانس لانغسدورف. وكان رجلا متدينا جدا وتأثر بتعاليم المسيح عليه السلام وكاد في الواقع يترهبن، ولكنه غير رأيه ودخل الكلية البحرية.
طبق أساليب بارعة في مراوغة الأسطول البريطاني وأغرق شتى السفن التجارية. ولكنه حالما أغرق سفينة أسرع لإنقاذ بحارتها واستضافتهم على متن بارجته، مما زاد من مسؤولياته الحربية. أمرته القيادة بأن يتحاشى القتال مع السفن الحربية البريطانية ويركز فقط على ضرب السفن التجارية. فعل ذلك ولكنه وجد من الجبن والظلم أن يهجم على سفينة تجارية مسالمة ويهرب من مقاتلة السفن الحربية. فعصى أوامر القيادة وسار ببارجته لمقاتلة البوارج العسكرية. جرت المعركة على مقربة من نهر بليت قريبا من الأوروغواي، أسفرت عن إصابة البوارج البريطانية الثلاث، اجاكس واكستر واكليس. ولكن 32 بحارا شابا من سفينته قتلوا بنيران العدو. أنزلوا جثثهم إلى العنبر حيث ذهب الكوماندر للصلاة عليهم. وهناك راعه مشهد هؤلاء الفتيان، كلهم دون العشرين من عمرهم وقد تمزقت أجسامهم. هزه المشهد وأثر على نفسيته الدينية. وبعين الوقت تعرضت الغراف سبي لأضرار اقتضت إصلاحها في ميناء مونتفديو القريب. استطاع الإنجليز أن يخدعوه ببرقيات وهمية أقنعته بأن بوارج بريطانية أخرى قادمة لمواجهته. تمكن الإنجليز كذلك من إقناع حكومة الأوروغواي بأن بقاء سفينة حربية في مينائهم يعتبر خرقا لحياد البلاد. فأنذروا لانغسدورف بمغادرة الميناء.
تصور لانغسدورف أنه اقتضى عليه أن يخوض معركة ضارية مع العدو. وسيترتب عليها موت المئات من هؤلاء البحارة الشباب من الطرفين، مما حز في ضميره المسيحي، وهو يستدعي مشهد صفوف تلك الجثث التي رآها. فاتخذ هذا القرار الخطير. أمر بمغادرة كل البحارة من السفينة. ثم سار بها نحو الأسطول البريطاني وفجر مفخرة الصناعة الألمانية والأسطول الألماني، البارجة غراف سبي، وأغرقها دون أي قتال. عاد إلى الساحل وصلى في الكنيسة على أرواح من قتلوا وحضر دفنهم. ثم أطلق الرصاص على نفسه وانتحر. فضل الموت على إطاعة أوامر هتلر.
كتب وقيل الكثير عنه. ما أقوله أنا: لا تخلط بين الدين والسياسة.